مراد جوان : اللغة الكردية : ترجمة: دلاور زنكي

G.M.K Team

G.M.K Team



لما كانت اللغة الكردية لغة شعب واقع تحت هيمنة المحتلين لم تتهيأ لها مؤسسات أدبية أو علمية أو تاريخية للاعتناء بها والارتقاء بها ولم تتوفر لها البحوث الجادة للسير بها إلى مكانة مرموقة باستثناء بعض الأقلام الشخصية ذات الكفاءات العلمية وأصحاب هذه الأقلام لم يحصلوا في داخل كردستان على فرص ومجال للإبداع ويعيش أصحابها تحت إرهاب وقمع نظام محتل استبدادي.
أما في كردستان العراق فقد كان الوضع مختلفاً وكانت اللغة تتمتع ببعض الحرية في ظل الحكم الذاتي، والذي كان ثمرة الثورة الكردية عام 1960،(بزعامة القائد الخالد ملا مصطفى البارزاني)، وفي هذه الرقعة يمكن للمرء
وبعد أن أخفق الأتراك في اثبات هذه النظرية السخيفة وعجزوا عن تحقيق غايتهم ساندوا بعض الجهات التي ترى أن من صلاح أمرها السير في هذا السبيل.
والداعون اليوم إلى هذا النهج هم بعض الأرمن المتطرفين الذين يحلمون بقيام الدولة الأرمنية العظمى وذلك بضم المناطق الشمالية والشرقية من أراضي كردستان إلى أرض “أرمينيا الكبرى”. ولأن هؤلاء المتطرفين يعلمون خلوّ المناطق “الزازية” من الأرمن فهم متذرعون بنظرية هزيلة عجفاء تزعم أن “الزاز” هم عنصر أرمني وبشكل خاص “الزاز العلويون” في مناطق “ديرسم” وأن اللهجة “الزازية” هي قريبة من اللغة الأرمنية. كما يحاول أصحاب الإيديولوجيات من الفرس بكل الوسائل المتاحة إلحاق اللغة الكردية باللغة الفارسية، والاعتراف بها فرعاً منها. وقد وقع بعض الباحثين الأجانب في مثل هذا الخطأ ونشروه في كتاباتهم متأثرين بأولئك المتطرفين المرجفين الذين يروّجون الأخطاء ويشوهون الحقائق، ومهما يكن عدد هؤلاء المغرر بهم قليلاً فقد حملوا قناعات مختلفة ومتناقضة عند تحليلهم اللغة الكردية ودراستها والتنقيب عن جذورها وقالوا: إن اللغة الكردية ليست ذات كينونة مستقلة وإنها لهجة من الفارسية القديمة أو الفارسية الحديثة.2
وعلى الرغم من جميع المتاعب والغموض فإن جميع الدراسات المنصبة على أحوال اللغة الكردية والبحوث التي تناولت دراستها دراسة تاريخية من حيث الشكل والصرف وفقه اللغة أقرت بأنّ اللغة الكردية لغة مستقلة ذات كيان متفرد ولها تاريخ راسخ ووطيد.
وبناء على هذه الدراسات فإن اللغة الكردية فرع من فروع الـ”هندو- أوربية” التي تتفرع منها اللغات الإيرانية أي أنها تقع ضمن مجموعة لغات إيران الشمالية وقد وجد الباحثون وفقهاء اللغة صلات قرابة قريبة أو بعيدة بين جميع لغات العالم وصنفوها في أسر هي:
1-أسرة اللغات الـ هندو- أوربية.
2-أسرة اللغات السامية التي تضم اللغة العربية والإبرامية والأكادية.3
3-أسرة لغات “البانتو” هي مجموعة مؤلفة من بعض اللغات الأفريقية.
4-أسرة اللغات “اللينية” المؤلفة من اللغات اللينية والتيبتية.
5-أسرة لغات أورال- آتاي، التي تشتمل على اللغة “الفينية” و “المجرية” و “الأستونية” و “الأويغورية” و “السامويتية” و”التركية” و”المغولية” و”المانوية”.
والأسرة الهندو-أوربية التي تنتمي إليها اللغة الكردية تنقسم إلى شطرين: الشطر الأوروبي والشطر الآسيوي.
الشطر الأوروبي يتفرع إلى ثلاث لغات: اللغة الجرمانية، واللغة الرومانية، واللغة السلافية.
توجد بين فروع اللغة الأرمنية لغات اسكندنافية: السويدية والنرويجية والدانماركية والايسلندية. وفي هذا الفرع توجد اللغة الألمانية والفلامينية والانكليزية. واللغات الرومانية مركبة من البرتغالية والاسبانية والفرنسية والايطالية وفي فرع اللغات السلافية توجد اللغة الروسية والأكرانية والبلغارية والصربية، والبولونية (Lehî). كما تقع اللغة اليونانية والارناؤوطية “الألبانية” واللتوانية والكلتية والباسكية . وفي الشطر الأوروبي من أسرة اللغات الهندو-أوروبية.
وفي القسم الآسيوي من أسرة اللغات الهندو-أوروبية تتوزع هذه اللغات على أساس اللغات الهندو-أوربية الإيرانية كالتالي:
الفرع الهندي يتألف من السنسكريتية والسندية والأوردية والهندية الحديثة والبهارية والبنغالية والماراسية والكورايية والبنجانبية والسنغالية.
وفي فرع اللغات الإيرانية توجد الفارسية القديمة” ومنها الفارسية الوسطى البهلوية. ومن الفارسية الوسطى الفارسية الحديثة”: الآفستية، والسوغدية، والبلوجية، والبشتوية، والاوستية والكردية. واللغات الإيرانية تنقسم من حيث التركيب والقواعد اللغوية إلى ثلاثة أقسام: الكردية في مجموعة إيران الشمالية الغربية والفارسية في مجموعة إيران الجنوبية القريبة. وجميع لغات العالم محصورة من حيث البناء في ثلاثة أجزاء4.
1-اللغات البسيطة “ذات المقطع الواحد”.. وتشتمل هذه المجموعة على اللغة “اللينية” و”التبتيه”.
2-اللغات المركبة: اللغة “التركية” و “الفينية” و”المجرية” تقع ضمن هذه المجموعة.
3-اللغات التصريفية: اللغات الهندو-أوروبية والسامية تقع ضمن هذه المجموعة واستناداً إلى هذا التوزيع فإن اللغة الكردية تقع ضمن اللغات التصريفية.
انتشار اللغة الكردية جغرافياً:
عن المناطق التي يعيش عليها الأكراد يتحدث المؤرخ الكردي الشهير: شرف خان البدليسي في كتابه “شرف نامه” كالتالي:
تبدأ حدود بلاد الأكراد من سواحل بحر “هرمز” “خليج البصرة” المتفرع من “أوقيانوسيا” بخط مستقيم وصولاً إلى أواخر ولايتي “ملاطيا” و “مرعش” وعلى هذا المنوال تقع بلاد فارس في شمال هذه الحدود والعراق العجمي وآزربيجان التي تؤلف أرمينيا “الصغرى” وأرمينيا” الكبرى”. وتقع في جنوب هذه الحدود العراق العربي و”الموصل” و”دياربكر”. ومع هذا وذاك فإن قبائل وعشائر كثيرة وأفراداً كثيرين من نسل هؤلاء من الشرق إلى الغرب تفرقوا في بلاد شتى.(1) وفي هذه الأيام فإن اللغة الكردية هي اللغة التي يتحدث بها الناس في آسيا “الصغرى” على الأرض الواقعة بين “الأناضول” وقفقاسيا والفرس والعرب.
لهذه اللغة /الكردية/ جارات ففي الغرب اللغة التركية وفي الشمال الأرمنية وفي الشمال الشرقي “الآزرية” وفي الشرق الفارسية وفي الجنوب اللغة العربية. وقد تجزأت أرض كردستان وتوزعت بين الحدود الإيرانية والعراقية والسورية والتركية.
وهكذا فإن مناطق غرب إيران وجنوب غرب إيران. وجميع شمال العراق وشمال شرق العراق وشمال سوريا وشرق تركيا وجنوب شرق تركيا هي المناطق الأصلية للتحدث باللغة الكردية.
والمجتمعات التي تتداول حديثها باللغة الكردية موجودة –أيضاً- في أرمينيا وتركمانستان وباكستان “بلوجستان باكستان” وأفغانستان والهند ولبنان. كما نرى هذه المجتمعات تقيم في كثير من مدن العالم وعواصمها مثل: خراسان، وطهران، وبغداد، ودمشق، وأنقرة، واستانبول، وقونية، وأزمير، ولهذه المجتمعات الناطقة الكردية كثافة سكانية في هذه المناطق. إن وجود الأكراد في هذه المناطق- بالنسبة لبعضهم- له تاريخ قديم يعود إلى مئات السنين الغابرة وبالنسبة للبعض الآخر فقد بدأ وجودهم في خلال هذا القرن منذ عشرات الأعوام الأخيرة إما بسبب النفي والتهجير القسري أو فراراً من الظلم والاضطهاد. وفي هذا الصدد نقول: إن نصف مليون من الأكراد موجودون في البلاد الأوروبية وأمريكا واستراليا.
ولكي نلمّ بالمناطق الأصلية لللغة الكردية ينبغي لنا إيضاح اللوحة التالية:
تبدأ اللوحة –في الشمال- في أرمينيا من “لينين كان” غرباً باتجاه مدن “قارس” و”أرزروم” و”أرزنجان” والناحية الشرقية من مدينة “سيواس” وقضاء مدينة “ساريز” القيصرية. وتضع اللوحة هذه المناطق تحت هيمنتها. ثم يمتد خط اللوحة إلى “مرعش” و “قرك خان” متجاوزاً الحدود التركية السورية حتى يصل إلى منطقة “عفرين” “جبل الأكراد” في شمال مدينة “حلب” ثم متجهاً إلى “كوباني” “عين العرب” و رأس عين” و “الدرباسية” و”عامودة” والقامشلي وبعد أن تضم اللوحة جميع المناطق في الجزيرة السورية يتجه خطها إلى أطراف دجلة نزولاً إلى “الموصل” وجبال “سنجار”، والمناطق الجنوبية لسلسلة جبال “همرين”. وفي داخل العراق يصل هذا الخط إلى حدود “تكريت” حيث تضم اللوحة هناك “مندلي” وجبل “بيشت كيو” داخلة في الحدود الإيرانية لتصل إلى شمال “لورستان” ثم تضم “بيشت كيو” و”بيش كيو” و”بالاغريو” و”بختيار” و”كاه كهي” و”مومساني”.
ومن الشمال باتجاه الشرق ثم إلى الجنوب تحدد اللوحة مناطق وجود اللغة الكردية الواقعة على ضفاف نهر “أرَز” في إيران: “ماكو” و “خوي” وسواحل بحيرة “أورميا” الغربية، وجبل “سَهَنْد” الواقع في شمال “مراغ”… وهذا الخط يستمر متقدماً بشكل متعرج إلى “أهمداوا” و “مسير آباد” و”بيجار” “المدينة الكردية الأخيرة في الشرق الشمالي”، وهكذا تضم اللوحة هذه المناطق وتضعها تحت جناحيها. ويتقدم هذا الخط مخترقاً القرى والنواحي التابعة لمدينة “أسداوا” التي تقع في غرب مدينة “همدان”.. ثم يمتد حتى “كاريز” و”آلي لادر” و”شاركردي” وهذه المدينة تقع في غرب “أصفهان”. وبعد ذلك ينحدر هذا الخط إلى مدن “كوزير ون” و “هساري” (2).
اللهجات الكردية:
إن اللغة الكردية التي يُنطق بها على أرض واسعة شاسعة الأطراف تتألف من لهجات متعددة. وقد جرت بحوث شتى ومختلفة عن اللهجات الكردية، وبطرق مستقلة. ففي هذا المجال قد يعثر المرء على نظريات متفاوتة ومعلومات جمة. وحيث –في مرات كثيرة- ترد أسماء لهجات ومناطق وعشائر وأديان ومذاهب فإن المرء قد يعثر فيها على اسم مستقل. وهذه اللهجات المختلفة لها تسميات كثيرة تحمل اسم العشيرة التي تتكلم بهذه اللهجة أو اسم المذهب الذي يعتنقه الناطقون بهذه اللهجة أو اسم المنطقة التي يقيمون فيها أو الإمارة التي يعيشون فيها ونتيجة لما سبق ظهرت أسماء بعض اللهجات المستقلة. ففي شمال كردستان الإيرانية لهجة كردية تدعى “شكاكي” واللهجة الكردية في كردستان العراق تسمى “البهدينية”. وفي كردستان تركيا يتحدث الناس باللهجة “الكرمانجية”.. وتسمى هذه اللهجة لدى “الدمليين” “الزازان” الكرداسية أو “هَرهَ وَرهَ”.
ولغة وسط كردستان “إيران” تدعى “الموكرية” والناس في تركيا وسوريا وفي مناطق بهدينان يدعونها “الصورانية” واللهجة المعروفة في بعض المناطق باسم “الزازية” يطلق عليها في أماكن أخرى أسماء مختلفة، مثل: الدملكية والكردكية والكرمانجكية أو “سه بي ته”. وفي بعض المصادر نجد أن الـ”هورمانية” تحمل هذه الأسماء: الـ”كورانية” و الـ”كاكائية” و الـ”هورامية” والـ”ماوية” أو “الكردية”. ويرى بعض الناس أن “الكورانية” و “اللورية” و “الزازية” ليست سوى لهجة واحدة وهي أساس اللهجات الكردية. والبعض الآخر يعتبر هذه اللهجات لغات مختلفة ومستقلة. والبعض يحسبها “أي يحسبون الثلاثة” لهجات مستقلة في اللغة الكردية. ويرى آخرون أن “اللورية” ليست من اللغة الكردية في شيء. وخارجة عن نطاقها.
و”اللورية” تنقسم إلى لهجتين “اللورية الكبرى” و”اللورية الصغرى” إلا أن أشخاصاً يرفضون أن تكون “اللورية” لهجة كردية “بين هؤلاء الأشخاص من يجعلها لهجة فارسية ومن يعتبرها لغة مستقلة” ولكنهم يجدون “اللورية الصغرى” لهجة كردية.
ليس بوسع المرء أن يزعم أن بحوثاً عميقة وكافية قد جرت في شأن اللهجات الكردية وأنها أثمرت ثمراً يانعاً. وهنا سنحاول إيراد بعض الآراء حسب المصادر والوثائق التي بين أيدينا وكتاب الـ”شرف نامه” أهم مصدر في هذا الموضوع وهذه الآراء التي سنثبتها هنا هي أقربها إلى الحقيقة. يقول “شرف خان البدليسي” في كتابه:
تنقسم المجتمعات والعشائر الكردية من حيث اللغة والعادات الاجتماعية إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: الـ “كرمانج”.
القسم الثاني: الـ”لور”
القسم الثالث: الـ”كلهور”
القسم الرابع: الـ”كوران”.(3)
وبغض النظر عما كتبه “شرف خان” فإن بعض الباحثين الغرباء كتبوا في هذا الموضوع في النصف الأول من هذا القرن إلا أن هناك استثناءً وهو الكراس الذي وضعه ملا محمود بيازيدي عام 1858م بشكل خاص لـ “اسكندر جابا” القنصل الروسي القيصري في مدينة “أرزروم”، ذاك الكراس الذي أعده ملا محمود بيازيدي اقتباساً من معجم “سيوا هكاري” و “الرواندي”. يقول البيازيدي قبل التنقيب عن مسائل اللغة في مقدمته موضحاً: “إن اللغة الكردية بسبب اختلاف المناطق وتنوع العشائر هي صاحبة لهجات مستقلة. “ويأتي بشواهد وأمثال قائلاً”: “إن اللهجات الكردية مختلفة اختلافاً بيّناً لدى أهالي “وان” و “موش” و “بيازيد” و”قرس” وعند الأكراد التابعين لروسيا والمقيمين في إيران وأهالي “بوتان” و “هكاري” و”همدان” وسيمتي” و”دياربكر” و”الموصل” وصولاً إلى تخوم “بغداد” “التي تضم مناطق “السليمانية” و”شهرزور” وطوائف من “زرزا” و”موكري” وبَهْ بَهْ” و “بلباس””.(4) وملا محمود بيازيدي يستخدم في عمله هذا كلمة “كرمانجي” عوضاً عن “الكردية” “حيث يقول: اللغة الكرمانجية ولا يقول اللغة الكردية”. ويورد كلمة “بوتان” و”هكاري” والـ”روندي” بصيغه لهجاتٍ ويقارب بين الصيغ “الهكارية” و”الرواندية” في معجمه المقارن.
يقسّم “ك.كيفرينلي” اللغة الكردية إلى شطرين: اللغة الشمالية واللغة الجنوبية، وهو الذي كتب بحوثاً في مقالات عن أصول اللغة الكردية وتاريخها، نشرها في أعوام 1836-1837م. وهو يرى أن اللغة الشمالية تتألف من “الموكرية” و”الهكارية” و”الشكاكية” والـ”بيازيدية”. وأن اللغة الجنوبية مؤلفة من “اللورية” و”الكلهورية” و”اللكية” و”الكورانية”.(5)
أما الباحث: “بتر لنج” فإنه يقسم اللغة الكردية في كتابه:
“Forschungen uber die Kurden und die Iranischen Nardcholdaer”،
“Petersburg, 1857-1858″
إلى اللهجة “الزازية” و “الكرمانجية” و “الكلهورية” و”الكورانية” و”اللورية”.(6)
والباحث في اللغة الكردية: “أوسكارمان” يجعل اللغة الكردية التي يسميها كردية الغرب في الشرق والجنوب ثلاثة أقسام. وهو الذي يلحق اللهجة “الزازية” بالكورانية” ويخرج “الكورانية عن مضمار اللغة الكردية.(7)
إن بعض الباحثين الغرباء المتأخرين الذين كان عليهم أن يتوسعوا في بحوثهم اعتمدوا على نظريات “أوسكارمان” وآرائه. ولم يفعلوا شيئاً سوى أنهم كرروا ما قاله أوسكارمان. ولم يضيفوا شيئاً. والباحث: كارل هادانك هو أحد هؤلاء الباحثين وقد اعتمد على كتاب “أوسكارمان” المنشور عام 1907م تحت عنوان: “Kurdish Persich Forschungen Mundarten Guran besonders, Kandulai, Auramani und Badschalani” فأضاف إليه بعض المعلومات وأعاد طبعه.(8)
والدكتور: “ماك كاينزي” الذي يرى أن “الكورانية” لغة مستقلة يعتبر اللغة الكردية ذاتها شعبة أو لهجة من اللهجات الفارسية “الوسطى”، وقد نشر نظريته هذه في مقال له: قواعد اللغة وجذورها الذي نشره عام 1961م في التقرير السنوي. وفي كتابه: “The Dialect of Auraman (Hawramani-Luhan)، لم يعتبر “الهورمانية”- لوهان” لغة كردية بل اعتبرها لهجة من الفارسية القديمة.(9)
وقد جعل الدكتور ماك كينزي اللغة الكردية قسمين وأطلق على قسم منهما اسم اللغة الكردية الشمالية وعلى القسم الآخر اسم اللغة الكردية الجنوبية وقد اعتبر اللهجات التي ينطق بها الناس في مناطق “السليمانية” و”هولير” و”رواندوز” و”خوشناو” من اللغة الكردية الجنوبية. وجعل لغة “السليمانية” الدارجة أساساً لهذه اللهجات. كما جعل اللهجة التي ينطق بها أهالي “عقرا” و”سورجيا” أساساً للهجات مناطق “عقرا” و “سورجيا” و “آمد” وبروار” و “بالا” و”كُلّي” و”زاخو” و”شيخان”.(10)
والباحث: “أ.ب.سون” قسّم اللغة الكردية إلى ثلاث لهجات في أثره حامل العنوان:
”Grammar of Kurmanj or Kurdish Language(London, Luzak and Company, 1913)، وقد أطلق اسم اللهجة الأساس على القسم الأول والقسم الثاني وتقسيم “سون” هو كالتالي:
أ-الكردية الشمالية.
ب-الكردية الجنوبية.
ج-”اللورية” و “الزازية” و”الهورامية” و”الكورانية” على الرغم من التقارب بينهما.(11)
يعتقد العالم الاجتماعي التركي: “زيا كوك آلب دياربكري” في كتابه: “Kurt Aşiretieri Hakkinda Sosyolojik Tetkikler” (بحوث اجتماعية عن العشائر الكردية) الذي وضعه وأعدّه في عام 1922م، بناءً على رغبة الحكومة التركية في تنفيذ مشروعها لإسكان العشائر الكردية. وفي عام 1975م تبنت هذا المشروع جمعية “Yayinevi” ، وبعد ذلك في عام 1992م جمعية “Sosyal Yayinlari” وطبع هذا الكتاب في تركيا. نقول: “يعتقد هذا العالم أن الأكراد مصنفون ضمن هذه الأسماء: “الكرمانج” و”الزاز” و”الصوران” و”كوران” و”اللور”، والأكراد حسب اعتقاده خمسة أقوام. ومع ذلك يقول: وعلى الرغم من أننا لم نتحقق من ذلك فإن “الزازية” و”الكورانية” متقاربتان.
يقول “زيا كوك آلب” في دراسته الأولى: من الممكن إلحاق اللغة “البختيارية” باللغة “الصورانية” واللغة “الكلهورية” باللغة “الكورانية”. ولكنه في دراسته الأخيرة يصحح هذا الخطأ ويقول مستشهداً بما ورد في كتاب الـ”شرف نامه” : “يفهم من الـ”شرف نامه” أن اللغة “البختيارية” تلائم اللغة “اللورية” كما تلائم اللغة “الكلهورية” اللغة “الصورانية”.(12)
ويقول “زيا كوك آلب” في دراسته الأولى: لو أننا ضربنا صفحاً عن اللغة “الكورانية” و”البختيارية” و”الكلهورية” واستثنيناها لبقيت لدينا بوضوح اربع لغات مستقلة: “الكرمانجية” و “الزازية” و”الصورانية” و”اللورية”.(13) إلا أنه في بحثه المنقّح الأول يصل إلى النتيجة التالية: فكما أن “الكورانية” و”الزازية” و”الدنبلية” أسماء شتى للغةٍ واحدة. فإن “البختيارية” و”اللورية” أيضاً تدلان على لغة واحدة. وسبب تعدد هذه الأسماء هو أن الأقوام الكردية ليست لها أسماء معينة، ويستفاد من ذلك أن الأكراد ليسوا قوماً واحداً بل هم أربعة أقوام والكردية تتشعب إلى أربع لغات متفرقة ومختلفة بحيث لا يمكن للناطقين بإحداها التفاهم مع الناطقين بأخرى. وهذه اللغات هي:
-اللغة الكرمانجية و اللغة الزازية (الكورانية-الدنبلية)، و اللغة الصورانية (البهدينية- الكلهورية)، و اللغة اللورية (البختيارية- الفَيْلية).(14)
ويقول الباحث “زيا كوك آلب” : وتوجد بين هذه اللغات هوة عميقة من حيث اختلاف الصرف والنحو والمفردات.. والفوارق هي فوارق في اللغة وليست في اللهجة. وكل لغة من هذه اللغات الأربع لغة متفردة ومستقلة، وفي كل منها لهجات كثيرة، ومع هذا كله فإن هذه اللغات ليست متباعدة بعداً كلياً، فهي شِعَبٌ وفروع عن “كردية قديمة” قد يكون في وسع المرء أن يدعوها “اللغة الكردية القديمة”. والصلة بينها وبين اللغة الكردية القديمة كالصلة الموجودة بين اللاتينية القديمة والحديثة.(15)
إن الباحث: “زيا كوك آلب” الذي يتناول في بحوثه أحوال وأصول العشائر الكردية، يتناول أيضاً اللهجات الكردية ولكن هذه البحوث لم تستوف الشروط العلمية ولم تنل حظها من الدقة والتمحيص حتى يتاح لصاحبها أن يقسم اللغة الكردية إلى عدة أقسام. ولكنه عندما يستشهد بكتاب “مم وزين” يقتبس من هذا البيت:
Bohtî û Mehmedî û Silîvî
Hin lal û hinek ji zêr û zîvî(16)
ثلاث أسماء لثلاث لهجات.
واعتماداً على ذلك فإن “زيا كوك آلب” يعتقد بوجود ثلاث لهجات: “البهتية” (التي تعني عند الباحث “الكردية”) و”المهمدية” و “السليفية” ويحصى العشائر التي تنطق بهذه اللغات ويذكر مناطقها.
والعالم الكردي: توفيق وهبي يلتقي رأيه برأي الباحث “سون”.(17) ويذكر الكاتب المعروف: علاء الدين سجادي في معجمه في اللغة الكردية والعربية والفارسية. “أنّ في اللغة الكردية لهجتين” ثم يستأنف كالتالي: اللهجة البوتانية المعروفة اليوم باسم “البهدينية” والأكراد في تركيا وسوريا يتكلمون بهذه اللهجة وكذلك الأكراد الموجودون في قضاء “الموصل”. واللهجة الثانية هي “الموكرية” التي تسمى اليوم “الصورانية” التي يتكلم بها الأكراد الآخرون. أي الأكراد في الشمال الشرقي للعراق وأكراد “أردلان” و”موكريان”.(18)
والدكتور كمال فؤاد الذي صنف في اللغة الكردية وآدابها أعمالاً جليلة يقسم اللغة الكردية إلى اللهجات التالية:
1-كردية المشرق (التي يسميها البعض الكردية الشمالية).
آ-اللهجة العفرينية.
ب-الجزيرية والبوتانية.
ج-السنجارية.
د-البادينانية.
هـ-الهكارية.
و-الشكاكية.
2-كردية المغرب (التي يسميها البعض الكردية الجنوبية-الوسطى).
آ-الصورانية.
ب-السليمانية.
ج-الموكرية.
د-السينئية.
3-كردية الجنوب.
آ-الخانقينية.
ب-الفيلية.
ج-الكرمانشانية.
د-اللكية.
هـ -الكاكائية.
و-الكلهورية.
ز-البروندية.
4-الكردية الكورانية- الزازية.
آ-الهورمانية.
ب-الكنولية.
ج-الكهوارائية.
د-الباجلانية.
هـ-الزنكنية.
يقول الدكتور كمال فؤاد منتقداً: إن تلك اللهجة التي اسميها “لهجة الجنوب” يسميها البعض “اللهجة اللورية”.
إن الدكتور كمال فؤاد يعتبر اللهجات التي ينطقون بها في لورستان الكبرى لهجات “لورية” ويرفض أن تكون لهجات كردية. ما يرد في بعض المصادر بأن اللهجات لور الصغير هي لهجة “لورية”، ولكنه يعتبرها لهجة أكراد الجنوب.(19)
والباحث “فؤاد حمه رشيد” يقسم اللغة الكردية في كتابه من حيث الجغرافيا والديالكتيك على الشكل التالي:
1-الكرمانجية الشمالية:
آ-اللهجة البيازيدية.
ب-الهكارية.
ج-البوتانية.
د-الشمدينانية.
هـ-البهدينانية.
و-الغربية.
2-الكرمانجية الوسطى
آ-الموكرية.
ب-الصورانية.
ج-الأردلانية.
د-السليمانية.
هـ-الكرميانية.
3-الكرمانجية الجنوبية
آ-اللورية الأصلية.
ب-البختيارية.
ج-المامسانية.
د-الكهكيلوئية.
هـ-اللكية.
و-الكلهورية.
4-الكورانية
آ-الكورانية الأصلية
ب-الهورامانية.
ج-الباجلانية.
د-الزازية.(20)
ان فؤاد حمه رشيد أضفى على “اللورية الكبرى” وعلى “اللورية الصغرى” صفة اللغة الكردية واعتبرهما بعضاً من الكرمانجية الجنوبية.
إن محمد أمين الذي كتب بحوثاً عن الهورامانية في كتابه: “Zarî Zimanî Kurdî Le Terazûy Berawird da”،
يقسم اللهجات الكردية على الشكل التالي:
1-الكرمانجية الشمالية (أو البهدينية)
2-الكرمانجية الوسطى (أو الصورانية)
3-الكرمانجية الجنوبية (أو الكورانية)
ثم يقسم “الكورانية” إلى الأقسام التالية:
آ-الهورامانية.
ب-اللورية.
ج-الباجلانية.
د-الزازية.
ويعتقد محمد أمين الهوراماني ان “الباجلانية” تحتضن “الزنكنية” و”الشبكية”.(21)
الكاتب واللغوي الكردي “مالميسانز” صاحب التآليف النفيسة في موضوع اللغة الكردية ولاسيما “الزازية” يرى في اللغة الكردية خمس لهجات أساسية وهي:
1-الكردية الشمالية أو اللهجة الكرمانجية.
2-اللهجة الكرمانجية في داخل كردستان الوسطى أو اللهجة الجنوبية “أحياناً”. وتدعى خطاً اللهجة الصورانية.
3-اللهجة المعروفة باسم “كِردِكي” أو “كرمانجكي” تدعى “الزازية” أو “الدميلية” (دميلكي).
4-اللهجة الكورانية المعروفة بالهورامية أيضاً، قريبة من اللهجة “الزازية” (كردِكي، دميلكي) وينطق بها في كردستان العراق وكردستان إيران بعض الأكراد.
5-إن مجموعة اللهجات الكردية الأخرى التي يتكلم بها الناس في كردستان الجنوبية تضم فروعاً كثيرة: “الكرمانشاهية” و “اللكية” و”اللورية” و”السنجابية” و”الكلهورية” والناطقون بها هم قسم من أهالي المناطق الحدودية بين العراق وإيران.(22)
يقول محمد أمين هوراماني في كتابه: ” Zarî zimanî Kurdî Le Terazûyî Berawird da ye “ إن “أوسكارمان” يذكر في كتابه الذي نشر ثم أعاد “كارل هادانك” طباعته: إن اللهجات الكورانية تنقسم كالتالي:
-الهورامانية (الأورامانية).
-الكندولية (الندولئية).
-الباجلانية (الباجالانية).
-البيونيجية (البياونيجية).
-الكهورايي (الكاهورايه).
-الرجاوية (الرجابية).
-السيدية (السائدية).
-الزردئية (الزاردائية).
يقول محمد أمين هوراماني: إنّ مينورسكي يورد اللهجات الكورانية مكررة، ولكنه بدلاً من “البيونيجية” و”الكهورائية” و “الرجاوية” يذكر “الكلهورية” و”اللكية” و”الفيلية” و”الكاكائية”. ثم يقول محمد أمين هوراماني: وهذا كله بسبب العلاقات العشائرية والدينية، واللغوية.(23)
يقول محمد أمين هوراماني “وهو في الأصل هوراماني”: إم المؤرخ “أمين زكي بك” يعتبر اللهجة الهورامانية لغة “طاجكية” في كتابه: “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان”، ولكنه لا يقدم أيّ دليل على رأيه، ويُفهم من ذلك أنه يعتمد على رأي “مينورسكي” ويعيد كتابته وحسب.(24)
والدكتور: عزالدين مصطفى رسول “الأستاذ في جامعة السليمانية” يعتبر الهورامانية لهجة كردية في كتابه: “Zimanê Yekgirtûyî Edebîy Kurdî”. ولمحمد مردوخي رأي كرأي “شرف خان” في قضية اللهجات الكردية فيجعلها أربعة أجناس ويطلق على لهجة اسماً. “اللهجة الكرمانجية- اللهجة الكورانية- اللهجة اللورية- اللهجة الكلهورية.
إن توفيق وهبي وإدموندز قد اضافا مفردات من اللهجة الهورامانية إلى المفردات الكردية في معجمهما: “A Kurdish Dictionary, (Tewfiq Wehbye Edmonds Oxford at the Clarendon press,1966)، كما أوضح توفيق وهبي في مقال له رداً عن سؤال الدكتور ماك كينزي أن الكردية الهورامانية لهجة قديمة من اللهجات الكردية. وبيَّن البروفيسور: قناتي كردو في مقاله بعنوان: Haletekanî Cîns û Bînayî Berkar le Zaza da” أن اللهجات الزازية والكرمانجية الشمالية مصدرهما لغة واحدة.
كما يرى “Major Soane” أن “الزازية” لهجة كردية وقد أورد رأيه هذا في كتابه: النحو الكردي- القواعد الكردية.(25)
إن الدكتور كمال فؤاد يجد نفسه أكثر قرباً من أوسكارمان- في دراساته وآرائه عن اللغة الكردية- الذي ينتقد أولئك الباحثين الذين يرفضون أن تكون المجموعة الكورانية- الزازية من اللغة الكردية. ويقول: إنها من اللهجات الكردية.
“إن بعض فقها اللغة ومنهم أوسكارمان يرفضون أن تكون لهجات المجموعة الكورانية- الزازية من اللغة الكردية. أما أنا فلي رأي آخر وأفكر بطريقة مخالفة ” إن لهجات هذه المجموعة وإن كانت مختلفة عن المجموعات الأخرى إلا أنها تقع جغرافياً في مجموعة شمال شرق إيران من أرض كردستان. وعلاقات هؤلاء الناس السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالأكراد أكثر رسوخاً ومتانة من علاقاتهم بالشعوب الأخرى. وعلاوة على ذلك فإن الهورامانية- وهي لهجة كورانية- كانت قد غدت في قسم كبير من كردستان أمداً طويلاً لغة أدبية “منذ القرن السادس عشر حتى القرن العشرين” (في كردستان الشمالية والجنوبية”… وهؤلاء من حيث الانتماء القومي يرون أنفسهم أكراداً.(26)
وحسب ما يقوله محمد أمين هوراماني فإن بعض المصادر القديمة تفيد بأن اللغة الكردية الهورامانية لغة قديمة لا في إمارة “بابا أردلان” وحدها “التي تأسست عام 132هـ” بل كانت قبل ذلك لغة أدبية ودينية حيث تغيرت لغة “الأفستا”.
يكتب محمد أمين هوراماني كالتالي:
“يقول الشيخ سعدي الشيرازي” في إحدى قصائده”:
Geh be Tazî astînî ber men zened guyed teal
Geh be Kordî gûyedem bore nişîne w nan were
(Geh dest li ba dike bi Erebî dibêje teal-were
Geh bi kurdî dibêje borê nişîne w nan were.M.C)
وهذا البيت من اللهجة الهورامانية ومعناه:
تعال أجلس وتناول خبزاً “كُلْ خبزاً”.Borê nişîne w an were
وفي ذلك العهد “في القرن الثالث عشر الميلادي” كان سعدي الشيرازي يعتبر اللهجة الهورامانية لغة كردية.
إن الشاعر الكردي الشهير “خانائي قبادي” يذكر لنا أنه كان يريد أن يكتب ملحمة “شيرين وخسرو” نظماً باللغة الكردية، وهو يعتقد أن اللغة الكردية ليست أقل شأناً من اللغة الفارسية لذلك يقول: “
Ce lay aqilanê sahib eql û dîn
Dana buzurganê Kurdistan zemîn
Rast en mewaçan Farisî şeker en
Kurdî ce Farisî bel şîrînter en.
………………
Ce ersey dinyay dûn bedfercan
Be destûrê nezanê Nîzamî meqam
Be lefzê şîrînê Kurdistan temam
Pêş buwan mehzûz baqî weselane.
الناس في أرض كردستان
هم أصحاب عقل ودين
يقال إن “اللغة” الفارسية سكر
ولكن “اللغة” الكردية أعذب من الفارسية.(M.C)
إن هذه الأبيات من المنظومة الشعرية التي صاغها الشاعر خانائي قبادي في نظم ملحمة “شيرين وخسرو” تدلنا دلالة واضحة على أن الهورامانية لغة كردية فلو لم تكن لغة كردية أدبية لما كتب الشاعر بها ملحمته ولما أضفى عليها صفة “الكردية.(27)
بناءً على رأي محمد أمين هوراماني فإن القصائد الواردة في الكتب المقدسة لدى أهل الحق قد وردت بلهجتين مختلفتين. وقد وُصِفت الهورامانية في تلك الكتب بالكردية أحياناً وأحياناً بالكردية الهورامانية كما وصفت “اللهجة الجافية” بالجافية الهورامانية. يقول عابدين جاف وهو أحد المهتمين بهذه المسألة: إن الكلمات الواردة في هذه الأبيات والكلمات الواردة في الكتب الموجودة في مكتبتهم يعود تاريخها إلى ما قبل ثمانين وثمانمائة عام.(28)
ففي ضوء هذه الملاحظات التي ابتغينا الإدلاء بها على المرء أن يقبل بحقيقة أن جميع اللهجات “اللورية الصغرى” والكورانية والزازكية تقع في دائرة اللهجات الكردية أما “اللورية الكبرى” فما تزال موضوع بحث وجدال.
ونتيجة لما سبق يستطيع المرء أن يحظى بمعرفة لهجات اللغة الكردية وجغرافيتها ومدى انتشارها وأماكن وجودها بالعودة إلى الجدول التالي:
1-الكردية الشمالية أو (الكُرمانجية- الكِرمانجية) هي لهجة الكردية الشمالية. اللهجة الواسعة الانتشار على أرض كردستان الممتدة من الشرق باتجاه غرب ساحل بحيرة “أورميا” ثم نزولاً إلى الجنوب الشرقي في شمال مدينة “سنو” وحول “كيلسين” متجاوزة الحدود الإيرانية والعراقية ثم امتداداً إلى “هلكُرد”. ثم بمحاذاة ضفاف نهر “رواندوز” وصولاً إلى “زىZê ” بهدينان ثم نهر “دجلة”(29).. ويمتد هذا الخط من بحيرة “أورميا” باتجاه الشمال ملتفاً حول “كوتور” و”خوي” حتى يصل إلى نهر “أَرَزْ” و “قرس” و”أرزروم” و”موش” و”بدليس” ويتجه أحياناً إلى أطراف جبل “طوروس” وأحياناً سائراً مع السفوح الجبلية. ويضم هذا الخط حدود ولاية “سيرت” وقضاء “قوزلوخ” و”سليفا” و”قُلب” و”لِجهْ” و”بسمل” وحدود مدينة “دياربكر” و “أرخني” وسَهْبُ “كوْران” ومناطق جبل “قرزداغ” والمناطق الشمالية والجنوبية وجنوب شرق “سويرك” وقضاء “حلوان”-باستثناء “كَركَر”- و”آديمان” و”ملاطيا” وشمال وشرق جنوب “مرعش” حتى يصل إلى ذروة جبل “كَوْر” “كاورداغ”. ثم يضم هذا الخط “هاتاي” و”عفرين” حلب. وينحدر هذا الخط من هناك إلى نهر دجلة الذي يضم “زى Zê”. في هذه وعلى هذه الأرض يتكلم الأكراد اللغة الكردية الشمالية “الكرمانجية”. وكذلك في أقضية “تونجلي” و”برتك” و”زوزكرد” وفي أقضية “ألْعزيز”-باستثناء “مادن” – “سيفريج” و “بالو” وفي قضاء “بنكول” و”بيران” مناطق “سيواس”. وهذه اللهجة دارجة أيضاً بين الأكراد المقيمين في لبنان” وأرمينيا” و”جورجيا” وأزربيجان” و”قازاخستان” و”جمهوريات آسيا الوسطى”، وكذلك يتكلم بها أهالي “خِرِاسان” و “قونيه” وبعض الأكراد في “أنقرة”. ولهجات اللغة الكردية الشمالية هي:
أ-كردية الغرب: إبتداءً من منطقة “عفرين فإن أكراد عنتاب و”قيرق خانه” و”مرعش” و”آديامان” و”ملاطيا” و أقضية “رها” و”سروج” و “وبيَرهْ جِك” يتكلمون بهذه اللهجة.
ب-الراوندية: وهي اللهجة التي ينطق بها أهالي الأراضي الواقعة في شمال بحيرة “وان”. وهذا الخط يبدأ في الشرق من منطقة الـ”شكاكان” حتى يصل إلى الجهات المحاذية لنهر “أرَزْ” وبهذه اللهجة يتكلم أهالي “قارس” و”أرزروم” و”آكري” و”وان” و”موش” و”أرزنجان”.
ج-الشكاكية: ينطق بها في مناطق ما بين بحيرة “أورميا” و”شمدينان” و”باسكال” .
د-الهكارية: حدودها ابتداء من “شرناخ” ووصولاً إلى ولاية “هكار”.. وكانت إمارة هكار تدعى الامارة المحمودية لذلك أطلقت هذه الصفة على هذه اللهجة فقالوا: “اللهجة المحمودية”.
هـ-البوتانية: وحدودها: الجزيرة الكائنة بين الحدود التركية- السورية، تلك المنطقة التي تبدأ من شمال “زاخو” وتتجاوز جنوب وغرب “شرناخ” محتوية على “أرُوه”. ثم تمتد إلى جنوب بحيرة “وان” ثم إلى شرق وجنوب “بدليس” و “سيرت” حتى نهر “باطمان” ومنطقة “باطمان” وشرق “ماردين”. ينطق بها جميع الأكراد القاطنين في هذه المناطق الواسعة.
و-البهدينية: وهي لهجة أهالي “زاخو” و”آمدية” و”أقرا-أكرا” و “زيبار” وأهالي “دهوك”.
ز-السنجارية: وهي لهجة سكان “سنجار” و”شيخان”.
ح-الكرمانجية الوسطى: أو اللهجة “السليفية- الكيكية- الملية، يتكلم بها الأكراد من أهالي “دياربكر” باستثناء الشرق… وفي جميع انحاء “ماردين” من “الرها” حتى ضفاف نهر الفرات الشرقية. وكذلك يتكلم بها الأكراد في مناطق “ألْعزيز” الشرقية والجنوبية.
2-الكردية الوسطى أو (الصورانية): وحدودها هذه اللهجة تبدأ عند جنوب الحدود اللهجة الكرمانجية التي رسمتاها حتى تصل إلى نهر “شيروان” و”خانقين”. وفي الجنوب تبدأ عند جنوب جبال “همرين” باتجاه الشرق ثم تعود إلى جبل “سهند” و “مسين آباد” وبيجار” و”أسداوا” وتتسع الرقعة الجنوبية حتى تبلغ طريق “ملاير” العام و”كرمنشاه” و”قصر شيرين”- خانقين”.(30) وفيما لهجات الكردية الوسطى:
أ-الصورانية: جميع الناس في ولاية “هولير-أربيل” وجميع الأقضية يتكلمون اللهجة باستثناء منطقة “زيبار”.
ب-السليمانية: أو (البابانية): المتكلمون بها منتشرون في مناطق “السليمانية” و”كركوك” و “كفري” و”قرتب” و”توز سيوان” وبعض أنحاء “خانقين”.
ج-المكرية: وهي اللهجة التي يتكلم بها أكراد “سنو” و “نَخَدَهْ” و”مراغ” و”ميان ديوان” و” ساهنديج” و”ساقيز” و”بوكان” و”بافه” و “سربست”.
د-السينئية: هي لهجة أهالي منطقة “سنهْ” (سنندج) و”بيجار” و”كنكوْر” و “روان سار” وشمال “جوان رو”.
3-اللغة الجنوبية: تبدأ حدودها شمالاً لدى طريق “ملاير” العام –كرمنشاه- قصر شيرين، وتصل إلى أقصى الجنوب. والمتكلمون بها هم:
أ-الخانقيون.
ب-اللور الأصليون أو (الفيليون).
ج-الكرمانشانيون.
د-اللكيون.
هـ-الكلهوريون.
و-البرونديون.
ز-الكلبافيون.
4-الكردية الكورانية: المتكلمون بها هم أهالي منطقة الجبال الواقعة على شمال طريق “بردا-كرمنشان” وأهالي المنطقة الشمالية والمنطقة الشرقية “للموصل” وعند منطقة التقاء نهر “خازر” ونهر “زِي” “هذه الرقعة التي يعيش عليها الآن الأكراد الكورانيون كانت حقولها أكثر اتساعاً في القرن الثامن عشر”. لأن ظهور إمارة “السليمانية” في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بشكل عصري وحديث كان له أثر بالغ في المنطقة حتى أنها (أي الإمارة) توسعت على حساب الرقعة الجبلية التي يقطنها “الكورانيون”. وأصبحت لهجة الكردية الجنوبية اللغة الرسمية في الدولة الإمارتية (إمارة السليمانية) وفي أواخر أعوام القرن الثامن عشر كانت هذه اللهجة تضيّق الخناق على اللهجة “الكورانية” وتنتشر على حسابها.
في عهد إمارة “أردلان” انتشرت اللهجة الكورانية الكردية التي أسسها “بابا أردلان” في القرن الرابع الميلادي5 وأعاد بناء “شهرزور التي دمرتها جيوش المغول، ثم اتخذها عاصمة لإمارته.
وليس ببعيد أن تكون هجرة الكورانيين من الشرق نحو “شهرزور” بسبب هذه الأحداث منذ بدايتها.
ولقد جعل الكاكائيون (أهل الحق) مدينة “شهرزور” مدينتهم المقدسة، واتخذوا اللهجة الكورانية لغة دينية. وكتبوا بها التراتيل والأناشيد. وبدأت الآداب الكاكائية بهذه اللغة التي كانوا يكتبون بها قصائدهم. وبقيت هذه الحال حتى الآن.
ومن الضرورة بمكان أن نقول: أن الأسر والعشائر المقيمة في أنحاء “كركوك” و”كفري” و”خانقين” وضفاف نهر “سيروان”، كانت من عشائر “زنكنه” و”جبار” و”بيبان” و”طالبان” والعشائر الأخرى من “كوران”..
وقد كانت صاحبة كتابات وآداب قديمة وصاحبة أدب شفهي شعبي، إلا أن اللهجة الكرمانجية الجنوبية استحوذت على هذا الوسط نتيجة لانتعاش الإمارة السليمانية واتساع رقعتها.(31)
آ-الهورامانية: هي لهجة الأكراد الذين يقيمون في منطقة “هورامان” التي تقع في أعالي نهر: “سيروان”.
إن غرب جبال “هورامان” هو المنطقة الواقعة بين “حلبجة” و”بنجوين” وفي الشرق منها “كرمنشان”.
تنقسم منطقة “هورامان” إلى “هورامان اللُهنية” و “هورامان الدرزلية” و “هورامان التختية” و “هورامان الرازوية” و”هورامان جوان رو” و “هورامان كندولَهْ”.(32)
ب-الباجلانية: تضم “الزنكنية” و”الشبكية”. تنتشر من شرق “الموصل” ومن منطقة “باسوا”. وتصل إلى شمال وجنوب “همدان” حتى منطقة “طالبان” و “زنكنه” و “قَرهْ تو” و “هورين” و”شيخان”. يقيم الباجلانيون في منطقة “زهوا” في شمال “لورستان”. (33)
5-الكردية الزازية “كِرْمانجكي-أو-كِرْدكي- دملكي” موقعها: شمال شرق أراضي كردستان الواقعة تحت الاحتلال التركي. وهذا الموقع يمتد من شمال “أرزروم”، و “أرزنجان” من الجنوب وصولاً إلى “كركر” و”أديامان”. في داخل “سويرك” وقضاء “أورفا” وقرى أورفا في الشمال. وفي داخل أقضية “دياربكر”: “جرموك” و “جنكوش” و “بيران” و”هيني” وفي بعض قرى أقضيتها مثل: “لجه” و “هزرو” و”جنار” و”قُلب” وفي قضاء “وارتو” وقضاء “موش” وفي بعض قرى أقضية “أرزروم مثل: “خينيس” و تكمان”. وفي داخل أرزنجان وبعض القرى والأقضية التابعة لها. وفي داخل قرى “ترجان” وفي “بيبينار” “وهي من أقضية سيواس” وفي قراها. وفي مدينة “توجلي” وأقضيتها مثل: “بولومور” و”ناظمية” و”أوقاجيخ” و”خوزات” و”جاميش كَزَك” وفي جميع أنحاء “ألْعزيز” وأقضيتها مثل: “مادن” و”بالو”. وفي وسط قضاء “قره قوجان”. وفي مدينة “بنكول” وفي جميع أقضيتها. وفي معظم “سولخان” وفي قسم من “قارلي جاف”. في هذه المناطق برمتها يتكلم الأكراد باللهجة “الزازية”… وعلى الرغم من كثافة السكان الذين يتكلمون اللهجة الكرمانجية في “دياربكر” توجد فيها كثافة سكانية لابأس بها من المتكلمين باللهجة الزازية.(34)
آ-لهجة درسيم: يتكلم بها الناس في “تونجلي” و “أرزنجان” و “سيواس”.
ب-لهجة الشرق: منُتشرة في (“جوليك- دياربكر- سويرك”) يتكلم بها الناس في “بنكول” و”ألْعزيز” و “دياربكر” وسويرك” و”كركر”.
المصادر والمراجع:
(1) şerefxan, şerefname, Hasat yay…nlar…, 3. bask… 1990 stanbul, M. emin bozarslan ji Erebî wergerandiye Tirkî.
(2) Fuad Heme Xurşîd, Zimanî Kurdî, Dabeşbûnî Dîyalektîkanîy, oapxaneyî Afaq Al arabiya, Bexdat, 1985, s. 55.
3) şerefhan, şerefname, Hast Yayinlari, 3. baski 1990, Istanbul, Wergera M. Emîn Bozarslan ji Erebî bo Tirkî, r. 20
4) Vokabulaire Kurde des dialectes de Hakiari et Revendi, Par A. Jaba Consul de Russie a Erzeroum, Erzeroum le 15 mars
1858. Ji Dr. Marif Xeznedar Le Babet Mêjûyî Edebî Kurdiyewe 1984, Bexda r. 386′an hatiye wergirtin.
5) Mehemed Emîn Hewremanî, Zarî Zimanî Kurdî Le terazûyî Berawîrd da, 1981 Bexda, r. 52
6) Peter Lerch, Forschungen über die Kurden und die Iranischen Nordchöldaer, Petersburg, 1857-1858, r. 72
7) Gotûwêjek legel Dr. Kemal Fûad, beşî 2., Sirwe, hejmar 39, rêzberî 1368
Mehemed Emîn Hewramanî, Zarî Zimanî kurdî le Terazûyî Berawirdda 1981, Bexda, r. 24
9) e. n. d. r. 6
10)Sadiq Behaeddîn Amêdî, Rêzimana Kurdî, Kurmanciya Jêrî û ya Jorî ya hevberkirî, oapa yekê, 1987, r. 34
11)e. n. d. r. 27
12)Ziya Gökalp, Kürt Aşiretleri Hakkinda Sosyolojik Tetkikler, Sosyal Yayžnlarž, 1992. r. 24
13)e. n. d. r. 24
14)e. n. d. r. 95-96
15)e. n. d. r. 24-25
16)e. n. d. r. 28
29) Fuad Heme Xursîd, Zimanê Kurdî, Dabeşbûnî cografyayiy Diyalektîkaniy, Bexda, Çapxaneyî Afaq’l Arabiya, 1985, r.60
30) e.nd:r.62
31) Dr. Marif Xeznedar, Le Babet Mêjûyî Edebiy Kurdiyewe, Bexda, 1984 r.88-89.
32) Mehemed Emîn Hewramanî, Kakeyî, Çapxaneyî Al Hawadîs, Bexda, 1984 r. 68
33) Dr. Marif Xeznedar, Le Babet Mêjûyî Edebiy Kurdiyewe, Bexda, 1984 r. 87
34) Malmîsanij: Dimilkî miyan di ciyayeya vatisan, Hêvî, kovara çandiya giştî, Parîs, no:2, Gulan 1984, r. 86-87
 
دراسة غاية بالاهمية و علينا دوما الرد على كل من يتهم اللغة الكردية بأنها بدون كينونة او انها تابعة للغات اخرى فاللغة الكردية لغة عريقة ذات كينونة مستقلة و منهج نحوي و لكن تسبب الاستعمار و التقسيم الى ضعف فيها لذا يتوجب علينا المبادرة الى احياء لغتنا قراءة وكتابة واتباع منهجية واحدة للتقارب اللفظي و نشر دروس خاصة بذلك وتشجيع الاجيال القادمة على اعتمادها كلغة رسمية في الحياة العملية ....
سباس عزيزي بافي كدار على ما نقلت هنا
 

almkurdistan

مراقبة عامة
سباس عزيزي على الطرح الرائع..
كل الشكر لك..
الم..
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى