يقول جان جاك روسو : " إن عدم توفيقي مع النساء نشأ دائما عن إفراطي في حبهن " .

يقول جان جاك روسو : " إن عدم توفيقي مع النساء نشأ دائما عن إفراطي في حبهن " . قرأت هذه المقولة عشرات المرات بل مئات المرات , ومع كل مرة أرجع فيها خطوة إلى الوراء لأسترجع بعض الذكريات التي ما زالت عالقة في ذهني , وخاصة تلك التي تتعلق بالمرأة .
وبمقارنة بسيطة وسريعة بين ذكرياتي التي تخص المرأة وغيرها من الذكريات لم أعثر في ذاكرتي إلا على المرأة ولكن بصور مختلفة وأشكال متباينة وأنماط متغايرة ..!
وعجبت حينها من هذه الذاكرة الجوفاء التي لا تحتوي إلا على المرأة وحدها .. وتساءلت .. هل المرأة يقينا هي الحياة كلها ..؟ بحلوها ومرها .. بسعادتها وشقائها .. بغناها وفقرها .. بهدوئها وإعصارها .. بسكينتها وقلقها .. بأمنها وخوفها ..!
وخرجت بالنتيجة التالية بأن المرأة في الحقيقة ما هي إلا صورة مصغرة عن الحياة بكل ما تحتويه من متغيرات ومتناقضات .
ومع يقيني بهذا الاستنتاج والذي ولد معي مبكرا , بدأت المرأة تشغل فكري وتأخذ الحيز الأكبر من حياتي , ثم تطغى شيئا فشيئا على البقية الباقية حتى أصبحت لا أرى شيئا مما يحيط بي في هذا العالم المترامي الأطراف إلا من خلال المرأة ..!
وكنت أحسبها سكرة سرعان ما أصحو منها , لأمارس أنواع شتى من النشاطات التي تفرضها طبيعة الحياة بمكوناتها المتضادة .
ولكن هذه السكرة وفي غفلة مني سرقت الكثير من سني عمري ولم أصحو إلا على مقولة روسو السابقة الذكر , وتيقنت أنني لم كن في يوم من الأيام ثملا وإنما كنت في أعلى حالات الصحوة مرتبة , بينما كان الكثيرون من حولي في سكرتهم يعمهون ..!
أرجعتني مقولة روسو إلى البدايات .. اللحظات الأولى التي تفتقت فيها عيناي لتبصر النور وتدرك ما يحيط بها , وعجبت لاتفاقي مع روسو حول أهمية المرأة ودورها في الحياة مع اختلافنا في الزمن وبعد المسافة بيني وبينه , ثم دفعني الطموح أو الفضول أو الغرور لأقرأ الكثير عن المرأة , وعن أولئك الذين دخلوا عالم المرأة وأبو الخروج منه لسبب أو لآخر مثلما دخلت أنا عالمها وتهت في مسالكه الوعرة مع يقيني بأنني .. لا .. ولن أخرج منه لكل تلك الأسباب مجتمعة .
إذن أنا لم أكن الضحية الأولى للنساء وحتما لن أكون الأخيرة .. فكثيرون أولئك الذين سبقوني ومدوا رقابهم كالقرابين ليحظوا بشرف الذبح تحت نعالها ... ؟! .
أقول هذا ليس من باب التجني على المرأة , بل اعتراف مني بفضلها وعلو مكانتها وحتمية ضرورتها بالنسبة للرجل .. فوراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ..! .
وإن مجرد الولوج إلى عالم المرأة هو المدخل إلى سعادة أبدية أو شقاء سرمدي فسبر غور المرأة ليس بالأمر الهين , ولطالما عزف عنه الكثيرون تجنبا للأهوال وركونا إلى السلامة وقليلون أولئك الذين قرروا ركوب المخاطر والخوض في عالم المرأة الذي ابتلع في دهاليزه الكثيرين ... فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود ..! .
وكما هي الحال بالنسبة لإبراهيم النبي الذي أنكر الأصنام وآمن بأول نجم لمع على صفحة السماء وهو يردد هذا ربي هذا ربي . فعندما أفل قال إني لا أحب الآفلين . وعندما رأى القمر قال : هذا ربي هذا ربي . وعندما أفل قال : إني لا أحب الآفلين ثم تظهر الشمس فيعتقد أنه عثر على ربه ولكن لا يقر له قرار .. وهكذا ...؟! .
كذلك بدأت أتنقل بين النساء أهرب من هذه لأرتمي في أحضان تلك , ظنا مني بأنها هي المرأة التي أبحث عنها , ثم لا ألبث أن أعود أدراجي لا ألوي على شيء لأنتقل إلى واحدة أخرى قد تختلف عنها في قليل أو كثير , ربما يسعفني الحظ وألتقي بالمرأة التي رسمتها في ذاكرتي وقررت أن أعيش لها بقية أيامي .. فالمرأة لم تكن بالنسبة لي فقط أنثى , مثلما تعارف عليه الأوفر حظا من الرجال , بل اعتبرتها عقلي وقلبي وروحي , وهي نبض شراييني والدم الذي يسري في عروقي .. وهي الحياة بكل معانيها .. والقلة القليلة من الرجال الذين ينظرون إلى المرأة بهذا المنظار إذ هي بالنسبة للأغلب الأعم لم تكن سوى وسيلة إغراء أو إغواء أو مدبرة منزل أو مربية أطفال أو حاضنة أولاد أو أي شيء آخر يرضي فحولتهم باستثناء كونها امرأة ..! .
أما بالنسبة لي فالأمر مختلف تماما , إذ لا أستطيع أن أفصل المرأة عن ذاتها وأقف عند أحد مكوناتها دون الآخر بل كنت دائما أنظر إليها على أنها امرأة .. بغض النظر عما اختلف فيها أو اتفق ...؟ .
فبناء المرأة لا يقوم إلا على الأضداد فإذا حاولنا أن نخلق نوعا من الانسجام بين هذه الأضداد نكون بذلك قد قوضنا أركانه وعرضنا البناء برمته للسقوط .. وعلى هذا الأساس تابعت المسير دون أن أنظر إلى الوراء , ولم أكن أدري بأن رحى الأيام وفي غفلة مني كانت تطحن سنواتي الواحدة تلو الأخرى , بينما أغذ السير وراء سراب طمعت بأن أحظى فيه ولو على نقطة ماء ..! .
وشاءت الأقدار أن ألتقيك صدفة بعد طول عناء , وبعد أن فقدت الأمل أو كدت .. وكما السفينة تلقي بمرساتها إلى قاع الميناء ألقيت عندك عصا الترحال .. أملا في أن أنال ولو غفوة في حضنك لأنفض عن نفسي المتعبة آثار السنوات العجاف ..! .
ومنذ اللحظة الأولى وكما التقيتك صدفة , قرأت في عينيك كذلك صدفة كل أسرار المرأة وكنوزها وانسللت إلى خباياها الدفينة لأرتع بين أنواع شتى من الزبرجد والفيروز والياقوت .
وتلمست بخشوع قسمات وجهك الطفولي الذي ينضح بكل أنواع البراءة كما العذراء جاءت قومها تحمل بين يديها يسوع عنوان براءتها ..! .
وبدأت أدنو منك شيئا فشيئا لأعد أنفاسك التي تنبعث من صدرك صعودا وهبوطا وبين الشهيق والزفير طويت كتبي وأعلنتها دون خجل بأنك يا سيدتي .. خاتمة النساء ..! .
وكما أن الوردة لا تستطيع أن تنسلخ عن عطرها , والأرض عن خضرتها , والنسمة عن رقتها كذلك أنا وأنت لا نستطيع أن ننسلخ عن شقوتنا , فإذا كانت شقوتي بذات يدي فما الذي أشقاك أنت يا صغيرتي ..؟
هل حقا أنها مشيئة الله ..؟ يعز من يشاء ويذل من يشاء , يعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء , يرفع هذا ويخفض ذاك , يسعد هذه ويشقي تلك .
أم أنني نقلت شقوتي إليك بالعدوى , ظنا مني بأن في ذلك خلاصك , وأكون بذلك قد مهدت لك فراش السعادة الأبدية لتطلقي لخيالك العنان .. وتعيشي أحلامك الوردية كما هو حال كل الفتيات . ولكن بعد أن قطعنا أشواطا في هذا المضمار تبين لي أنني أجرك إلى حيث لا تدرين .. وإلى حيث لم أكن أدري أنا أيضا بأن السم في الدسم ..! .
فإذا كنت قد قررت أن أركب البحر وأصارع الموج لأصل ربما إلى غايتي ومبتغاي أو أهلك دونها , كنت أتمنى لك في ذات الوقت أن تنجي بنفسك وتعودي كما كنت طفلة الأمس ببراءتها وبساطتها وهدوءها وصفاء نفسها , وصدق سريرتها بعيدا عن التعقيدات التي أقحمت نفسي فيها .
ولكن الله فعال لما يريد حيث غلب عليك أمر القضاء وتملكتك رغبة مسعورة في أن تخوضي التجربة رغم قسوتها , وقد كان بالإمكان أن تستسلمي وتركني إلى القليل الذي أقنع الكثيرات من قبلك , ولكنها النفس العظيمة والروح الزكية والكبرياء الذي ما فوقه كبرياء والطموح الذي ليس له حدود .
يقول معاوية بن أبي سفيان : " من طلب عظيما , خاطر بعظيمته " . وأشار بإصبعه إلى رأسه .
لقد جاءت فراستي هذه المرة في محلها , وقد اخترت الطريق الوعر , وفضلت الحزن على الفرح والشقاء على السعادة , وركبت أمواج البحر بدلا من الركون إلى الساحل وهذا هو حال كل عظيم , ولا أرضى لك إلا أن تحيي وتموتي كما هي الأشجار واقفة , وكما النسر محلقا في جو السماء .. وسوف تبقين دوما مزارا لي لا أسمح لغيري بالدخول إليه فأنت وحدك أهل لأن تزاري ولي وحدي الحق بأن أزورك دون غيري .
وقد قرأت تناقضات المرأة في كل جزء منك .. قرأتها في عينيك الحالمتان وتلك الإشراقة التي تنم عن ذكاء وطموح نحو مستقبل يزخر بكل ما هو جليل وجميل .. قرأتها في كلماتك الحلوة ومنطقك العذب وابتسامتك الساحرة التي طالما أسكرتني برحيقها .. قرأتها بين خصلات شعرك السرمدية حيث تحكي كل خصلة منها قصة عاشقين أضناهما العشق ..! .
قرأتها بين ثنايا جسدك الغض كحديقة أنبتت ياسمينا ونرجسا وعنبا ورمانا وتين .. قرأتها على أثر كل خطوة من خطواتك .. وعلى كل ذرة تراب قدستها قدماك .. وعلى كل حجر قرأتها وكل حبة رمل ..! .
قرأتها على كل نسمة ريح تحمل بقايا من أنفاسك تتسلل إلى رئتي شذى وندى وعبقا وطلا .. قرأتها في غربتك وأنت تسطرين في كل يوم آلاف الأمثلة على إباء النفس وعظمة المرأة .
لذلك لا أستغرب عندما يريد البعض أن يشكك في حالة الحب العظيم التي نعيشها أنا وأنت , ويقنعك بأنها حالة هي أقرب إلى الوهم من الحقيقة , ولهم في ذلك عذرهم لأنهم بقوا أمساخا واعتادوا أن يصطادوا في الماء العكر ويستبدلوا الفضيلة بالرذيلة , ولكن أنا لهم أن ينالوا منك وهم لم يطلعوا بعد على حقيقة عظمتك ويرونها كما أراها أنا .
وعندما أعجزتهم السبل في أن يعيشوا الحالة التي نعيشها أنا وأنت وهي بالنسبة لهم شيء أبعد حتى من الخيال , أرادوا لنا أن نكون مثلهم .. طيور الظلام .. ولكن هيهات .. فإذا كانوا لا يبصرون الشمس وهي في أوج إشراقتها , وفضلوا القليل الفاني على الكثير الباقي فليدعونا نعانق الشمس .. ونغازل النجوم .. ونسبح في الملكوت العلوي .. لأغزل لك من خيوط الشمس ثوب عرسك في ليلة الزفاف , إذ لم تعد تليق بك الفساتين الأرضية , لقد كبرت كثيرا وبقي الذين من حولك أقزاما , ألا تبا لهم وتبا لكل أولئك الذين قنعوا بالقليل ورضوا باليسير .. وتبا لكل من آثر العتمة على الضوء وآثر الدون على الأعلى .
إنها حقا إحدى مفارقات الحياة , والحياة يجب أن تعاش لكل على ما يرتضيه لنفسه .. وعلى ما يطمح إليه ..! .
منذ فترة بدأت خواطر كثيرة تتوارد في خاطري , وبدأ القلق يتسرب إلى نفسي , وكنت أحسبها زوبعة في فنجان سرعان ما تهدأ .. ولكن الظنون أخذت تجرجرني إلى حيث لا أشتهي , وبدأت تحيل الزوبعة إعصارا ..! .
وأسئلة كثيرة تلح علي في الإجابة .. هل يا ترى أنك تخفين عني أمرا ما ..؟ وأنا الذي عهدتك صريحة صادقة واضحة , وكان هذا هو سر إعجابي بك , وحبي واحترامي وتقديسي لك , لأنني ما تعاملت معك قط على أنك أنثى فقط ولكنني ذهبت معك إلى أبعد من ذلك بكثير , حيث لا يكفيني أن تكون المرأة أنثى ولو كان الأمر كذلك لكان هناك الكثير من البدائل .. وما أكثر النساء ..؟! .
فالذي عرفته فيك لم أعرفه في أية امرأة أخرى , وقد سبق وأن قلت لك ذلك في رسائل كثيرة كما قلتها لك شفاها .
وكذلك الذي عرفته فيك ليس بالضرورة أن يعرفه كل الرجال عنك , بل إن ذلك أشبه بالمستحيل , فالذي عرفته فيك لم يأت هكذا عفوا .. وإنما جاء نتيجة سهر وألم وحزن وجهد ومعاناة .. فكم من الليالي مرت دون أن أعرف للنوم طعما , وكم من الدموع أمطرتها لأجل حالة أردت أن أعيشها معك ..! وأنت أدرى بأن لا شيء يصنع الإنسان كالألم والحزن والغربة .
فالحياة تحتاج منا دائما إلى الكثير من التضحيات وإلى الكثير من المعاناة في سبيل الوصول إلى غاياتنا ولم أتوانى في جهد طالما كان الأمر يتعلق بك أنت , لذلك يصعب علي أن يلكأ هذه العلاقة أي عارض مهما كان هذا العارض بسيطا وسطحيا , كما أنني أردت لهذه العلاقة أن تستمر في صفائها ونقائها وصدقيتها .
فمن الصعب أن نلتقي في كل يوم بشخص يعطينا دون أن ينتظر منا الجزاء .. يعطينا لمجرد الرغبة في العطاء , وقد اعتدنا ذلك أنا وأنت وليس بالأمر السهل أن يعتاد اثنان على مثل هذا العطاء , عطاء لا تحده حدود ولا تعقبه منة , وإنما يأتي هكذا عفوا كالريح المرسلة .
وأجد أنه من الغبن والظلم أن نسيء إلى علاقة استمرت لأكثر من سبع سنوات بمنتهى العطاء والوفاء والإخلاص والتضحية . أن نأتي بعد هذه المدة الطويلة ليفتش كلا منا عن عيوب الآخر ونواقصه وسلبياته وكان من الأجدر أن يكون هذا في بداية العلاقة .. وقد كان .
وكنت أظن يقينا بأننا قد تجاوزنا هذه الحالة عندما جعلت من سلبياتك إيجابيات وأحنيت الرأس لها عرفانا مني بكل الذي قدمتيه لي ولا أنكر أنك قدمت الكثير الكثير ..! .
كنت أريد لك أن تخرجي من أسر أولئك الذين كانوا يحاولون زورا وبهتانا أن يفرقوا بيننا بغض النظر عن مبرراتهم وحججهم , وقربهم منك أو بعدهم عنك , وكنت أظن أننا تجاوزنا هذه المرحلة الصعبة والقلقة بثبات وإصرار , وقد حققنا الكثير بتجاوزنا لهذه المرحلة وما زال ينتظرنا الكثير , وقد أعلنتها لك مرارا وتكرارا أنني عاجز عن تحقيق أي نجاح إن لم تكوني معي , وكنت أحسبك كذلك أتفاخر بك وأحقق المستحيل معك وأركب الصعب من أجلك وبذلك نكون قد حافظنا على هذا الحب العظيم والعلاقة السامية والتي أساسها المودة والرحمة .
أوتظنين أن هناك شخصا ما في هذه الدنيا يستطيع أن يطعن فيك أمامي مهما كان وأيا كان , حتى اسمك عندما يلفظه البعض أمامي يلفظه بقدسية لأنه يعلم يقينا كم أحمل لك من المودة والاحترام والتقديس وجعلتك إكليل غار وضعتك فوق رأسي أتباهى به , الكل يعلم أن لا نقاش ولا جدال حول علاقتي بك لأن مجرد النقاش في هذه العلاقة يعتبر ضربا من الجنون وشرخا لهذه العلاقة التي اتسمت بقدسية الكتب السماوية والتي تعهد الله بحفظها دون تحريف أو تسويف .
وأستغرب أشد الاستغراب عندما أسمع من هنا أو هناك .. من هذا أو ذاك .. أنك تناقشين مسألة تتعلق بي وتعيشين حالة من التردد فيما إذا كنت مناسبا لك أم لا ..؟ هل أصلح أن أكون زوجا لك أم لا ..؟ هل طولي يناسبك أم لا ..؟ هل أنني سمين أم هزيل ..؟ ولا أدري أيهما تفضلين الأسمر أم الأبيض ..؟ هل سني تناسبك أم أن الفرق شاسع فيما بيننا ..؟ هل أموت قبلك أم تموتين قبلي ..؟ وحتما سوف أموت قبلك لأنني أكبر منك سنا وربما أنت يخطئك الموت فتعيشين مخلدة ..؟ .
أما آن لهذه الأسئلة أن تنتهي ..؟ وكنا قد تجاوزناها سابقا بعد نقاش وأخذ ورد وخلاف واتفاق , أمن المنطق أن تطرح مثل هذه الأسئلة للنقاش وتكونين أنت شريكة فيها بعد أكثر من سبع سنوات وبعد كل الذي عانيناه من العذاب والبعاد والغربة ..! .
ألا تدرين أنك تضربين بعرض الحائط كل العهود والمواثيق التي بيننا ..؟ أليس من الخيانة أن يفكر أين منا في نفسه دون أن يفكر في الآخر ويضع له أدنى اعتبار ..؟ ولكنني ورغم الأسى الذي يحز في نفسي لا أريد أن أطيل عليك كثيرا وأخوض في مسائل قد لا ترغبين الخوض فيها . وسوف أقف عند هذا الحد , ففيه الكفاية إذا كانت قلوبنا واعية , وإلا فالأمر لا يعدو كونه جدلا لا يسمن ولا يغني من جوع .
بعد أيام قلائل سوف يهل علينا العيد .. وهذا هو العيد الثالث وأنت بعيدة عني ولا عيد لي إلا بك ومعك .. فأنت عيدي وسروري وفيك حزني وحبوري , وأين مني العيد وقد كنت ألتقيك .. أعانقك وأضمك إلى صدري أيقونة حب أبدية , وأركع أمامك كالعابد الزاهد يركع أمام الهيكل .. وأعيش حالة من الهذيان .. أنحتك على صخرة من المرمر وأتأملك تارة عن قرب وأخرى من بعيد وأطوف حولك كالحاج يطوف حول البيت العتيق أمعن النظر فيك وأترك لعيني أن تغوص في عمق التفاصيل .
لا تلوميني يا سيدتي واعذريني إذا لم أحسن القول فأنا والكلمات بين جذب ونفور ولا أدري إن كانت الكلمات تهرب مني .. أم أحاول الهروب منها , ظنا مني بأنها لم تعد جديرة بأن ترسم على الورق , أم لعل الهوة اتسعت بين الفعل والقول فلم يعد للكلمات معنى , هذه هي حالي مذ عرفتك وحتى الساعة , وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..! .
وإن كنت قد أثقلت عليك في اللوم والعتاب فهذا من عظيم حبي لك , وبقدر حاجتي إليك , ولا أظن بأن هناك من هو بحاجة إليك بقدر ما أنا أحتاجك ..؟! .
فاعذريني على خطئي وزللي , فإن عفوك أكبر من ذنبي , ورضاك أوسع من غضبي , وأنا على يقين بأن حلمك يتسع لهفواتي على كثرتها ..! .
أستميحك عذرا على هذه الرسالة ربما جاءت كلماتها غير منسجمة , وعباراتها غير متوافقة , وعذري أنني حين كتبتها كنت في حالة من القلق والفوضى النفسية , وشعورا بالقهر والظلم من الدنيا وساكنيها .
فاقبلي عذري وإن عظمت جريرتي .. إذ لا مهرب منك إلا إليك ..! .
قبلاتي لك بالتتالي .. من أخمص قدميك وحتى قمة رأسك . واسمحي لي بوقفة بين الفينة والأخرى .. كي أدخل جنتك .. وأرجو أن توقظيني إذا ما غفوت في فيئها .. فليس لدي متسع من الوقت ... !؟ .

علي سليفي
23/ 11 / 2009
علي سـليفي




 

كول نار

G.M.K Team
رد: يقول جان جاك روسو : " إن عدم توفيقي مع النساء نشأ دائما عن إفراطي في حبهن " .

السبب ان المراة مرافقة لحياة الرجل دوما

ففي الصغر هي الام والاخت والعمة والخاله

ثم هي الحبيبة والزوجه

لذا هي انسان قائم بحد ذاتة

مقالة رائعه علي
دمت بخير
 
رد: يقول جان جاك روسو : " إن عدم توفيقي مع النساء نشأ دائما عن إفراطي في حبهن " .

شكراًعلى المروريا اخت كول نار دمت بخير
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى