اكتشاف مدينة أثرية

G.M.K Team

G.M.K Team
اكتشاف مدينة أثرية في الشمال السوري تضم شواهد على أخر معركة حربية خاضتها المدينة
أثمرت الحفريات التي قام بها علماء الآثار في تل حموكر في سوريا عن اكتشاف بقايا جثة قد تكون إحدى ضحايا الحرب.
قام علماء الآثار بحفريات تنقيبية في سوريا في المنطقة العليا التي كانت تسمى قديماً بلاد ما بين النهرين، واكتشفت البعثة دليلاً جديداً كشف النقاب عن الكيفية التي واجهت فيها أول مدن العالم عنفاً انتهى بها إلى حريق، وانهيار للجدران والأسقف، وانهمار لطلقات كانت مصنوعة من الفخار. تلك المعركة خلفت ورائها بعضاً من أقدم الآثار المعروفة لحرب منظمة.
50.jpg

إن التنقيب الذي تم في مدينة تل حموكر، تلك المدينة التي دمرت نحو 3500 قبل الميلاد، أظهر بقايا تشير إلى مكانة المدينة كمركز لصناعة الزجاج البركاني والنصول وذلك كان ربما في 4500 قبل الميلاد.
تمت هذه الاكتشافات بين شهري أيلول وتشرين الأول الماضيين ولكن تم الإعلان عنهما يوم أمس من قبل معهد الشرق في جامعة شيكاغو ومديرية الآثار والمتاحف في سوريا. ويقع الموقع في الشمال الشرقي لسوريا في منطقة تبعد نحو خمسة أميال فقط عن الحدود العراقية.
51.jpg

إن قرب هذه الاكتشافات من العراق كان نقطة مهمة جداً. فالحرب والاهتياج السياسي دفع علماء الآثار الغربيين المختصين في الحضارات الأولى التي ازدهرت في بلاد ما بين النهرين، دفعهم إلى نقل أعمالهم وحفرياتهم إلى الضفاف الشمالية لنهر دجلة والفرات في سورية وتركيا.وبالتالي بدا العلماء بتشكيل فكرة وأفق أوسع حول الفترة الانتقالية في العصور القديمة التي شهدت ازدهار المدن الأولى في التاريخ، التخصص في العمل، تقسيم المجتمع إلى طبقات، وأخيراً ظهور الكتابة الأولى.
يقول كليمينز ريتشل، عالم الآثار من جامعة شيكاغو والذي يقوم بالتنقيب في تلك المنطقة، "نحن نعلم بأن ما كان يحدث في الشمال لا يمكن تفسيره على أنه مجرد توسع بسيط للحضارة في الجنوب".
ويرى د. ألغيز، وهو عالم آثار في البعثة نفسها، أن توسيع عمليات التنقيب في تل براك، حابوقة الكبيرة، وحموكر وغيرها من المواقع في الشمال السوري كشفت النقاب عن حقيقة أن المدن الشمالية كانت في تلك العهود أكبر مما كنا نتوقع.
وقد تم العثور على أدلة كثيرة تشير إلى تطور الصناعة آنذاك مثل الأعمال الزجاجية المكتشفة في تل حموكر.
وأضاف د. ألغيز "نحن نصوغ أسئلة الآن كي نقوم بطرحها عندما نعود لأعمالنا في التنقيب في جنوب العراق". إن الأبحاث في حموكر جارية منذ عام 1999. والفريق المشترك بين سوريا وشيكاغو حدد حتى الآن أن قلب المدينة الذي يمتد على مساحة 40 فدان كان محاطاً بجدران تبلغ سماكتها عشرة أقدام. وتنتشر آثار هذه المدينة على مساحة 260 فدان.
يقول د.ريتشل إن التنقيبات الأخيرة كشفت لنا "كيف كانت المدينة تبدو في اليوم الذي دمرت فيه". وأضاف "خلال هجوم سريع ومكثف انهارت الأبنية، واندلعت النيران الخارجة عن السيطرة، واندفن كل شيء تحت ركام من الحجارة".
52.jpg

وكشفت العمليات أيضاً عن آثار لمخازن تضم الكثير من الأختام الطينية للتأكيد على إحكام إغلاق السلال وغيرها من الأوعية التي تحمل سلعاً وبضائع. وبين ركام الآثار عثروا على أكثر من 1.000 طلقة فخارية مدروة أو بيضوية الشكل التي ربما استعملت في المقالع، واستخدمت كسلاح حرب أساسي في الحرب.
إن الطلقات وأشكال الدمار التي تم العثور عليها حملت العلماء إلى استبعاد فكرة حدوث زلزال مدمر فيها ودفعتهم إلى استنتاج حدوث معركة مروعة في ذلك المكان. قال د.ريتشل وغيره من الخبراء إنه ليس هناك أي وسيلة لتحديد هوية المعتدي، ولكنهم يخمنون بأنه كان يعود لجيش إحد المدن الجنوبية.
في عام 2005 عندما افترض العلماء أن المعركة حدثت هناك اصطدموا مع بعض الشكوك التي أثارها غيرهم من الباحثين. ولكن د.ألغيز، الذي لم يشارك في مشروع حموكر قال إن طلقات المقالع تلك التي اخترقت الجدران ونشرت الدمار "أقنعت الجميع بأنها دليل على نشوب النزاع".
ويقول علماء الآثار إن الاكتشافات التي تم تحقيقها مؤخراً في المدينة من أدوات حادة ومتينة مصنوعة من ذلك الزجاج البركاني الأسود كانت على درجة عالية من الأهمية لما حملته من معلومات وفهم للوضع الاقتصادي للمناطق الشمالية لبلاد ما بين النهرين وعلاقتها بالمناطق الجنوبية.
كما عثر فريق التنقيب في حموكر وراء مركز المدينة على نصول زجاجية متقنة الصنع وكانت صناعة الزجاج هذه قد بدأت بالانتهاء منذ مئات السنين أي نحو 4500 قبل الميلاد. وتقول سلام القنطار، التي تعمل معاونة مدير في المشروع السوري "لم تكن هذه الأدوات تستخدم فحسب في هذه المنطقة وإنما كانت تصنع أيضاً فيها".
53.jpg

يبدو أن شعب حموكر كان يحصل على مادة الزجاج البركاني من أماكن تبعد نحو 100 ميل عن مدينتهم وكانوا قد استخدموا هذه المادة الخام وحولوها إلى أعمال أنعشت الصادرات لديهم.
كانت هذه المادة تصنع من قبلهم وربما جاء بعدها تصنيع النحاس ،إذ يقول العلماء إن هذه الصناعة هي التي ربما حملت الازدهار للمدينة التي يتضح أنها عاشت مرحلة من الرفاهية حتى جاءت تلك الحرب ودمرت أسوارها.
بقلم : جون نوبل ويلفورد - نيويورك تايمز
ترجمة هدى شبطا -
سيريانيوز
 

G.M.K Team

G.M.K Team
منورة خوزي

دائما سبقة بردك الجميل وحركاتكي النشطة تسلمي يارب

تحياتي لكي

دمتي مبدعة
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى