سليم بركات
النهار 14.02.06
أشعلتُ الفحمَ في جَفْنَة الشواء، المنتصبة على سيقانها الثلاث. كان وعْدُ امرأةِ الأنواء ـ العرَّافة، وهي تقلِّب أمصارَ الأرض طيَّاً بين يديها ـ يديِّ التلفاز العالِم، أن تمنحني ميثاقَ نهار مؤدَّب، غائم قليلاً بطباع الشاعر فيه، فأئتمنتُ النهارَ على شهواتي إلى الشواء. أربع عشرة ساعة مرَّغتُ أضلاعَ الضأن - ـ العظمَ المُريَّشَ باللحم في زيت زيتون من أرض كريْت، مضاعَفِ العُذريَّة، وفي نبيذ أحمر إسبانيٍّ - ـ دموعٍ من رثاء العرب ممالكَ استعادها أهلُها الفرنجةُ بعد نهب. وبين إشراق الزيت وفيض النبيذ أكرمتُ أضلاعَ الضأن بالصعتر اليابس، والثوم المطحون - ـ أبي الفصائل العَسْقوليَّة؛ والفلفل الأسود، الخشن قليلاً -ـ إذا عُضَّ اعترفَ.
النهار 14.02.06
أشعلتُ الفحمَ في جَفْنَة الشواء، المنتصبة على سيقانها الثلاث. كان وعْدُ امرأةِ الأنواء ـ العرَّافة، وهي تقلِّب أمصارَ الأرض طيَّاً بين يديها ـ يديِّ التلفاز العالِم، أن تمنحني ميثاقَ نهار مؤدَّب، غائم قليلاً بطباع الشاعر فيه، فأئتمنتُ النهارَ على شهواتي إلى الشواء. أربع عشرة ساعة مرَّغتُ أضلاعَ الضأن - ـ العظمَ المُريَّشَ باللحم في زيت زيتون من أرض كريْت، مضاعَفِ العُذريَّة، وفي نبيذ أحمر إسبانيٍّ - ـ دموعٍ من رثاء العرب ممالكَ استعادها أهلُها الفرنجةُ بعد نهب. وبين إشراق الزيت وفيض النبيذ أكرمتُ أضلاعَ الضأن بالصعتر اليابس، والثوم المطحون - ـ أبي الفصائل العَسْقوليَّة؛ والفلفل الأسود، الخشن قليلاً -ـ إذا عُضَّ اعترفَ.