الامــــــارات الكــــورديـــــة

لقد برزت في كوردستان القديمة دول وأمبراطوريات شهيرة دونها التأريخ منها السوئيون في منطقة سورباتو في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد حيث وصل نفوذها الى منطقة أور، واللولوييون في منطقة ميزوبوتاميا وخاصة في سهل زهاو وشارزور، وكان يطلق على تلك المناطق في عهد الاشوريين وطن زاموا، وكان اللولوييون في الألفية الثالثة قبل الميلاد أصحاب دولة قوية وكانت عاصمتهم خمازي.
 
في مناطق شمال وشرق دولة اللولويين يأتي إسم دولة أخرى كانت في الألفية الثالثة والألفية الثانية قبل الميلاد تدعى كوتي أو الكوتيين الذين حكموا مناطق وسط العراق مئة سنة .
 
لقد أسس الكاشيون في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد دولة قوية وحكموا كوردستان كما حكموا الدولة البابلية من سنة 1595 – 1162 قبل الميلاد وخلفوا وراءهم آثارا عظيمة .
 
إن شعوباً مشهورة أخرى في كوردستان قد وردت أسماؤها وشكلوا السلطة مثل الميتانيين والطورانيين المانايين غير أن الميديين يعدون من الشعوب الاخرى المعروفة في كوردستان القديمة وتمكنوا في القرن السابع قبل الميلاد من تأسيس امبراطورية عظمى واستطاعوا سنة 612 قبل الميلاد بالتعاون مع الكلدانيين هزيمة الدولة الاشورية والسيطرة على عاصمتهم نينوى، ويرى بعض الباحثين أن الميديين هم أجداد الكورد كون سنة تأسيس هذه الدولة سنة 700 قبل الميلاد يعد رأس السنة الكوردية .
 
أما الكاردوخيون الذين كان لهم وجود في مناطق بوتان فيعتبرهم عدد من الباحثين بأنهم الاجداد الاوائل للكورد، إن الكاتب اليوناني المعروف زينفون وعقب دحر جيشه في حرب داخلية للهاخامنشيين مرّ مع عشرة الاف من الجنود اليونانيين بأرض الكاردوخيين،ودون سنة 401 قبل الميلاد معلومات بهذا الخصوص، وبعد سنوات شهدت كوردستان أحداثاً ومتغيرات كبيرة مثل حرب كوكمير قرب هولير بين جيش الاسكندر المقدوني وجيش الهاخامنشيين سنة 331 قبل الميلاد، ثم بقيت كوردستان إكراهاً تحت تأثير سلطات الاشكانيين وحدياب والساسانيين والبيزنطيين (الروم) .
 
مع ظهور الدين الاسلامي الحنيف وبدء الفتوحات الاسلامية أصبح موطن الكورد أيضاً مسرحاً للاحداث والمتغيرات الكبيرة، ومنذ سنة 16 للهجرة تعرف سكان كوردستان في مناطق جلولاء وحلوان وكرمنشاه وموطن اللوريين على الدين الجديد، وفي سنة 35 للهجرة أصبح معظم كوردستان تحت راية الاسلام وتقبل الكورد هذا الدين الجديد .
 
أعلى