أيلينا المدني تراتيل

G.M.K Team

G.M.K Team
( تراتيل ) حوارية شعرية بين تحسين عباس وايلينا المدني

جباية ُ الأسئلة

بعد ما مضى من شعري

أربعونَ قصيدةً

كانت قافيتها الانتظار

وافقَ الليلُ

على منحِ عينيَّ

إقامة ً بين النجوم .

بعدما مضى من صبري

أربعونَ أنةً

قلَّبها التوقُ

ذاتَ الحنين وذاتَ الخيال .

وافقَ الليلُ

على أن تنالَ غربتي

إقالةً من الوجوم .

بعدما مضى من سهري

أربعونَ قنديلاً

عاشرَ الوحشة َ

ظلاً بعد ظل

وافقَ الليلُ

على أن ينال َ سريري

نصفـَه المُؤجل .

بعد أن مضى من سُكري

أربعونَ شهقة ً

ضاجَعَتْ فيها مُخيَّلتي

كلَّ ما تبقى من الذاكرة

وافق الليلُ

على أن يكونَ القمرُ

نادِلي .

بعدَ أن مَضى مِنْ سفري

أربعونَ قطاراً

أرشفتني في جميعِ المحطات

وافقَ الليلُ

على أن يعفيني من جباية ِالأسئلة .

بعد ما مضى من حبري

أربعونَ قطرة َ

ألقيتُها في مخابئ الحياء

وافقَ الليلُ

على إيقافِ سُلالة ِ الفراغ .

بعد أن مضى من صدري

أربعونَ خفقة ً

ألزمتني مسلة َالتفاصيل

وافقَ الليلُ

على أن يخبرني

أنَّ من كتبَ هذه القصيدة

هو أنا .

تحسين عباس





أنا وأنت

بعدَ كُلِّ ما مَضى

من شعرٍ وصبرٍ وسفر

أقفُ أمامَكَ رافعة ًرايتي

أقدِّمُ لعينيكَ استقالتي

أهربُ إليكَ من خوفي

عن الإبحار

أمزِّقُ جميعَ أوراقي

التي سَرَدَتْ حِكايَتنا

بين ألم ٍوانهيار

أفتشُ في صَدركَ عن غصنٍ يَحْملِـُني

عن جنتي ... عن بدايةٍ

لقلبٍ قاسٍ بين أنّةٍ وانتحار

آتيكَ وكلي شعرٌ

فليسَ هناكَ من شبرٍ في جَسدي

إلا وَحرفٌ غرزَ رُمْحَهُ الدامي

وليسَ هناكَ من شبر ٍفي جَسَدي

إلا وسالَ بالحبر تارة

وبالدم أحيان

أربعونَ قصيدة ًكتبتـَها

وأربعونَ آهٍ كتمتـَها

بين سَريرٍ فارغٍ

وحلم ٍ يرتشفُ الانتظار

مُتعَبة ٌجُفونُ السَهر

مِنْ حَلِّ أحْجيةِ الخيال

تتأرجحُ على طريقٍ فارغ ٍ

إلا مِنَ الأوهام

جِئتـُكَ حافيةَ الروح

أقرعُ بابَ مِحْرابـِك

لاجئة ًمِنَ العِصيان ،

آويني ، حَرِّرني من نفسي

أنقذني مِنْ حِجارةٍ تنهارُ عليّ

من عقولٍ توقفتْ عن الدوران

تحاصِرُني الأمكنة ُفي الزوايا

وتستعذبُ الحصار

تعصِفُ بكياني أسئلةٌ

فأكتبها بأقلامي التي تأخذ رؤوسَ أحزاني

وأكسرُها علّ جواباً يُطلُّ

من خلفِ الدمار

هاأنذا شاعرة ٌلا أملكُ من دهري

غيرَ بضع ِ أبياتٍ

وقافيةً أترنحُ على جرفِها

وآمالاً على صَهوةِ حِصان ،

بسيفٍ وصَولَجان

فَتعالَ لنستحمَّ بالفرح

وَنوزِّعَ على صَحاري القلوبِ

بذورَ الغِناءِ

ونُغرقَ الموتَ بطوفانِ الحَياةِ

بَعيداً عن قسوةِ الأقدار

فَنعلمُ أنَّ من كتبَ القصيدةَ

أنا وأنت .



أيلينا المدني
 
أعلى