- كم تمنيت أن ألتقي بوالدتك. كثيراً ما شعرت أنها أمي.
لا بسبب يتمي فحسب, بل لأحاسيسي المتداخلة المتقاطعة دوماً مع جسدك.
أحياناً أشعر أننا خرجنا من الرحم نفسه.
وأحياناً أن جسمك هو الذي لفظني إلى الحياة ومن حقي أن أستوطنه.
أعطيني تصريحاً للإقامة فيه تسعة أشهر.. أطالب باللجوء العاطفي إلى جسدك!
ابتسمت وعلا وجنتيها احمرار العذارى, وارتبكت خصلات شعرها حتى بدت كأنها صغيرتي.
كنت أحب جرأتها حيناً, وحيناً حياءها.
أحب تلك الأنوثة المترفعة التي لا يمكن أن تستبيحها عنوةً إلا بإذن عشقي.
قالت وهي ترفع خصلة شعرها ببطء:
- معك أريد حملاً أبدياً.
أجبت ممازحاً:
- لن أستطيع إذن أن أستولدك طفلة جميلة مثلك.
أتدرين خسارة ألاَّ تتكرري في أنثى أخرى؟ ستتضائل كمية الأنوثة في العالم!
- بل أدري خسارة أن أتحسس بطني بحثاً عنك كل مرة, ولا أفهم ألا تكون تسربت إليَّ.
لا بد أن تكون امرأة لتدرك فجيعة بطن لم يحبل ممن أحب. وحدها المرأة تدرك ذلك.
سنواتُ الموتُ تلك علّمتني أنّ الحياةَ هباء.
و لعلّي كنتُ سألجأُ إليكَ في تلكَ الفترة الحمراء.
إذْ كثيراً ما فكرتُ فيك، و قُلتُ لنفسي لو أنّكَ تُفكّرُ بي لسألتَ عنّي
أنتَ الذي تعرفُ أن كل الصحافيين كانوا يعيشون في فوّهةِ مدفع.
عاتبتُكَ جدّاً، و خاطبتُكَ أكثر من مرّة في نصوصي المنشورة ولكنّكَ لم تقرأني رُبّما.
أيُمكنُ لِكُلّ ذلك البُركان الذي كان يسكُنُ قلبَكَ أن يخمِدَ وتلتَهِمَهُ السّنوات؟
رُبّما هكذا هُم الرجال! إنّ لهُم طريقةً غريبةً في الحُبّ.
لن أُحاكِمَك، سأُواصلُ السّردَ فقط.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.