قصص شعبية من الفلكلور الكردي *

G.M.K Team

G.M.K Team
جمع وإعداد : الأديب الكردي صالح حيدو
تـــــــــرجمة : فـراس محمـد
عمران يوسف
(1)
( ابن الفلاح ) *
.. كان هناك فلاح وابنه ، وكان سمع كليهما ثقيلا .. ذات صباح استيقظ الابن باكراً ، ولبس ثياب العمل ، فشاهده والده وسأله : - هل ستذهب لحراثة الأرض ؟ فأجابه الابن : لا يا أبي ، بل أنا ذاهب كي أحرث الأرض ، فقال الأب : ليكن يا بني .. فقد ضننتك ذاهباً لتحرث الأرض ؟!
(2)
( الملك والوزير )
.. يقال أنّه كان هناك ملك يحب خيله كثيراً ، ولاسيما مهراً كان عزيزاً على قلبه ، حتى أنّه لم يكن ينقطع عن ذكره في مجالسه ، وكان يردد : ليحصل ما يحصل ، ولكن من يأتيني ويقول بأن مهرك قد مات ، فسأقطع رأسه .. بعد مضي فترة ، دخل سائس خيل الملك إلى الحظيرة فرأى المهر ميتا ًَ، احتار السائس في أمره ، ولم يدر ماذا سيفعل ، وكيف سينقل النبأ إلى الملك ، مضت عدّة أيام على هذا النحو : انتفخ فيها المهر ، وفاحت رائحته ، فذهب السائس ليلاً إلى بيت الوزير ، وقال له : يا سيدي .. لا أعرف ما الذي أقوله لك ، فمهر الملك قد مات منذ ثلاث أيام ، وفاحت رائحته في الحظيرة ، وقد جئت إليك ، راجياً أن تجد طريقة تخبر فيها الملك بهذا الخبر المشؤوم .
.. في الصباح ، دخل الوزير على الملك وقال له : مولاي .. أطال الله في عمرك ، وأدامك لنا ذخراً ، لقد مضت ثلاثة أيام وأنا أتجوّل بين الرعية : الجميع سُعداء ، ويدعون لك بدوام الصحة وطول البقاء . فرد الملك : حسناً أيُّها الوزير ، وما حال مهرنا ؟ فأجابه الوزير : مولاي .. مضت عدّة أيام ، ومهرك مستلق على ظهره ، يرفع قوائمه نحو السماء ، يتوجه إلى الله ، ويدعو لك بطول البقاء . فردّ الملك : يعني هذا أنّ المهر قد مات ؟! فأجابه الوزير : نعم ، صدقت يا مولاي ، لكنني لم أقل بأنه مات ، بل أنت من قال ذلك .. وهكذا أنقد الوزير رأسه ورأس السائس من سيف الملك .
(3)
( لا تحتاجون إلى نصيحة )
.. قبل أن تشرع صغار الدوري بالتدريب على الطيران ، اجتمعت بهم أمهم ، وقالت : تعالوا إليّ يا صغاري ، لأسدي إليكم هذه النصيحة : لتعلموا أيها الصغار، أنه إذا انحنى طفل أو أي إنسان ، فعليكم بالطيران على الفور !
- لماذا .. ؟ سأل الصغار أمهم .
أجابت الأم : لأنه حين ينحني أحدهم ، فسيحمل الحجارة ، وير شقكم بها .. ردّ الصغار على أمهم : لكنهم ربما يحملون الحجارة مسبقا في جعبتهم حينئذ قالت الأم : يبدو أنكم لا تحتاجون إلى نصيحة !؟
(4)
( الجمل وصاحبه )
.. يُقال بأن جملا ً مرض مرضا ً شديداً ، وشارف على الموت ، فتأثر صاحبه كثيراً ، وجلس قرب رأسه ، وقال له بحزن : يا جملي المخلص
ها أنت ذا تُحتضر ، لذلك أريد منك أن تسامحني على كل تلك المشقة التي عانيتها لأجلي كل تلك السنين الطويلة ، فأنا أعلم كم من المشقة كابدت دون أي شكوى أو تذمّر ، فأجاب الجمل المريض : إنني أسامحك على كل شيء ، لكنّ أمراً واحداً لا أستطيع أن أسامحك عليه ، فقال صاحب الجمل : علّه ذاك اليوم الذي جعلتك تحمل فيه كيساً من الملح ، مما جعلك تسقط تحت ثقله . فأجاب الجمل : لا ، فهذا الأمر أسامحك عليه . فرد صاحب الجمل : إذا علّه ذاك اليوم الذي أجّـرتك فيه لأهل القرية ، لتحمل أكياس قمحهم إلى المطحنة . فقال الجمل : صحيح أنه كان يوما شاقا ، لكنني أسامحك عليه أيضاً ، فاحتار صاحب الجمل ، وقال : أنا لا أذكر بأنني قسوت عليك أكثر من هذين الأمرين . فأجابه الجمل : بل أن هناك إساءة لا يمكنني نسيانها ، فأنت تعلم بأنني كنت أقوم بكل أعباء بيتك بإخلاص وبدون تردد ، وقد خدمتك كل هذه السنين ، ورغم كل ذلك ، كنت تربط لجامي برأس حمارك الأسود ليقودني دائما ، وهذا ما لا أستطيع أن أسامحك عليه أبدا ؟!
(5)
( أنا اركض من أجل نفسي )
.. كان هناك كلب صيد يُطارد أرنباً ، لكنه لم يكن يستطيع اللحاق به ، وبعد أن تعب كلب الصيد ، خاطب الأرنب : أيُّها الأرنب .. لماذا لا أستطيع اللحاق بك ، رغم سرعتي وخفة جسمي . فردّ عليه الأرنب : يا صاحبي ، أنا أركض من أجل نفسي ، أما أنت فتركض من أجل صاحبك الصياد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
تمّ اختيار مجموعة القصص هذه من كتاب" حكايات كوماز الكلداني والآغا الشيرواني " للأديب الكردي صالح حيدو .
نُشرت قصة " ابن الفلاح " إلى جانب مجموعة أخرى من القصص في مجلة هوكر " الكردية . العدد الثالث والرابع . نيسان 2005
 

كول نار

G.M.K Team
كتير حلوين خصوصا تبعت حراثة الارض هههههههههههه
شكرا لالك كوباني
على الاختيار الجميل
دمت بخير
 
أعلى