خانقيـــــــن.. بــوابـــة زاغــــــــــروس

G.M.K Team

G.M.K Team
ابراهيم باجلان
الجمعة 17/10/2008
/ مكتب خانقين كردستانية خانقين
تعتبر خانقين من المدن القديمة التي تشير كل المؤشرات حول اسمها وجغرافيتها وتاريخها الى عراقة كردستانيتها ،ونظرا لانها كانت وطوال قرون عديدة طريقا دوليا هاما ، اذ كانت القوافل القادمة من افغانستان وباكستان وايران تمر عبرها ،قاصدة بغداد والشام وغيرها،وبالعكس لذلك اطلق عليها الجغرافيون اسم بوابة زاغروس .وزاغروس كانت موطنا قديما للاقوام القديمة التي كانت بمثابة الروافد التي كونت الشعب الكردي ، كما اطلق عليها الجغرافيون العرب اسم بوابة اقليم الجبال واقليم الجبال تعني كردستان بمفهوم اليوم وتاريخها نشأت على حدودها وعلى رقعتها الجغرافية دولة(اللولو)وهي من روافد الكرد كا يعتقد سبايزر/محمد امين زكي/ ورشيد ياسمي وغيرهم.

وكانت دولتهم التي نشأت في هذه الانحاء قبل اكثر من الفي عام قبل الميلاد.وكانوا يتحكمون بمناطق زهاو، وقصر شرين ،وصولا الى كرمان شاه بالاضافة الى مناطق شهرزور وحلبجة وبنجوين الى جمجمال.كما ان خانقين كانت بمثابة عاصمتهم انشأوا فيها مكتبة تحتوي الاف الكتب المخفورة والمحفورة على الطين والتي سبقت مكتبة اشور بنيبال كما يذكر الاستاذ الراحل عبد المجيد لطفي نقلا عن المؤرخ الكبير توفيق وهبي بك.وكان حكمهم يمتد الى جبال حمرين وقورتو وميدان وبنكورة .والى يومنا هذا تشهد منحوتة النصر التي اقامها ملكهم انو بانيني ،تخليدا لانتصاره على الاكديين الغزاة حيث قام باقامة منحوتتين الاولى على سفوح جبال زهاو والاخرى في جبال هورين شيخان في مضيق (بيلولة) التي تشير اسمها الى اللولو ايضا. وتواصل سكنى الكرد في هذه الارجاء وكان سكانها دوما يحكمون من قبل الامراء الكرد والامارات الكردية،واحيانا كانت هذه المناطق تحكم من قبل الدولة الحسنوية في شهرزور اخرى من قبل امارة كلهور واخرى من قبل باشوية زهاو والمعروفة تاريخيا بإسم امارة باجلان لعدة قرون والتي يقول عنها (سي جي ادموندز) في كتابه (كرد وتورك وعرب )وكان قضاء خانقين جزء من بشالق (باشوية) زهاو وهو النخاع العظمي للنزاع الذي دام عدة قرون بين تركيا وايران الى ان قسم بينهما بمعاهدة تحديد الحدود للعام 1913-1014 وعندما وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها 1918 وبعد زوال الامبراطورية العثمانية ودخول الحركة التحررية الكردستانية مرحلة جديدة باندلاع انتفاضات وثورات الشيخ محمود الحفيد لم تكن هذه المنطقة بمعزل عن طموحات الكرد والحركة التحررية وكما تذكر المسز بيث في كتابها فصول من تاريخ العراق القريب ترجمة جعفر الخياط والتي تصف مصطفى باشا باجلان بزعيم خانقين وتقول عنه :انه اهم عامل سياسي في تلك المنطقة ووصفه تقرير للحاكم السياسي البريطاني كتب سنة 1919 بان مصطفى باشا من المعارضين البارزين للحكم العثماني وانه ملم بتاريخ العشائر الكردية والعربية وعلاقاته جيدة معهم.ويضيف التقرير: انه كهل قاسي يطالب بالحكم الذاتي لشعبه وبعد وفاة مصطفى باشا سنة 1921 شاركت عشائر خانقين بمساندة ثورات الشيخ محمود ولاسيما عشائر شمال خانقين مثل الشرفبيانية والبرزنجية وغيرها . وبعد تاسيس الدولة العراقية بدات اولى محاولات التعريب باقدام الملك فيصل على شراء اراضي منطقة عالياوا وقولاي وشراء نهر قولاي والتي استنكرها الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي وتضامن مع الفلاحين الكرد- قائلا ان فيصل فاق اشعب بالطمع الف قاط كما جرى اطلاق الاسماء العربية على الشوارع والمحلات مثل اطلاق اسم الهاشمية على منطقة باشا كوبري والمنذرية على معبر كةجل كرجل (كةجل)والذي سخر منه الكاتب نوري ثابت (حبزبوز )قائلا : بشراكم كجل كجل صارت منذرية كما استنكر المؤرخ محمد امين زكي استعمال العربية في المحاكم وعدم تاسيس مدارس كردية في خانقين في مذكرته التي رفعها الى الحكومة العراقية بشان القضية الكردية في العشرينيات من القرن الماضي .
وان اكتشاف النفط في خانقين والبدء باستثمار حقول النفطخانة في اذار 1926 وماتبعها من انشاء مصفى الوند سنة 1927 وتاسيس شركة نفط خانقين التي كانت تقوم بتسويق منتجات المصفى البترولية والتي انشات بالقرب من محطة القطار مستودع للنفط 5اودل k.o.d كما امتازت خانقين بخصوبة تربتها ووفرة محاصيلها الزراعية وكانت البساتين تحيط بها دوما احاطة السوار بالمعصم. ونظرا لوفرة حاصلاتها الزراعية ومنتجاتها النفطية ولكونها طريقا للتجارة الدولية انشات فيها خطوط السكك الحديد 1919 ومدت الى ناحية قورتو .ونظرا لكل هذه الاسباب والاستراتيجية موقعها ولكونها موقع التقاء القبائل العربية حولها حاولت الحكومات المتعاقبة تعريبها وبعد انقلاب الضباط الاربعة في سنة 1940 والمعروفة بحركة رشيد عالي الكيلاني جرت حملة واسعة لتسفير العشائر الكردية الشيعية بتهمتة التبعية لايران .ولكن تلك المحاولات تعتبر بدائية نظرا لماجرى بعد انقلاب 1963 وتولي القوميون والبعثيون للسلطة حيث بدات فرض الحصار على القرى الشمالية وضعت نقل المواد الغذائية الى النواحي الميدان وقورتو وبنكورة وبحجة دعمهم للثورة الكردي.مما دفع الكثيرين لهجرة قراهم والتوجه قسم منهم الى المدينة او الى المناطق الكردستانية الاخرى مرغمين وخشية قصف قراهم والتي قام المدعو الزعيم صديق بقصف قرى كثيرة منها واستشهد على اثرها العشرات من الابرياء اطفالا ورجالاونساء .
ورغم ذلك وحسب الاحصائيات الرسمية التي اجرتها السلطة الحاكمة ظل الكرد يشكلون الاكثرية في قضاء خانقين وخصوصا خلال الاعوام 1934 ،1947،1957،1965) وللاطلاع على حقيقة عشائر خانقين يمكن العودة الى كتاب العراق قديما وحديثا)للسيد عبد الرزاق الحسيني طبعة –صيدا-لبنان 1957 الطبعة الخامسة.وضمن حديثه عن العشائرفي قضاء خانقين يذكر 14 عشيرة بينها عشيرتان عربيتان هما الصميدع والربيعة والبقية عشائر كردية.وان اول رئيس للبلدية في خانقين بعد تاسيس الدولة العراقية كان الشاعر الكردي سيد سليمان النقيب.وان السيد جلال بابان كان قائممقاما لخانقين.
وان خانقين كانت مركز للواء لغاية 1892 .وبعد تاسيس الدولة العراقية احدث الحاكم العسكري البريطاني السير برسي كوكس لواء(محافظة)جديدة باسم محافظة ديالى جعل مركزها مدينة بعقوبة والتي كانت في العهد العثماني تسمى باسم قضاء خراسان. كما ان ممثلي خانقين في البرلمان العراقي كانوا من الكرد من امثال الشيخ وهاب شيخ حميد طالباني وراغب عبدلله بك باجلان كان اخر مندوب لخانقين في البرلمان ومن يراجع اسماء القرى والمحلات والمناطق في القضاء يجد ان اكثر من 75% منها كردية صرفة ابتداء من ناحية الميدان ووصولا الى جبل (دار وشكة) جنوب خانقين.وفي سنة 1975 وبعد انتكاسة الثورة الكردية وتوقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وايران بواسطة الرئيس الجزائري هواري بومديان.
تراجعت السلطة البعثية الحاكمة عن كافة التزاماتها التي تعهدت بتنفيدها في اتفاقية اذار 1970 والتي وقعتها لاعن قناعة وانما كتكتيك لتجاوز ازمتها العسكرية والاقتصادية وكما صرح صدام حسين بعد التملص والنكوص عن العهد قائلا عندما طلبنا التفاوض مع القيادة الكردية لم يكن قد تبقى لدينا اكثر من خمسة قذائف للمدفعية الثقيلة لذلك وقعنا الاتفاقية ومن هنا نعلم ان الاتفاقية لم تكن عن قناعة بحق الكرد في مساهمة في الحكم مناطقهم وانما كمرحلة لتثبيت اركان حكمهم الدكتاتوري الشوفيني ونذ كر ذلك العهد اي بعدسنة 1975 بدات ماساى الكرد عموما وخانقين خصوصا وبدات السلطات بتخلية الشريط الحدودي من سكانها على طول الحدود وبعمق 20كم ثم هجرت جميع القرى الكردية ناحيتي ميدان وقورتو وكل القرى الكردية في السعدية وجلولاء ووضعت اراضيهم وبساتينهم ومزارعهم للوافدين الجدد واعطو لاصحابها تعويضات رمزية كما بدا فيما بعد بنقل 90% من الموظفين والعمال واصحاب البساتين داخل المدينة بالاضافة الى المعلمين وهكذا نقلو العمال الكرد من عمال شركة النفط والسكك والمنذرية وغيرها على مراحل وبقوائم منظماتهم الحزبية حتى جعلوا من الكرد اقلية في هذه البقعة التي لم يغادرها الكرد منذ ماقبل الميلاد.
من اجل معرفة حجم التغيير السكاني الذي احدثتها عملية ترحيل السكان في خانقين والنواحي التابعة لها خلال عمليات ترحيل وتفريغ القرى الكردية من سكانها الاصليين نقتبس هذا الجدول من كتاب (تعريب قضاء خانقين من منظور جيوساسي) وهذا الكتاب بحث اكاديمي قدمه المؤلف (صلاح الدين انور قيتولي) الى قسم الجغرافية في كلية العلوم الانسانية بجامعة السليمانية كرسالة للحصول على ماجستير في الجغرافية وذكر فيها عدد القرى المرحلة من خانقين في عام 1975 وفي النواحي التابعة لها:
فاذا علمنا ان عدد بيوت بعض هذه القرى كانت 500 بيت مثل قرية كورة شلة ومجيد اغا يمكن نتصور حجم هذه العملية الشوفينية التي استهدفت ابعاد الكرد عن موطن الاباء والاجداد وتم تشريد اهلها الى مناطق مختلفة في شهربان وبغداد وسامراء والاسحاقي والى نواحي واقضية الخضر في المثنى والى بابل وغيرها من مناطق الوسط والجنوب وعدد قليل منها الى كلار وكفري ومحمعات شهرزور وغيرها كما ان عددا غير قليل من سكان هذه القرى توجهوا الى داخل المناطق الحدودية في ايران لانهم كانوا يخشون ابادتهم وهذا ماحصل خلال العمليات الانفال فيمابعد للمرحلين.
مع العلم ان عمليات التعريب وتغير الواقع السكاني كان مقررا منذ العهد الملكي من خلال نقل الموظفين والشرطة وحتى العمال العرب الى خانقين لزيادة نسبة العرب في خانقين. وعندما نتامل الجدول الذي قدمه الدكتور خليل اسماعيل محمد في كتابته (منطقة التخصر الدولية) ص42 يتضح لنا تاثير عمليات التهجير والتعريب التي اتبعها الحكومات الشوفينية المختلفة.
نسبة السكان الكرد في القضاء منذ 1947_ 1977 اي خلال ثلاثين عاما
وعندما نستمـــع عبر بعض الفضائيات الى بعض المهرجين من ادعياء الساسية يتصور الذين يجهلون حقائق التاريخ او يتجاهلونها عمدا بان الكرد قد ظلموا العرب بينما من المنطق ان يتسألوا اين ذهب الكرد من هذه الانحاء هل انهم هاجروا الى كوكب اخر ؟ مع العلم بان عمليات التهجير وتشريد السكان الكرد لم تتوقف الى ماقبل سقوط النظام بايام حيث كانت عمليات ترحيل العوائل الكردية مستمرة في خانقين ورغم ترحيل العشرات من العوائل الكردية فان القيادة الشوفينية كانت تستهدف تفريغ خانقين من سكان الكرد ودليلنا على ذلك الكتاب الموجه من قائمقامية قضاء خانقين الى قيادة شعبـــــة قضــــاء خانقين المرقم 363/25 بتاريخ 24/3/1999 وفيه يطلب العميد عامر محمد صالح قائمقام خانقين ورئيس اللجنة الامنية بيان رأي قيادة شعبة خانقين حول تنفيــذ امر نائب الرئيس الجمهورية طه ياسين رمضان اثنــــــــاء زيارته الى خانقين وتاكيده على تقليـل نسبة الاكراد الى20% .

انظـر (كتب تعريب خانقين من منظور جيوسياسي) (صلاح الدين قيتولي ) ص228.
بهذه الطريقة وبمثل هذه الاساليب القمعيـة تعاملوا مع القضية الكردية ومع الشعب الكردية هكــذا حاولوا انهاء المشكلة حسب تصورهم ولكن انتهوا وبقي الكرد وظلـت جذور الكرد راسخة في خانقن ولكن مع ذلك فان العقلية الشوفينية مازالت باقية في عقول ونفوس الذين يذرفــون دموع التماسيح على تكريد خانقين كذا.... وكانما ان التغييرات التي احدثتها عهود الحكـم الشوفيني هي الحقيقة الحقيقة والواقع وان حقائق التاريخ محض خيال ولكن لايمكن حجب ضوء الشمس بالغربال كما يقولون .
 
رد: خانقيـــــــن.. بــوابـــة زاغــــــــــروس

الف شكر على هذه المعلومات المفيدة أخي العذيذ عبدو
 

كول نار

G.M.K Team
رد: خانقيـــــــن.. بــوابـــة زاغــــــــــروس

كل الشكر لالك عبدو على روعة التعريف والشرح
 
رد: خانقيـــــــن.. بــوابـــة زاغــــــــــروس

بشكرك اخي ... ع المعلومات الجميلة ........
 
أعلى