الكوليرا لمحة تاريخية وأسبابها ومسبباتها وكيفية الوقاية منها

حسن شيخ زين الدين الهكاري
سمعت من وسائل الإعلام على مختلف أنواعها ظهور حالات من الكوليرا في بعض مناطق العراق ولخطورة هذا المرض لكونه معدي ووبائي وسريع الانتشار تبادر الى ذهني الكتابة في هذا الموضوع خدمة للمصلحة العامة. في بادي الأمر يجب ان نعرف ماهي الأمراض المعدية وما هي مسبباته.




الأمراض المعدية:- هي تلك الأمراض التي تنتقل من شخص مصاب بالمرض إلى شخص أخر سليم او ينتقل من حيوان مصاب إلى إنسان غير مصاب بالمرض.
ان مسببات الأمراض المعدية هو وجود كائنات مجهريه تسمى بالميكروبات او الجراثيم او البكتريا المسببة لذلك المرض. والكوليرا واحدة من الأمراض المعدية وهو قديم الوجود يظهر في فترة من الزمن ويختفي في فترة أخرى نتيجة الوقاية التي يتخذها الإفراد ضد هذا المرض وكما يقال ان الوقاية خير من العلاج.
والكوليرا قد يكون موجود في مكان معين من بلد ما او يوجد في دولة دون غيرها من الدول ومثال على ذلك انه مستوطن في دولة الهند حيث ظهر لأول مرة هناك في منطقة تسمى بالوادي المقدس على ضفاف نهر الجانج ولقد انطلقت من الهند عدد حالات وبائية شملت معظم أنحاء العالم وحصدت أرواح الملايين من البشر على الكرة الأرضية.
وحصلت حملات وبائية شملت أقطار معينة مثل فرنسا عام 838 وخاصة جنوب فرنسا وقد أدت إلى وفاة ثلثي سكان المناطق التي إصابتها. وفي عام 1902 حصل وباء في مصر شملت معظم هذا القطر وأول حالة إصابة حدث في قرية موش ومنها الى كل أنحاء مصر وكان سبب الوباء ان عمدة هذه القرية ذهب الى الحج وأثناء عودته جلب معه عدد قناني من ماء بئر زمزم ولسوء حظه كان الماء حاويا على الميكروبات المسببة لمرض الكوليرا ووزع مياه هذه القناني الى أقاربه وأصدقائه كهدية من الحج مما أدى إلى انتشار المرض في هذه القرية ومنها الى القرى المجاورة وهكذا حتى انتشر في كل القطر المصري.
كما حصلت حمله وبائية أخرى في مصر عام 1947 وقيل ان سببها كانت القوات البريطانية التي نقلت جرثومة الكوليرا معها حيث انتشر في بادي الأمر في قرية القرّين القريبة من السويس ومنها الى بقية أجزاء مصر ولولا التقدم في مجال العلم وتكاتف جهود العلماء والمثقفين والدولة لفتك هذا المرض بجميع سكان مصر، في عام 1917 حصل وباء للكوليرا في العراق شملت بغداد العاصمة ومعظم محافظات العراق وذلك عندما دخلت القوات البريطانية القادمة من الهند الى العراق والتي نزلت في ميناء الفاو ولقد أودت بحياة الكثير من الناس في ذلك الوقت، وقد مات نتيجة هذا المرض قائد الجيوش البريطانية (ستانلي مود) وكان البغداديون يسمون هذا المرض (ابو زوعة) لان المريض كان يتقيأ كثيرا، ان أول من اكتشف البكتريا او الميكروب المسبب للكوليرا او ما يسمى بـ (الهيضة) هو العالم الألماني روبرت كوخ عام 1883 في مستشفى الإسكندرية بمصر والتي لوحظت تحت المجهر أنها على شكل ضمات وسميت بضمات الكوليرا وهو يصيب القناة الهضمية للإنسان وثم يستقر في الأمعاء الدقيقة له وقد لوحظ ان الحرارة غير العالية لا تؤثر على هذه الميكروبات لذلك فان الغذائية غير المطبوخة بشكل جيد تكون حاوية على البكتريا.
مدة حضانة: تختلف مدة الحضانة من شخص الى أخر وهي تمتد من يوم إلى خمسة أيام لأنه اذا كانت الإصابة شديدة وليس للجسم مقاومة جيدة فأن المصاب يموت خلال يوم واحد وإذا كانت الإصابة غير شديدة يستمر فترة الحضانة من (2-5) أيام.
الأعراض المرضية: الإسهال والتقيؤ ويكون الإسهال شديد والفضلات البرازية ذات رائحة كريهة يشبه بماء الرز والإسهال مصحوب بالتقيؤ ويؤدي إلى تجعد في البشرة وكذلك ثغور العينين الى الداخل ويشعر المريض بألم في المفاصل وانخفاض في درجات الحرارة دون المعدل، يزداد الألم في المفاصل ولا يستطيع المريض القيام بأبسط الحركات ويحصل لديه انخفاض في ضغط الدم وكذلك يكون لديه ضعف في النبض وعدم انتظامه وقد يدخل في مرحلة غيبوبة مع فقدان وعي . ينعدم إفراز البول ويكون تنفس المريض غير منتظم وعادة يتوفى المريض قبل أن يصل الى هذه المرحلة.
مصادر العدوى: ينتقل المرض من شخص مصاب إلى آخر غري مصاب بالطرق التالية:- الفضلات البرازية للمصاب وكذلك عن طريق ملامسة الأشخاص المصابين كما ان الناقلون للمرض هم أشد خطورة على الصحة العامة.
طرق العدوى: ينتقل الكوليرا بواسطة المياه الملوثة بالميكروبات وخاصة مياه الشرب مما يؤدي الى كارثة وبائية.
الأغذية الملوثة لها دور في نقل المرض ويعمل الذباب كناقل للميكروبات، تلوث الأيدي بالبكتريا واستعمال تلك الأيدي في صنع الأغذية مما يؤدي الى الإصابة بالمرض. تناول الأسماك والمحار غير المطبوخة بصورة جيدة والملوثة وكذلك أكل الفواكه وشرب الحليب ومشتقاته الملوثة وللمثلجات الملوثة بأنواعها دور في نقل المرض، وللخضروات الملوثة وغير مطبوخة مثل الخيار والطماطة والكرفس لها علاقة بإصابة الشخص.
الوقاية من المرض: للوقاية من المرض يجب اتخاذ بعض الإجراءات منها:- عزل المريض والمشتبه بهم وحاملي المرض في مستشفيات العزل ووضعهم تحت الرقابة الطبية. الاهتمام بمراقبة مياه الشرب وتعقيمها أما بالكلور او بالغلي قبل شربها، إضافة كميات كبيرة من المواد المعقمة الى فضلات البرازية للمريض، مكافحة الحشرات الناقلة للجراثيم مثل الذباب لكي لا يحصل تلوث في المواد الغذائية عندما يتناولها الشخص كما يجب تعقيم وغسل الفواكه والخضراوات قبل أكلها وعدم شراء الأطعمة والمثلجات من الباعة المتجولين خوفا من ان تكون ملوثة، أرشاد الأفراد الى جميع الطرق الصحية والوقائية الواجب أتباعها في حياتهم الاعتيادية قبل تناولها. ويقال ان (الوقاية خير من العلاج) فيجب علينا ان نبدأ الوقاية من الأسرة من خلال الإرشاد والتوجيهات التي يقوم بها رب العائلة إلى أبناءه والى كل الأشخاص القريبين منه. وان يكون هناك تعاون جدي مع السلطات الصحية مثل الأطباء والذين يعملون على مكافحة الأمراض والتي هي واحدة من واجباتهم المهنية والإنسانية ونسال الله عز وجل ان يبعد عنا وعنكم كل الأمراض المعدية وغير معدية وان يحفظ كل أبناء شعبنا انه سميع مجيب.
 

almkurdistan

مراقبة عامة
تسلم أحمد على المعلومات المهمة ..
ربي يحمانا جميعاً ويبعدنا عن كل مرض..
تحياتي ..
ألم كوردستان..
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى