مهاباد (( سليم))

  • بادئ الموضوع canda
  • تاريخ البدء
هؤلاء أكرادكَ، إلهي.
.. والبندق يتناثرُ. الأجاصات تتناثر. الكمثرى يوزّع الأدوارَ، والقمح يهذي:
لتكنِ السنبلةُ مشيئةَ الموتِ، ليكنِ الموتُ أكثرَ صَخَباً في الممراتِ التي يتقشَّر كِلْسُها، ويتحدَّث العابرون فيها حديثهم المؤجَّل بهمسٍ خفيضٍ.
فلا تأخذني أيها الملاكُ بجريرةِ الحيِّ، لأني أقسِّمُ المصائرَ ـ مثلك ـ كالدرّاقِ على العابثينَ، وأرمي بيديَّ الهاذيتين شبحي من الباب ليُسَرِّي عن الحياة بأقاصيصه.
ولاتنتظرني، أيضاً، لأني ـ كراكضٍ في الأقاصيص ـ يختطفني الذي لايُرى، وأكونُ النهاية حين لايختتمُ الحادثُ سَرْدَ نهايته. فإن رأيتَ أن تتبعني فارفعْ زانَتَكَ الطويلة، وانتعِلْ خُفَّيكَ الرياضيَّين، لأنكَ ـ كراكضٍ في الأقاصي مثلي ـ سيتقاسمُكَ المُراهنون في اقتحامهم المديحَ باباً باباً، بالحظوظِ التي يباركها الخوفُ.
ومن "مهاباد" إلى "مهاباد"، تأفَّفْ قليلاً، مثلي، أيها الملاك، وأنت تفكُّ سيور خفَّيكَ وتخلع قميصكَ الترابيَّ، متنفساً حتى عظامكَ، كأنَّما، حرَّرتك المدائحُ من عويلها، وبكَتْكَ القهقهةُ،
كأنَّما
فنتنةٌ
أخرى
تسحلكَ
من سماءٍ
إلى أخرى،
ويوجزكَ الألمُ، الذي يعلَّق الهواء كمعطفٍ إلى مشجبه.
ومن حريقِ إلى حريقٍ فلْيغتنم القَدَرُ ما يتيحه الكرد للقدر من ثرثرةٍ يسرد بها على الأرض كسلَهُ الذهبي، قبل أن يقتحم الراكضون بأشباحهم سياجَ غدهم المذعور، وهم يرمون قمصانهم ليتدفاَ الهواء بها، ويتركون أحذيتهم للحصار كي ينقلَ الحصارُ الجرحى من الوردِ إلى الوردِ ماشياً.
والريحُ؟! ما لَها؟ من "مهاباد" إلى "مهاباد" أيضاً.
كلُّها من "مهاباد" إلى "مهاباد".
كلُّ عويل من "مهاباد" إلى "مهاباد".
والأمومةُ حيرى بأثدائها الحجرية بين أبنائها:
فإنْ أيقظني اللهُ، في المديح الرَّطبِ للدم، أحضرتُ خُفيَّي، وإن أيقظني الدَّمُ، أحضرتُ الله.
لكنْ، كألمٍ تتقدم الأجنحةُ،
كألمٍ يتقدَّم الكُرْدُ إلى الحقيقة.
كألمٍ يسرد الفجر على بناته المكانِ رحيلاً رحيلاً،
كألمٍ يدخلُ النهارُ أعمى إلى "مهاباد".
وأنا،
رحيلاً رحيلاً ـ بزانتي، بالخفَّين الرياضيين، والتصفيق الأخرس المنسيِّ على المدرَّجات، حيث لم يصعد أحدٌ ـ أجفَّف العرق عن جبينكَ أيها الملاك، وأسند جناحيكَ بعظامي، لألتقطَ الأرض التي تتساقط من خلفكَ، عاصفة عاصفةً، وجَمَالاً جَمَالاً، ريثما أُطلق السهمَ الأخير في إتِّجاهاتِ الدَّمِ الأخيرة.
وسأحصي نفْسي، بعدئذٍ،
أنيناً أنيناً،
من "مهاباد" إلى مهاباد"
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى