الضغوط النفسية و تأثيرها على المرأة العاملة

my.love

my love
الفصل الأول
مقدمة عامة:
يكتسب عمل المرأة أهمية بالغة لما للمرأة من دور فعال في حياة المجتمع و نموه و تقدمه في كافة مجالات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية .
و للعلاقة الوثيقة التي تربط بين دور المرأة هذا و التنمية المستديمة و الشاملة ,فكلما تم تفعيل دور المرأة و زادت مساهمتها في كافة مجالات الحياة تطور المجتمع نحو الأفضل ,و بالمقابل كلما تطور المجتمع زادت فعالية المرأة فيه و نما دورها و مساهمتها في التنمية , أي أن هناك علاقة تبادلية بين مشاركة المرأة في التنمية و بين تأثير التنمية على مشاركة المرأة و تفعيل هذا الدور.
و يؤكد بعض الباحثين هذه الأهمية من خلال ربطهم بين درجة رقي المجتمع و حريته و بين منزلة المرأة فيه , و كما يقول دكتور اليافي": لو أردنا أن نعرف أحوال أمة ما و نقف عند درجة رقيها أو تخلفها لكان علينا أن نبحث فيها عن المرأة , أو ننظر إلى المرأة , فالرقي كالحرية معياران تحددهما إلى درجة كبيرة منزلة المرأة في هذا البلد أو ذاك "
اليافي , نعيم ص 6
لذلك أصبحت المرأة هدفا لكثير من الأدبيات و مجالا لكثير من المناضرات بين الباحثين حيث ناقشوا قضايا المرأة من نواحي عديدة سواء ما يتعلق منها بدورها كأم و زوجة , أو ما يتعلق
بدورها كعضو عامل في المجتمع , فمنهم من أتخذ جانب التطرف و لم يقبل أن تقوم المرأة بأي عمل خارج المنزل , و آخرون دعوا إلى الاستفادة من طاقاتها البشرية , و اعتبروا هذه الاستفادة ضرورة تتطلبها ظروف التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمع.
و السؤال الذي يطرح نفسه: هل عمل المرأة خارج منزلها و أسرتها ضرورة اقتصادية أم اجتماعية أم إنسانية أم مجتمعة ؟ أم أنه لا ضرورة له أصلا ؟
و الجواب يتمحور حول نظرة المجتمع إلى عمل المرأة خارج المنزل الذي غالبا ما يعتبر أقل أهمية من عملها داخل الأسرة , لان تقسيم العمل في المجتمعات الأقل تطورا يتم حسب الجنس , فا المرأة للأعمال منزلية و تربية الأولاد و تلبية متطلبات الزوج فقط و الرجل لتأمين المستلزمات المادية الضرورية لمعيشة الأسرة.
إلا أن هذه النظرة لم تعد مقبولة في القرن واحد و العشرين , فكما يقول د. شعبان:" لم يعد موضوع عمل المرأة قضية مزاجية أو عاطفية أو اختيارية و إنما أصبح حاجة لا مجال لتردد في قبوله ".
شعبان , اسماعيل ص 75 87
و على الرغم من جميع المطالبات التي دعت المرأة إلى التزام المنزل , فان المرأة العربية في العصر الحديث كسرت طوق أدوارها التقليدية حتى في أكثر الأقطار العربية تزمتا و محافظة , و انطلقت إلى التعليم و العمل لإثبات وجودها و المطالبة بحقوقها و أيضا للمساهمة في بناء مجتمعها.
ومع انطلاق المرأة العربية للعمل خارج المنزل و نظرا لعدم تهيئة الظروف المناسبة للعمل و توفير جميع الوسائل و السبل التي تسمح للمرأة الجمع بين عملها داخل و خارج المنزل خاصة المرأة المتزوجة , ظهرت بعض الصعوبات و المشكلات التي تواجه المرأة و الأسرة نتيجة لعملها و قد حظيت دراسة و تحليل هذه المشكلات باهتمام متزايد من قبل الباحثين الاجتماعين و الاقتصاديين و من قبل المنظمات الدولية و المؤسسات الرسمية المهتمة بالعمل الاجتماعي و الاقتصادي. و أصبحت المرأة العاملة هدفا لكثير من الكتاب و مجالا خصباً لدراسة دوافعها إلى العمل و دراسة الآثار و المشكلات المترتبة على خروجها إلى العمل
و على الرغم من الجهود المبذولة نجد إن عمل المرأة ما زال يتعثر و تكتنفه بعض المشكلات و العقبات التي تؤدي إلى الحد من إمكانية الاستفادة من تلك الطاقة البشرية المعطلة.
و لكي يستثمر المجتمع طاقات المرأة بشكلها الأمثل و يستفيد منها لصالح عملية التقدم الاقتصادي و الاجتماعي يجب دراسة العوامل المؤثرة في عمل المرأة

مشكلة البحث:
إن المرأة العاملة بشكل عام تعاني من ضغوط متنوعة في حياتها سواء على الصعيد العمل أو على صعيد الحياة الأسرية و العائلية أو في علاقتها مع زوجها أو أطفالها و في تحقيق التوازن بين عمل البيت و العمل خارجه و الواجبات الاجتماعية.

تساؤلات البحث:
1_ هل تعاني المرأة من الضغوط النفسية ؟
2_ هل توجد فروق دالة إحصائياً بين النساء في الضغوط النفسية في العمل

هدف البحث:
يحاول هذا البحث إظهار قضية المرأة باعتبارها ظاهرة اقتصادية و اجتماعية ذات أثر ملموس في رقي الإنسان و المجتمع و تقدمها , و سنحاول النظر إلى هذه القضية نظرة موضوعية بالاعتماد على الأساليب العلمية التي تهدف إلى إظهار أهمية القضية على المستوى القومي , و في الوقت ذاته إشعار المرأة السورية لأهمية دورها و مسؤوليتها في عملية التنمية , و البحث عن العقبات التي تكون عائقا في تحقيق المزيد من مساهمات المرأة في النشاط الاقتصادي.

أهمية البحث:
كما يلقي هذا البحث الضوء على موضوع مهم في الإدارة و هو تنمية و تطوير
الموارد البشرية , و خاصة القوة العاملة النسائية , لأنه محاولة التعرف على رأي المرأة السورية العاملة في بعض الجوانب المهمة في عملها , من حيث الأسباب التي تدفعها إلى الخروج إلى العمل و كذلك التعرف على أهم العقبات و المشكلات التي تواجه المرأة العاملة و التي قد يكون وجودها سببا في الأحجام عن العمل.
و من أهم الأسباب التي دفعتنا إلى التفكير في هذا الموضوع هو انخفاض مساهمة المرأة في قوة العمل في بعض البلدان العربية و ارتفاعها في البلدان المتقدمة ,حيث انتهينا إلى قناعة بأن المجتمع العربي عموما و قطرنا بشكل خاص يحتاج إلى إجراء دراسات ميدانية يمكن من خلالها معرفة و تشخيص العوامل التي تعيق مساهمة المرأة في عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.

مصطلحات الدراسة:
المرأة العاملة: في هذه الدراسة هي المرأة التي تمارس عملا حكوميا و تحصل على أجر مادي مقابل عملها.
المرأة المتزوجة : في هذه الدراسة هي المرأة المتزوجة و التي سبق لها الزواج لحظة جمع البيانات.

حدود الدراسة:
حدود مكانية: تم الدراسة في مدنية حلب
حدود زمانية: تمت في الفترة بين شهر تشرين الثاني 2007
و بين شباط 2008-
حدود البشرية: تمت الدراسة على المرأة العاملة المتزوجة و الأم.
الحدود المنهجية: وصفي تحليلي يعتمد على قراءة الاستبيان و تحليله و من ثم عرض النتائج و تفسيرها.

الفصل الثاني
الأساس النظري
المرأة العاملة و البناء النفسي
وضع المرأة في المجتمع العربي:
العوامل المؤثرة في عمل المرأة المتزوجة
مسؤوليات الزوجة العاملة:
مشكلات المرأة العاملة المتزوجة
دور المحيط العائلي و الدولة في تمكين المرأة العاملة من أداء دورها
دور وسائل الإعلام في تمكين الزوجة العاملة من أداء دورها:
الإجراءات المتخذة في المجتمع العربي السوري لإنصاف المرأة العاملة

الدراسات السابقة
الفصل الثاني
المرأة العاملة و البناء النفسي:
على الصعيد البناء النفسي الداخلي , فقد خلقت حالة العمل وضعا جديدا للمرأة العاملة إذ إننا لم نعد أمام نضال من أجل الحق في الحب , إنما أمام احتجاج على الأسصر النفسي.
و إذا كان رجحان العاطفة هو واحد من المميزات النموذجية للمرأة القديمة إلا إن الواقع الحالي... واقع المصنع اقتضى منها أن تتعلم كيف تقهر عواطفها , و إن تدعم بإرادتها موقفها من الحواجز العديدة التي ينصبها المجتمع في وجهها.
و من أجل الحفاظ على الحقوق الجديدة التي اكتسبتها تجد المرأة نفسها مضرة إلى القيام بعملية تهذيب و تثقيف ذاتيه.
إن للعمل قيمة كبيرة في حياة الإنسان السيكولوجية و الاجتماعية و إن التغيرات الإيديولوجية و التكنولوجية قد أدت إلى دخول المرأة ميدان العمل و الإنتاج فخلقت منها إنسانا جديدا له ميزاته و خصائصه النفسية المختلفة عن خصائص المرأة القديمة التي محيطها الأسرة و المنزل و الأهل و الأقرباء فالعمل يخلق وعيا جماعيا , يعبر عن حياة الجماهير , و ينظمه عقل جماعي للأفراد بحيث يفكرون و يشعرون و يعلمون من خلاله , ذلك لان الفرد لا يعمل وحيدا و إنما ضمن جماعة , فالأمر لا يلغي سيكولوجيا الفرد كفرد معزول. و يخلق سيكولوجيا الفئات الاجتماعية التي تدرس العلاقات المتبادلة بين الأفراد في مواقع العمل و التفاعل الاجتماعي الحاصل و نتائجه.
إن السيكولوجية الاجتماعية هي التي تحدد إطار العمل و حجمه
إذ تخلق قوة جديدة قوامها التعاون و المنافسة و إبراز الطاقات الكامنة التي تزيد من الإنتاجية.
و رغم إن العمال في مواقع العمل يتشربون روح الجماعة العمل و يعدلون سلوكهم وفقا لمتطلباتها , و يخضعون عفويا لتأثيرات العمال الآخرين , إلا إن كل عامل و عاملة يظل محتفظا بتجربته الشخصية , فيعرف بها , و لكن يتغير جزئيا تبعا للجماعة التي يعمل فيها و تبعا للشروط و ظروف العمل في المؤسسة الصناعية.
) , سليم , عام 1984 ص 45 - 46 - 47 - 50(
وضع المرأة في المجتمع العربي:
يمكننا القول إن النظرة للمرأة في المجتمع العربي تتأرجح بين ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول: و هو الاتجاه التقليدي المحافظ الذي يرى في المرأة الكائن الضعيف جسما و عقلا و الذي يحصر وظيفة المرأة في تأدية غرض أساسي واحد و هو الزوجية بمفهومها الخضوعي , و الأمومة بمفهومها التوالدي الرعوي. و يعلل التقليديون موقفهم من المرأة بتعاليم الدين , و يرون في اختلاط المرأة و عملها خارج المنزل العيب و العار و فساد الأخلاق , و لكن هؤلاء لا يعترضون على مساهمة المرأة العاملة في الريف رغم قساوة عملها , و هذا ما يثبت تمسكهم بموقفهم لا يرجع إلى أسباب دينية أصيلة إنما مرده التشبث بالتقاليد و الغبة في امتلاك المرأة و السيطرة عليها.

الاتجاه الثاني: و يمثل فكرة الغالبية من الرجال و النساء , و هو يتسم بنظرة متحررة نسبيا , دون إن يكون ذلك معارضا للتقاليد المستقرة , و ومع إبقاء المرأة منسبة للرجل و محتاجة إلى رعايته , سواء كان أبا أم زوجا أو أخا , و يعترف أصحاب هذا للمرأة بحق العمل و لكن في نطاق وظائف معينة تنسجم و طبيعة المرأة مثل التعليم و التمريض و الخياطة و ما شابه , فعمل المرأة هذا مقبول و مرغوب فيه لكونه يساعد في دخل الأسرة , و تحسين أحوالها , و لا يرى فيه خلقا لكيان مستقل , يحرر المرأة تحررا كاملا و يساويها في علاقتها مع الرجل.

الاتجاه الثالث: و هو الاتجاه المتحرر المنفتح الذي يساوي المرأة بين الحقوق و الواجبات للمرأة و الرجل في جميع المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و يرى في المرأة الإنسان القادر على العمل , و الإبداع و ممارسة الحرية , و تحمل مسؤولياتها دون إن يشكل ذلك تهديدا للرجل. ويرى أصحاب هذا الاتجاه إن تخلف المجتمع العربي يعود إلى لانعدام حرية المرأة و جهلها , وعدم اطمئنانها على مستقبلها لكونها عضوا غير فعال و منتج في المجتمع. و هؤلاء يطالبون بفتح الأبواب أمام المرأة في التعليم و التدريب و العمل بمختلف أنواعه.

هذه الاتجاهات الثلاثة تظهر من خلال الدراسات و المسوحات التي أجريت في البلدان المنطقة المختلفة ) - سلسلة كتب المستقبل العربي \15\, عام 1999 ص 61(

العوامل الؤثرة في عمل المرأة المتزوجة:
1-العوامل السكانية: و تتألف من أ: الزواج
ب: الخصوبة
ج: التركيب العمري للمرأة

أ – الزواج: اختلف مفهوم الباحثين للزواج بإخلاف نظرتهم إليه و يرى الدكتور محمد صفوح الأخرس:" أن الزواج بالإضافة إلى تنظيمه لعلاقة الجنس بين المرأة و لرجل بتحديد شرعية الأطفال فهو يشكل بداية لتكوين خلية اقتصادية قوامها إمكانيات مادية للزوجين " و انطلاقا من اعتبار الزواج بداية لتكوين خلية اقتصادية , بحيث أخذت المرأة تعمل و تساهم في عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في المجتمع الحديث , و بالتالي في تكوين أول خلية اقتصادية إلا و هي الأسرة , أصبح الزواج واحدا من أهم العوامل السكانية المؤثرة في عمل المرأة. فا الزواج لدى بعض الفئات الاجتماعية يكون سببا لخروج المرأة من ميدان العمل لأنها تعتبر إن الدور الأول في حياتها هو التفرغ لمسؤوليات البيت و الأسرة و تربية الأطفال , أو لأنها تجد في الزواج سببا لراحتها من عناء العمل خارج المنزل طالما أن الشريعة و الأعراف و التقاليد تفرض على الزوج تأمين متطلبات الحياتية لزوجة , و أحيانا تترك المرأة عملها قهرا تلبية الإرادة زوجها أو خضوعا لعادات الأسرة الجديدة التي انتمت لها إليها.
و على العكس من ذلك يكون الزواج لدى بعض الفئات الاجتماعية سببا غير مباشر في دخول المرأة إلى العمل حيث تكون الحاجة إلى الدخل دافعا للعمل لمشاركة الزوج في أعباء الأسرة المادية و مسؤولياتها و هذا الدافع يزداد في حالتي الطلاق و الترمل حيث تضطر المرأة لإعالة نفسها و إعالة أولادها
) محمد صفوح , عام 1976 ص 175(
ب: الخصوبة:" أن ارتفاع معدل النمو السكاني يشكل عبئا ثقيلا على عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية , و المسؤول عن هذا الارتفاع في معدل النمو السكاني , ارتفاع معدل الخصوبة من ناحية و تحسن الأوضاع الصيحة عموما و صحة الأطفال الأمر الذي أدى إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال من ناحية ثانية. و هذا يؤكد ارتباط الخصوبة بمستوى التطور الاجتماعي و الاقتصادي بشكل عام و بمستوى تعليم المرأة و معدل سن الزواج و مدى مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي بشكل خاص.
و تعتبر سوريا من الدول ذات المعدل المرتفع في الخصوبة فقد بلغ معدل الخصوبة الكلية عام 1999 في الحضر 2,99 بالألف و في الريف 4,41 بالألف و لا يخفى على أحد ما يضيف هذا المعدل المرتفع للخصوبة من أعباء ثقيلة على عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و أيضا ما يقع من عوائق أمام المرأة في مساهمتها في قوة العمل و في عملية التنمية "1.) المجوعة الأحصائية السورية لعام 2001 ص 62(
إذ يمكن القول أن العمل يساهم في خفض خصوبة المرأة و لكن ليس في بداية حياتها و إنما يساهم العمل مع عوامل أخرى متعددة إلى خفض خصوبة المرأة بعد مضي فترة على زواجها حيث نجد أن " التغيير الذي طرأ على المجتمع بوجه عام قد جعل من المكن للزوجة القادرة على العمل أن تطالب به.كما إن تنظيم الأسرة و أهدافه القومية قد دعم مركز المرأة التي تتجاوب مع الرغبة في تقليل الإنجاب "
2.) سناء , عام 1984 , ص 304(
و خلاصة القول أن خصوبة المرأة تتأثر بعملها و تنخفض بسببه.

ج: التركيب العمري: تنبع أهمية تحليل تغيرات التركيب العمري لقوة العمل النسائية و ذلك من خصوصية قوة العمل النسائية من ناحية و خصوصية تركيبها العمري من ناحية ثانية , لان بحث هذه التغيرات يلقي الضوء على كوامن المؤثرات التي تنعكس على كل فئة عمرية في قوة العمل و ما يتطلبه ذلك بالتالي من معالجات تأتي في إطار إستراتيجية جذب المرأة للعمل بشكل متوازن مع مسؤولياتها تجاه أسرتها من ناحية و متطلباتها إعدادها و تأهيلها للقيام بمسؤولياتها تجاه عملية التنمية من ناحية أخرى.
أن ارتفاع نسبة وجود المرأة غير المتزوجة في قوة العمل في الفئات العمرية الشابة
حيث بلغت في الفئة المعرية بين <15 – 19 > 96,4 % بينما نسبة وجود المرأة المتزوجة في قوة العمل لذات الفئة 3,6.
و في الفئة العمرية 20-24 بلغة نسبة غير متزوجة 81,0 % و نسبة المتزوجة 18,4 و نلاحظ في الفئة العمرية 25-29 انخفاض نسبة غير المتزوجة إلى 53,7% في الفئة العمرية السابقة و بالمقابل ارتفاع نسبة المتزوجة إلى 43,6% و يعزى هذا التفاوت
إلى الفئتين العمريتين المتجاورتين إلى ارتفاع سن الزواج إلى ما بعد التعليم الجامعي لدى فئات كثيرة في المجتمع , حيث نجد إن نسبة وجود المرأة غير المتزوجة في قوة العمل تستمر في الانخفاض كلما تقدمنا في الفئة العمرية حتى تصل إلى 8,8 % في الفئة العمرية 45-49 و إلى 5.0 % في الفئة العمرية 50 فا أكثر.
و نلاحظ أيضا الفرق بين وجود المرأة المتزوجة و الرجل المتزوج في قوة العمل , حيث بلغ معدل وجود المرأة المتزوجة في قوة العمل 46 % بينما بلغ معدل وجود الرجل المتزوج في قوة العمل 60,5 %.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن رغم الفرق الكبير بين وجود الإناث و الذكور المتزوجين في قوة العمل إلا إن نسبة وجود المرأة المتزوجة في قوة العمل ليست منخفضة جدا بل يمكن القول أنها تكاد تقترب من نصف المتزوجات و يمكن تفسير هذا الارتفاع بأن تردي الأحوال المعاشية و عدم كفاية دخل الزوج و ارتفاع مدة إعالة الأولاد إلى مرحلة انتهاء التعليم الجامعي , إضافة إلى تعليم المرأة و وعيها و هو ما يدفع الزوجة للبحث عن العمل أو العمل فعلا حتى سن متقدم للمشاركة في نفقات الأسرة ,
و بالمقابل نجد إن نسبة الأرامل و المطلقات في قوة العمل تتزايد كلما تقدمنا في الفئات العمرية حيث كانت 2,7 % في الفئة العمرية 25-29 و زدات إلى 8,2 في الفئة العمرية 35 -39 و إلى 10,0 % في الفئة العمرية 45 -49 و إلى 21,0 % في الفئة العمرية 50 فأكثر.
و يفسر هذا التزايد بأن المطلقة و الأرملة تدخل قوة العمل في عمر متقدم و تستمر في العمل حتى سن التقاعد , لان العمل هو المعيل الوحيد لها
) المجموعة الأحصائية السورية لعام 2001 ص 80(
العوامل الاقتصادية:
أ: الدخل _ ب: المساهمة في النشاط الاقتصادي
أ: الدخل: تلعب الحاجة المادية في مجتمعنا دورا هاما في خروج المرأة للعمل خاصة لدى الطبقة الفقيرة و الوسطى حيث تشعر المرأة عموما و الزوجة بشكل
خاص أنها بحاجة إلى الوفاء بمتطلبات الأسرة الأساسية و بعض الكماليات التي تنقصها و التي أصبحت من ضروريات الحياة المعاصرة , أما المرأة في الطبقة الميسورة أو الغنية فتجد في العمل رغبة ذاتية أكثر منها مادية حيث تحققت لها معظم الكماليات و بالتالي فأن مستواها المادي لا يشكل لها دافعا نحو العمل إنما الدافع قد يكون قضاء وقت الفراغ أو العمل على تحقيق الذات حيث أن المرأة في هذه الطبقة غالبا ما تكون قد تلقت التعليم العالي و اكتسبت المهارات العالية و غالبا ما تكون المرأة العاملة من هذه الطبقة من غير المتزوجات , و بشكل عام يمكن القول "... ينطلق مفهوم عمل المرأة سواء لدى الرجل أو المرأة من منطلق الحاجة الاقتصادية , و لهذا يحبذا كلاهما لو توفر العمل داخل المنزل لا بخروجه منها , لتكون قريبة من إمكانية تلبية احتياجات الأسرة التي تعتبر هي المسؤولة الوحيدة عنها بشكل رئيسي. و لهذا أيضا تنسحب المرأة عموما من العمل خارج المنزل حال توفر الدخل الاقتصادي المناسب للرجل معيل الأسرة."
1) ليلى , عام 1992 ص 31(
" ب_ المساهمة في النشاط الاقتصادي: ما تزال قوة العمل النسائية في سوريا متدنية قياسا بقوة العمل البشرية النسائية و لا تزال مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي متدنية مقارنة مع مساهمة الرجل , ذلك أن عوامل إقصاء المرأة عن قوة العمل لازالت ذات فعالية كبيرة و تستمر في ذلك في المستقبل إذا ما استمرت الأطر الاجتماعية التي تحكم المرأة في تأثيراتها السلبية على مساهمتها في قوة العمل قد بلغ معدل النشاط الاقتصادي الخام < لجميع السكان > 12,3 يالمئة للإناث و 47,4 % للذكور , بينما بلغ معدل النشاط الاقتصادي المنقح <للسكان 15 سنة فأكثر> 20,6 % للإناث و 79,9 % للذكور , و هذا يعني بالتالي الاعتماد في المعيشة بشكل رئيسي على قوة العمل من الذكور , و هنا تجدر الإشارة إلى السمة المميزة لمجتمعنا في ارتفاع معدل الإعالة فيه , و ذلك لان التزايد في معدل النشاط الاقتصادي للإناث لا يتناسب مع حجم القوة البشرية النسائية , إضافة إلى ارتفاع حجم السكان في عمر 15 سنة فأقل."
2) المجموعة الأحصائية السورية عام 2001 ص79(

إن مساهمة المرأة في النشط الاقتصادي رغم تدنيها تتباين في توزعها على الأنشطة الاقتصادية , فنجدها في بعض الأنشطة تكاد تكون معدومة مثل قطاع الصناعة و ضعيفة جدا في بعض القطاعات الاقتصادية الأخرى بينما نجدها مرتفعة في قطاعات الزراعة و الخدمات الاجتماعية.
و في الأعمال الإدارية و الكتابية تتقارب مساهمة قوة العمل لدى الإناث و الذكور مع بعضها.

3_ العوامل الثقافية و الاجتماعية:

أ: التعليم _ ب: الأعراف و التقاليد _ ج: القوانين و الأنظمة
أ: التعليم: توجد علاقة قوية بين مستوى تعليم القوى البشرية النسائية و إقبال المرأة على المشاركة في العمل من ناحية , و أيضا بين مستوى التعليم للمرأة العاملة و نوعية و مستوى الأعمال التي تمارسها من ناحية أخرى. و ما التطور الذي نلمسه في نوعية و مستوى ممارسة المرأة للعمل و النشاط الاقتصادي إلا انعكاسا للتطور الحاصل في مستواها التعليمي , و هذا ما يمكن أن نلاحظه من العلاقة بين مستوى التعليم و المساهمة في النشاط الاقتصادي.
إن للتعليم تأثيرا هاما أيضا في توجيه المرأة للعمل في قطاع دون أخر مثلما له الأثر في توجيهها للعمل في مهنة دون أخرى , مع الأخذ بعين الاعتبار أن جذب المرأة المتعلمة للعمل في القطاعات الاقتصادية المختلفة يرتبط بأسلوب الإنتاج الاقتصادي للمجتمع و بمستوى تطور القطاع نفسه و أيضا بمستوى تطور المجتمع و درجة ثقافته و تقبله لعمل المرأة في قطاع دون أخر.
أن المرأة المتعلمة بشكل عام تتوجه للعمل في القطاع الحكومي و ذلك لما يضمنه القطاع الحكومي للمرأة من مكانة اجتماعية و من ضمان لحقوق العمل و ضمان الشيخوخة أكثر من باقي القطاعات .
إن عملية التدريب و التأهيل عملية ضرورية لاستمرار مسايرة التقدم و التطور العلمي و التقني في كافة الفروع الاقتصادية كما إن عملية تدريب و تأهيل المرأة العاملة , عملية هامة جدا حتى لا تتخلف في عملها عن الذكور و تكون مساهمتها في عملية التنمية فعالة , و قد عمدت الدولة لتلبية احتياجات مواطنيها من هذه المهارات من خلال المراكز التدريبية المختلفة. ( أميمة , عام 1984 ص 108(
ب: الأعراف و التقاليد: يشهد القطر تغيرات اجتماعية و اقتصادية تنعكس إيجابا على حياة المرأة بشكل كبير , لكن هذه التغيرات لا تزال سطحية , و لم تنغرس جذورها في عمق التفكير الاجتماعي الذي هو أساس عملية التطور و التغيير حيث ما تزال طبقات مختلفة في المجتمع غير مدركة لأهمية مساهمة المرأة في العمل , و يسود لديها الاعتقاد السائد أن عمل المرأة ينحصر داخل منزلها أما العمل في الخارج فهو من مهمة الرجل و ليس للمرأة إن تزاحمه في البحث عن قوته و قوت أبنائه باعتباره المسؤول شرعا عن إعالة زوجته و أبنائه. كما أن سماح الزوج لزوجته للعمل يعتبر دليلا على عدم قدرته المالية في تغطية تكاليف الأسرة المعيشية و هذا الأمر ينظر إليه على انه نقص في إمكانيات الرجل و قدراته إن النظرة الدونية إلى موقع المرأة الاجتماعي نسبة إلى الرجل و إن كانت انتهت نوعا ما في الأقوال إلا إنها لم تنته في الأفعال , و ما زالت القيم و العادات السلوكية تحدد للفتاة ما هو متوقع منها و تقيد طموحاتها , كما إنها كثيرا ما تعتبر سلوكا ما إذا صدر عن الذكر أمرا طبيعيا و مباحا و على أبعد تقدير , و بينما إذا صدر السلوك نفسه عن الفتاة ينعتها المجتمع بصفات تنال منها و من كرامتها الإنسانية و هذا التمييز يوضح لماذا تحجم المرأة عن العمل بعد الزواج , و أيضا يوضح مدى الضغط و الجهد النفسي الذي تتعرض له المرأة في مكان عملها.
بعض العادات و الأعراف تقلل من شأن المرأة و تعتبرها مصدر شك و ريبة و أنها لابد من إن تكون تحت رقابة الزوج أو الأسرة فان خروجها للعمل قد يوقعها في المفاسد.
و تعتبر مشكلة الاختلاط لدى بعض الفئات الاجتماعية من أهم العقبات التي تواجهها المرأة في العمل , حيث إذا عملت فلابد من أن تعمل في مكان منفصل تماما عن الرجل.
كما أن الضغط الأسري و الأعراف الاجتماعية و النظرة السلبية لعمل المرأة و لشخصية المرأة العاملة , و المحسوبيات في العلاقات الاجتماعية في مجال العمل أمور تؤثر مجتمعة في وصول المرأة إلى مراتب وظيفية عليا و تسلمها مركز الإدارة.
إن إبرازنا لهذه السمات العامة التي تطبع مجتمعنا و توضح بعض الاتجاهات السلبية فيه لا يعني مطلقا عدم وجود اتجاهات ايجابية , صحيح أن العلاقات الاجتماعية مازالت تترنح بين ضغط الأعراف و بين احتياجات التطور و لكن العجلة لا يمكن إن تعود للوراء و الجهود لا زالت تبذل لتغيير معطيات هذه الأعراف من أجل النهوض في المجتمع و التسريع في وتائر تقدمه.
) , ليلى , عام 1992 ص 10 – 103 – 104(
ج _ القوانين و الأنظمة: إن مساهمة المرأة في عملية التنمية متصلة بشكل وثيق بمركزها القانوني و بمدى وعيها لحقوقها و ما يجب أن تكون عليه هذه الحقوق , لان شعور أي إنسان بان هناك قوانين و تشريعات تحميه و تحمى عمله و نتاج عمله و تساويه مع مواطنيه و تؤكد وضعه و حقوقه الإنسانية أمر في غاية الأهمية إذا أردنا لهذا الإنسان إن يكون ذو فعالية في بناء مجتمعه
و انطلاقا من ذلك نجد أن القوانين و التشريعات التي تنظم حياة الأفراد في المجتمع ثلاثة أبعاد , و تتمثل هذه الأبعاد في قوانين ذات طابع اجتماعي و قوانين ذات طابع اقتصادي , و قوانين ذات طابع إنساني عام. هذه القوانين تعنينا من حيث إنها تمس حياة المرأة بشكل خاص و تؤثر في ممارساتها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية , و يعتبر المستوى النوعي لهذه القوانين و التشريعات و ما تقدمه للفرد في المجتمع و للمرأة من حقوق انعكاسا لواقع المجتمع الحضاري.
لقد ساوت القوانين ذات الطابع الاقتصادي التي تنظم العمل و العلاقات الاقتصادية في المجتمع في أحكامها بين الرجال و النساء و فتحت أبواب العمل على مصرعيها أمام المرأة في جميع المجالات , و رغم عدم ممارسة المرأة لبعض الأعمال ليس نتيجة مانع قانوني بقدر ما هو نتيجة موقف اجتماعي معين أبعد المرأة عن هذا العمل أو ذاك أو نتيجة موقف شخصي.
و المرأة السورية تتمتع بحقوق المواطنة الكاملة لان كافة القوانين و التشريعات الناظمة للفعاليات الاقتصادية بكل أنواعها و مجالاتها تتوجه إلى الرجل و المرأة على أساس المساواة.

المرأة و قانون العمل الأساسي: لقد ساوى هذا القانون بشكل كامل بين المرأة العاملة و الرجل العامل في الحقوق و الواجبات و منح المرأة إجازة أمومة كاملة حتى و لو توفي المولود و إجازة مدتها شهر مقابل 80 % من الراتب و شهر كامل بدون أجر لمن ترغب في أجازة إضافة لإجازة الأمومة البالغة 75 يوم , و مدة ساعة يوميا حتى بلوغ الطفل العام. و لا يجوز لأصحاب العمل أن يسمحوا للنساء بالعودة إلى أعمالهن قبل انقضاء 40 يوما على تاريخ الولادة.
كما حصلت المرأة العاملة بموجب المرسوم التشريعي رقم 4 لعتم 1972 على التعويض العائلي وفق الشروط التالية:
إذا كانت أرملة
إذا كانت مطلقة , و إذا ترتب للزوجة نفقات شرعية عن أولادها فأنها تتقاضى الفرق بين هذه النفقة و التعويض العائلي الذي تستحقه.
إذا كان زوجها لا يتقاضى التعويض العائلي من خزينة الدولة أو الجهات العامة. ) الاتحاد العام النسائي , اللجنة الوطنية لما بعد بكين عام 1996 ص 17(

مسؤوليات الزوجة العاملة :
إن المرأة التي تشكل نصف القوة البشرية لها دورها الهام في عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ,كما إن خطط التنمية الهادفة إلى تحقيق التقدم و التطور تحتاج إلى تكريس كافة الجهود و الطاقات و الإمكانيات للوصول إلى غايتها ,
المرأة معنية بعملية التنمية كالرجل تماما و مسؤولياتها في التنمية تشمل العمل بجانب تربية الأولاد و إعداد الأجيال القادمة.
مسؤوليات المرأة المتزوجة: حين تتزوج الفتاة تتغير طبيعة حياتها و طبيعة مسؤوليتها , و تتداخل أدوارها ضمن الأسرة و تتشابك , فهي في بداية عهدها بالزواج زوجة لها مسؤولياتها كزوجة مسؤولة جديدة , حيث أنها أصبحت أما و عليها مسؤولية العناية في الأطفال و تربيتهم , و مسؤولياتها هذه مرتبطة بمسؤولياتها كربة أسرة ,و تتداخل هذه المسؤوليات لتلقى مجتمعة على عاتق الزوجة بشكل رئيسي باعتبار أن مسؤوليات الزوج تنحصر بدرجة الأولى في العمل خارج المنزل و تأمين الموارد المالية التي ينفق منها على أسرته و على التزاماته الأسرية الأخرى و إن و جدت كالإنفاق على والديه أو أخوته أو على بعض ذويه.
و سنحاول فيما يلي تقسيم مسؤوليات المرأة المتزوجة على الرغم من أنها تنهض بها مجتمعة في آن واحد إلى ثلاثة بنود أساسية:

أ-مسؤوليات المرأة كزوجة: المرأة العربية كانت و لا تزال و لكن بشكل اقل حدة على أن يكون وجودها مستمد من وجود الرجل , كما أن وجودها في حياة الرجل مرتبطا بتأمين الاستقرار و الراحة له , و على هذا الأساس تبدأ التربية منذ الطفولة بشكل عام و هذه التربية تختلف درجة تأثيرها باختلاف موضع الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الأسرة , أي مستواها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي , كما تنبع من وضعها الاثني و من وضعها الديني , و الإقليمي ,
لكن بشكل عام التنشئة في الأسرة هي الأساس في إعداد الفتاة لتصبح زوجة في المستقبل تقوم بما عليها من مسؤوليات و تؤدي ما عليها من واجبات و مسؤوليات المرأة العربية كزوجة كانت حتى عهد قريب محصورة في أعمال منزلية تربى على ذلك في بيت أبيها و تنتقل إلى بيت زوجها لتقوم بالأعمال ذاتها ,
و كان المطلوب من الزوجة أن تهئ أسباب الراحة و الهناء و السرور لزوجها و تعيش معه في السراء و الضراء و تتحمل منه كل شيئا.

ومع التقدم التدريجي للمجتمع صارت مسؤوليات الزوجة أكبر من مجرد تأدية الأعمال المنزلية أو الاهتمام في الزوج فقد تحولت بفضل تعلمها و تطور مهاراتها و دخولها ميدان العمل إلى مركز المشارك في الحياة و العامل على تطورها و تغيرها.
) سمير, عام 1980 ص66- 68(
"ب: مسؤوليات المرأة كأم: ينقل التراث الحضاري و الثقافي للمجتمع من جيل إلى جيل من خلال الأسرة عبر ما تزرعه الأم من قيم اجتماعية في أبنائها عند تربيتها لهم , و مسؤولية المرأة كأم أي كمربية و منشئة للأطفال تنطبق على كافة نساء الأرض , فهي المسؤولة عن رعايتهم و تلقينهم المبادئ خاصة في السنوات الأولى من العمر , و مسؤولياتها كأم تتطلب منها الكثير من واجبات المرأة التي تعتني بتربية أولادها و تهذيبهم , أن تنمي فيهم الأخلاق الطاهرة و الصفات الحميدة الشريفة , كالثبات و التقوى و الترتيب و الصدق و الصبر و الحنو و ما شاكلها من الصفات المحبوبة التي ترقي الإنسان عقلا و أدبا , و تولد فيهم الرغبة الشديدة في درس العلوم التي يباشرونها بعد بلوغهم السن الموافق , و يجب عليهم أن لا تتغاضى عن صحتهم و نمو أجسامهم بل أن تبذل الجهد في صيانة عائلتها من كل ما يضر بصحتها و ذلك يكون بيقظتها و حسن تدبيره للمنزل.
لقد كان دور الأم في السابق محصورا فقط في أمور العناية بالأولاد و كل ما يتعلق بحياة أولادها و سوى ذلك يعتبر مسؤولية الأب ,
لكن في العصر الحديث و مع تعلم المرأة و دخولها ميدان العمل و حصولها على الاقتصادي و تقلص تبعيتها للرجل تغير الوضع , و صار للأم دور هام في توجيه أبنائها لاختيار أسلوب تعليمهم أو لاختيار مهنتهم , و أصبحت تتخذ القرارات الهامة المتعلقة بمستقبلهم , و أهم من ذلك صار لها الحق و القدرة بشكل أو في آخر في تحديد عدد الأولاد الذين ستنجبهم.
إذا مسؤولية المرأة كأم مسؤولية هامة جدا لان نتائج أدائها لهذه المسؤولية بنجاح يؤثر في مستقبل المجتمع باعتبار أبناء اليوم هم رجال الغد , و هنا يلعب المجتمع دورا بارزا في أداء المرأة لمسؤوليتها كأم من خلال درجة ثقافته و تقدمه."
1 ) محمد كامل ,عام 1999 ص 63(

"ج- مسؤوليات المرأة كربة أسرة و العلاقات الأسرية الممتدة:
أن تكون المرأة ربة أسرة فهذا يعني مسؤوليات اضيفت على عاتقها عليها القيام بها في الوقت ذاته الذي تقوم فيه بمسؤولياتها الأخرى , فالاهتمام في الأقارب و زيارتهم و استقبالهم أمر ضروري و هام لا يمكن الإستغناء عنه في المجتمعات العربية و خاصة في أوقات العيد أو المناسبات الأخرى.
كانت الزوجة في الماضي تعتمد في رعايتها على أسرتها الممتدة التي تشمل الأم و العمات الخالات إضافة إلى عدد كبير من الأقارب , و اليوم بعد تقلص الدور للأسرة و بروز الأسرة النواة المكونة من الزوجين و الأطفال , ازدادت مسؤوليات الزوجة فأصبحت تقوم بهذه الأعباء وحدها من حيث تربية الأبناء و تنشئتهم و الاعتناء بهم و الاهتمام بشؤون المنزل و تلبية احتياجات الأسرة , و ازدادت من أعباء الزوجة حيث أصبحت الرعاية الصحية للمسنين لها أهمية , و أن عدم قيام المرأة بهذه المسؤوليات يكون سببا في بعض الأوقات للخلافات.
")2, سناء , عام 1984 ص 72 )

2- مسؤوليات المرأة العاملة:
حظيت المرأة العربية بشكل عام و المرأة في سورية بمستويات عالية من الرعاية و الاهتمام إذ أتيحت لها فرص كثيرة و متعددة فتحت أمامها قنوات واسعة للدخول إلى سوق العمل و شغل مختلف الأعمال و الوظائف و ذلك نتيجة إلى الإقبال الشديد على تعليم المرأة و تأهيلها حتى وصلت نسبة مساهمتها في النشاط الاقتصادي المنقح إلى 20,6% في العام 2001.
"أثبتت المرأة منذ دخولها إلى مجال الوظائف العامة قدرتها و صلاحيتها للقيام بواجبات و مسؤوليات هذه الوظائف وفي كل يوم نجد المرأة تغزو مجالات جديدة في هذه الوظائف و تثبت قدرتها و جدارتها فيها فالمرأة بوصفها امرأة لا تفتقر إلى القدرة على القيام بأعباء الوظيفة العامة "1.) , أميمة , عام 1984 ص 245(
"أ _ مسؤوليات المرأة العاملة كوحدة اقصادية فاعلة:
من ميزات المرأة قدرتها على الجمع بين أدوار متعددة فهي أم و زوجة إضافة لعملها في مواقع الإنتاج , و هذا الجمع بين الأدوار يجعل البعض ينظر إلى عملها على أنه غير دائم و لا يستمر طول حياتها , هناك نظرة سائدة و اعتقاد راسخ بالنسبة إلى المرأة في مجال العمل و الوظائف العامة بأنها غير مستقر في هذا المجال , و هذه النظرة ترجع قبل كل شئ إلى مجرد كونها امرأة فصاحب العمل سواء كان الدولة أو غيرها من الأشخاص العامة أو الخاصة , ينظر إلى العنصر النسائي في العمل باعتباره عنصر غير مستقر و يتوقع دائما أن تترك المرأة وظيفتها في أي لحظة لأسباب ترجع لطبيعتها الخاصة و ظروفها العائلية
")2 أميمة , عام 1984 251(

إن المرأة العاملة المنتجة تتحلى بمزايا عديدة منها التنظيم للوقت و الجهد و الاستثمار الأفضل لكل ظروفها و مكونات حياتها الشخصية و العامة ,إضافة للمعرفة بفضل العمل تزداد خبرة المرأة و تتعمق علاقتها مع الآخرين و يتم اكتشافها لنفسها و لغيرها كما تتميز بالمرونة نتيجة تزايد معارفها و تعدد تجاربها و تنوع أهدافها مما ينعكس عليها قدرة أكبر على التحمل و العقلانية في معالجة ما يعترضها من صعوبات و أيضا ينعكس في قدرتها على المحاكمة.
"ب _ مسؤوليات المرأة العاملة تجاه نفسها في موقع العمل:
إن التحرر و استقلالية الرأي و إثبات الذات و إلغاء التبعية عن طريق الاستقلال الاقتصادي كلها دوافع المرأة للخروج إلى العمل و هذا يرتب على المرأة مسؤولية التعليم و التدريب لتستطيع القيام بالعمل الذي خرجت من بيتها إليه و بالتالي تحقيق ما تنشده من تحرر و استقلالية.التحرر الذي تنشده المرأة لنفسها و تبحث عنه لا يمكن أن يتم و لا يمكن إن تعتبر المرأة مساوية للرجل في أي مجتمع كان , ما لم تود عملها على سبيل التفرغ , أي أن تشعر أن العمل هو واجبها في الحياة."
3) اميمة, عام 1984 ص 270 _ 271 )
إن مسؤولية المرأة تجاه عملها لا تقل عن مسؤوليتها تجاه أسرتها , كما أن أداء مسؤوليتها في المجالين بكفاءة عالية يعني السير نحو تطوير المجتمع و تقدمه.

مشكلات المرأة العاملة المتزوجة:
" يختلف الباحثون في تحديد الأسباب التي كانت وراء تقسيم المراكز الاجتماعية بين المرأة و الرجل و من ثم اختلاف الأدوار المنوطة بكل نوع , أهي الأسباب الفيزيقية التي جعلت للرجل قدرة أكبر من قدرة المرأة أم هي أسباب اجتماعية ثقافية بحتة صنعتها القوى المتحكمة في صيرورة التاريخ , و هي القوة التي وضعت يد الرجل لأسباب أو لأخرى. 1) محمد سلامة , عام 1982 ص 43(
"إن الأعمال المنزلية التي تؤديها المرأة كواجب عليها يجب أن ينظر لها على أنها عمل له قيمته المادية , لأن الأسرة لو احتاجته من المجتمع ستدفع مقابله أجرا , و هذا ما يجب إن يؤخذ بعين الاعتبار في حساب ساعات العمل التي تؤديها خارج المنزل , و لا ننسى في هذا المجال الإشارة إلى ما تقوم به المرأة من عمل لا يتم تقيمه و لا يقل عائده المادي عن العمل المقيم بدخل مادي سواء أكان هذا الدخل نقدا أو عينا و أعني بذلك العمل الذي يم من خلاله إنتاج مادي للأسرة كان يمكن تأمينه من السوق لولا قيام المرأة به ضمن الأسرة و قد جرت محاولات كثيرة لتقييم هذا العمل و إنتاجه في مناطق كثيرة من العالم و لكنها بقيت في حدود المحالات الفردية التي تريد أن تقول أن عمل المرأة داخل الأسرة جهد له قيمته في الدخل القومي بنسبة جيدة , و إن كان لا يؤخذ في الحسبان , و بذلك عندما تعمل المرأة خارج الأسرة أيضا فان ذلك يعني مضاعفة مردودها الذي يترافق مع ما تؤديه داخل الأسرة , و هذا يعني بالتالي أن حساب ساعات العمل التي تقدمها المرأة للمجتمع ليست تلك التي تصرفها في نطاق العمل المحسوب بدخل أو بأجر فقط. "2) ليلى , عام 1992 , ص 53(

1_ التداخل بين مسؤوليات المرأة كزوجة و مسؤولياتها كعاملة:
منذ القديم ارتبطت المرأة بالأعمال المنزلية و الواجبات العائلية و ذلك بسبب الإنجاب و الحاجة إلى رعاية الأطفال , كما عهد إلى الرجل الحماية و أعالة النساء و الأطفال ,
" إن تغير هذا الدور لا يتم بسهولة أو في فترة زمنية قصيرة لأن التغير الاجتماعي يأتي بطيئا نتيجة لعوامل عديدة تساهم في تكريس الثقافة السائدة في المجتمع حيث أن: المجتمع بثقافته المسيطرة يفرض بواسطة نظامه الاقتصادي , و تركيبه الاجتماعي كيفية توزيع السلطة و يخضع كل فرد من أفراده لعملية تربية و تثقيف هدفها الحفاظ على النظام القائم و تأمين استمراره على الشكل الذي هو فيه , و هو لذلك يفرض على كل فرد من أفراده أدوار اجتماعية لا يمكن تبديلها أو الخروج منها , و حين تطرح المرأة فكرة العمل على بساط البحث تواجه فورا بالسؤال عن بديلها في أعمال المنزل , لذلك كانت تستبعد فكرة عمل المرأة خارج المنزل , و إن كان لابد مكن مزاولتها لعمل ما فليكن داخل المنزل , كالخياطة و ما شابهها من أعمال التي يمكن للمرأة أن تمارسها دون مغادرة منزلها , لكن تعلم المرأة و تغير الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية ساعد المرأة على دخول ميدان العمل , بل يمكن القول أنه فرض عليها الخروج للعمل.
"3) سمير , عام 1980, ص 17(
لا يخفى على أحد تأثير عمل المرأة في أوضاع أسرتها " لا جدال في أن عمل المرأة و توليها الوظائف العامة يؤثران تأثيرا كبيرا في مجال الأسرة و المجتمع , بل أن هذا هو المجال الذي يتأثر أساسا أو أكثر من أي مجال آخر بخروج المرأة إلى العمل و توليها الوظائف العامة , فبعد أن كان دور المرأة يقتصر على رعاية الأسرة و تنشئة الأطفال و القيام في الأعباء المنزلية , و بعد أن كانت متفرغة تفرغا كاملا لهذا الدور الذي خلقت مؤهلة له بيولوجيا و سيكولوجيا , أصبح لها دور آخر يقتضي خروجها خارج المنزل و ترك هذا الدور الهام لفترة قصيرة يوميا و لاشك أن ذلك يؤدي إلى نتائج هامة و خطيرة بالنسبة إلى الأسرة و المجتمع. "1) أميمة ,عام 1984 ص 274(
" إن المرأة العاملة في البلدان النامية رغم دخولها ميدان العمل فإنها ظلت تتحمل مسؤولية منزلها و أطفالها و زوجها كاملة , الأمر الذي أدى لأن تتنازعها قيمتان أساسيتين الأولى موقفها من أسرتها و الطريقة الأنجع التي ستسلكها كأم و زوجة و ربة بيت و الثانية موقفها من عملها و الطريقة الأنجع التي ستسلكها للقيام بالعمل المسند إليها , و يمكن القول أن المجتمع قد وقف منذ البداية موقف المتفرج من تلك الصراعات التي تعيشها المرأة فراح يتهمها بالإهمال و عدم الشعور بالمسؤولية والأنانية المفرطة التي دفعتها لترك بيتها و الجري وراء العمل خارج المنزل. )"2 سليم , عام 1984 , ص 19)
و لعب بقاء العادات و التقاليد على حالها و بقاء العلاقات الاجتماعية كما هي دورا في إلقاء ثقل إضافي على عاتق المرأة العاملة , إن العديد من الأسر مازالت تخضع لمفاهيم و تقاليد لم تعد تتناسب و التغير الذي طرأ على كيان الأسرة نتيجة خروج الزوجة إلى العمل ففي الوقت الذي تعاني فيه المرأة ازدواجية الأعباء داخل المنزل و خارجه فهي مطالبة تحت ضغط التقاليد السائدة أن تتحمل أعباء جسدية و نفسية و مادية للقيام بواجبات الضيافة و الولائم مما يثقل كاهن الزوجة و أفراد الأسرة ,"3
"ونرى أن المرأة في كثير من الأحيان تواجه بالاختيار بين عملها و بين واجباتها المنزلية لأنها تواجه بصعوبة التوقيف بين عملها و بين واجباتها الأسرية , و هي في هذه الحالة يجب أن تختار بين:
محاولة جعل متطلبات الحياة الوظيفية تتلاءم مع المراحل المختلفة لحياتها الأسرية.
محاولة جعل متطلبات حياتها الأسرية تتلاءم مع حياتها الوظيفية.
و يلاحظ أنه في المرحلة الأولى لا تكون للمرأة غير المتزوجة مشاكل أنثوية خاصة و لكن جهدها يقتصر على التكيف مع الحياة الوظيفية , أما في المرحلة الثانية <زوجان بدون أطفال > فتكون أهباء المرأة العائلية أكبر من الرجل في نفس الظروف , بل أن الزوج قد يكون أحياناً معوقاً لحياة زوجته الوظيفية إذا:
أراد حياة اجتماعية مليئة بالصداقات مع كثرة الضيافات دون أن يشارك في عمل شئ و إلقاء التبعية كلها على الزوجة.
إذا أراد أن يضع نجاحه في العمل قبل كل أي شئ آخر و ينظر إلى عمل زوجته على أنه مورد مالي.
إلا أن المرحلة الثالثة < زوجان مع أطفال صغار > فهي بلا شك أصعب فترة بالنسبة للمسؤوليات الأسرية التي تكون ثقيلة جدا حيث يبدو واضحا صعوبة التوافق مع الحياة الوظيفية. 3) سناء , بلا تاريخ ص 92 , 93(
هذا التداخل بين مسؤوليات المرأة ووقوف الزوج في الكثير من الأحيان موقف المتفرج من معاناة زوجته و أيضا عدم تقديم لمجتمع لوسائل المساعدة الكافية تماما لتمكين المرأة من أداء دوريها , أظهر العديد من المشكلات و الصعوبات في حياة المرأة العاملة شمل تأثيرها الأسرة و المجتمع.

1 – المشكلات الناتجة عن التداخل بين مسؤوليات المرأة:
"إن عمل المرأة و مساهمتها في النشاط الاقتصادي و اتساع نشاطها و خروجه عن إطار الواجبات و المهام الأسرية يعكس تغيرات نوعية في العلاقات الأسرية و علاقات الإنتاج في المجتمع , و اختيار المرأة لدورها في الحياة أصبح معقدا إلى حد كبير , و ذلك لتعرضها لضغط قوى عديدة فهي من ناحية تخضع لضغط التقاليد و الطبيعة البيولوجية التي تدفعها في اتجاه الأعمال المنزلية و الأمومة , و من ناحية أخرى تنجذب إلى الفرص التي أصبحت متاحة أمامها في عالم الوظيفة و العمل و الآجر و يواجه اختيار المرأة بالعقبات نتيجة إلى أربع عوامل:
الزواج و الأعمال المنزلية و إنجاب الأطفال و تربيتهم و الوظيفة.
و يمكن النظر إلى هذه العوامل منفصلة فالمرأة يمكن أن تتزوج دون أن تقوم في الأعمال المنزلية , كما أن ظهور وسائل منع الحمل العديدة يتيح لها أن تتزوج و لا تنجب إلا إذا أرادت , كما يمكن أن يكون لها منزل دون أن تتزوج , و كنتيجة إلى انفصال هذه العوامل المشار إليها , أصبحت المرأة العاصرة تواجه عدد أكبر من المتغيرات بالمقارنة بتلك التي كانت تواجهها في الماضي , و بالتالي أصبح اختيارها للأدوار التي تقوم بها أكثر تعقيدا , و يرى البعض أن الاختيار في الوقت الحالي أسهل نتيجة لوجود عدة متغيرات يمكن الاختيار منها و المفاضلة بينها تبعا لظروف كل امرأة بعكس الحال في الماضي عندما كان الاختيار أمام النساء واحد ليس له بديل فقد كان الزواج و الأعمال المنزلية و الإنجاب يرتبطن كا مجموعة متجانسة و ليس أمام المرأة سوى متغيرين < الزواج أو البقاء دون زواج > و معظم النساء كن يخترن الزواج , كما أن نسبة ضئيلة جدا من النساء كانت لهن وظائف يحصلن منها على أجر.
إن هذه البدائل المتعددة التي أصبحت متاحة أمام المرأة العربية في العصر الحديث , أدخلت المرأة في مشكلات متعددة عند إضرارها لاختيار كافة البدائل مجتمعة أي عند اختيارها الزواج و الإنجاب و الأعمال المنزلية و الوظيفة معا , و أدت إلى نشوء إشكالات و صراعات بين الزوجين لأن المرأة من خلال تعليمها و عملها اكتشفت ذاتها و قدراتها و هذا مما أدى إلى تغير في نوعية العلاقات الأسرية و بالتالي إلى مشكلات من نوع جديد في الأسرة , "1) , سناء , بلا تاريخ ص 90(
" أصبح مألوفا من أبناء مجتمعنا أن تغادر المرأة دارها مخلفة وراءها ما كانت تضلع به من أدوار تقليدية: كربة للبيت و زوجة للرجل , و أم للولد , للتحمل مع الرجل و تشاركه أدواره التقليدية في بناء المجتمع و توفير شروط الحياة المادية و غير المادية و تحمل مسؤوليات العمل و الأسرة معا من الخارج حدودها المنزلية دون أن تتنازل عن أدوارها الأخرى التي تعودت على القيام بها داخل منطقة حدودها و دون أن تنتظر تمهيد الأرض قبل هذا النزول , أو تعفى من بعض تبعات مسؤولية أدوارها الأصلية.
"2) محمد سلامة , عام 1982 ص 17(

مشكلات على الصعيد الشخصي:
لقد ولٌد عمل المرأة الذي أخرجها من إطار الأسرة و مكنها من التفاعل مع مجتمعها و الاستمتاع به بإرادتها الحرة و مشكلات على المرأة نفسها لان هذا العمل على الرغم من تأثيره إيجابيا على شخصية المرأة و تصرفاتها و أفكارها فإن هذه الآثار الايجابية نفسها قد تخلق من المرأة شخصية جديدة ضمن ظروف لا تتوافق تماماً مع هذا التغيير , مما يولد مشاكل على الصعيد الشخصي للمرأة.

شخصية المرأة العاملة و مشكلاتها:
لقد طور العمل شخصية المرأة بما وفره لها من حفظ لكرامتها و إنسانيتها كما جعلها قادرة على المشاركة في صنع الحياة الاجتماعية و التفاعل معها , فلم تعد المرأة العاملة بشكل عام ذلك العنصر التابع الذي ينتظر من الآخرين إعالته و تسيير أموره, كما أن عمل المرأة صبغ حياتها بالصبغة الايجابية في شخصيتها و حولها من إنسانة منفعلة إلى إنسانة فاعلة تسعى نحو تكوين إرادة حرة , لها آمال و تطلعات و طموحات لاستخدام قدراتها التي عطلتها الكثير من المفاهيم الاجتماعية المتوارثة عن الصفات التي تشكل سمة الأنوثة مثل الطاعة و الانقياد و الليونة , ظهرت المرأة المشتغلة في رأي الأزواج جمعياْ قوية إيجابية يمكن الاعتماد عليها و هي لا تتبع الرجل أو تستسلم له عن ضعف و إنما تتفاهم و تتناقش و قد تخضع عن رغبة في الموافقة و ليس عن ضعف.
و أوجد العمل خارج المنزل لدى المرأة وعياً واضحاً بذاتها و مكانتها و دورها في المجتمع عموما و في الأسرة خصوصاً , كما ولُد لديها احتياجات و اهتمامات لتكامل شخصيتها في كيانها المنفرد و المستقل ذاتياً و هذا ما فرض تغييراً في تقييم شخصية المرأة و بالتالي فرض تغييراً في العلاقة بين الرجل و المرأة , إن الأساس الذي يقوم عليه تغيير نظرة الزوج للمرأة المشتغلة هو أن المرأة المشتغلة ارتفعت عن طريق العمل إلى مستوى مكانة الرجل فتغيرت العلاقة من التبعية إلى مستوى الزمالة و المشاركة لأنه أصبح أكثر إيماناً بها فقد كان العامل الاقتصادي هو الأساس في سيطرة الرجل على المرأة و التفوق عليها.
و بعد أن استطاعت المرأة أن تستقل اقتصادياً , انتفى سبب تفوق الرجل و بالتالي انتفى سبب سيطرته و استبداده " 1.) محمد سلامة , عام 1982 ص 291(
"كما أن عمل المرأة ضمن الجماعة خلق لديها سلوكاً جمعياً مختلفاً عن الحس الفردي الذي يطغى على حياة المرأة غير العاملة , و بالتالي تولٌدت لديها نظرة مختلفة للمجتمع كونها فاعلة فيه حيث تبرز مواهبها و طاقاتها و تتبلور الشخصية الايجابية لديها بعكس المرأة غير العاملة التي لا تتصل بالمجتمع إلا من خلال زوجها و لا تحقق مكانتها إلا من خلاله " إن الزوج يمارس مهنة و يواجه أعباءها حسب إمكانياته و حسب ظروف العمل , و هنا نجد المرأة تطالبه بالمزيد من التفوق و تفرض عليه النجاح و كأنها بهذا تسقط عليه طموحها و ما حرمت منه , كما أن اتصالها به قد يكون على مستوى غير ناضج فهي دائماً تسأله المعرفة لعدم اتصالها بالحياة العملية."
2) كاميليا , عام 1986 ص 290(
" إن عمل الزوجة مضافاً إلى تعلمها و ثقافتها كانا سببين مباشرين لتكتشف بواسطتهما قدراتها و ذاتها و شخصيتها فتقوضت عملياً أسس الإطاعة المفروضة عليها لزوجها إلا أن هذا الأخير لم يتنازل عن سلطته عليها ,لذلك تنشأ من حين إلى آخر نزاعات بحكم تصادم النظرتين , و ينمو صراع صامت في الأعماق و نيجة إلى كل هذه التحولات التي تطرأ على طبيعة العلاقة بين الزوجين و ما يرافقها من
من نزاعات و بروز المتاعب الزوجية , يخيل إلى عامة الشعب أن ممارسة الزوجة للعمل هو سبب الإشكالات الجديد فيقفون موقفاً عدائياً , و الواقع إن العمل قد طور شخصية المرأة و جعلها تكتشف نفسها و تشعر بأنها إنسان منتج و مفيد و أنها تستطيع أن تجابه الحياة و لو اضطرت إلى الوقوف بفردها , فاكتسبت الجرأة لأن تقول لا و أن تخرج على وجهات النظر التي لا تتفق معها , فالعمل بحد ذاته أصبح عاملاً يفجر التناقضات و الصراعات الكامنة و الموجودة أصلاً بين الزوجين , فمن الخطأ مواجهة عمل الزوجة و اعتباره أصل المشكلة الزوجية , فالتصدي يجب أن يتجه نحو عناصر التفاوت التي تقوم عليها شخصية كل من الزوجين , ففيهما يكمن سبب الصراع فبالتقريب بينها و تذويبها أو العمل على تكاملها و تدامجها أو بتفهمها في أصعب الحالات تزول تلك الأسباب و تختفي إلى الأبد مظاهر النزاع.
إن نضوج شخصية المرأة و وعيها لذاتها و عدم تقبل الرجل و تفهمه الذي يؤدي إلى نشوب الخلافات بين الزوجين يؤدي بالمرأة في بعض الأحيان إلى الكثير من الأمراض النفسية بسبب تراكم هذه المشكلات و استمراريتها برأي بعض المفكرين و الأخصائيين و الاجتماعيين. "1) زهير. عام 1976 , ص 266(
إن العمل يخلق صراعاً حقيقياً في نفسية الزوجة العاملة و يبرز هذا الصراع في مظاهر مختلفة في داخلها تدعوها أحياناً للعودة إلى البيت كأم و تدعوها في الوقت نفسه تحت ضغط الحاجة إلى الاستمرار في العمل و تحقيق طموحها و هذا التناقض يخلق لديها موقفاً نفسياً يظهر على شكل عدم رضا و قلق نفسي خاصة إذا كانت تعمل في عمل روتيني ليس فيه إبداع و لا يساعد على ترقيتها مهنياً , فيتأكد لديها المفهوم الاجتماعي الموروث بأنها خلقت للبيت و تحاول العودة إليه و ترك العمل في حال انخفاض تأثر ضغط الحاجة المادية على أسرتها. "2 ) , ليلى. عام 1992 ص 81(
كما أن الصعوبات التي تواجهها المرأة العاملة في التوفيق بين أدوارها المتعددة أدت إلى إصابة المرأة بالتوتر النفسي و الإرهاق.
" إن التربية التقليدية نجحت في غرس عقدة الذنب إلى حد بعيد لدى المرأة العاملة التي تقضي جزءاً من وقتها اليومي خارج المنزل إلى درجة أن المرأة العاملة تشعر بالذنب الكبير لمجرد حصول أي تقصير تجاه الزوج أو البيت و تعزو هذا التقصير إلى خروجها من البيت للعمل و تعتقد إنها كل يوم تحرم زوجها من الجنة التي استمتع بها والدها لأن أمها كانت رهينة للمنزل. إن وعي المرأة العربية متنام من أجل فك هذه العقدة و التغلب عليها إذ ليس من المعقول أن تخشى المرأة زوجها لأنها قصرت في تقديم واجب خدمي إضافة إلى قيامها بعمل مكافئ لعمل زوجها , و لا يمكن لعلاقة سليمة أن تنمو في جو من الخوف و الرعب و لا لأسرة سليمة أن تسعد حين تشعر المرأة تراقب و تقييم في استمرار ."3) , بثينة. عام 2000 ص82(
" إن إحساس المرأة بضيق الوقت و أنها تحتاج إلى عدد ساعات أطول لإنجاز ما عليها من مهمات يؤدي بها إلى الإرهاق و التوتر , كما إن عدم تخصيص معظم وقتها لتربية الأولاد بغياب التنظيم و مساعدة الزوج و الوسائل الاجتماعية يؤثر حسب اعتقادها على أداء وظائفها كزوجة و أم و على توفير العطف و الحنان للأولاد
")4 محمد سلامة. عام 1982 ص 111(
" إن الزوجة العاملة محرومة من تطوير نفسها أثناء الخدمة و رفع كفاءتها بسبب أعبائها المنزلية من جهة و حرصها على تجنب المتاعب مع الزوج من جهة ثانية مما يؤثر على استقرار الأسرة , لذلك فهي تتنازل عن حقها في تطوير نفسها و تقدمها طواعية تجنباً لما تحاط به من ضغوط و مفاهيم اجتماعية لهذا نجد غالبية النساء العاملات لا يشاركن في الدورات و المؤتمرات و خاصة إن تطلب ذلك بعدهن عن أسرهن أكثر مما هو مطلوب لوقت العمل كما نراها تحجم أيضا عن المساهمة في النشاطات التي تتسم في العلاقات العامة في نطاق عملها مما يعيق تنمية شخصيتها و إكسابها الخبرات اللازمة لتطير شخصيتها و أدائها الوظيفي و كفاءتها الإنتاجية.
"1) , ليلى. عام 1992 ص 80(
إضافة لذلك الزوجة العاملة محرومة أو مقلة من النشاطات الترفيهية و الثقافية و العلاقات الاجتماعية خارج المنزل لأن عليها واجبات تجاه الأسرة و أعمال منزلية لابد من القيام بها بعد عودتها من العمل بمفردها دون تلقي مساعدة.
و ينتج عما سبق إن الزوجة العاملة لا تحظى بإجازتها الإدارية التي منحها إياها القانون لتقوم بالترفيه عن نفسها أو طلباً لراحتها أو لقضاء إجازة و أوقات استجمام مع الأسرة إلا في الحدود الدنيا بحيث لا تتجاوز أياماً قليلة في السنة ذلك أنها تستنفذ إجازتها بسبب مسؤولياتها الأسرية.
إن هذه المشكلات و إن بدت متعلقة شخصياً بالزوجة العاملة إلا أنها تمس الأسرة و المجتمع بشكل مباشر. " 2 ) , زهير. عام 1976 ض 265(
مشكلات على صعيد الأسرة:
إذا كان عمل المرأة المتزوجة يعتبر عاملاً هاماً في إحداث تغيرات اجتماعية و عائلية فإنه يعتبر أيضا سبباً في نشأة مشكلة عدم التمكن من الحصول على درجة مناسبة من التماسك و الاتساق في التوقعات و المتطلبات التي يتوخاها كلا من الزوجين أحدهما من الآخر , فقد يتوقع الزوج من زوجته على سبيل المثال أن ترعاه و ترعى الأطفال و تدير شؤون المنزل , و تشاركه العلاقات الجنسية برغبة و أن تكون رفيقة رقيقة و متفهمة و مثيرة في نفس الوقت , و في المقابل أن تتوقع الزوجة أن يعولها و أن يترك لها حرية الالتحاق بالعمل و أن يشاركها في الأعمال المنزلية و يشاركها الجنس بنفس الرغبة , و أن يكون صديقها و رفيقها و والد أطفالها فضلاً عن استعداده الدائم للقيام بمتطلبات الحماية الشرعية التقليدية التي تتمتع بها. إلا أن التوتر و الإرهاق و التعب الذي يصيب الزوجة العاملة نتيجة لفشل توقعاتها من الزوج و عدم مشاركته لها في الأعباء المنزلية و إضرارها إلى تحمل العديد من الأعباء و المسؤوليات داخل المنزل و خارجه ينعكس على الأسرة بكاملها و ينعكس سلباً على علاقتها مع زوجها بصورة أساسية.
كما أن عمل المرأة قد يكون سبباً لمشكلات أخرى قد تنشأ في الأسرة أذا أضيف إلى عمل الزوجة مسؤولية راعية احد المسنين في العائلة , فتزداد أعباء المرأة و يزداد إحساسها بضيق الوقت و يزداد توترها. "1) سناء. بلا تاريخ ص 97(
" و إذا نظرنا إلى المرأة المشتغلة لوجدنا أنها تستطيع تخفيف تبعات الرجل و قيوده مما يؤدي إلى تحرره فهي لا ترهقه بمطالبها لأنها تكسب المال مثله و هي أيضاً تود أن تصل إلى مكانة معينة في العمل , و هي أيضا عن طريق ممارسة هذه المهمات أن تشعر بموقف الرجل و هي أيضاً تشاركه المشاعر المختلفة فهي ترغب في التفوق بقدر ما ترغب في تفوقه و بذلك تخفف العبء عنه بدلاً من التركيز عليه بمفرده , و هي تشعر مثله بأهمية المسؤولية تجاه الأولاد , كل هذه المشاعر تؤثر على علاقة المرأة بالرجل بحيث يتضح بينهما التعاون. كما أن اشتغال المرأة يزيد من شعور الزوج بالأمن بالنسبة إلى المستقبل في حالة مواجهة الأسرة لمشقات الحياة أو في حالة وفاته.
"2) , كاميليا. عام 1984 ص 290(
"قد يتبادر إلى ذهن البعض أن المهمة الإنسانية العظيمة للمرأة و هي تربية الجيل و بناء الأسرة تتناقض مع دورها الإنتاجي و مع خروجها للعمل و مساهمتها في حياة المجتمع , و ثمة رأي مفاده أن عبء المعاناة النفسية التي تعيشها المرأة العاملة يقع في المقام الأول على أفراد أسرتها سواء أتخذ شكلاً مباشراً أو غير مباشر و ذلك لصعوبة إيجاد صيغة مناسبة تتيح للمرأة التوفيق بين عملها خارج المنزل و مسؤولياتها المتعددة داخله , خاصة مع وجود أبناء و بالتحديد إذا كانوا في مرحلة الطفولة و تكمن المشكلة هنا في حرمان هؤلاء الأطفال من رعاية أمهم لهم.
و نجد من يشير إلى ارتفاع حالات القلق و الاكتئاب في المجتمع نتيجة لعمل المرأة و امتلاء العيادات النفسية بالمرضى بسبب ذلك إما من النساء أو من أبنائهن , و ليس معنى ذلك أن كل أبناء النساء العاملات يتعرضون لمشكلات نفسية بشكل قاطع , و لكن وضع المرأة العاملة في الأسرة و ظروفها قد يخلقان مناخاً يتيح لهذه المشكلات أن تظهر لدى الأبناء ")3 عادل. عام 1995 ص 33 - 34(

إن احتياجات الطفل لأمه خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة و الحاجة للرعاية المكثفة يكمن وراء هذه الإراء التي تعبر أن عمل المرأة سبباً في تعرض الأطفال للأمراض النفسية , و هذه الحاجة لا تقتصر على مرحلة الطفولة , فكلما كبر الأولاد و كلما زاد وعيهم ازدادت حاجتهم للحوار مع ذويهم , و إن غضوا النظر أحياناً عن غياب و الدهم عن المنزل فإنهم يتحملون بصعوبة غياب والدتهم و يشعروا نتيجة لذلك بالوحدة و الضياع في بعض الأحيان. إن احتياج الطفل إلى حضن أمه و حنانها أمر لا يختلف فيه أحد بل هو ضرورة حتمية تبدأ عملياً من قرار الزواج المبني على قبول رضا و توافق و رغبة مدروسة , ثم القرار المخطط للإنجاب و الرعاية الصحية و الاجتماعية و الولادة الآمنة و الإرضاع الطبيعي و الإحتضان الأسري , و لكن السؤال المهم كيف يمكن أن يتم ذلك ؟ أليست التربية مسؤولية مشتركة للأب و الأم معاً. و حسب رأي إن غياب الأب غير المبرر و الطويل يخلق في الأسرة أحياناً مشكلات أكبر , و يؤثر بشكل سلبي جداَ على الأولاد و شخصيتهم و أدائهم المدرسي فالأمر الأساسي أن يشعر الأولاد بأنهم أسرة متعاونة و متعاضدة , و هنا يرى الكثيرون إن الوقت الطويل الذي تقضيه الأم مع أطفالها ليس دليلاً على الأمومة الصالحة , لأنه إذا كانت لدى المرأة رغبة شديدة في الألتحاق بالعمل و تشعر أن أطفالها يعوقونها عن تحقيق ذلك فإن علاقتها بهم قد تتأثر سلباً إلى حد كبير.
إن الأمور مرهونة بشخصية المرأة و ثقافتها و طبيعتها و طاقاتها و قناعاتها و إيمانها و قدراتها على تنظيم الحياة و استثمار الوقت , إن المشاكل التي تتعرض لها الأم العاملة و أطفالها تعتمد أساساً على نوعية المرأة ذاتها و نوع العلاقة التي تقيمها معهم و نوع الرعاية التي تقدمها لهم و مدى استمتاعها بعملها , و في هذا الصدد يقال إن عمل المرأة يقدم للأطفال فرصة للتعاون و التعلم في المنزل و الاعتماد على النفس
"1) سناء. بلا تاريخ. ص 94(
" و هنا يكون للتنظيم الدور الأساسي فالأم الواعية تغرس في شخصية طفلها حب النظام و ممارسته منذ الشهور الأولى للولادة , و تستطيع فعلاً أن تهيئه للحضانة أو للجدة أو للقريبة عندما تغادر إلى العمل , و بعد انتهاء عملها تعوضه عما فاته , و تؤكد معظم الأسر التي تعمل فيها الزوجات عدم وجود إي دليل على أن عمل الزوجة و الأم يكون له أثر سيء على الأطفال , أو على العلاقة بين الأم و أولادها حيث أن الزوجات العاملات يلجأن إلى طرق متعددة لرعاية أطفالهن أثناء غيابهن في العمل مثل الاستعانة بأم الزوجة أو حماتها أو إلحاق الطفل بأحدى دور الحضانة حتى يصل إلى السن التي تمكنه من الالتحاق بالمدرسة .")2 سناء. عام 1984. ص 301(
"و عمل المرأة الذي يضرها إلى التغيب عن المنزل يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر إيجابياً على شخصية الأطفال: إن غياب الأم لفترة يساعد على عملية الفطام الغذائي و العاطفي كما يؤدي أيضاً إلى ارتفاع طموح الأطفال و يؤدي هذا إلى خلق نوع جديد من الخصيات." )3, كاميليا. عام 1984 ص 287(
"و المرأة العاملة التي تقوم بأعباء البيت و مسؤولية العمل معاً تبتكر طرقاً تخصها في تنظيم أمور عملها و أداءها لواجباتها , و من أجل التوفيق بين العمل في الخارج و أعباء الأسرة و رعاية الزوج و الأطفال , تلجأ الزوجات العاملات إلى وسائل متعددة , و لكن ذلك يختلف باختلاف الفئة التي تنتمي إليها الزوجة و قد تبين أن غالبية الزوجات العاملات يلجأن إلى تنظيم الوقت و استخدام الأدوات الحديثة."
4) سناء.عام 1984. ص 304(
"إن إحساس المرأة المشتغلة بذاتها أكثر نضجا ًمن غير المشتغلة و من هنا فهي تعكس هذا الإحساس الناضج و الإحساس بالنجاح على أطفالها , إن المرأة المشتغلة تربط أبنائها بالواقع العملي لأنها خبرته و تعطيهم دائماً الخبرة و تشجعهم نحو الاستقلال و ذلك نتيجة لاتصالها المباشر الدائم بالعالم الخارجي.
" إن المرأة المشتغلة تقبل على أطفالها بشوق و لهفة فتعوضهم عن الوقت الذي قضته بعيداً عنهم , كما أنها تمنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم و تشجعهم على الاستقلال التدريجي
" إن الأم المهتمة بعملها عادة ما تكون مهتمة في أبنائها أيضاً لأن هذا الاهتمام إنما ينشأ نتيجة وجود سمة من سمات الأم تظهر في اهتمامها إقبالها على كل ما يسند إليها من أعمال.
إن أثار عمل المرأة على أسرتها مرتبط أولاً بشخصية المرأة و طبيعتها و ثقافتها و قدرتها على تطوير نفسها , مرتبط ثانياً بتفهم الرجل لدورها و إيمانه بمشاركتها و اعترافه بجهودها , و أيضاً مرتبط بحجم الخدمات التي يقدمها المجتمع للأسرة و تنوعها حيث المطلوب زيادة أعداد دور الحضانة و رياض الأطفال و تحسين أدائها و مستواها , و زيادة تفاعل الرأي العام مع قضايا الأسرة و المرأة فيما يتعلق بالجهود الكثيفة التي يحتاجها المنزل و التربية الأسرية." )1, كاميليا. عام 1984. ص 286 – 288(
مشكلات على صعيد العمل:
"إن التعليم و العمل هما العاملان الأساسيان اللذان ساعدا المرأة على تطوير ذاتها و صقل شخصيتها و نضجها , و للعمل: قيمة كبير في حياة الإنسان السيكولوجية و الاجتماعية و إن التغيرات الإيديولوجية و التكنولوجية قد أدت إلى دخول المرأة إلى ميدان العمل و الإنتاج فخلقت منها إنساناً جديداً له ميزاته و خصائصه النفسية المختلفة عن خصائص المرأة القديمة التي محيطها الأسرة و المنزل و الأهل و الأقرباء.
") , سليم. عام 1984. ص 50(
" يتركز اهتمام المرأة الأكبر في واجباتها العائلية و تأخذ هذه الواجبات الدرجة الأولى من الأهمية عند المرأة , و يرجع أغلب ما يعتري أداء المرأة للوظيفة من خلل أو قصور إلى المكانة الأولى و المضلة لواجباتها الأسرية و ظروفها العائلية التي تضطرها إلى التقصير في واجبات الوظيفة أو حتى تركها مؤقتاً أو نهائياً.
كما أن تشريعات العمل في بعض الدول < مصر مثلاً > التي أعطت للمرأة العاملة العديد من الحقوق التي تمكنها من أداء عملها أدت إلى تخوف بعض الجهات الإدارية من تشغيل المرأة في العديد من الوظائف حيث تعتبر عمل المرأة فيها عبئاً عليها , لكن مثل هذا التخوف غير وارد في سوريا بالنسبة إلى الجهات الإدارية العامة حيث يتاح المجال أمام المرأة للعمل في جميع الوظائف حتى العسكرية منها , لكن يبقى التردد و عدم الرغبة في تعيين المرأة في الوظائف و الأعمال وارداً بالنسبة إلى القطاع الخاص حيث من الملاحظ ارتفاع نسبة العاملين فيه من الذكور و من الإناث غير المتزوجات و ندرة وجود الأمهات العاملات فيه إلا في الأعمال ذات الأجر المنخفض
."2) , أميمة. عام 1984 ص 250(
" تضحي المرأة العاملة في أجازاتها في العمل حتى أنها تقتطع إجازات بلا راتب من أيام عملها من أجل طفلها أو أحد أفراد أسرتها في حالة المرض , كل هذا ينعكس سلباً على وضعها في العمل و بالتالي يجد الكثيرون الحجة لتفضيل تشغيل الرجل عن المرأة لتحقيق استقرار أفضل في العمل." 3 ) , ليلى. عام 1992 ص 94(
" لا تُقبل المرأة في الغالب على الدراسات الجديدة أو الدورات الدورات التدريبية خاصة إذا كانت تتطلب السفر أو التنقل من مكان إلى آخر و تغير مكان العمل و هذا يرجع إلى عدم رغبتها في تغيير وضعها المستقر و حفاضاً على استقرارها العائلي"
4) , أميمة. عام 1984 ص 251(
" و إن محاولة من المرأة في التوفيق بين العمل و واجباتها كأم و زوجة تسعى إلى تعديل ساعات عملها أو حتى تغامر في استبدال عملها بعمل آخر رغم ما يكتنف ذلك من صعوبة تتمثل في تغبر طبيعة العمل و اضطراب هذا الاستقرار العملي في حياتها في تغير البيئة المحيطة بها من زملاء و مرؤوسين محاولة بذلك الحفاظ بقدر الإمكان على واجباتها العاطفية كأم بجانب أولادها. و مثل هذا الإجراء الذي قد تتخذه المرأة له تأثير على إنتاجية العمل و استقراره كما له تأثير على فرص الارتقاء المهني و الوصول إلى مراتب عليا في العمل حيث تضطر المرأة إلى البدء من جديد في عملها الجديد.
كما أن عدم توفر دور الحضانة في أماكن العمل يجعل الأم قلقة و مضطربة على طفلها الذي تكون قد وضعته في دور الحضانة أو في روضة أطفال بعيدة عن مكان عملها و غالباً ما تكون هذه الدور ليست على مستوى الكفاءة المطلوبة في رعاية الأطفال و تعتمد فقط على إيوائهم دون تقديم الرعاية لهم لعدم وجود اختصاصين مؤهلين لرعاية الأطفال. " 1) ليلى. عام 1992 ص 95(
تؤثر طبيعة العمل على المرأة و قد تسبب لها التوتر و الضيق , و كثيراً ما يأتي الضيق للمرأة العاملة عن طريق ظروف العمل نفسها فهي بحاجة للتوافق مع هذه الظروف , و بحاجة إلى التوافق مع زملاء العمل , و بالقدر نفسه بحاجة إلى الحفاظ مكانتها المهنية و إثبات قدرتها في مواقع العمل." 2) أميمة. عام 1984 ص 279(
كما أن اضطرار المرأة إلى التغيب عن عملها بسبب مسؤولياتها الأسرية و رعاية أطفالها لا يستمر طيلة حياتها الوظيفية بل يكون خلال فترة الإنجاب و الرعاية المكثفة للأطفال حتى التحاقهم بالمدارس أو رياض الأطفال , و بعد ذلك لا تضطر المرأة إلى الغياب الكثير عن العمل بل تصبح مواظبتها عن العمل لا تختلف عن مواظبة الرجل عليه , بل تتفوق عليه في كثير من الأحيان نظراً للظروف الاقتصادية الحالية التي تدفع الرجل إلى الجمع بين عدة أعمال و هذا ما يجعله في كثير من الأحيان أقل مثابرة و انتظاماً و إنتاجية في مراحل حياته بكاملها و ليس لفترة محدودة , كما هو الحال بالنسبة إلى الزوجة العاملة.
" و مقدرة المرأة على تحمل مسؤوليات العمل لا تختلف عن مقدرة الرجل , خاصة إذا كانت مطمئنة على أطفالها أو إذا كان الأبناء قد كبروا و انفصلوا عن العائلة , إن المرأة لا تختلف عن الرجل من أجل العمل , كما أنه بالنسبة لهاتين القيمتين أفصح الرؤساء عن أنها مسألة فردية , فبين الرجال كما بين النساء من هو قادر على تحمل المسؤولية , و بينهما من لا يستطيع الرئيس أن يكلفه بتحمل مسؤولية العمل.
أما بالنسبة إلى الكفاية الإنتاجية بصفة عامة فقد بينت النتائج أن الفرق بين الرجل و المرأة ليس له دلالة إحصائية , و أن المرأة أكثر خضوعاً لقوانين العمل و لوائحه من الرجل و أيضاً فيما يتعلق في التعاون في العمل فاقت المرأة الرجل حيث دلت على وجود فارق جوهري بين الاثنين.
أن لدى المرأة من مسؤوليات في الأسرة يتطلب منها كامل وقتها و تفكيرها يبعدها عن التفكير في صراعات و مشاكل العمل بحيث تستغني عن مشاكل و أعباء إضافية تضاف إلى أعبائها و مشكلاتها.
أما بالنسبة إلى للانحرافات و خاصة المتصل بالعمل فقد ظهر بوضوح أن نسبة الانحراف بين النساء أقل بكثير من نسبتها لدى الرجال و يرجع ذلك إلى:
1_ حرص المرأة على العمل باعتباره ميداناً جديداً تؤكد المحافظة عليه.
2_ خضوعها للوائح و قوانين العمل مما يحميها من الوقوع في الخطأ.
3_إن مسؤوليات المرأة و التزامها تجاه الأسرة لازالت أقل من تلك الخاصة بالرجل و ذلك بتأثير التراث الحضاري الشرقي.
كل هذه العوامل قد تحول دون وقوع المرأة في انحرافات العمل كالرشوة و الاختلاس و التزوير ."3) كاميليا. عام 1984 ص 298(
إن وجود المرأة بجانب الرجل في مجال العمل أدى إلى ما يأتي: زيادة حماس الرجل في العمل , التنافس بين الجنسين , ارتفاع مستوى التعامل بين الجنسين , حرص الرجل على الظهور بالمظهر اللائق , خلق صداقات بين الجنسين على مستوى محترم مما أدى إلى نتائج طيبة كالزواج و الأغلب أن يكون هذا الزواج سليماً لقيامه عل اختيار حر متكافئ و أن هذا التطور في سلوك الرجل الشخصي في مجال العمل قد يرجع إلى رغبته في الاحتفاظ بجاذبيته بالنسبة إلى المرأة فضلاً عن رغبته في المحافظة على مكانته التقليدية بالنسبة لها.
و بالمقابل هناك بعض المشكلات التي قد تنشأ أثناء التنافس مع الرجل بحيث أنه من الممكن أن يحصل بعض التحيز للرجل على حساب المرأة فلا تعطى ما تستحقه من المكاسب , أو أنها لا تنصف في العمل نتيجة لحساسيات و أمور شخصية في جو العمل مما قد يشعرها بالإحباط و يجعلها أحياناً لا مبالية بالعمل نتيجة إحساسها بالقهر.
إن جميع المشكلات التي قد تبدو في ظاهرها ناشئة عن عمل المرأة سواء كانت مشكلات تمس المرأة شخصياً , أو مشكلات تتعلق بالأسرة أو بالعمل , فأنها مشكلات نتجت بشكل رئيسي بسبب عدم توفر الظروف المساعدة للمرأة لتسهيل عملها خارج المنزل , فلو توفرت مثل هذه العوامل المساعدة للمرأة في تقليل من الصعوبات الناتجة عن ازدواج دوريها , لتمكنت المرأة من العطاء و الإنتاج بفعالية بقدر الرجل تماماً إن لم تكن أفضل منه , نظراً لحساسيتها و طبعها في أنجاز كل الأعمال الموكلة إليها بدقة شديدة و تمتعها بصبر و طول الأناة و الحذر في أداء أعمالها.
1) , كاميليا. عام 1984 ص 298_ 299(

دور المحيط العائلي و الدولة في تمكين المرأة العاملة من أداء دورها:
دور المحيط العائلي: من أهم العناصر التي قد تساعد الزوجة العاملة في تأدية دورها و تحمل مسؤولياتها المزدوجة هو اقتناع أقرب الناس إليها بأهمية عملها و ضرورة مساعدتها و تمكينها معنوياً و مادياً لتأدية هذا الدور. و يبدأ هذا الأمر من زوجها و أولادها ليشمل أهلها و معارفها. و هذا يعني أن هناك حاجة إلى تغيير في كثير من المفاهيم الاجتماعية التي تربط بين خدمات الأسرة و المرأة حصراً , و إلى اقتسام عدد من الواجبات المتصلة تقليدياً بالمرأة مع الآخرين سواء ضمن الأسرة أو المجتمع ككل.
إن مشاركة الزوج في الأعمال المنزلية ترتبط بالمستوى الثقافي و بالطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الأسرة , فكلما كانت درجة الثقافة و الوعي مرتفعة زاد التفاهم بين الرجل و زوجته و ارتفعت درجة التعاون بينهما , إن أكثر الأزواج إقداماً على مساعدة زوجاتهم ينتمون إلى فئة الوظائف المتوسطة , و لعل ذلك يرجع إلى ارتفاع المستوى الثقافي في هذه الفئة و الاتجاه إلى المساواة بين الرجل و المرأة , كما أن الإمكانات المادية المتاحة لها لا تسمح بالاستعانة بالخدم أو اقتناء الأدوات المنزلية الحديثة كلها أو بعضها."1
يمكن للزوجة العاملة الاعتماد على أبنائها في تخفيف بعض أعبائها الأسرية لكن هذا الاعتماد يكون ضمن قدرتهم على تقديم العون , أي بعد أن يكونوا قد التحقوا بالمدرسة و تجاوزوا الصفوف الأولى منها.
و يلعب الأهل دور هام في تمكين الزوجة العاملة من أداء دورها خارج المنزل و داخله , لما يقدمه من العون و المساعدة حيث أن الزوجة العاملة تعتمد على الأهل أيضاً في قضاء الكثير من شؤونها مثل رعاية الأطفال أثناء المرض , أو إعداد الطعام , أو الإعداد لوليمة أو القيام ببعض عمليات التنظيف و ما شابه ذلك مما تحتاجه الأسرة.
إن مساهمة الدولة في حل مشكلات المرأة العاملة و مساعدتها على التخفيف من الصعوبات و المعيقات لعملها هامة جداً.
يجب توفير دار حضانة في كل مركز عمل تعمل فيه المرأة العاملة سواء أكانت مدرسة أم مصنع أو مستشفى أو مديرية أدارية أم مصرف تضم الأطفال من عمر أربعة أشهر إلى ثلاث سنوات يبدأ دوامها من دوام الأم العاملة و ينتهي معه و تشرف عليها مشرفة اجتماعية مختصة في تربية الأطفال و تنشئتهم و تعليمهم لأن هذه المرحلة من العمر هي الركيزة الأولى في بناء شخصية الطفل إضافة إلى ممرضة مختصة تهتم بأمور الأطفال الصحية و مشرفة تهتم بأمور نظافتهم و طعامهم. تلعب النقابات المهنية و الاتحاد العام للعمال و الاتحاد النسائي دوراً هاماً في تكريس عملية الديمقراطية و نشر الوعي لدور المرأة الهام في الأسرة و في المجتمع , و بذل كافة الجهود و المساعي لضمان ظروف عمل أفضل للمرأة و تحقيق المزيد من الضمانات الاجتماعية لها.
1) سناء.عام 1984 ص 207(

دور وسائل الإعلام في تمكين الزوجة العاملة من أداء دورها:
إن مضمون و محتوى الصورة التي تظهرها وسائل الأعلام العربية بشكل عام للمرأة تظهر في النقاط التالية:
1_ التأكيد المستمر بين عمل المرأة و الانحراف و التفكك الأسري.
2_ تظهر المادة الإعلامية ميادين التعليم و العمل كمجالات لانحراف المرأة و ليست مجالاً للإنتاج و تحصيل العلم.
3_ تبرز صورة المرأة كتابعة للرجل , تقوم على خدمته و تعتمد عليه اعتماداً كاملاً, كما تظهر في صورة المستسلمة لأوامره و تطرح مسألة الخيار بين بقاء المرأة وع زوجها أو العمل و هذا الطرح مرفوض أصلاً.
4_ تركز على الأدوار التقليدية للمرأة مع إغفال شبه كامل لدورها كإمرأة عاملة و منتجة و مساهمة في تطوير المجتمع و تنميته.
5_تظهر وسائل الإعلام المرأة الجادة في عملها إما على شكل امرأة غير جميلة , و إما مسترجلة في تصرفاتها و تعاملاتها , كما تظهرها فضة في التعامل مع الذكور , أو على شكل امرأة معقدة من ظروف عاطفية في حياتها جعلتها تهتم في عملها فقط , إلا فيما ندر من مسلسلات و أفلام.
6_ تظهر الرجل على أنه الرجل العطوف و الحنون و المحب حين يحاول مد يد العون في الأعمال المنزلية فقط في حالات مرض الزوجة الشديد , و في الوقت ذاته تظهره بمظهر العاجز غير العارف في أداء أي من الأعمال المنزلية و كأنها أعمال صعبة و معقدة , مما يرسخ في الذهن إن هذه الأعمال لا تتقنها سوى المرأة.
7_ تبرز صورة المرأة في صورة المستهلكة سواء للسلع المنزلية , و مفروشات و أدوات كهربائية و منتجات غذائية أو مستحضرات التنظيف على أن هذه السلع أنتجت لتستخدمها المرأة فقط.
إن للدولة دور هام من خلال منعها لوسائل الأعلام عرض مثل هذه الصورة المشوهة عن المرأة. 1) , ليلى. عام 1994 ص 48(

الإجراءات المتخذة في المجتمع العربي السوري لإنصاف المرأة العاملة:
لقد نص الدستور الدائم في القطر العربي السوري في مواده على تشميل المواطنين جميعاً نساء و رجالاً دون أي تمييز أو مفاضلة و ذلك عندما أكد على مساواة المواطنين أمام القانون في الحقوق و الواجبات و على كفالة الدولة لمبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين جميعاً و على حق المواطنين في الإسهام في الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية.
إن قانون العمل الموحد تضمن مجموعة نصوص بشأن تشغيل النساء. أهم هذه النصوص , سريان ما يتعلق بتشغيل العمال على النساء العاملات دون تمييز. و عدم جواز تشغيل النساء بعد الساعة الثامنة مساء و السابعة صباحاً إلا في الأحوال التي يحددها قرار وزاري. و كذلك عدم تشغيل النساء في الأعمال الضارة صحياً و أخلاقياً و الأعمال الشاقة التي تحدد بقرار وزاري.
و على صاحب العمل في حالة تشغيل النساء أن يضع في أمكنة العمل نسخة من نظام تشغيل النساء. كما عليه أن يوفر لهن مقاعد في مكان العمل تأميناً لاستراحتهن عندما تستدعي طبيبة العمل ذلك و على صاحب العمل الذي يستخدم أكثر من ثلاث عاملات أن يوفر دار للحضانة يحدد شروط إنشائها و نظامها و ما تتحمله العاملة مقابل انتفاعها بها بقرار وزاري. أما قانون الموظفين. فقد نص على منح الموظفة الحامل إجازة أمومة إجبارية بكامل الراتب مدتها شهران و تمنح هذه الأجازة بالكامل و لو توفي المولود , و كل موظفة من الحوامل تستطيع أن تحصل على إجازة أمومة إضافية لمدة شهر بنصف الراتب ,و عندما تتعرض للمرض بسبب الحمل أو الوضع على ألا تتجاوز المدة ستة أشهر. و للعاملة الرضع الحق في الاستفادة من فترتي إرضاع مدة كل منها نصف ساعة على مدار 18 شهراً.
و فيما يتعلق بقانون العلاقات الزراعية النافذ , فقد نص على حق العاملات الحوامل المستخدمات في الأعمال الزراعية أن يتمتعن بإجازة ولادة مدتها 50 يوم لمن أمضين مدة ستة أشهر فأكثر في خدمة صاحب العمل مع عدم جواز إعادة هؤلاء النساء إلى أعمالهن قبل انقضاء مدة ثلاثين يوماً على تاريخ الولادة.
و على أرض الواقع إننا ما زلنا نرى بعض المخالفات و التجاوزات القانونية و التي تنتقص من حقوق المرأة العاملة , تقع في بعض المنشآت و أماكن العمل الخاصة , مما يجعلنا نشعر بأهمية مضاعفة الرقابة و أحكامها مع أهمية التشديد في معاقبة أرباب العمل الذين يخالفون هذه الأحكام القانونية النافذة.
1) سليم. عام 1984 ص 25-26 – 27 -28(

الدراسات السابقة:
1_ هناك دراسة ميدانية قام بها الاتحاد العام النسائي و وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل ,عام 1978 بعنوان " المشكلات الناتجة عن خروج الزوجة إلى العمل " حيث بنيت هذه الدراسة أن الزوجة العاملة تعاني من الإرهاق الجسدي و النفسي و التوتر العصبي معظم الأحيان نتيجة ضغوط الالتزامات و الأعمال التي عليها انجازها للتوفيق بين عملها و أسرتها , كما بنيت أن الزوجة العاملة تعاني من خلافات مع الزوج بسبب عدم إنجازها لجميع الأعمال المنزلية في الوقت المناسب.
2_ و في دراسة الخصائص الاجتماعية و الاقتصادية للمرأة العاملة في القطر العربي السوري " التي أجراها الاتحاد العام لعمال عام 1984 < شملت الدراسة جميع القوى العاملة النسائية في أجهزة الدولة و القطاعين العام و الخاص عدا التعليم و الزراعة > بينت العاملات المشمولات في هذه الدراسة ترتيب أهم المشكلات التي تواجهها كالتالي: انخفاض مستوى الدخل و غلاء المعيشة , مشكلة المواصلات , طول ساعات العمل , العادات و التقاليد , عدم وجود مؤسسات تموينية , عدم وجود دور حضانة و رياض أطفال , مشكلات صحية , عدم توفر خدمات , الأعباء المنزلية , الأمية , و الفراغ , و يلاحظ أن معظم هذه المشكلات تصب في المجال الأسري بنتائجها حتى لو كان ظاهرها متعلقاً بالعمل.
3_ قامت كاميليا عبد الفتاح بدراسة سيكولوجيا المرأة العاملة التي أجرتها على عدد من العاملات المصريات , توصلت الباحثة إلى أن دوافع المرأة المصرية إلى العمل هي بالترتيب التالي:
الرغبة في تأكيد الذات , قضاء أوقات الفراغ , المشاركة في الحياة العامة , تحقيق عائد مادي للمساعدة في رفع مستوى معيشة الأسرة الاقتصادي , الحصول على مكانة اجتماعية , تحقيق ضمانات المستقبل. "1) , كاميليا.عام 1984(
4_ وفي دراسة " عن المرأة العاملة و دورها في بناء الأسرة و المجتمع " قالت الدكتورة سعاد البرنوطي: يؤدي عمل المرأة ليس فقط على حصولها على مردود مادي يساهم في رفع مستوى دخل الأسرة و رفع مستواها الاقتصادي و إنما إلى تغيرات في نظرتها إلى الأمور و إلى قيمتها , و كذلك في العلاقات الأسرية بالإضافة إلى ذلك فإن عملها يسمح لها بأن تساهم مساهمة مباشرة في بناء الأسرة أو بناء المجتمع , وهو وضع قد لا يتاح تلقائياً إلى المرأة التي لا تعمل بغير العمل المنزلي و التي قد تنحصر مساهمتها بالمساهمة غير المباشرة و غير المقصودة و الواعية. أن المشكلة الأولى و الأكبر في وضع المرأة العربية العاملة هي أنها ما زالت غير معتبرة كامرأة عاملة على الرغم من المساعدات الطويلة التي تصرفها في العمل , و الرغم من الجهود التي تبذلها للمساهمة بشكل غير مباشر و غير منظم في الإنتاج المتحقق لذلك فهناك حاجة إلى جهود تبذل في تحديد حجم النساء اللواتي يساهمن فعلاً في العمل الإنتاجي و في إعالة أسرهن و كذلك إيجاد وسائل لتنظيم هذا العمل و هذه الفئات و تمكينها من العمل في ظروف تضمن لها حقوقها الأساسية.
و قالت إن المرأة العاملة معرضة لتحمل أعباء الواجبات البيئية بالإضافة إلى مشاركتها في العمل و هذا الأمر يعرضها إلى الإرهاق و التمزق و الضراع الذاتي.
"2) مجلة الإنماء العربي للعلوم الإنسانية عام 1980 ص 366 – 367(

الفصل الثالث
منهج الدراسة: وصفي و يعتمد على تحليل الاستبيان
عينة الدراسة :30 امرأة عاملة سواء متزوجة أو أرملة أو مطلقة و سواء بدأت عملها قبل الزواج أم بعده , بلغت نسبة المتزوجات 61,8% من العينة كما بلغت نسبة المطلقات 26,1 % من العينة و بلغت نسبة الأرامل 12,1 % من العينة.
و كما بلغت نسبة العاملات اللواتي لديهن أولاد 74,2 % من العينة أما اللواتي ليس لديهن أولاد فنسبتهن 25,8 %.
و تراوح عمر 4,3 % من العاملات بين < 20 – 24 > سنة , 10,2% تراوح أعمارهن بين < 25-29 > سنة ,و نسبة 20,8% أعمارهن بين < 30 – 34 > سنة , و نسبة 12,4% أعمارهن بين <35 – 39 > سنة , و نسبة 22,0% أعمارهن بين <40-44 > سنة , و نسبة 18,0% أعمارهن بين <45-49 > سنة , و نسبة 12,1% أعمارهن بين 50 سنة و أكثر.
كما نجد أن 43,2% من العينة لم يعملن قبل الزواج ,و هذا يعني أن الزواج قد يكون دافعاًًً للعمل على الرغم من المسؤوليات الجديدة المترتبة على المرأة المتزوجة.
أدوات الدراسة:من الدكتور عبد الدين خمش أستاذ في جامعة الأردن في علم الاجتماع , يكون الاستبيان من 30 سؤال و لكل سؤال ثلاث احتمالات:
نعم , عليها 3 درجات , و كلا و عليها درجة واحدة , و أحياناً و عليها درجتان.

الدلالة: _ أقل من 60 درجة و تعني إن نسبة الضغوط النفسية قليلة و كلما زادت الدرجة زادت معدل الضغوط النفسية التي تعاني منها المرأة العاملة.
 
بارك الله فيك حبيبي .....................ز لكن لو تفضلت واكمات الرسالة فهي مفيدة جدا خاصة الدراسات من هذا النوع وقائمة المراجع لنعطي لكل ذي حق حقه وللامانة العلمية
 

my.love

my love

المرأة العاملة و يرمز لها بالرقم نيابة عن الاسم الدرجة التي حصلت عليه المرأة
⦁ 58
⦁ 75
⦁ 56
⦁ 50
⦁ 78
⦁ 60
⦁ 63
⦁ 66
⦁ 75
⦁ 51
⦁ 79
⦁ 70
⦁ 35
⦁ 81
⦁ 71
⦁ 40
⦁ 89
⦁ 77
⦁ 47
⦁ 63
⦁ 78
⦁ 80
⦁ 68
⦁ 69
⦁ 43
⦁ 73
⦁ 74
⦁ 82
⦁ 64
⦁ 60

استمارة دراسة ميدانية لمعرفة الضغوط النفسية على المرأة العاملة
الرقم:
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى تعرض المرأة العاملة إلى المشكلات سواء كانت: اجتماعية – تربوية – إدارية.
و الهدف من هذه الدراسة هدف أكاديمي بالدرج الأولى و تعتمد على الدقة في الإجابة.
الوضع العائلي:
مستوى التعليم:
عدد الأولاد
تاريخ بدء العمل:
الاستبيان نعم لا أحياناً
1_هل تراودك الرغبة بترك العمل
2_هل تجدين صعوبة في التوفيق بين العمل و الأعمال 3_هل تقومين بالأعمال المنزلية لوحدك
4_هل تشعرين أن الراتب يكفي حتى نهاية الشهر
5_هل تشعرين أن الراتب لا يتكافئ مع التضحيات
6_هل تشعرين أن العمل لا يتكافئ مع طموحك و تعليمك و يحقق ذاتك
7_ هل تعتقدين أن عملك يؤدي إلى شعور أطفالك بالوحدة وافتقاد الحنان
8_ هل تعتقدين إن عملك يؤدي إلى إهمال الطفل لدروسه
9_ هل تعتقدين أن عملك يؤدي إلى تكوين شخصية عدوانية عند طفلك
10_ هل يسبب لك العمل خلافات مع الزوج
11_ هل يسبب لك العمل خلافات مع الأهل
12_ هل يسبب لك العمل مشكلات متعلقة بأوقات الاستجمام مع الأسرة
13_ هل يسبب لك العمل مشكلات متعلقة بأمورك الشخصية ( الاهتمام بنفسك)
14_ هل تعتقدين إن مسؤوليات البيت والأسرة تسبب لك الأخطاء بالعمل
15_هل تعتقدين إن مسؤوليات البيت والعائلة تسبب لم الاضطرار إلى الانصراف من العمل قبل انتهاء الدوام والتأخر عنه صباحا
16_ هل تواجهين مشاكل في الوصول إلى عملك
17_ هل وجهت لك عقوبة إدارية
18_ هل كانت إجازة الأمومة قصيرة
19_ هل تشعرين بأن مراكز الحضانة ورعاية الأطفال سعرها غبر مقبول
20_ هل تشعرين بعدم التوافق بين وقت انصراف الأطفال ووقت انتهاء الدوام الرسمي
21_هل الخدمات المنزلية مثل المطاعم والمغاسل ذات تكاليف باهظة
22_ هل تشعرين بأنك في العمل لتحصلين على حقك بالترقية
23_هل وقتك غير كافي للقيام بالتدريب والتأهيل
24_هل تشعرين إن زوجك يمنعك من التطور والترقية حتى لتصبح في مكانة أفضل منه
25_ هل تشعرين بأنك تتعرضين لتحرش بك بالعمل
26_ هل تشعرين بأنك الذكور من الزملاء لا يتقبلون المنصب الذي أنت فيه
27_هل تشعرين بأنك غير محبوبة ومتعاونة مع الزملاء بالعمل
28 _هل تشعرين بأنك عملك لا يقدم النفع الوطني
29_ هل تشعرين بالتمييز لكونك امرأة من قبل رؤسائك في العم
30_هل تشعرين بأنك عضو فعال لا يقدر عمله

المعالجة الإحصائية:
نقسم إلى مجموعتين فوق 60 و تحت 60.
و نعتمد على معرفة إذا كانت الفروق ذات دلالة إحصائية أو لا على قانون ستودنت:
و الذي يساوي متوسط المجموعة الأولى ناقص متوسط المجموعة الثانية على جذر عدد أفراد المجموعة الأولى ضرب الانحراف المعياري للمجموعة الأولى زائد عدد أفراد المجموعة الثانية ضرب الانحراف المعياري للمجموعة الثانية تقسيم الناتج على عدد أفراد المجموعة الأولى زائد عدد أفراد المجموعة الثانية و الناتج يضرب 1 تقسيم عدد أفراد المجموعة الأولى زائد 1 تقسيم عدد أفراد المجموعة الثانية.


الفصل الرابع

النتائج العامة:
السؤال الأول: _ نجد من النتائج أن نسبة 26% من النساء لا تعاني من الضغوط النفسية إلا بنسبة قليلة.
2_ و أن نسبة 45% من النساء تعاني بنسبة متوسطة من الضغوط و المشاكل.
3_ و نجد أن 29% من النساء يعانون من الضغوط النفسية شديدة و مشاكل متعددة.

السؤال الثاني: وبعد الحصول على الدرجة 0,966 ننظر إلى جدول ستودنت عند الدرجة حرية 28 و مستوى الدلالة 0.05 أصغر من الموجودة في الجدول و هذا يشير إلى أن الفروق ليست ذات دلالة إحصائية.

1_ لم يشكل مستوى تعليم الزوج ووجود وقت فراغ لديه دافعاً لتقديم المساعدة في أعمال المنزل و في تربية الأطفال و تعليمهم و حضانتهم مما يعني تأثر الزوج بالمفاهيم و العادات و التقاليد الموروثة.
2_وجود علاقة ضعيفة بين عمل المرأة و تأثر الأولاد سلبياً بعملها.
3_ تواجه الزوجة العاملة مشكلة في الحصول على الترقية لأسباب مختلفة منها عدم تمكنها من الالتحاق ببرامج التدريب و التأهيل , و منها لخضوع الترقية إلى رأي المدير الشخصي و تقديره.
4_شكل الزواج دافعاً لدى المرأة للعمل بهدف مساعدة الزوج في تغطية نفقات الأسرة.
5_أوجد الطلاق و الترمل دافعاً لدى المرأة إلى العمل بسبب الحاجة المادية و عدم وجود معيل للمرأة بعد طلاقها أو ترملها.
6_تشكل الحاجة المادية دافعاً قوياً للعمل و تعتبر محركاً أساسياً في التحاق المرأة المتزوجة.
7_رغبة المرأة في العمل بهدف تحقيق الذات و الاستفادة من المستوى التعليمي.
8_ وجود علاقة عكسية بين عمل المرأة و مستوى الخصوبة حيث أدى عمل المرأة إلى انخفاض عدد الأولاد.
9_تواجه الزوجة العاملة مشكلات في انجاز أعمال المنزل بسبب ضيق الوقت لديها و اضطرارها للقيام بأعمال البيت لوحدها دون مساعدة الزوج.
10_ تواجه الزوجة العاملة مشكلة متعلقة بحضانة الأطفال أثناء عملها لعدم توفر دور الحضانة في أماكن العمل و عدم توفر دور حضانة جيدة و مقبولة السعر.
11_تواجه الزوجة العاملة مشكلة في قضاء العطلة الصيفية مع الأولاد.
12_تواجه مشكلة الاهتمام بأمورها الشخصية بسبب عدم وجود الوقت لديها للاهتمام بتطوير ذاتها و تثقيفها و الاهتمام ببرنامج التأهيل و التدريب في مجال العمل.
13_ مساهمة الزوج في الأعمال المنزلية و في تربية الأبناء و الحضانة ضعيفة جداً.
14_ وجود علاقة قوية بين عمل المرأة و التأثر الإيجابي للأولاد بعملها من حيث تكوين الشخصية المستقلة و الاعتماد على الذات و تقديم العون للآخرين.
15_ عدم كفاية إجازة الأمومة الممنوحة وفق قانون العمل الموحد.
16_إمكانية دعم المحيط العائلي للزوجة العاملة من خلال حضانة الطفل.
17_ لا تقدم مؤسسات الدولة المساندة الكافية لتمكين الزوجة العاملة من أداء دورها.
نخلص من ذلك إلى أن المرأة بحاجة ماسة إلى معالجة قضيتها بروية و تمعن و إدراك جميع العوامل و المؤثرات المحيطة بها و البحث عن الطرق التي تمكنها من حل المشكلات التي تتعرض لها.
يجب علي المجتمع ككل احترام المرأة والتعامل معها كشريك للرجل في المجتمع تتحمل أعباء العمل والمنزل وتربية الأبناء.
يجب أن ينظر لها المجتمع نظرة مليئة بالاحترام والحب لتضحياتها ويجب أن تتعاون معها الأسرة من والدين وأبناء وزوج لتستطيع أن تؤدي أدوارها في الحياة بكفاءة.
كما يجب أن تهتم النساء بتثقيف أنفسهن ليعرفن حقوقهن المشروعة ويجب علي منظمات المجتمع المدني توعية المرأة بحقوقها القانونية وتوعيتها لتنال حقوقها كاملة ولا تتعرض للظلم.

المراجع

1_ أبو شعر , ليلى. )1992(. المرأة العربية السورية بين الواقع و الطموح , الينابيع للنشر و التوزيع , دمشق.

2_ الاتحاد العام النسائي , اللجنة الوطنية لما بعد بكين. )1996( , مشروع إستراتيجة المرأة في الجمهورية العربية السورية , محور المرأة و التشريعات.

3_ الأخرس , محمد صفوح.)1976 ( , تركيب العائلة العربية و وظائفها , منشورات وزارة الثقافة و الإرشاد القومي , دمشق.

4_ آدم , محمد سلامة. )1982 (, المرأة بين البيت و العمل , دار المعارف , القاهرة.

5_حطب , زهير. )1976 (, تطور الأسرة العربية و الجذور التاريخية و الاجتماعية لقضاياها المعاصرة , معهد الإنماء العربي , بيروت.

6_الخطيب , محمد كامل. )1999( , قضية المرأة ج 1 , منشورات وزارة الثقافة , دمشق.

7_ الخولي , سناء.) 1984 (, الأسرة و الحياة العائلية , دار النهضة العربية , بيروت.

8_ الخولي , سناء. بلا تاريخ , الزواج و العلاقات الأسرية , دار النهضة العربية للطباعة و النشر , بيروت.
9_ رفقي عوض , عادل. )1995 (, المرأة و حماية البيئة , الشروق للنشر و التوزيع , الأردن.
10_ شعبان , بثينة. )2000 ) , المرأة العربية في القرن العشرين , دار المدى للثقافة و النشر , دمشق.

11_ عبد الفتاح , كاميليا. ) 1984( , سيكولوجية المرأة العاملة , دار النهضة العربية للطباعة , بيروت.
12_ عبد الوهاب , ليلى. )1994( , العنف الأسري , دار المدى للثقافة و النشر , دمشق.
13 _ عبده , سمير. )1980 (, المرأة العربية بين التخلف و التحرر , دار الآفاق الجديدة , بيروت.

14_فؤاد مهنا , أميمة. )1984 (, المرأة و الوظيفة العامة , دار النهضة العربية , القاهرة.
15_مجلة الإنماء العربي للعلوم و الإنسانية , الفكر العربي. , قضايا المرأة و المرأة العربية , معهد الإنماء العربي.
16 _سلسلة كتب المستقبل العربي.) 1999( , المرأة العربية بين ثقل الواقع و تطلعات التحرر ,ط1 , مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت ,.

17_نعامة, سليم.) 1984 (, سيكولوجية المرأة العاملة , أضواء عربية للطباعة و النشر , بيروت.
18_ المجموعة الإحصائية السورية , )2001 (.
 
أعلى