عن اي مقاومة يتحدثون ؟!!

عن اي مقاومة يتحدثون ؟!!
مكرم رشيد الطالباني
عجبي لمن يتحدثون عن المقاومة ومن بينهم سياسيون ومسؤولون عراقيون دون ان تكون لتلك المقاومة المزعومة وجود جماهيري وجذور تمتد إلى أوساط شرائح الشعوب العراقية، بكافة طوائفهم وأديانهم وقومياتهم، ودون ان تكون لها قاعدة تستتد إليها ومبررات تتكيء عليها ومرجع تعود إليها وتنهل منها،ومن الأسباب التي تدعوها إلى المقاومة ؟ ومن ثم المقاومة ضد من ومن اجل ماذا ؟ في وقت بدأ العراقيون بالدخول في العملية الديمقراطية وبناء الجيش الوطني والشرطة الوطنية وتشكيل الحكومة الفيدرالية وتسلم الملف الأمني لعدد من المناطق والتصدي للإرهاب وضبط الحدود وقبلها إجراء الإنتخابات وصياغة الدستور الدائم وإصدار العديد من القوانين منها قانون الإنتخابات وقانون الأحزاب السياسية وغيرها!!!
نحن نسأل الذين يدعون بوجود مقاومة الإحتلال، هل إن تفجير السيارات المفخخة وتفجير الإنتحاريين لأنفسهم في الجوامع واماكن العبادة وأماكن تجمع العمال وفي المطاعم الشعبية والأسواق الشعبية المزدحمة بالمتسوقين الأبرياء هي مقاومة الإحتلال ؟ هل إن إختطاف رجال الأعمال والقائمين باعمال سفارات الدول الأجنبية والدبلوماسيين والعاملين في المنظمات الخيرية و المقاولين والعمال والصحفيين الأجانب وطلب الفدية لإطلاق سراحهم أو قتلهم وتصويرهم وعرضها على شاشات الفضائيات العميلة ومواقع الإنترنيت مقاومة الإحتلال ؟ هل إن إختطاف العراقيين الابرياء في الطرق العامة بين المدن وفي غفلة من الزمن طمعاً في الحصول على حفنة من الدولارات مقاومة ؟ هل إن ذبح الأبرياء على الهوية وتشريد الناس على الهوية مقاومة ؟؟ ومن ثم هل إن الهجوم على مراكز الشرطة الوطنية والمباني الحكومية وصروح العلم والثقافة والفن مقاومة ؟ وهل إن تفجير أنابيب نـقل النفط الخام إلى الأسواق العالمية ومصافي تكرير النفط ومنافذ التوزيع ومحطات الكهرباء وتفجير محطات توليد الطاقة الكهربائية ومستودعات النفط والغاز مقاومة ؟ وهل إن تهديد سواق شاحنات نقل المنتجات النفطية وقتل سائقيها وإحراقها تعد مقاومة ؟ وهل إن إلحاق الخسائر بمحلات ودور وممتلكات المواطنين والأماكن العامة عند تفجير السيارات المفخخة وتفجير الإرهابيين لأنفسهم مقاومة ؟ ومن ثم من هم هؤلاء المقاومون ؟ أين هم لماذا لا يعلنون عن أنفسهم وقادتهم وقواعدهم إن كانوا مقاومة ولا يخافون من الذي يسمونه بالمحتل ؟ أين كانوا هؤلاء في زمن الدكتاتور ؟ لماذا لم يرفعوا رؤوسهم الخاوية في عهد النظام البائد وليعلنوا بأنهم يقاومون النظام وأنهم يريدون الإطاحة به ؟ أين كان أمثال هؤلاء في زمن الدكتاتور وفي أي جحر كانوا يختبؤن ؟ لماذا سكتوا كل تلك المدة والنظام أرتكب العديد من جرئم القتل والإبادة الجماعية ضد شعب كوردستان وضد كافة شرائح الشعوب العراقية من شيعة وكلدوآشوريين وتركمان وصابئة وغيرهم؟ أين كانوا حين قام النظام بقصف سكان مدينة حلبجة الآمنة بالأسلحة الكيمياوية وقتل أكثر من خمسة آلاف كوردي بريء بالغازات السامة المحرمة دولياً ؟ أين كان هؤلاء حين قام النظام بعمليات الأنفال سيئة الصيت في منطقة كرميان وبادينان ليزجوا بأكثر من مئة وأثنين وثمانين ألف كوردي في غياهب الزمن حيث لازال مصيرهم مجهولاً حتى الآن ؟ أين كانو هؤلاء حين قام النظام بإعتقال ثمانية آلاف من البارزانيين ولا زال مصير الكثير منهم مجهولاً ؟ اين كان هؤلاء حين كان النظام يقوم بإعدام وقتل وإغتيال الشخصيات العراقية الوطنية المناضلة والشخصيات الدينية والسياسية والثقافية والإجتماعية وتزج بهم في السجون والمعتقلات إن هم كانوا محظوظين ؟
أين كان هؤلاء حين أشعل النظام الحرب على إيران وزج بالآلاف المؤلفة من خيرة أبناء العراق كورداً وعرباً في أتون حرب دموية شعواء امتدت ثمانية سنوات وأحرقت الأخضر واليابس وأهدرت ملايين المليارات من الدولارات من واردات الشعب العراقي واعادت العراق والشعب العراقي قروناً إلى الوراء ؟ لماذا سكت هؤلاء أنذاك ولم نكن لنسمع منهم حتى ولو كلمة إحتجاج كونهم كانوا يتوجسون خيفة من حديد ونار سلطات النظام ويستلمون ثمن السموت من النظام ؟ ولكن وبعد أن قام أصدقاء الشعوب العراقية وجيوشهم بمتقديم المساعدة وتم تحرير العراق من الدكتاتورية البغيضة التي كانت تقبع على صدورهم وعقولهم وأفواهم لمدة أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، وجدنا هؤلاء وقد رفعوا رؤوسهم بين ليلة وضحاها للدفاع عن مصالحهم التي كانوا يستفيدون منها في عهد النظام لأنهم كانوا يقبضون ثمن سكوتهم وإستمرار مصالحهم من النظام!!!
إذن إين هي المقاومة ؟ ومن هم المقاومون ؟ إنهم حفنة من الذين ضربت مصالحهم من فلول النظام البائد من العفلقيين الذين تضرروا بزوال حكمهم الدكتاتوري العنصري الذي كان يغدق عليهم بلا حدود !! وقد فقدوا جل إمتيازاتهم لذا نجدهم يلجأون إلى السلاح والقوة لفرض أنفسهم على شعوب العراق الذين لفظوهم منذ زمن بعيد لأنهم جربوهم ووجدوهم لا يعملون من أجلهم بل كانوا يعملون من أجل الدكتاتور ونزواته وزبانيته!!
إضافة إلى التكفيريين والاصوليين والإرهابيين القادمين من خارج الحدود ممن تقف وراءهم أيادي لا تخفى على احد في بلدان الجوار ممن لا يستسيغون التحولات الديمقراطية والعمليات السياسية الجارية في العراق والذين لايريدون الخير لهذا البلد وأهله، ممن يحيكون المؤمرات الخبيثة لإلهاء الشعوب العراقية وإهدار وقتهم ومالهم ودماءهم هباء في معارك ومشاحنات وقضايا جانبية ليسودوا هم في بلدانهم ينعمون بالهدوء والخيرات ويستمرون في الحكم وظلم شعوبهم بعيداً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية !!!
فهؤلاء الذين يقومون بالعمليات الإرهابية هم ممن تضرروا من سقوط الصنم من فلول وأعوان النظام البائد والإرهابيين والتكفيريين القادمين من خارج الحدود ، لا هم لهم سوى عرقلة ترسيخ الديمقراطية في هذا البلد العريق وعدم تنعم أهله بالحرية والأمن ولسلام والعيش الرغيد والإستفادة من خيراته ، ويحلم بعض من هؤلاء بالعودة إلى لسلطة وحكم الشعب بالحديد والنار تارة أخرى، لكننا نقول جازمين أن حلمهم لن يتحقق فالشعوب العراقية خبرت هؤلاء وخبرت أعمالهم وجرائمهم اللاإنسانية وبدأت بتخطي تلك المرحلة، وها هم العراقيون بعد إنتخاب مجلس النواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية يسيرون نحو الهدف الأسمى الذي ناضلوا وقدموا التضحيات الجسام والقرابين على مذبح الحرية والنضال من أجله، ألا وهو العيش الرغيد بحرية وأمان في وطنهم، دون خوف من طرقة باب أو إستدعاء من قبل رجال الأمن للتحقيق معهم بشأن نشاطاتهم السياسية والإجتماعية، والتنعم بخيراته وبنائه وإعماره ليكون صرحاً للديمقراطية في المنطقة .

 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى