الأكراد

الأكراد مصطلح يستخدم للتعبير عن الشعب الكردي، والذي وبشكل عام يعتبر نفسه الشعب الأصلي لمنطقة يشار إليها باسم كردستان، والتي تشكل أجزاء متجاورة من العراق، تركيا، إيران وسوريا. والأكراد بحسب المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ "ويسميها محمد أمين زكي" شعوب جبال زاكروس"، وهي وحسب رأي المؤرخ المذكور شعوب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري"، وهي الأصل القديم جداً للشعب الكردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو-أوروبية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية وهم " الميديين و الكاردوخيين"، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معاً الأمة الكردية [2]. هناك نوع من الإجماع بين المستشرقين و المؤرخين و الجغرافيين على اعتبار المنطقة الجبلية الواقعة في شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس و جبال طوروس المنطقة التي سكن فيها الأكراد منذ القدم ويطلق الأكراد تسمية كردستان على هذه المنطقة وهذه المنطقة هي عبارة عن أجزاء من شمال العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا و جنوب شرق تركيا ويتواجد الأكراد بالإضافة إلى هذه المناطق بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا و بعض مناطق أذربيجان و لبنان ويعتبر الأكراد من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي إبتداءً من منشأهم، وإمتداداً إلى تأريخهم، وحتى في مجال مستقبلهم السياسي وقد إزداد هذا الجدل التأريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية، وتشكيل منطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشوء كيان إقليم كردستان في شمال العراق. تعرضت الدراسة الأكاديمية لتأريخ الأكراد إلى صعوبات عديدة بسبب الواقع السياسي للأكراد، مما أدى البعض إلى الاستناد إلى روايات تأريخية غير أكاديمية عن الأكراد، كانحدار الكرد من الجن والعفاريت على سبيل المثال، ولم يكن هناك إشارة إلى أسماء الدول والإمارات الكردية التي كانت قائمة في العهد الاسلامي كالروادية (230 – 618 للهجرة) والسالارية (300 – 420 ) و الحسنوية البرزكانية (959 - 1015) والشدادية (951 - 1199) والدوستكية المروانية (990 - 1085) والعنازية (990 - 1117) والشوانكاره واللورية الكبرى واللورية الصغرى وامارة اردلان (1169 - 1867) وعشرات الإمارات الكردية الاخرى منها امارة بوتان و امارة سوران و امارة باهدينان و امارة بابان، وهذه الاخيرة استمر حكمها حتى 1851 [bor=FF0000]التعداد الكلي 35 إلى 40 مليونز مناطق التواجد المميزة أساسا في كل من تركيا، إيران، العراق، سوريا، وعلى شكل جاليات في كل من منطقة القوقاز، أوروبا و أمريكا اللغة لغة كردية كلغة أم وكذلك اللغات التركية و الفارسية و العربية كلغات ثانية الدين مسلمين سنة مع أقليات شيعية (إثنى عشرية، علوية) و يزيدية و يارسانية المجموعات العرقية القريبة مجموعات إيرانية أخرى،

[/bor] الجذور التأريخية

السؤال الجدلي حول منشأ الأكراد الذي كان ولايزال موضوعاً ساخناً للنقاش تدور حول فرضيتين: جذور الأكراد نشأت من الشعوب الهندو - أوروبية [4] [5] [6]. جذور الأكراد نشأت من شعب مستقل ليست هندية ولا أوروبية و تسمى شعوب "جبال زاكروس" التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ وهم شعوب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري" وإنظم إلى هذا الشعب حسب اعتقاد هذا التيار الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية وهم " الميديين و الكاردوخيين" [7] [8]. ] من المفارقات في تأريخ هذا الجدل أن الغرض الأساسي منه لم يكن أكاديمياً بل سياسياً، حيث كان الهدف منه إثبات أن منشأ الأكراد يرجع إلى مناطق خارج بعض الدول التي يستوطنوها في الوقت الحاضر، ونتيجة لإنعدام الغرض العلمي في هذه المناقشات غير المثمرة فقد نشأت ثلاث تيارات فكرية: تيار مكون من القوميون العرب، وأصحاب حضارة وادي الرافدين القديمة، وبعض المستشرقين و المؤرخين مقتنعون بأن أصول الأكراد هي هندوأوروبية وأنهم قدموا من مناطق خارج البقعة الجغرافية التي يقطنونها حالياً. تيار مكون من القوميون الأكراد مقتنعون بأنهم شعب مستقل بذاته، ولهم خصائص تميزهم عن بقية الشعوب، وقد حافظوا على جميع مظاهر هذه الخصوصية من الزي، واللغة، والعادات، والتقاليد، وعلى الرغم من التشابه في بعض النواحي اللغوية مع الشعوب المجاورة، ويورد الأكراد الاحتفال بعيد نوروز كمثال فعلى الرغم من احتفال الشعوب المجاورة بهذا العيد؛ إلا أن الأكراد لهم مفهوم مختلف تماماً عن هذا العيد مقارنة بمفهوم إيران و أفغانستان و ألبانيا و باكستان لهذا العيد. تيار مكون من الأكراد أنفسهم مقتنعون بأن أصول الأكراد هندوأوروبية وهذا التيار نشأ كردة فعل لما اعتبره هذا التيار تهميشاً و محاربة من قبل الشعوب المجاورة فولد هذا التيار الذي يحاول إرجاع أصول الأكراد إلى عروق آرية، أو أوروبية. لاتباع المنهج الأكاديمي في البحث عن جذور الأكراد لجأ الباحثون و علماء الآثار إلى البحث عن شعوب قديمة في المناطق التي كانت مسكونة من الأكراد منذ القدم، وفكرة البحث كانت التعرف على الشعوب التي كانت مستقلة من ناحية اللغة، و كانت تربط أفرادها خصائص مشتركة تميزهم عن بقية الشعوب المعروفة في بلاد ما بين النهرين، وتم من خلال هذه الأبحاث التعرف على بعض الشعوب التي قد تكون عبارة عن الجذور القديمة للأكراد، وهذه الشعوب هي: الشعب الذي سكن منطقة تل حلف، التي كانت موقعاً للمدينة-الدولة الآرامية غوزانا وتقع هذه المنطقة شمال شرق سوريا، في محافظة الحسكة وتعود تأريخها إلى العصر الحجري الحديث وتقع بالقرب من نهر الخابور [9]. توجد مخطوطات في أرشيف الملك الآشوري عداد نيراري الثاني أن هذه المدينة - الدولة كانت مستقلة لفترة قصيرة قصيرة إلى أن سيطرت عليها الملكة الآشورية سمير أميس [10] في سنة 808 قبل الميلاد. الهوريون، أو شعب هوري الذي كان يقطن شمال الشرق الأوسط في فترة 2500 سنة قبل الميلاد، و يعتقد أن أصولهم كانت من القوقاز، أو مايسمى القفقاز، التي هي منطقة آسيو - أوروبية بين تركيا و إيران و البحر الأسود و بحر قزوين، وسكنوا أيضاً بالقرب من نهر الخابور، وشكلوا لنفسهم ممالك صغيرة من أهمها مملكة ميتاني في شمال سوريا عام 1500 قبل الميلاد [11] [12]. ويعتقد أن الهوريون انبثقوا من مدينة أوركيش التي تقع قرب مدينة القامشلي في سوريا . استغل الهوريون ضعفاً مؤقتاً للبابليين فقاموا بمحاصرة بابل والسيطرة عليها في فترة 1600 قبل الميلاد، ومن هذا الشعب انبثق الميتانيون، أو شعب ميتاني، ويعتبر المؤرخ الكرديم محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" شعبي هوري و ميتاني من الجذور الأولى للشعب الكردي . كانت نهاية مملكة شعب هوري على يد الآشوريين [13]. ذكر المؤرخ اليوناني زينوفون (427 - 355) قبل الميلاد في كتاباته شعباً وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية"، وأطلق عليهم تسمية الكاردوخيين الذين هاجموا على الجيش الروماني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استناداً لزينوفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا [14]. ولكن بعض المؤرخين يعتبرون الكاردوخيين شعوباً هندوأوروبية اظمت لاحقاً إلى الشعب الكردي الذي باعتقاد البعض يرجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس الغير هندوأوروبية.

الإمبراطوريات و الإمارات الكردية

استناداً إلى د.زيار في كتابه "إيران...ثورة في انتعاش"، والذي طبع في نوفمبر 2000 في باكستان [15]، فإنه بحلول سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولغا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران، وكانت القبيلتان هما الفارسيين و الميديين. أسس الميديون الذين استقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الأخرى في الجنوب في منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم بارسيس، ومنها اشتق اسم فارس. غير أن الميديين و الفرس أطلقوا على بلادهم الجديدة اسم إيران، التي تعني "ارض الآريين" [16]. هناك اعتقاد راسخ لدى الأكراد أن الميديين هم أحد جذور الشعب الكردي، و تبرز هذه القناعة في ما يعتبره الأكراد نشيدهم الوطني، حيث يوجد في هذا النشيد إشارة واضحة إلى أن الأكراد هم "أبناء الميديين"، واستناداً إلى المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" فإن الميديون وإن لم يكونوا النواة الأساسية للشعب الكردي فإنهم انظموا إلى الأكراد و شكلوا حسب تعبيره "الأمة الكردية". يستند التيار المقتنع بأن جذور الأكراد هي جذور آرية على جذور الميديين، حيث أن هناك إجماعاً على أن الميديين هم أقوام آرية. استناداً إلى كتابات هيرودوت فإن أصل الميديين يرجع إلى شخص اسمه دياكو الذي كان زعيم قبائل منطقة جبال زاكروس، وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد حصل الميديون على استقلالهم وشكلوا إمبراطورية ميديا، وكان فرورتيش (665 - 633) قبل الميلاد أول امبراطور، و جاء بعده ابنه هووخشتره. وبحلول القرن السادس قبل الميلاد تمكنوا من إنشاء امبراطورية ضخمة امتدت من ما يعرف الآن باذربيجان، إلى آسيا الوسطى و افغانستان . اعتنق الميديون الديانة الزردشتية، وتمكنوا في 612 قبل الميلاد من تدمير عاصمة الأشوريين في نينوى. ولكن حكمهم دام لما يقارب 50 سنة حيث تمكن الفارسيون بقيادة الملك الفارسي كورش بالإطاحة بالميديين و كونوا مملكتهم الخاصة (الامبراطورية الاخمينية) [17]. يعتبر بعض المؤرخين مملكة كاردوخ التي تم السيطرة عليها من قبل الامبراطورية الرومانية عام 66 قبل الميلاد، وحولوها إلى مقاطعة تابعة لهم كثاني كيان كردي مستقل؛ حيث كانت هذه المملكة مستقلة لفترة مايقارب 90 سنة من 189 إلى 90 قبل الميلاد، حيث سيطر عليهاالأرمينيون ثم الرومان، و الفرس بعد ذلك، ويعتبر بعض المؤرخين الكاردوخيين أقوام انظموا إلى الشعب الكردي مع الميديين وشكلوا معاً الأمة الكردية. بعد سقوط هاتين المملكتين تشكلت عدة إمارات كردية و كانت حدود و مدى استقلالية هذه الإمارات تتفاوت حسب التحالفات و الضغوط الخارجية و الصراعات الداخلية ومن الأمثلة على هذه الإمارات: الحسنوية البرزكانية و الشدادية و الدوستكية المروانية و العنازية وامارة اردلان و امارة سوران و امارة باهدينان و امارة بابان.

أكراد العراق

أكراد العراق هم جزء من الشعب الكردي الذي يستوطن الحدود الحالية لجمهورية العراق. يعتبر مسألة اكراد العراق الأكثر جدلا والأكثر تعقيدا في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي و ديني و طائفي معقد فإن الأكراد العراقيين غالبا ما وصفوا بكونهم أصحاب نزعات إنفصالية و إنهم لم يشعروا بالإنتماء إلى العراق بحدوده الحالية. نشأت نتيجة هذا الصراع الطويل تيارات تؤمن بأن الأكراد الذين يستوطنون العراق قد قدموا من خارج العراق. في مقابلة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الأذاعة البريطانية يوم 8 ابريل 2006 صرح طالباني إن فكرة إنفصال اكراد العراق عن جمهورية العراق امر غير وارد و غير عملي لكون اكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق. تم استعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم و قطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد و دمشق و طهران و أنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى بارزاني مفاده "ليس للاكراد اصدقاء حقيقيون".

أكراد إيران

بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في شتاء عام 1979 إجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو (1930 - 1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا ان روح الله الخميني منع قاسملوا من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخيين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالأضافة إلى البعد القومي لكون اغلبية اكراد إيران من السنة [18]. في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الأيرانية بأمر من الرئيس الأيراني ابو الحسن بنی ‌صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد و سنندج و باوه و مريوان [19]. ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية و الثقافية ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية ويحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس او الآزريون [20] إندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية و الأكراد من عام 1979 إلى عام 1982 وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي "كومه له" وتعني بالعربية "المجموعة" طرفين رئيسيين في الصراع ولكن و بحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين [21]. كانت قواة الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالی (1927 - 2003) مسؤليين عن إعتقال و إعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من اعضاء الحزبين المذكورين او المتعاطفين مع الحزبين [22]. أثناء حرب الخليج الأولى تمركز اعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وكانوا مدعومين من العراق وتم اثناء الصراع المسلح بين اكراد إيران و الحكومة الإيرانية تدمير مايقارب 271 قرية كردية [23]. بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان إسمه عبدالله رمضان ‌زاده وقام بتعيين بعض السنة و الأكراد في مناصب حكومية رفيعة [24]، وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 ويلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الأيرانيين . في 9 يوليو 2005 تم قتل الناشط الكردي شوان قدري من قبل قوات الأمن الإيرانية [25] في مدينة مهاباد وحسب بعض الدعايات فإن قدري تم قتله عن طريق سحله في الشوارع ، ادت عملية قتل قدري إلى موجة عارمة من اعمال العنف لمدة 6 اسابيع في المدن الكردية، مهاباد و سنندج و بوكان و سقز و بانه و شنو و سردشت [26]. في أغسطس عام 2005 تم إختطاف 4 من الشرطة الأيرانية من قبل حزب كردي مسلح حديث النشوء واسمه حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي تأسس عام 2004 ويعتقد ان لهذا الحزب صلة بحزب العمال الكردستاني وقام هذا الحزب المسلح الجديد بقتل 120 من الشرطة الإيرانية خلال 6 أشهر من تشكيله.

أكراد تركيا

إستنادا إلى تقديرات عام 2006 فإن مايقارب 30-40% من مجموع 70،413،958 من الساكنين في تركيا هم من الأكراد [28] ويقدر عددهم بحوالي 20.5 مليون نسمة مما تجعل تركيا من الدول التي يستوطنها معظم الأكراد. يعيش معظم الأكراد في الجنوب الشرقي لتركيا. بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تبنى مصطفى كمال أتاتورك نهجا سياسيا يتمحور حول إلزام إنتماء الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة و الثقافة التركية وكانت من نتائج هذه السياسة منع الأقليات العرقية في تركيا و منهم الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية و التعليمية و الثقافية ومنع الأكراد من تشكيل احزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية عملا جنائيا حتى عام 1991 . قوبلت محاولات مصطفى كمال أتاتورك بمسح الأنتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقرر الأكراد والأقليات الأخرى بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران (1865 -1925) القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للاكراد و الأقليات الأخرى،على أن تبدأ الأنتفاضة في يوم العيد القومي الكردي عيد نوروز 21 مارس 1925. انتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وبلغ عدد الاكراد المنتفضين حوالي 600،000 إلى جانب حوالي 100،000 من الشركس والعرب والارمن والاثوريين وفرضوا حصارا على مدينة ديار بكر ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة وفي منتصف ابريل 1925 تم اعتقال سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة و نفذ حكم الاعدام فيه في 30 مايو 1925 [29]. بعد إنتكاسة ثورة سعيد بيران شنت الحكومة التركية حملة إعتقالات و تصفيات واسعة في المناطق الكردية في تركيا وحسب مذكرات جواهر ﻻل نهرو عن اعترافات حكومة أنقرة، فقد بلغ عدد القتلى الأكراد في تلك الأحداث مليوناً ونصف مليون [30]. إستمرت الحكومات التركية المتعاقبة على نفس النهج وكان مجرد تلفظ كلمة اكراد يعتبر عملا جنائيا إذ كان يطلق على الأكراد مصطلح "شعب شرق الأناضول" ولكن الإهتمام العالمي بأكراد تركيا إزداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات مما حدى برئيس الوزراء التركي آنذاك توركت أوزال (1927 - 1993) ولأول مرة ان يستعمل رسميا كلمة الأكراد لوصف الشعب الكردي في تركيا وفي عام 1991 رفع أوزال الحظر الكلي بإستعمال اللغة الكردية وإستبدله بحظر جزئي [31]. أثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسبب في تشريد ما يقارب 378،335 كردي من ديارهم [32] [33]. في عام 1991 تم إنتخاب ليلى زانا في البرلمان التركي وكانت اولى سيدة كردية في كردستان تصل إلى هذا المنصب ولكنه وبعد 3 سنوات اي في عام 1994 حكمت عليها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة "إلقاء خطابات إنفصالية"

أكراد سوريا

إستنادا إلى تقديرات وكالة المخابرات الأمريكية عام 2006 فإن مايقارب 9% من مجموع 18،881،361 من الساكنين في سوريا هم من الأكراد و الأرمن [35] ويقدر البعض إن هناك مليون ونصف مليون كردي يعيش في سوريا [36] ويعيش معظم الأكراد في شمال شرقي البلاد وخاصة في مدينة الحسكة و القامشلي بالإضافة إلى تواجدهم بأعداد أقل في مناطق اخرى من سوريا مثل مناطق عفرين و كوباني[37]. إستنادا إلى حوار مع فيصل يوسف عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ـ عضو اللجنة العليا للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا‚ فإن الأحزاب الكردية غير مرخص قانونيا في سوريا ولكن حزبه يمارس نشاطه منذ 14 يونيو 1957 "على الرغم من ظروفه الصعبة في العقود السابقة"‚ الا ان الحزب يعمل حاليا بشيء من العلنية شأن غيره من الاحزاب الكردية و "حسب الظروف" وقد تغض السلطة النظر عن نشاطه احيانا وتحاول منعها تارة اخرى [38]. من الجدير بالذكر إن الرئيس السوري بشار الاسد قال في إحدى خطاباته "ان القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري" [39]‚ ولكن المؤتمر العاشر لحزب البعث لم يشر إلى إمكانية الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية [40]. وفي 9 أكتوبر 2005 اصدرت محكمة امن الدولة في سوريا حكما بالسجن عامين ونصف عام على اربعة اكراد بتهمة "الانتماء إلى تنظيم سري واقتطاع جزء من اراضي البلاد وضمها إلى دولة اجنبية". وكان الأربعة ينتمون إلى حزب الاتحاد الديموقراطيPYD، وهو حزب كردي محظور في سوريا [41]. أحداث القامشلي في مارس 2004في نوفمبر 1962 اعلنت الحكومة السورية إن 100،000 من الأكراد الساكنين في سوريا ليسوا مواطنيين سوريين بسبب عدم توفر بيانات عن اجدادهم في الأحصاءات و سجلات النفوس العثمانية قبيل عام 1920 [42]. كان إحصاء عام 1962 لمنطقة الحسكة مثيرا للجدل فهدف الحكومة المعلن كان "التعرف على المهاجرين الغير قانونيين من تركيا إلى شمال شرق سوريا" وكان على الشخص ان يمتلك وثائق تبين إنه كان يعيش في سوريا منذ عام 1945 على اقل تقدير [43] ولكن هذه كانت سياسة منظمة ومحاولة لتعريب المنطقة . وقد قامت الحكومة السورية في السبعينيات و على يد الرئيس حافظ الأسد بسياسة التعريب ومن الأمثلة على هذه السياسة منع الأكراد من تسمية حديثي الولادة باسماء كردية ومنع إطلاق اسماء كردية على المحلات التجارية [45]. إستنادا إلى تقرير من منظمة مراقبة حقوق الإنسان فإنه نشأت نتيجة لإحصاء الحسكة لعام 1962 مجموعة خاصة تم إعتبارهم أجانب او غير مسجليين و حسب الإحصاءات الرسمية السورية يوجد 142،465 كردي من مواليد سوريا ولكنهم لايعتبرون مواطنيين سوريين ولايمكن لهذه المجموعة السفر إلى دولة اخري لعدم إمتلاكهم لوثيقة او جواز السفر [46]. تم تزويد هذه المجموعة ببطاقات هوية ولايمكن لهذه المجموعة إمتلاك اراضي او عقارات ولايمكنهم العمل في مؤسسات حكومية ولايمكنهم دخول كليات الطب و الهندسة ولايمكنهم الزواج من مواطن سوري [47] . من الجدير بالذكر إن هذه القوانيين ليست معممة على جميع الأكراد في سوريا وإنما تشمل الأكراد او الأشخاص اللذين وحسب الحكومة السورية لايمتلكون وثائق تؤكد انهم من سوريا قبل عام 1945 فهناك المديرون والوزراء واعضاء مجلس الشعب ورؤساء احزاب مشاركة في الجبهة الوطنية الحاكمة وهم من الأكراد . في 12 مارس 2004 وأثناء مباراة لكرة القدم في ملعب القامشلي التابعة لمدينة الحسكة نشب صراع بين مشجعين اكراد لفريق القامشلي و مؤيدين عرب (شوايا) للفريق الضيف من دير الزور وقتل في ذلك اليوم 12 شخصا وتشير مصادر اخرى ان الصراع بدأ اثناء احياءالفريق الضيف لاكراد المنطقة ذكرى هجمات كيماوية على الاكراد في العراق عام 1988 و رفع صور صطدام حسين و بعض الشعارات اللااخلاقية, شتموا فيها قادة الاكراد في العراق. وإنتشرت اعمال العنف إلى مناطق مجاورة ووصلت حتى إلى حلب وتمت حملة إعتقالات في المنطقة و إستنادا إلى منظمة العفو الدولية فإنه تم إعتقال مايقارب 2000 شخص الغالبية العظمى منهم كانوا من الأكراد وكان من بينهم نساء و اطفال بعمر 12 سنة وتم فصل العديد من الطلاب لأكراد من الجامعات وتقديم المندسين ومن قامو بأعمال الشغب للمحاكمة.

أكراد أرمينيا

إستنادا إلى إحصاءات عام 2001 فان الأكراد يمثلون 1.3% من مجموع 2،976،372 من الساكنيين في أرمينيا [53] ومعظمهم من اتباع الديانة اليزيدية ، تمتع الأكراد في أرمينيا في عهد الاتحاد السوفيتي بحقوق ثقافية فكانت لهم صحف و إذاعات باللغة الكردية وكانو يحتفلون بالمناسبات القومية الكردية [54]. في مقابلة مع فلادمير جادويف السياسي الأرميني عام 1998 فإن مسألة الأقلية الكردية في أرمينيا يمكن تلخيصها بهذه المحاور [55]: محاولة عزيز تامويان ذو التطلعات القومية الكردية بما يوصف بإحياء التراث اليزيدي. تدخل بعض الأحزاب الكردية مثل الجبهة القومية لتحرير كردستان و حزب العمال الكردستاني وخاصة في القرى الكردية النائية .
 
[grade="FF0000 32CD32 FF0000 32CD32"]يعطيك الف عافية برا ئالان

مشاركة رائعة منك

موضوع رائع ومعلومات مهمة

بنتظار جديدك [/grade]


1.gif
 
رد: الأكراد

مشكوور والله يعطيك الف عافيه كل الشكر وتقدير لك

مبدع والله تحياتي
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى