قصيدة محمود درويش "كردستان"

G.M.K Team

G.M.K Team
قصيدة محمود درويش "كردستان" المحذوفة من دواوينه
...................كردستان..................

202.jpg

(1)
معكم
معكم قلوب الناس
لو طارت قذائف في الجبال
معكم عيون الناس
فوق الشوك تمشي .. لا تبالِ
معكم عبيد الأرض
من خصر المحيط إلى (الشمال)
معكم أنا .. معكم أبي .. أمي
وزيتوني وعطر البرتقال
معكم عواطفنا .. قصائدنا
جنوداً في القتال
يا حارسين الشمس .. من أصفاد أشباه الرجال
ما مزقتنا الريح .. إن نضال أمتكم نضالي
إن خر منكم فارس .. شدت على عنقي حبالي
(2)
تحيا العروبة..
هل خرّ مهرك يا صلاح الدين ؟
هل هوت البيارق ؟
هل صار سيفك .. صار مارق ؟
من أرض كردستان
حيث الرعب يسهر والحرائق
(الموت للعمال إن قالوا
لنا ثمن العذاب
الموت للزرّاع إن قالوا
لنا ثمر التراب
الموت للأطفال إن قالوا
لنا نور الكتاب
الموت للأكراد إن قالوا
لنا حق التنفس والحياة )
ونقول بعد الآن .. فلتحيا العروبة !!
مرّي إذاً في أرض كردستان
مرّي يا عروبة !
هذا حصاد الصيف
هل تبصرين ؟
لن تبصري
إن كنت من ثقب المدافع تنظرين
يا أمّتي ..
هجمت على تأريخك الإنسان
أشباه الرجال
باسم العروبة
يستباح الدم
تحكمك النصال
بعثت لمزبلة الزمان
أخسّ ما عرف الزمان من الزمان
باسم العروبة
يطعن التأريخ من شطآن دجلة والفرات
يا أمّتي ..
لم يكفنا أنّا براء
منهم وطابورهم
لم يكفنا أنّا براء
ألقى لمزبلة الزمان
أخسّ ما عرف الزمان
القى عدوك يا عروبة
نقول بعد الآن : فلتحيا العروبة
لا على الأموات
فلتحيا العروبة
(3)
يا شهرزاد
الليل يفترس الصباح
وحقول كردستان .. موسمها جراح
الحبّ ممنوع .. وهمس الجار
لا شيء مباح
إلا دم الأكراد .. نفط الموقدين
مصباح عارهم .. بموت الآخرين
يا شهرزاد ..
صدأت أساطير البطولة في لياليك الملاح
والذكريات البيض والمهر الذي ركب الرماح
والحبّ والأمجاد والسيف الذي ملَ الكفاح
عار على بغداد
ما فيها مباح !
إلا دم الأكراد
في المذياع .. في صحف الصباح
حبر الجرائد في مدينتنا دم
(أنا أبدناهم !) وتعتز الذئاب .. وتبسم
(أنّا زرعنا أرض كردستان ..
لحداً عارياً من فوق لحد
أنّا زرعناهم جماجم لا تعدّ .. )
يا شهرزاد ..
الليل يفترس الصباح
والحبّ ممنوع ..
ومخدعك الوثير
ملقى على أقدام سيّدك الحقير
ودماء كردستان تغرق سافيحها
واللاعب المأفون بالنيران
سوف يموت فيها
يا شهرزاد !
ما مات إلا الموقدون
مصباح ليلهم .. بزيت الآخرين
فإلى اللقاء مع العصور القادمة
في قصة العصر الذي
صنعته كف الثائرين
 
أعلى