إلتهاب البنكرياس

كول نار

G.M.K Team
البنكرياس هو غدة طويلة ومفلطحة موجودة خلف المعدة في ما بين الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، أي الإثني عشر، وبين الطحال. وهو أحد الأعضاء المهمة في عملية الهضم وعمليات التمثيل الغذائي الكيميائية. الرياض: د. عبير مبارك وحالة التهاب البنكرياس، أحد الحالات التي تتأثر فيها وظيفة هذا العضو المهم جداً بالجسم. وغالبية حالات الالتهابات تحصل حينما ترتد إلى أنسجة البنكرياس نفسه، تلك العصارات الهاضمة التي يُنتجها البنكرياس عادة للمساهمة في هضم البروتينات والدهون والسكريات الموجودة في الطعام. حالات حادة ومزمنة
* وحالات التهاب البنكرياس قد تكون حادة، أي تحصل فجأة وتشد خلال وقت قصير نسبياً، أي بضعة أيام. وقد تكون مزمنة، لتنشأ بالتدرج تلك الحالة من التهاب، ولتستمر بضعة سنوات دونما شفاء منها ومن تبعاتها. وفي الحالات الحادة أو في الحالات المزمنة، يتميز حصول التهاب البنكرياس بألم شديد في البطن وغثيان وقيء وارتفاع حرارة الجسم. وكلاهما قد يُؤديان إلى تداعيات صحية مهمة وخطرة. ويُعتبر شرب الكحول ووجود حصاة في قنوات المرارة، أهم أسباب حصول حالات التهاب البنكرياس. كما أن ثمة أسباب أخرى لتلك الحالة، وفي بعض الحالات لا يُمكن للأطباء التعرف على سبب للإصابة بالحالة. المهمة الرئيسية للبنكرياس في جسم الإنسان هي في إنتاج عصارات يستخدمها الجهاز الهضمي في هضم وتفتيت البروتينات والسكريات والدهون التي تناولها الإنسان مع الطعام. ولأن عصارات البنكرياس تصب في الإثنا عشر، فإن عمل عصارات البنكرياس يكون في الأمعاء الدقيقة. كما أن البنكرياس يُؤدي مهمة أخرى، وهي إنتاج هرمون الأنسولين وهرمون غلوكاغون. وكلاهما يلعب أدواراً مهمة في عملية التمثيل الغذائي الكيميائي لسكر الغلوكوز. وعليه، فإن البنكرياس كعضو يعمل كغدة صماء، عبر إنتاج الأنسولين وإفرازه إلى مجرى الدم مباشرة، ويعمل كغدة غير صماء عبر إنتاج العصارات الهاضمة وإفرازها مباشرة إلى مجرى القناة الهضمية. أعراض منبهة
* حينما تحصل الحالة الحادة من التهاب البنكرياس، فإن المُصاب يشكو من ألم متوسط أو شديد فجأة في الجزء العلوي من البطن. وقد ينتشر الشعور بالألم إلى خلفية الظهر أو أحياناً إلى أسفل الصدر. ويظل الألم مستمراً لساعات أو لأيام، ويزداد مع كل مرة يتناول المريض فيها الكحول أو حتى الطعام العادي. ولا يجد المُصاب راحة إلا في الإنحناء وضم البطن إلى الصدر، أي مثل وضعية الجنين حال وجوده في رحم الأم. وإضافة إلى الألم، يكون الشعور بالغثيان أو القيء، وارتفاع حرارة الجسم وزيادة نبض القلب وانتفاخ البطن وجفاف الجسم وانخفاض ضغط الدم ونزيف داخلي دموي، وربما حالة الصدمة. وأحياناً، يتكرر حصول حالات حادة من التهابات البنكرياس، التي تستمر بضعة أيام ثم تزول. إلا أن كل حالة منها تظل خطرة على حياة المُصاب. وفي بعض حالات التهاب البنكرياس، ينشأ تلف في أنسجة البنكرياس أو الأعضاء المجاورة له، وذلك دون أن يشعر المريض، أو أن يشعر بأعراض عامة، كألم البطن الخفيف، غير مثيرة له، للذهاب للطبيب. وهنا تنشأ حالة مزمنة من الالتهاب، والتي قد تكون مصحوبة، بالإضافة إلى ألم البطن الخفيف أو المتوسط، بغثيان أو قيء من آن لآخر، وبفقد غير مبرر لوزن الجسم. وظهور براز ممزوج بمواد دهنية زيتية، والتي تظهر في البراز لأن الجهاز الهضمي لا يهضم الدهون والزيوت التي تناولها المرء مع طعامه. كما قد تنشأ حالة مرض السكري. ومعلوم أن خلايا إنتاج هرمون الأنسولين هي في البنكرياس. وحينما تتلف تلك الخلايا، تظهر حالة مرض السكري. والحالات البسيطة أو المتوسطة من التهاب البنكرياس لا تتسبب بأضرار دائمة أو مزمنة في عمل الجهاز الهضمي أو في تعامل الجسم بطريقة سليمة مع سكر الغلوكوز في الدم. ولكن الحذر من أن حالة واحدة من بين تلك الحالات المزمنة والمتكررة لالتهاب البنكرياس البسيط أو المتوسط قد تُؤدي إلى مضاعفات كارثية على البنكرياس وبقية الجسم. أسباب وعوامل
* وثمة تأثيرات مشتركة لعوامل وراثية وبيئية في ظهور الإصابات بالتهاب البنكرياس. وفي كثير من مجتمعات العالم، يظل تناول الكحول هو السبب الرئيسي في ظهور الإصابات بالتهابات البنكرياس. وبالرغم من عدم وضوح أسباب ظهور حالات التهاب البنكرياس جراء تناول كميات من الكحول، سواءً كانت كميات بسيطة أو كبيرة، إلا أن ثمة اعتقاد علمي أن للكحول تأثيرات على سرعة إنتاج البنكرياس للأنزيمات الهاضمة، والتي تُشكل الأساس في عمل عصارات البنكرياس التي يُفرزها إلى الأمعاء. وحينما يتم إنتاج هذه الأنزيمات بسرعة غير طبيعية، فإن تصريفها إلى مجرى الأمعاء لا يتم بسرعة مماثلة، ما يُعطي فرصة لتسريب أو ترشيح كميات ولو قليلة من هذه الأنزيمات كي تتغلغل في داخل أنسجة البنكرياس نفسه، وبالتالي إلى التسبب بتلف وهضم أنسجة البنكرياس.
 
أعلى