سلسلة أكراد جوريجيا

G.M.K Team

G.M.K Team
138.jpg

اتضح أن المجتمع الجورجي ليس على استعداد للاستجابة على نحو كاف لرغبة الأكراد الإيزيديين ليصبحوا جزءاً من المكون الوطني، لأن أولئك الذين حاولوا تعزيز موقع الجالية الكردية الأيزيدية في المجتمع الجورجي وجدوا أنفسهم في صراع معه، وفي مؤتمر عُقِدَ في تشرين الأول عام 2002م أعرب الأكراد عن استيائهم من الحكومة، وقد ردت العديد من الصحف والمجلات التي تصدر في تبليسي بمنشورات أنانية للغاية متهمة هؤلاء الذين تكلموا في المؤتمر بمشاعر معادية لجورجيا, ووسموا بتهمة الانفصالية والتطرف بدون أي سبب على الإطلاق. حتى إن بعض هذه الصحف حملت مقالات معنونة بـ ( جورجيا الاوجلانية = نسبة إلى عبد الله أوجلان), و(هل هناك تهديد من الحركة الانفصالية الكردية), و(شيفرنادزه يعمل على إذكاء الصراع بين الأكراد والجورجيين)، (الأكراد يهددون الجورجيين)... الخ, وقد تعاملت الصحافة بشكل سلبي مع حقيقة أن الأكراد التمسوا من السلطات الاهتمام باحتياجاتهم وقضاياهم فقط.
تؤكد هذه الردود القادمة من الصحافة الجورجية بأن معظم الناس هناك غير مستعدين لقبول الجالية الكردية كجزء من المجتمع الجورجي، وقد فسرت الجاليتين الكردية والإيزيدية هذه المنشورات بأنها محاولة من بعض القوى السياسية المعينة لإثارة التوتر العرقي، وتقسيم الجالية الكردية إلى قسمين: مسلمين وإيزيديين، حتى أن البعض قالوا أنها كانت محاولة لاستخدام القضية الكردية ضد رئيس جورجيا: "الأكراد هدفٌ جيد لمثل هذه الاستفزازات لأنهم عزل، جاليتنا غير منظمة, سياسياً غير مبالية، وفي الأساس غير متعلمة".
 

G.M.K Team

G.M.K Team
رد: سلسلة أكراد جوريجيا

135.jpg

136.jpg

137.jpg

وفي عام 1998م شكل المواطنين الكرد في جورجيا (إتحاد إيزيدي جورجيا)، وفي بداية عام 2002م شهدت البلاد وجود عدة منظمات كردية إيزيدية.
وعن معاناة الأكراد في جورجيا كتب (رستم اتاشوف) رئيس اتحاد إيزيدي جورجيا يقول:" لم تفعل الأغلبية شيئاً لحماية مصالح الأيزيدية ...أنهم أكثر اهتماماً بمصالحهم الشخصية. كما يستفيد قسم من السياسيين من استمرارية وجود بعض من هذه المنظمات لأنه بإمكانهم تسخيرها في اللحظات المناسبة، وأغلبية الجالية الكردية مقتنعة بأن المنظمات الفعالة بالنسبة إليهم هما:(اتحاد الإيزيديين)، و(المؤسسة الدولية لحماية الحقوق والميراث الثقافي- الديني للأكراد الإيزيديين) المسجلة في 2001م. وفي عام 2003م بدأ اتحاد الإيزيديين بدعم من الحزب اليميني الجديد بنشر صحيفة له باللغة الروسية، حيث نشرت أول صحيفة كردية (كلاويز- نجمة الصباح ) بصورة غير نظامية.
أما في المجال الديني فأن وضع الأكراد الإيزيديين هو الأكثر غموضاً, بالرغم من إدراكهم لانتمائهم العرقي الكردي، فأنهم يحتفلون بعيد ميلاد المسيح الأرثوذوكسي والكاثوليكي، والأعياد الوطنية مع بقية الشعب الجورجي, وهذا يعود إلى عدم تمكنهم على مدار عدة قرون في هذا الشتات من ممارسة شعائرها الدينية في معابد خاصة بهم, كما أن جميع الأقليات المحلية الوطنية تثمن التسامح الجورجي, وهذه واضح في جميع الأزمنة باستثناء فترة التسعينيات من القرن الماضي. كما أن الطائفة الأيزيدية غير ممثلة في المستويات العليا من السلطة, ومع ذلك يقول ليفان جفيندز هيليلاLevan Gvindzhilia مسئول المؤسسة الحكومية للغات: "إن الأكراد جزء لا يتجزأ من الثقافة الجورجية، فهم يعيشون في دولة ديمقراطية تعتني بجميع طبقات الشعب بما فيها الجاليات العرقية، وبموجب الدستور الجورجي كل شخص له الحق في اعتناق أي دين؛ وجميع المجموعات العرقية على قدم المساواة في جورجيا، كما أن جميع الناس يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة على حد سواء، ولا ينبغي أن تكون السلطات مسئولة عن عدم وجود الأكراد في هياكل الدولة، ولا يُنتخب النواب بسبب الانتماء العرقي، ومن المتوقع أن يحوزوا على رضا الناخبين، ويعرفون اللغة الجورجية".
 

G.M.K Team

G.M.K Team
رد: سلسلة أكراد جوريجيا

وضع الأكراد في جمهورية جورجيا الحالية:
بعدما استقلال جورجيا عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991م، بدأ عدد الأكراد يتناقص فيها, وتشير إحصاءات السكان لعام 1989 أن عددهم بلغ (35) ألفاً, وفي عام 2002م تناقص العدد إلى (21) ألف نسمة، وتقدر اليوم مختلف المنظمات الكردية أنه لم يبق فيها أكثر من (6) آلاف كردي، بمعنى أن المجتمع الكردي ذاب وطمس في جورجيا، ووفقاً لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان يحتل الواقع الاجتماعي للإيزيدين الأكراد الأكثر هشاشة في البلاد، فهم غير متضامنين ومنقسمين على أنفسهم، كما أن المجتمع الجورجي ساهم في أضعاف الأقليات ومن بينها الأقلية الكردية، وبسبب الوضع السياسي والاقتصادي الصعب التي تعيشه البلاد احتل معدل هجرة الأكراد في جورجيا المرتبة الأعلى من بين أقلياتها، فهاجر الكثير منهم إلى ألمانيا وفرنسا وكندا، أما الذين لم يهاجروا فيعيشون وضعاً صعباً حيث لا يجدون لهم مستقبلاً واعداً، بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، وموقف المجتمع الجورجي السلبي ممثلاً بالحكومة والشعب اتجاه وجود الأقليات على أرضها .
فبعد استقلال جورجيا في بداية التسعينيات القرن الماضي، تم إقفال المسرح الكردي، ووقف عمل فرقة الرقص الكردية، ولم تعد الإذاعة الجورجية تبث برامجاً باللغة الكردية, بسبب فترة التعصب القومي التي سادت البلاد بعد الاستقلال، تلك التي تزعمها الرئيس الجورجي السابق (شيفرنادزه) ضد الأقليات ومن بينهم الكرد.
نتيجة لذلك هاجر أكثرية الأكراد من قراهم وذهبوا إلى العاصمة (تبليسي) أو إلى المدن الكبيرة، بينما كانوا سابقاً يعيشون في قرى كردية خالصة، أو ذات أغلبية كردية، وبدت هذه القرى اليوم فارغة أو تتلقى مهاجرين جدد من غيرهم, وشكل الأكراد في المدن الجورجية تجمعات كثيفة خاصة في الضواحي، وهم يعملون في أشغال يدوية شاقة، كما أن اللغة الكردية تُدرس في أربع مدارس فقط في العاصمة (تبليسي)، لكنها تفتقر إلى المناهج والكتب المدرسية، والوسائل التعليمية، ويَدرس الأطفال بشكل رئيسي اللغة المحكية. كما يعاني الكرد الإيزيديون من عدم وجود معبد ديني خاص بهم في عموم جورجيا.
134.jpg
 
أعلى