د. مهدي كاكەیي : إقليم غرب كوردستان و إستراتيجية التحرير (6)

G.M.K Team

G.M.K Team
إقليم غرب كوردستان و إستراتيجية التحرير (6)
النظام السوري والمعارضة السورية
د. مهدي كاكەیي
يحكم حزب البعث سوريا منذ أكثر من 52 سنة، و عائلة الأسد يحكم سوريا بإسم حزب البعث منذ حوالي 43 عاماً و هذا يعني بأن النظام قد قام بتثبيت حكمه خلال هذه الفترة الطويلة و بناء حكومة مركزية قمعية. لذلك فأن زوال هذا النظام سيكون لصالح شعب كوردستان لأن أية حكومة تستلم الحكم بعد الإطاحة بالنظام السوري الحالي، ستكون حكومة ضعيفة غير قادرة على تأسيس حكومة مركزية قوية و هذا سيكون لصالح الكوردستانيين و لصالح كافة المكونات السورية المضطهَدة.
في حالة زوال حكم عائلة الأسد، ستدخل البلاد في حالة فوضى و التي ستستمر لفترة زمنية طويلة. بعد رحيل النظام السوري، قد يتم تشكيل حكومة تجمع المكونات القومية و الدينية و الطائفية في البلاد، على غرار الحكومة العراقية الحالية. ستكون الحكومة حينذاك متكونة من أطراف قومية و دينية و مذهبية متنافرة و غير منسجمة، تنعدم الثقة بينها و عليه ستكون حكومة ذات أعضاء متناحرة، تفتقد الى التعاون و التوافق و الإنسجام، حيث كل فريق سيحاول الإنقضاض على الحكم و الإستئثار به. أما إذا حاول مكوّن ما السيطرة على الحكم و الإنفراد به، فأنه عندئذ ستندلع حرب أهلية طاحنة بين المكونات الأساسية (العرب و الكورد و المسيحيون و العرب السُنة و العلويون).
كما أن الحكومات الإقليمية السُنّية و في مقدمتها الحكومات التركية والسعودية والخليجية الأخرى والمصرية والأردنية تدعم المعارضة السورية السُنّية وإرهابيي داعش والنصرة وغيرهما، إلا أن هذه الحكومات تدعم وتساعد مجموعات مسلحة مختلفة، حيث أن كل حكومة أو مجموعة من هذه الحكومات تدعم ميليشيا سورية خاصة بها والتي تتقاتل فيما بينها وهذا الإختلاف بين الأجندة الإقليمية يخدم الشعب الكوردستاني، حيث يكون "المستعربون" السوريون السُنّة مشتتين وغير موحدين.
من جهة أخرى فأن النظام السوري يحظى بِدعم روسيا وإيران وحزب الله اللبناني ويُنسّق مع الحكومة العراقية الشيعية.
في حالة بقاء الأسد في الحكم، سيكون حاكماً ضعيفاً غير قادر على إعادة السيطرة المركزية على كافة المناطق السورية. من هنا فأن الحرب السورية الداخلية هي لصالح الكوردستانيين سواء إحتفظ الأسد بالحكم أو إختفى. كما أن العلويين، خلال حكمهم الطويل لسوريا، قد إكتسبوا الخبرات السياسية والمخابراتية وبنوا علاقات سياسية وإقتصادية مع دول العالم وبذلك فأنهم لا يستسلمون بسهولة ولا يتركون الحكم، بل يقاومون الى النهاية.
بسبب المتغيرات الكبيرة الحاصلة في حياة البشرية و في المنطقة، سيكون من المستحيل أن ينجح طرف واحد، على سبيل المثال الإخوان المسلمون أو الجماعات الإسلامية المتطرفة، في السيطرة على مقاليد الحكم لوحدها، كما أن العلويين و عائلة الأسد، بمخابراتها و رجال أمنها و عسكرها سوف لا يستسلمون للأمر الواقع بسهولة إذا فقدوا سلطتهم. سيحملون السلاح ضد الحكومة الجديدة و يقومون بالتخريب و الإغتيالات و التفجيرات في محاولة لإستعادة سلطتهم المفقودة.
في كل الحالات فأن الوضع الأمني السوري بعد إنهيار النظام الحالي أو في حالة بقاء النظام، سيكون غير مستقر و تسوده الفوضى خلال سنين طويلة. غياب سلطة مركزية قوية في سوريا هو لمصلحة شعب كوردستان و كافة القوميات و الطوائف المُضطهَدة في سوريا.
نستنتج مما سبق، بأن القوى السُنية والنظام السوري تحظى بِدعمٍ إقليمي ودولي، بينما الشعب الكوردستاني يقف وحده في تصدّيه للقوى الإرهابية والعروبية وللنظام السوري، بإستثناء المساعدات التي تقدمها له القوى الغربية من خلال الدعم الجوي. الشعب الكوردستاني في الإقليم محاط بالأعداء من كل الجهات، من قِبل مغتصبي كوردستان، تركيا وسوريا وإيران والعراق، وهو في حرب تقرير مصير مع هذه الأنظمة وعملائها المحليين العروبيين والإرهابيين الإسلاميين.
لذلك لا خيار أمام شعب كوردستان في الإقليم الغربي لتحقيق أهدافه في الحرية والإستقلال إلا من خلال تنظيم و توحيد القوى الكوردستانية ليُشكل الكوردستانيون الطرف الأكثر قوة و يفرضون أنفسهم على الواقع الجديد و يحققون هدفهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم دون وصاية المحتلين و الغرباء.
 
أعلى