الثورة السورية وإفرازاتها السياسية على واقع الكرد

G.M.K Team

G.M.K Team
الثورة السورية وإفرازاتها السياسية على واقع الكرد
حسين أحمد :
منذ أن بدأت الثورة السورية فقد بدأت معها انقسام الشارع السوري إلى ثلاث شرائح سياسية أحداها مع النظام وكانت على معرفة ودراية تامة بالخفايا الأمنية واليات السيطرة على مجريات الثورة، والأخرى أعلنت عن موقفها من الوهلة الأولى بإسقاط النظام ،إما عن التيار الثالث الذي بدت مواقفه واضحة من الثورة، والذي طرح رؤيته بالعبارة التالية: (لا علاقة لنا بالنظام، سوف نمضي أن سقط أو لم يسقط , ولعل ان هذه الشعارات والهتافات الملتوية التي ارتطًّمت على رؤوس دعاة إنجاح الثورة بجدران إسمنتية, لذا ان هذه الشعارات التي طرحها الخط الثالث والتي أدخلت أنصارها في دوامة من المتاهات السياسية, ولم تأتِ للكرد باي مشاريع سياسية واضحة في الثورة السورية على الإطلاق فعلى سبيل الذكر : الشعارات التي طرحت اثناء الثورة من قبلهم، هل قدمت موقفاً واضحاً وصريحاً ليتفاعل الكرد مع صلب الثورة حتى ولو بصورة وهمية عن مطالب الكرد..؟ وكذلك الشعارات الديمقراطية التي طالبت بها بعض الأحزاب الاشتراكية على ان وراء هذه الأزمة الامبريالية الأمريكية، ولذلك هل حققت لشعوبها التي اعتمدت على هذه الشعارات وتأملت بربيع مزدهر, ولكنهم بقوا في زمهرير الشتاء, فهل بعد هذا نقول وندعي بأن الشعارات الفلسفية كمفهوم الأمة الديمقراطية هي الضمانة الأولى والأخيرة لاستقلالية المشروع القومي، وبالتالي أن يحقيق قدراً ولو بسيط من الانتعاش والحرية للشعوب المقهورة في المنطقة سواء أن كانوا كرداً أو اثنيات أخرى في البلاد ؟!.؟والسؤال الآن : كيف يمكن ان تنجح الثورة في ظل هذا الانقسام في الشارع السوري.. لان الناس كانوا بأمس الحاجة الى هذه الثورة لتحريرهم من نير الاستعباد الذي كان يمارس عليهم والذين أرادوا أن يتخلصوا من النظام وأن يأملوا حياة رغيدة بعيدا عن الاستبداد, وإيجاد أسباب السعادة والاستقرار والأمان, والتأكيد على تحقيق ذاتهم الإنسانية في الشرق الأوسط, فإذا كنا غير قادرين ككرد على التفاعل مع السياسات الجديدة حيال المنطقة من خلال المشاركة في التغير, فكيف لنا أن نترك تلك الشعارات التي تقف عائقا امام عجلة هذه التحولات الفكرية, والديمقراطية, والتي نخرت أفكار قيادات تلك التيارات ولأعوام طويلة, وكيف يمكن للأنظمة الاستبدادية في المنطقة أن تعيد النظر في حساباتها على ذاتها أولا، من ثم على شعوبها ثانياً, وان تستفيد من التغيرات الديمقراطية في الشرق الأوسط والتي تمخضت عنها سقوط الأنظمة الدكتاتورية في بغداد – وليبيا- واليمن ومصر وتونس
اخيرا إن انعكاسات الثورة السورية بدت جلية في الشرق الأوسط, مما أحرز من بعض صور في مناطق كردستانية من يد الارهاب كشنكال ومناطق في غرب كردستان التي بدأت تتكشف الخيوط الأولى لهزائم داعش في كل وكوباني وتل ابيض, والحسكة وجبل عبد العزيز كل هذه المؤشرات تشير على أن المنطقة برمتها بدأت تدخل في العملية ترسيم حدود, وفي ظل هذه التغيرات يظهر ان الكورد غير متلمسين لهذه المسائل وابسط المؤشرات هي عدم وجود حوار كوردي كوردي وإيجاد أجندة سياسية موحدة تلائم المرحلة الجديدة لشرق أوسط جديد.
 
أعلى