كوردستان : ذكريات نكسة اذار ١٩٧٥

G.M.K Team

G.M.K Team
9.jpg

خليل سنجاري : ذكريات نكسة اذار ١٩٧٥
في اجتماع منظمة اوبك في الجزائر في ٦ اذار ١٩٧٥ عقدت اتفاقية مشؤومة بين الدكتاتور العراقي صدام حسين والايراني محمد رضا بهلوي شاهنشاه ايران وبوساطة مباشر ة من الرئيس الجزائري هواري بومدين وبمباركة وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر وعل اثر ذلك تنكرت ايران والولايات المتحدة الامريكية للحركة الكردية واوقفت الدعم المادي والاسلحة وادىت تلك الاتفاقية الى انتكاسة ثورة ايلول المجيدة مؤقتا ولفترة قصيرة لم تتجاوز السنة ،
لا اود ان ادخل هنا في تفاصيل الانتصارات العسكرية لبيشمركتنا على كافة الجبهات وتقهقهر القوات العراقية والاسباب والعوامل الذاتية والموضوعية التي ادت الى عقد تلك الاتفاقية الخيانية والتي تنازل فيها النظام الدكتاتوري عن اراض برية ومائية وجزر عربية مقابل القضاء على ثورة شعبنا العادلة معتقدا بان ذلك سوف يقضي على الثورة الكردية والى الابد متناسيا بان ارادة النضال والمقاومة لدى البارزاني الخالد وشعبناالكردي وحزبنا الديمقراطي الكردستاني وقواه الوطنية كانت اقوى من تلك الاتفاقية الخبيثة وستقضي في النهاية على عروشهم وهذا ما شاهدناه لاحقا كيف انتهى النظامين وعلمت الحكومة الدكتاتورية فيما بعد بان قرار التوقيع على هذه الاتفاقية كانت قرارا وخطوة فاشلة لم تتحقق ماكنت تصبوا اليه ودفعها الواقع الجديد وفضاحة الخسائر العسكرية والمادية الى الغاء تلك الاتفاقية في ايلول عام١٩٨٠ ودخول الدولتين في حرب مدمرة حصدت الملايين من القتلى والجرحى وتدمير البنية التحتية للبلدين ولا يزال الشعب العراقي يدفع ثمنها غالياالى الان
انني كنت خلال تلك الفترة امر القاطع الخامس للمدفعية المضادة للجو في محور جبهة بالك وكنا مسؤولين عن الحماية الجوية لطريق هملتون من مدخل گلي علي بك وحتى مفرق گلالة قصرماكوس وخاصة حماية جسر حافظ وجسر برسلين الاستراتيجيين بعد ان تملص النظام الشوفيني من تنفيذ بنود اتفاقية ١١ اذار عام ١٩٧٠ خلال السنوات الاربعة المتفق عليها شنت قواتها العسكرية بوحشية حربها المدمرة ضد كردستان و ركزت طائراتها المقاتلة قصفها المستمر على الجسرين وذلك بغية قطع خطوط الامدادات التموينية والعسكرية بين قيادة ثورة ايلول في منطقة حاجي عمران وناوبردان وقصر ماكوس وبين والپشمرگة الابطال المدافعين في جبهة بالك وكذلك الى قطع الطريق بين قيادة الثورة الكردية ومنطقة بهدينان ايضا من جهة اخرى . تمكنت مضاداتنا الجوية من اصابة العديد من الطائرات العراقية ولكن معظم هذه الطائرات المصابة كانت تتمكن من الوصول الى مواقع اقلاعها في مطارالموصل وكركوك قبل سقوطها ولكن مع هذا سقطت اثنتان منهاعندنا في ساحة المعركة قتل في الاولى طيارها المدعو ملازم ( ه.ق )واسر في الثانية طيارها المدعو ملازم صفاء شلال الذي اسقط طائرته بالقرب من جسر برسلين بعد ان قذف نفسه بمظلته في الجبال الواقعة خلف قرية برسلين كما اسقطت اسقطت طائرة طائرة توبوليف اخرى ايضا في منطقة جومان ولقى طياروها ومساعديهم الاربعة حتفهم
بقى الطيار ملازم صفاء شلال ومجموعة كبيرة اخرى من العسكريين العراقيين الاسرى معززين مكرمين لدى قيادة الثورة يتعامل معهم وفق القوانين الدولية لاسرى الحرب في الوقت الذي كان هو ورفاقه الاخرين قد قصفوا دون رحمة العشرات من القرى والقصبات والمدارس والجامعات في قلعة دزة وجومان وبرد گلالة وناوبردان ومناطق اخرى وادى ذلك الى استشهاد العشرات من الاطفال والنساء والشيوخ وطلبة الجامعة واستخدوا في بعض الاماكن القنابل العنقودية والفسفورية المحرمة دوليا ولكن رغم تفوق جيشهم عدة وعتادا تمكن بيشمركتنا الابطال من تحقيق الانتصار والحاق اكبر الخسائر والهزائم بهم
نعم لن تغيب عن ذاكرتي مرارة النكسة وتاثيرها النفسي علي شخصيا وبشاعة تلك المؤامرة الدولية التي شاركت فيها عدة دول عربية ودولة عظمى مثل الولايات المتحدة الامريكية والتي ادت بصورة مباشرة الى تشرد الالف من ابناء شعبنا الكردي الى المهجر وخاصة الى ايران هاربين من بطش النظام وجبروته ،ان تعاملنا الانساني مع اسرى الحرب تم وفق المواثيق الدولية و والقيم الانسانية ومبدأ التسامح لان البارزاني الخالد كان يتمتع بروحية تسامحية قل نظيرها بين قادة العالم وخاصة تجاه هؤلاء الاسرى الذين ساهموا بصورة مباشرة في قتل اخوتنا واطفالنا ونسائنا ولا تنسى نظراتي منظر اطلاق سراح هؤلاء الاسرى وعودتهم سالمين الى عوائلهم وعودة الطيار الاسير الى اهله وذويه في الوقت ذاته كانت مئات العوائل الكردية من ابناء شعبنا تتجه صوب ايران هاربين من الظلم والطغيان باحثين عن ملجئ آمن اما الذين لم يحالفهم الحظ من المغادرة و المتبقون في العراق فكانوا يزجون في سيارات زيل عسكرية ترحلهم الى جنوب العراق ليواجهوا المصير المجهول هذه كانت اخلاق ثورتنا ونهج البارزاني الخالد وهذا كان نهجهم واخلاقهم
 
التعديل الأخير:
أعلى