جيل يتدفق إلى فضاء اللامبالاة حاملين أرواحهم كقرابين لغضب تنانين البحر . سُيّق الأقزام خيولهم إلى إسطبل الطاعة وتسابقوا في مسح الأرض بذيول أحصنتهم وإن قُطعت ، نعال الخيول تترك أثراً غبارياً في حلبات التيه ، وتلعب بكرة الدم المبعثر بين أماكنها المتنقلة خططاً من خيال الشرق والغرب ، خارطة تقسم بأقلام وهمية مؤقتة في حماية ممتلكات من عصر ماقبل الموت ، سرعان مايختفي حبرها بأوامر من جنرال الشر ، حروب جُمدت أرصدة الضمير في بيوت مسقوفة بأجنحة طائرات حملت بمراوحها الترهيب كجرعات صمتٍ مدروس في الغرف المظلمة ، حُراسها بنادق لا يجيدون التصويب إلا بمنظار الأخوة المقدرة في حكم اللغة ، لغة ركيكة ببلاغتها في عرف الضمائر ، قاسية محملة برائحة البارود وغليان دم مروض بعلوم مافياوية ، جديدٌ يحمل هندام التجويد وينظم طوابير خرساء ، ويبني سوراً لمقبرة مقدسة في مزار التاريخ ، مزار ذاكرة الدم وعاطفة الوطن المنهكة منذ تجويد اللسان على نطق الشهادة المنظمة . زوابع من فوضى الولاءات يقدمنها مقاولي الحياة لسيد الشر , ثمة نوايا سرية معربدة بجندبة الأيام للدخول في هشاشة المدن بالحرائق , ثمة أوجه تُراوغ بالحيّل الشرعية المُدرجة في حكم الثرثرة ، وفي مختبرات من صُرر النفاق المتواجد بجدارة في روتين باعة الكلام ، في ذاكرة الحياة بضع قبائل مهاجرة على لوح النسيان ، قبيلة الامس بعثرت خيامها مع الريح ، قبيلة اليوم حكامها حُشروا في التاريخ على عربةٍ عرجاء تقودها إثنا عشر ذئباً مع أحفادهم ، وقبيلة الغد تبحث عن فرسان ذوو ربطات العنق كرسنٍ تجرّ به مُعتقدات جديدة ، تلك القبائل نسيت قوافلها في صحراء الخيال ، وبدّدت كنوزها المسروقة كهِبة من التاريخ . النقلُ من مخيلة إلى مخيلة مُتعبة للذي لا يملك مقياساً لعضلاته أو مكابح للوقت المحاصر زمنه ،