نبذة عن تاريخ الأدب الكوردي المعاصر في الجزيرة

روشهات زاخوي

شخصية عامة
نبذة عن تاريخ الأدب الكوردي المعاصر في الجزيرة
( كوني ره ش ) نموذجاً
بيوار إبراهيم
عفرين – نت 05.03.04


عندما تدرك الشمس موت السنابل و تكفكف دموع الحقول بخيوطها، عندما تتوالد السنين داخل كفوف الأمكنة التي تصرخ بكل قوة و تخبر عن الأبناء الذين مزقوا أيامها و هدموا جدرانها و جعلوا من بيادرها خراباً... و تهدهد مهاد الأبناء الذين حاولوا و يحاولون بناء الخراب و ألحام التمزق و إعادة الحياة للسنابل، تزرع فيهم البأس و الشجاعة و تضيء لهم الزوايا المظلمة كي يستطيعوا المضي وراء أهدافهم النبيلة التي تخدمهم و بالتالي تخدم الحياة الإنسانية.
الجزيرة السورية مكان قوي بين الأمكنة التي جمعت النور فوق بيادرها و وزعت الألوان اللازوردية في سماءها و رصفت الكلمات التي تخرج من الأعماق إلى الضفاف التي توحي للرؤى عن الزمان الذي يخطف من الشمس خيوطها الذهبية كي يزين بها الأقلام التي تتحدث عن الأرض التي ولدت الأبطال و السماء التي أمطرت الانتصار.. إنه الأدب الكوردي في الجزيرة الذي يحمل كرباجه و يضرب به آلامنا و أوجاعنا كل صباح و مساء.
يعود بدايات الأدب الكوردي المدون في الجزيرة إلى صدور مجلة " هاوار " التي أصدرها الأمير جلادت عالي بد رخان في دمشق عام / 1932 / التي كانت توزع بين الكورد في الجزيرة، لكن التأثير الأول كان بديوان الشاعر ملا أحمد الجزري و الشاعر ملا أحمد خاني و بالتكايا الدينية التي انتشرت في مدن و بلدات الجزيرة ف بداية القرن الماضي أمثال: خزنة، تل معروف، حلوة، عين ديوار، عامودا، و أيضاً كان للمطربين الشعبيين دور وتأثير كبير في حماية اللغة الكوردية أمثال: سلو كورو و عمري كور و دمر علي و آل شيخي نادو و آل رمو و بقية المطربين الكلاسيكين في المنطقة و يليهم جيل رفعت داري و آرام ديكران و سعيد يوسف و محمود عزيز و محمد شيخو و غيرهم... من الذين حافظوا على الكلمة الكوردية الرصينة عبر أصواتهم.

يلي هذه المرحلة دور الأقلام التي ساهمت في إنارة صفحات " هاوار " عبر قصائدهم أمثال: جكرخوين و عثمان صبري و قدري جان و د. نور الدين زازا و ملا أحمد نامي و رشيد كورد و غيرهم... لكن و بعد توقف المجلة عن الصدور ترك البعض من هؤلاء الأدباء و الشعراء العمل الأدبي و مارسوا العمل السياسي و هجر البعض منهم الأدب بسبب الخوف و البعض الآخر تركوا أقلامهم سعياً وراء تأمين لقمة العيش، إلا إن جكرخوين بقي مثابراً على الإبداع متأثراً بمعاناة شعبه, مضى يكتب و يكتب فوق جدران السجون و فوق جدران منزله و وجْه وسادته كي يستطيع الإمساك بكل كلمة... وهكذا حتى نصل إلى جيل الملالي الذين تأثروا بالشاعر " الجزري " و الشاعر " خاني " و الشاعر " فقه تيران " أمثال: ملا نوري هساري و ملا أحمد بالو وملا أحمد الزفنكي وملا عبد السلام ناجي وملا طاهر وشيخ أحمد شيخ صالح و غيرهم... و هكذا حتى نصل إلى جيل الشعراء: تيريز ويوسف برازي وعمري لعلي وكلش ورزو وخليل ساسوني و هادي بهلوي وديا جوان ودحام وكوني ره ش ... هنا حاول الشاعر جكرخوين ملأ الفراغ الذي أحدثه توقف ( Hawar / 1932 ـ 1943 ) وشرع في إصدار مجلة باسم Gulistan عام / 1968 /, ومن هذه الخطوة توالدت الخطوات, حيث أصدر مجيد حاجو وملا طاهر مجلةٍGelawêj. عام /1979 / وأصدر ملا حسن كورد مجلة Agahî, بين اعوام 1966-1985 , لكن كل هذه المجلات فشلت في ملأ ذلك الفراغ ولم تستطع الارتقاء بالأدب الكوردي في الجزيرة بالشكل اللازم و المطلوب.

في بداية عام / 1980 / و مع قدوم الطلائع المثقفة من كوردستان الشمالية و الجنوبية إلى سوريا، بدأت مرحلة أخرى تلعب دورها في الساحة الأدبية في الجزيرة وذلك بعد بروز طبقة الأنتلجينسيا الكوردية الحاصلة على الدراسات العليا، حينها ازدهر الأدب الكوردي في الجزيرة مجدداً, وبشكل خاص بعد عودة بعض المثقفين من الخارج أولئك الذين بدأوا بنهضة ثقافية وذلك عبر إصدارهم لمجلة [ Stêr ] حينها شعر الأدباء و الكتاب بميلاد منبر جديد يستطيعون من خلاله إبراز أصواتهم الأدبية والتموا حول هذه المجلة ، خاصة بعد أن افتتح المهندسان رزو أوسي و زاغروس حاجو دورات تدريبية للغة الكوردية بعد اصدارهما لمجلة [ Stêr ] بين مثقفي الجزيرة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى صدور مجلة " بيشنك " بالكوردية و صحيفة " كل " بالعربية اللتين أصدرهما الأستاذ سامي عبد الرحمن في الساحة الأدبية إذ كانت لهما دافعاً وتشجيعاً للمثقفين الكورد في الجزيرة على القراءة و الكتابة باللغة الكوردية والإطلاع على الثقافة الكوردية بشكل واسع و جدي .
يمكننا ايضا, اعتبار توافد المثقفين الكورد من جمهورية أرمينيا السوفيتية _ سابقاً _ إلى الجزيرة مرحلة مهمة، حيث لعب هؤلاء المثقفون و الكتاب الكورد دوراً مهما في توعية مثقفي الجزيرة وحثهم على الاهتمام بلغتهم وتاريخهم وفلكلورهم ومنهم: د. جليلي جليل، أورديخان جليل، توسني رشيد، عسكري بويك، تيمور خليل مرادوف، شرف آشيريان، علي عبد الرحمن و غيرهم... بالإضافة إلى القاص بافي نازي ودوره المميز عبر قصصه و رواياته باللغة الكوردية وخاصة روايته " الجبال المروية بالدم ". ولا يمكن نسيان دور أغاني الفنان شفان برور الوطنية.
لكن وفاة الشاعر الكوردي الكبير جكرخوين، أحدث جرحاً بالغاً في قلوب المثقفين و ذلك في أكتوبر
/ 1984 / حيث شيعه الآلاف في شوارع و أزقة مدينته المفضلة قامشلي و تم دفنه في باحة داره بالحي الغربي. كان لهذا الحدث تأثيراً بالغاُ على المثقفين في الجزيرة خاصة بعد تهافت الناس في تشييعه لمثواه الأخير وإحياء ذكراه سنوياً.

والحدث الأعظم في الثمانينات و الذي ترك جروحاً بليغة في جسد كل كردي أينما كان والمثقفين بشك خاص , هي حملة الأنفال واستشهاد حلبجة عام / 1988 / إذ ذاك حول المثقفين في الجزيرة هذه الآلام والجروح المفجعة إلى قنابل موقوتة عبر القلم والكلمة كي يعبروا بها عن استنكارهم لمثل هذه المجازر البشعة, و بدءوا بأحياء الأمسيات الشعرية والملتقيات الثقافية التي استنكرت العنف والدمار ....

أيضاً صدور المجلات والصحف الحزبية والمستقلة مثل Xunav والتي أصدرت عام / 1986 / Gurzek Gul التي أصدرت عام / 1989 / ساهم في انتعاش الأدب الكوردي في الجزيرة.
بعد الانتفاضة المليونية في كوردستان العراق, دخل الأدب الكوردي في الجزيرة مرحلة جديدة ومغايرة للمراحل التي سبقتها حيث تأثر المثقفين الكورد في الجزيرة بإصدارات أشقائهم من المثقفين في كوردستان العراق و بدأت تظهر على الساحة الأدبية في الجزيرة أدباء جادين في أغلب مدنها وبلداتها ففي مدينة قامشلي برز اسماء: إبراهيم اليوسف و مجموعته من خلال ملتقى الثلاثاء الثقافي, و إبراهيم محمود و طه خليل و مشعل تمو و أحمد إسماعيل وخالد محمد و علي الجزيري و غيرهم... من الذين يكتبون باللغة العربية؛ و رزو أوسي و كوني ره ش و فرهاد عجمو و دلدار ميدي وفواز عبدي وهيبت بافي حلبجة و خليل ساسوني و درويش درويش و هادي بهلوي و عبد الباقي حسيني و قادو شيرين و فرهاد جلبي و محمد شيخو و حفيظ عبد الرحمن...وغيرهم من الذين يكتبون باللغة الكوردية.
و في الحسكة: تيريز و صالح حيدو و ريوي و محمود صبري و د. محمد بكرو و عبد الرحمن آلوجي وعزيز خمجفين غيرهم..

و في رأس العين: يوسف برازي و لاوكي هاجي و ديلان...
و في درباسية: خمكين رمو و فتح الله حسيني و ماهين شيخاني و غيرهم.. و في عامودا: حليم يوسف و دحام عبد الفتاح و لقمان محمود و عماد الحسن و آل الحسيني...
و في تربة سبية " قحطانية " تنكزار ماريني و كاميران حاجو و زاغروس حاجو و عزيز توما و هوشنك بروكا وغيرهم...
و في ديريك: أحمد شيخ صالح ( عين ديوار ) و عمري لعلي و صالح جانكو و جمال ولي و غيرهم...


من حقول الأدب الكوردي في الجزيرة سنتجول بين حقل الكاتب و الشاعر ( كوني ره ش )

و من حقول الأدب الكوردي في الجزيرة, سنختار حقل الكاتب و الشاعر كونى ره ش الذي يحمل على كاهله تجربة عمرها تقارب ربع قرن من الزمن, تصادقت و تآخت مع العمل الصحفي و الكتابة باللغتين الكوردية والعربية في مختلف الصحف و المجلات الكوردية في داخل سورية وخارجها.
في قرية/ دودا/ التي آثرت عناق عامودا السورية و ماردين التركية, صاحبت أسلاك الحدود التي مزقت بينها و بين داري و قصرا و زورآفا, كان الصراخ الأول للكاتب و الشاعر

كوني ره ش في عام / 1953 /, بين عائلة وطنية و مثقفة و محبة للأدب و الثقافة الكورديتين و هو الكبير بين ستة اخوة منهم المحامي و الطبيب الأخصائي و المدرس؛ نشأ و ترعرع في هذه القرية و فيها أكمل دراسته الابتدائية, أما المرحلة الإعدادية فكانت بداية حبه لمدينة العشق قامشلو حيث درس في مدارسها و أكمل المرحلة الثانوية في مدارس الحسكة.

و نتيجة تأثره بالقصص و الأساطير منذ نعومة أظافره, جذبته الكتابة إلى حقولها وبيادرها وهو في ريعان الشباب وكانت لزياراته المتكررة للشاعر جكرخوين قبل هجرته إلى السويد / 1979 / الأثر الكبير في حبه للكتابة, هذا الحب و الشغف المولع دفعه إلى الاهتمام بالتراث و الفلكلور الكوردي وبشكل خاص تراث العائلة البدرخانية. و بسبب شغفه الشديد للعلم توجه إلى ألمانيا الغربية عام / 1977 / لإكمال دراسته العليا, لكن الحنين إلى الأرض الأولى و شوقه لشم رائحة تراب دودا و قامشلو و عامودا أجبروه على الرجوع و كذلك كان لرماح الفقر دور بارز في رجوعه كون والده لم يتحمل على مصاريف الدراسة الباهظة.

منذ رجوعه إلى الوطن سلك درباً مغايراً لدراسته حيث التفت مرةً أخرى إلى غواية الكتابة و أفرغ نفسه للثقافة الكوردية و تحديداً بعد قدوم الطلائع الكوردية المثقفة من جمهورية أرمينيا السوفيتية _ سابقاً _ وبنى صداقات معهم أمثال: د. جليلي جليل و بافي نازي و أورديخان جليل و عسكري بوييك و توسني رشيد و تيمور خليل مرادوف و شرف أشيريان و علي عبد الرحمن...؛ و أيضاً تأثره بالمثقفين الكورد الذين نزحوا من تركيا و قدموا إلى قامشلو بعد انقلاب أيلول عام / 1980 /, و كذلك عبر صدور مجلة Pêşeng و صحيفة Gel من قبل المثقفين في كوردستان العراق أثناء نزوحهم إلى دمشق و كذلك صدور مجلات

Gulistan و Gelawêj و Stêr الخ ... ؛ عشق الكاتب و الشاعر كوني ره ش حمل القلم و بدأ يكتب بلغته الكوردية و من هنا باشر العمل الصحفي و الأدبي بشكل عملي و واظب على الكتابة بكل ما لديه من قوة وشجاعة و أصبح معروفاً بين الأوساط الثقافية في كوردستان و المهجر, ليس بسبب حبه للتراث و الفلكلور فقط و إنما بسبب عشقه للغته و جهوده الكبيرة لنشر هذه اللغة بين أبناء شعبه عبر مقالاته و قصائده المتنوعة, و يعبر عن هذه الخصوصية عبر مناجاته للوطن مؤكداً أن حماية الأرض تولد من حماية اللغة قائلاً في إحدى قصائده:

يا وطن !
اللغة غير قابلة
للسرقة,
لا أحد يستطيع سرقة
لغة أبناءك,
إذا اعتنوا بها و استمعوا لها,
أما إذا أهملوها؛
و تحدثوا بلغة الآخرين,
حينها يا وطن !
لن يكون لأبنائك حضارة
و لن تكون للغتهم
أي أساس.


وعبر هذا النضال و الحب الكبير الذي أبداه الكاتب للغته شجع الكثيرين من الأدباء و الكتاب و المثقفين في الجزيرة إلى القراءة و الكتابة بلغتهم الأم التي ولدت معهم حتى تحول منزله إلى شبه معهد للأدب واللغة و التاريخ حيث يتوافد إليه الرجال و الشباب و حتى المتقدمين بالعمر طالبين التزود بالعلم و المعرفة عن الأدب و التراث الكوردي و بالمقابل لم يغلق الكاتب بابه في وجه طالب أو سائل موقناً بل متأكداً إن مصلحة اللغة و حمايتها من الضياع تتمكن في تخزينها داخل عقول الناس و هكذا استطاع جذب الكثيرين من الأدباء و الشباب إلى حقل الكتابة باللغة الكوردية ـ الأبجدية اللاتينية _, و حث كل قارىء على دوام المطالعة بهذه اللغة التي لم يبقى لها أي أمل سوى أبناءها المخلصين الذين يحاولون تحصينها عبر التداول كما يفعل كاتبنا
كوني ره ش و بالرغم من المضايقات التي تعرض لها من جهات كثيرة لكنه لم يتوقف عن المشي في الدرب الذي سلكه الأمير الخالد ( جلادت بدرخان ).

يستطيع المرء أن يكتشف كوني ره ش عبر كتاباته المتعددة, و منها سيكتشف أيضاً سيرة إنسان عانى و يعاني المرارة و القسوة و الألم... معطياً بذلك صور حية حافلة بالأحداث المؤلمة و العذاب الصابر الذي يلتحف به هذا الكاتب في حياته لكنه مع ذلك يبحث دون توقف عن القيم الإنسانية النبيلة؛ حياته أشبه بمحطات متداخلة مع بعضها البعض... يرى في كل قصيدة أو مقالة أو دراسة تاريخية صورة من وجدانه يعبر من خلالها عن أهدافه بكل وضوح و يسلط الضوء على الجوانب السلبية في الواقع الاجتماعي و المعيشي و كذلك الوضع الثقافي... حتى لا تتكرر تلك السلبيات مرة أخرى في المستقبل, يشجع الآخرين على سلك دروب الوفاء و الصداقة و المحبة و أشياء كثيرة أخرى من الإيجابيات التي تمنح الحياة رونقاً خاصاً من الأمل محاولاً بذلك بناء مجتمعاً متقدماً و متحرراً يخدم رفاهية الإنسان و رقيه.

كوني ره ش, إنسان ذو نظرة شمولية وواقعية إلى أبعد حدود في هذه الحياة. و كما هي واضحة لدى الكثيرين من القراء لا استثناء في آرائه و كتاباته, لا فرق لديه بين الكوردي و العربي و الأرمني و السرياني أو أي فرد آخر, يعطي الإنسان حقه بقدر عمله و إنسانيته وهو غير عابد لأنانيته و يعترف بأخطائه دون خوف أو خجل لكنه و بالرغم من ذلك متعصب أيما تعصب للغته الأم التي يثابر الكتابة بها محاولاً إضاءة أكثر مساحة ممكنة من حدائق هذه اللغة الرائعة.

يعتبر الكاتب و الشاعر كوني ره ش من الكتاب الأوائل الذين يكتبون باللغة الكوردية في سوريا, بعد جكرخوين و عثمان صبري و قدري جان و غيرهم... و يثابر على حضور جميع المناسبات و الفعاليات الثقافية الكوردية, إذ يلقي فيها قصائده و آراءه و دراساته و خلال العقدين الأخيرين كتب في العديد من الصحف و المجلات الكوردية في الداخل و الخارج مثل هيفي التي كانت تصدر في باريس, أرمانج و نودم في السويد, و سروة في إيران, و ولات و آزاديا ولات و جيانا روشن في استانبول و هيوا في ألمانيا و متين, كازي, دهوك, دجلة, بيمان, رامان و غيرهما... في إقليم كوردستان.
كوني ره ش كاتب ينحدر من سلالة النرجس, يبدع بكل ما لديه من قوة تحت شجرة البلوط و على شدو الحجلان, يحاول بناء جسر مبني من غزل العشاق و بيادر الأمنيات بين ضفاف القلوب, ينتمي بنسبه إلى الصدق و الإنسانية, و يعبر بقلمه النافذ حدود الأثنيات و التمييز العرقي, كي يصل إلى وحدة شاملة بين صفوف البشرية, يرسم لنا عبر قلمه لوحات مصورة من وجدان الحياة و ينتقي أصدق التعابير و أعمق المعاني و أنبل الأماني, يحاول أن يعيد للزمن المهترىء عبق الصدق و أريج الإنسانية و بريق الضمائر الحية, هذا عبر مساهمته في إضاءة الدروب المعتمة عبر مخزونه الثقافي و الفكري و الغني بالتجارب الحياتية و التي سخرها لخدمة الثقافة الإنسانية عامة و الثقافة الكوردية خاصة.

كوني ره ش كاتباً و باحثاً

أتحف الكاتب و الشاعر كوني ره ش رفوف المكتبة الكوردية ببعض الكتب التاريخية و التوثيقية سواءً باللغة العربية أو باللغة الكوردية, إذ يبحث و ينقب برأس قلمه عن الأسرار الدفينة التي خبأت تاريخنا لزمن طال أمده, عمل هذا الأديب من قلمه مجرفاً و من ساعده فولاذاً ليعيد بناء قلعة محطمة, صنع من التاريخ إسمنتاً كي يسد الشقوق في الجدران و من الإبداع نوافذاً و أبواباً كي يحميها من السلب و الضياع...و يحاول أن يعمل من الصمت و التفكير و الكتابة المستمرة سقفاً قوياً يغطي بها سطح هذه القلعة التي خلفها الأجداد وراءهم و ذلك عبر جهده المتواصل للكتابة في شتى المجلات, و اهتماماته المتعددة بالتاريخ مروراً بالبحوث و كتابة الشعر و كذلك شعر الأطفال و هو الآن يغطس بعالم الرواية التي تتبعه أينما توجه.

_ و كانت بدايته العملية مع الصحافة عندما أصدر مع زميله عبد الباقي الحسيني مجلة مستقلة باسم ( كورزك كول ) في آذار عام / 1989 / وذلك لعشقه الكبير للغة الكوردية التي أدمن عليها بحيث لا يستطيع تركها تضيع بين مخالب العواصف و الأعاصير, و عندما تركه زميله بقي وحيداً جاهداً في استمرار المجلة و بين هموم و أتعاب الوحدة سواء المادية أو المعنوية ثابر في تصفيف ورود و أغصان ( كورزك كول ) حيث كان يربطها بشرائط ملونة و يوزعها على المثقفين كان يسافر إلى مدينة دمشق و حلب في السنة عدة مرات كي يطلع المثقفين هناك على المجلة و على رأسهم المناضل و الأديب ( عثمان صبري ), أراد أن يجذب من خلال هذه المجلة الشباب نحو القراءة و الكتابة بلغتهم الأم و هكذا حتى وصلت المجلة إلى العدد ( 15 )عام 1992 و هنا توقف عن إصدارها بعد الانتفاضة المليونية عام1991, لأنه سخر كامل طاقته الفكرية و الإبداعية للصحف و المجلات التي بدأت آنذاك بالصدور في الإقليم و بدأ يساند الحركة الثقافية في الإقليم بقوة حتى أصبح معروفاً بين المثقفين باسم ( كاتب الانتفاضة ).

_ لم يتمكن الكاتب كوني ره ش الخروج من عالم الطفولة المليء بالحكايات و القصص, ذلك العالم الذي كبر معه عندما كان يجالس الكبار في مضافة والده التي كانت تسرد فيها الملاحم و الأساطير بين ستائر الليل و تحت ضوء الأسرجة, جمع تلك القصص و الملاحم في ذاكرته حتى كبر فتحول دهشته إلى عشق لأبطال تلك القصص و تحديداً أمراء بوتان حيث جمع مجموعة من القصص الفلكلورية التي تتضمن الحكمة و الشجاعة و الفطنة و الكرم عن أمراء جزيرة بوتان وطبعها في كتاب تحت عنوان ( قصص الأمراء ) عام / 1990 / في بيروت.

_ لم يتوقف الكاتب عند هذا الحد من عشقه لأمراء بوتان, بل مشى الدرب الذي يؤدي نحو أنقاض ( برجا بلك ) و بدأ يتصفح بين أوراق مجلة ( هاوار ) و ( روناهي ) حتى وصل إلى عرش الأمير الذي أعد للغة الكوردية _ الأبجدية اللاتينية _ و أنار لنا درب من الصعب أن يسلكه إنسان مهما كان قوياً, لكن الأمير جلادت عالي بدرخان سلكها بدون خوف أو وجل؛ توجه الكاتب بلا تردد نحو شواطىء بانياس بعد أن علم بوجود الأميرة الخالدة روشن بدرخان هناك, قصد منزلها الذي كان يشرف على الشاطىء و يتماوج مع أمواج البحر و أمواج ذاكرة الأميرة الخالدة معاً و عبر صداقته التي دامت عدة سنوات مع هذه الأميرة الفاضلة توج لقاءاته معها بإكليل من صفحات نقية تتحدث عن حياة الأمير الخالد جلادت عالي بدرخان و عن فكره و ذلك عبر كتابه ( الأمير جلادت بدرخان _ حياته و فكره ) قدمت له الأميرة روشن بدرخان لكن عينيها لم تكتحل برؤيته مطبوعاً حيث وافتها المنية يوم / 1 / حزيران / 1992 /, لكن الكاتب استمر في درب عشقه للبدرخانيين و طبع الكتاب باللغة العربية بموافقة من إتحاد الكتاب في دمشق عام / 1992 / و باللغة الكوردية في ستوكهولم عام / 1997 /, أحدث هذا الكتاب تطوراً جذرياً في نفض الغبار عن تاريخ الأمير جلادت بدرخان الذي طواه الزمن بين مخالبه, لكن الكاتب كوني ره ش كسر تلك المخالب و أنقذ اسم هذا الأمير من الضياع و النسيان, كما كتب العديد من الدراسات و المقالات و البحوث حول البدرخانيين و ساند الكثيرين من الأدباء و المثقفين الكورد بالكتب و المراجع و الصور النادرة التي تلقاها كهدية من الأميرة روشن بدرخان حتى بات بمثابة وريث لهذه العائلة النبيلة التي ضحت بكل غال و نفيس في سبيل شعبه و وطنه, من المثقفين و الكتاب الذين ساندهم الكاتب كوني ره ش: صلاح هروري الذي أعد أطروحته الجامعية عن البدرخانيين و فيصل داغلي صاحب البرنامج التلفزيوني " وثائق " و محمود لوندي و مالميسانج و الخ...

_ و من إرث العائلة البدرخانية و جبال هراكول آزيزان إلى آل علي آغا يونس و جبال ساسون, حيث تمكن الكاتب من تسلق هذه الجبال أيضاً, بحث و نقب برأس قلمه عن الأحداث المدفونة داخل الكهوف و الوديان و شروخ الصخور عبر تحاوره مع المعمرين من ( آل علي آغا يونس ) جالس الكثيرين منهم من الرجال و النساء و أخذ يعصر ذاكرتهم فوق صفحات أوراقه حتى تمكن من جمع معلومات قيمة حول( ثورة ساسون ) و الأحداث التي مرت بها و تمكن من طبع الكتاب بعنوان انتفاضة ساسون / 1925 _ 1936 / عام / 1995/ في دمشق, في هذا الكتاب يضيء الكاتب جوانب مظلمة من تاريخ هذه الثورة التي أشعلها ( آل علي آغا يونس ) و خاصة الأحداث الحربية التي خاضها الثوار ببأس و شجاعة, يقول الأستاذ محمد نذير مصطفى في مقدمة الكتاب: ( إن المؤلف الصديق كوني ره ش قد أجهد نفسه أيما إجهاد في إعداد هذا البحث و خرج في النتيجة أخيراً بمؤلف خاص بانتفاضة ساسون, ليكون من بين المؤلفين الذين تصدوا لهذا البحث رغم صعوبته و شحة مراجعه و غياب القادة و أصحاب الشأن في باطن الأرض, لذلك نراه يسلط الأضواء على المعارك أكثر من الجانب السياسي و القومي, لأن المعارك هي وحدها العالقة في أذهان الأحياء من هذه العائلة أما الجانب السياسي و القومي فإنها كما قلت أخذت طريقها إلى الأرشيف التركي السري و إلى ذاكرة قادة الانتفاضة الذين غادروا الدنيا... )؛ و قد ترجم الكاتب المعروف مصدق توفي هذا الكتاب إلى اللغة الكوردية و نشره على حلقات في صحيفة " بيمان " الأسبوعية ولاحقاً طبعه في كتاب بنفس العنوان عام / 2001 / في دهوك.

_ أما كتابه ( عثمان صبري ), كان حصاد سفراته المتعددة إلى دمشق حيث تمكن من توطيد صداقة متينة مع هذا المناضل و تأثر بشخصيته القوية تحدث عنه في إحدى حواراته قائلاً ( إننا مدينون لهذا الشخص و لم نوفه حقه نظراً لكفاحه الطويل في سبيل رفع الشأن الكوردي, أصدرت كتاباً بأحوال حياته عرفاناً بالجميل الذي قدمه من خلال فعالياته المختلفة النضالية منها و الثقافية..... ).الشيء الذي كنت أبحث عنه في شخصية هذا المناضل هو عدم انحنائه أمام العواصف و الرياح و تمسكه القوي بخصائص الشعب الكوردي و مناداته المستمرة في سبيل كوردستان, هذا المناضل الذي أبى مغادرة داره في دمشق إلى جهتين لا ثالث لهما, الجهة الأولى كوردستان و الجهة الثانية كورستان أي " المقبرة "... ) .
-وصدر له مؤخرا كتاب حول مدينة القامشلي في أستا نبول 2003

_ و هكذا يواصل الكاتب و الشاعر كوني ره ش مسيرته في نفض غبار النسيان عن تاريخ الثورات و الانتفاضات و الشخصيات الكوردية, دون أن يسانده أية جهة سواء المنظمات الحزبية أو المؤسسات الثقافية.. و هكذا يواظب على المسير عبر جهوده الفردية يناضل بقلمه لأجل إنقاذ ما يستطيع عليه من تاريخنا المنسي و عبر إصراره القوي تمكن من الوصول إلى أرشيف مكتبة الأسد في مدينة دمشق حيث نقب عن الأحداث و الوقائع عن جمعية خويبون / 1927 / وثورة آرارات / 1930 /, تلك الأحداث التي نشرتها صحيفة " الأحرار " البيروتية و تمكن من جمعها في كتاب بعد كتابته مقدمة مهمة و متميزة له و طبع الكتاب تحت عنوان ( جمعية خويبون / 1927 / و وقائع ثورة أرارات / 1930 / ) قدم لهذا الكتاب و راجعه الأستاذ د. عبد الفتاح علي يحيى بوتاني أستاذ التاريخ في جامعة دهوك حيث أرفق مع مقدمته وثائق تاريخية مهمة تتعلق بالأحداث التي وقعت أثناء اندلاع ثورة أرارت في كوردستان تركيا, طبع الكتاب في أربيل عام / 2000 /.

_ منذ بداية التسعينات تبنى الكاتب كوني ره ش الكاتبة و الشاعرة الكوردية بيوار إبراهيم أدبياً بعد أن أنهت دروسها في الشعر عند الشاعر تيريز و في قواعد اللغة الكوردية عند الكاتب و الناقد رزو أوسي، و أصبح يرشدها و يشجعها على كل ما هو جديد في الساحة الأدبية و مع مرور السنين أصبحت بيوار إبراهيم مطلعة بشكل كبير على مجريات حياة الكاتب و الشاعر كوني ره ش الثقافية منها و الفكرية و الإجتماعية و تبين لها مخزونه الفكري و الثقافي العميق الذي يحتفظ به في ذاكرته و هنا شرعت الكاتبة في التحاور معه بعد إلحاح مضني ألحت فيه على الكاتب بأن يتجاوب معها و بالفعل تمكنت بيوار إبراهيم من عصر ذاكرة هذا الكاتب المضحي الذي يضع اللغة فوق كل الأولويات حيث تناول هذه اللغة في اثنين و ثلاثين جواباً من أصل ستة و ستين سؤالاً طرحت عليه من قبل محاورته بيوار إبراهيم و تحول هذا التحاور إلى كتاب مليء بالمعلومات الثقافية و الفكرية و التاريخية و كذلك نستخلص العبر الإنسانية عبر تجربة الكاتب الذاتية و طبع الكتاب تحت عنوان:( صور من الذاكرة _ حوار شامل مع كوني ره ش حول الثقافة و الفكر و الرأي ), تقول الكاتبة في مقدمة الكتاب: ( عندما حاورت الكاتب و الشاعر كوني ره ش, فإنني أردت التجول بين بساتين ذاته, أردت استخراج عصارة فكره قبل أن تتجفف من عواصف الزمن, أردت أن يستفيد كل قارئ من أي شعب كان من ذلك المخزون الذي جمعه و خبأه بين خلايا فكره, أردت أن ينحدر كل شلال من ذلك الفكر و أن يتفرع و يصبح أنهاراً متدفقة تروي بساتين الآخرين... )؛ عبر هذا الكتاب يستطيع القارئ التوغل بين سيرة حياة هذا الكاتب الذي أفرد جل حياته لخدمة قلمه النافذ و كلمته الرصينة و آرائه التي يؤمن بها ألا و هي النضال من أجل اللغة مهما كان الثمن غالياً و العمل بصدق و إخلاص لخدمة الإنسان و الإنسانية.

و شاعراً للوطن و اللغة

الشعر هو لغة الأحاسيس و المشاعر و لا يستطيع المرء الولوج إلى أبواب هذا الحصن إلا إذا كان شاعراً مبدعاً و قد تمكن الكاتب و الشاعر كوني ره ش من عبور أبواب هذا العالم أيضاً, حيث يقتنص الفرص التي تقتحمه من عالم الإبداع و يحولها إلى مصابيح مضيئة بين أجنحة الظلام؛ نتلمس من قصائده جدلياته المليئة بالحزن مع النجوم المتلألئة في ليالي الصيف هذه الجدليات و المحاورات التي تهيم بالشاعر في عالم آخر بعيد عن واقعه الأليم و يترك نفسه لأمواج ذلك العالم حتى يثمل بالكلمات التي تقذف بها مشاعره و أحاسيسه من أعماقه القلقة ومن إيمانه العميق بالمسؤولية التي يحملها على عاتقه ألا و هي مسؤولية المجتمع المحتوية بذات الفرد و عبر هذا المنطلق يخرج من دائرة ذاته كي يدخل ذات الآخرين, ارتمى في أحضان الطبيعة التي فتحت له صدرها و اختارت له الألوان التي يعبأ بها قلمه, تأرجح هذا القلم مع المرثيات المدمعة و أصطك من البرد بين شوارع غربة الأصدقاء و رحيل الأحبة و نفي الأعزاء... ؛ عبر إلمام الشاعر و شعوره العميق بآلام و أحزان الآخرين استطاع جمع صرخاته العالية و المكتومة الصابرة و الهائجة في صرخة واحدة و وضع هذه الصرخة فوق غلاف ديوانه الأول بعنوان

( يا وطن ! Welato ! _) الذي طبعه عام /1998 /, في هذه الصرخة نستطيع القول إن الشاعر يفرد ذاته للوطن و يفرد الوطن للحرية و يفرد الحرية للسلام.

_ أما في ديوانه ( بوابة الحياة و الحب Dergehê Jîn û Evînê _ )في عام 2001, فإننا نقرأ أوجاعه الذاتية و المنسية التي يتذكرها بين الفينة و الأخرى و يبعث فيها الروح بين أوراق الحياة و الحب, نقرأ إصراره على عشقه لقريته " دودا " و تحدياته القوية لخيام الأحزان التي تأبى مفارقة بوابة حياته حاملاً سلاحه الوحيد وهو الإيمان بالله وبالقلم الذي ينفخ عبره في رماد جروحه كلما ذبلت ويعيد بسماته كلما رحلت, في هذه البوابة ( بوابة الحياة و الحب ) يجدد الشاعر مدى تعلقه بالوطن و اللغة عبر صراخه فوق بيادر " دودا " و عبر رسائله إلى صديقه كاميران حاجو و عبر محاربته للمخربين الذين يحاولون المس بالوطن و اللغة, هذين الرمزين المقدسين لدى كل إنسان مخلص و وفي و يجعل من أولئك المخربين حطاماً و رماداً و يخاطبهم قائلاً:

خرابو !
أنت الآخر تستحق التكريم
إذا كانت جائزة
الأوفياء
من ذهب
لا بد و أن تكون جائزتك
حذاء مواطن
مخلص و وفي
حتى تعلقه أمام
عيون أطفالك
كي لا يشبهونك بشيء
و لا يسلكوا دربك....


وله ديوان قيد الطبع بعنوان(صهيل الأماسي الأسيرة) في دار نشر( آرام ) ا ستا نبول.

و لم ينسى الطفولة

بين بحار الهموم الثقافية و الاجتماعية و الشخصية لم ينسى الكاتب و الشاعر كوني ره ش عالم الطفولة, هذا العالم الشبه منسي من قبل المثقفين و الكتاب باستثناء القلة منهم مثل: الشاعر فرهاد عجمو, يمضي الشاعر كوني ره ش بقلمه نحو عالمهم أيضاً و بدأ يتعمق في حياة الأطفال الخاصة بهم, أدرك إن الحفاظ على اللغة و التاريخ يكمن في الدرجة الأولى إلى تربية الأطفال و توجيههم إلى تعلم لغتهم الأم و إلى تنويرهم علمياً و عملياً نحو التمسك بهذه اللغة و من هذه العقيدة كتب العديد من القصائد للأطفال و طبع مجموعتين الأولى تحت عنوان ( سيبان و جين )في عام 1993 و المجموعة الثانية بعنوان ( شاكرتي بدرخانم )في عام 1996 و له العديد من القصائد المنشورة في الصحف و المجلات حيث يرشد الأطفال عبر هذه القصائد السلسة و التي يستوعبها الأطفال كونها تمثل عالمهم الخاص بهم و لغتهم الخاصة التي يتداولونها فيما بينهم إلى التعرف على رموزنا على تاريخنا و مدننا و إلى الحكم و الإرشادات التي توجه الأطفال نحو التقيد بالقيم و المبادىء التي تؤدي بالتالي إلى حب الوطن و اللغة.

و يكرم بعد مسيرة ربع قرن من النضال
بعد مسيرة ربع قرن من النضال في خدمة القلم الرصين و الكلمة الصادقة يستحق مثل هذا الكاتب المتميز بنشاطاته و معاناته و جهاده مع الأدب و اللغة و التاريخ أن يكرم من قبل أبناء شعبه و على رأسهم السيد مسعود البارازاني الذي يساند جنود القلم كمساندته لجنود البندقية, و كذلك كرم من قبل حكومة إقليم كوردستان و هنا ندرج بعض المناسبات التي كرم فيها و ذلك نتيجة نشاطاته الصحفية و الأدبية:
_ تلقى رسالة تقدير من السيد مسعود البارزاني على جهوده التي يبذلها في خدمة الأدب و الثقافة الكورديتين بتاريخ 12/11/1996
_كرم من قبل حكومة إقليم كوردستان و وسمت صدره بالوسام الذهبي بمناسبة مئوية الصحافة الكوردية عام / 1998 /
_ كرم من قبل الأستاذ فلك الدين كاكايي وزير الثقافة في حكومة إقليم كوردستان العراق و ذلك لتمثيله لجنة مهرجان الجزيري الذي أقيم في مدينة دهوك بتاريخ / 18 / 9 / 2000 /, وذلك نتيجة مساهماته الغنية و الثرية في إغناء الصحف و المجلات التي تصدر في الإقليم.
_ وكرم من قبل ملتقى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة عام / 2002 /.

هذا هو الكاتب و الشاعر كوني ره ش
كوني ره ش الذي ربط مصيره بمصير الوطن الذي يحمله بكل ما فيه من وجع و الوطن يحتضنه بكل ما فيه من هموم, شاعر و وطن و صداقة بنيت بالقلم هو يقول "

يا وطن !
كفى.. بعداً,
لا تسألني عن العشق
و قصائد العشاق
ليس لدي متسع من الوقت
للعشق و البسمة و مواعيد اللقاء,
فقلبي يتمزق إرباً... إرباً
قطعة في الشمال تنزف دماً
و أخرى في الجنوب تعاني السقم..


نعم شاعر و وطن و إرادة... بنيت من الحياة التي أثقلت كاهل الاثنين معاً, إن كل من يجالس كوني ره ش يستمد منه الإرادة و كأنه توأم للشاعر أبو القاسم الشابي الذي تأثر به عبر توحدهما العميق مع الطبيعة و الحياة في كل أزمة تجتاحه و بين مخالب الهموم و الآلام و العذاب التي تهاجمه يردد لنفسه " إرادة الحياة " التي أبدعها الشابي قائلاً:

أبارك في الناس أهل الطموح و من يستلذ ركوب الخطر
و ألعن من لا يماشي الزمان و يقنع بالعيش عيش الحجر
هو الكون حيُ يحب الحياة و يحتقر الميت مهما كبر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور و لا النحل يلثم ميت الزهر...


من هذا التلاحم و التأثر الذي يبرزه الشاعر كوني ره ش من اعتناقه للحياة عبر العمل المتواصل بصدقٍ لامتناهي و يترك القارىء يغوص بين أعماقه دون أن يضع أمامهم الإشارات الحمراء, هذا الأعماق المليئة بالأسرار التي يسكبها على صفحات دواوينه حيث يضع قراءه فوق روابي التأمل بتكوين الحياة عبر لغته السلسة و أفكاره الغنية و أحاسيسه المليئة بالحزن و الدموع... لكنه يسير فوق كل انهيار ذاتي و يتربع فوق أنقاض جسده المشروخ كي يصرخ صرخة واحدة و يضمها إلى صرخة الأمير جلادت عالي بدر خان ويقول مردداً ما قاله هذا الأمير: ( يا ولدي ! عيب و عار و مخجل... أما أن تتعلموا قراءة لغتكم و الكتابة بها أو لا تقولوا نحن كورد... ) .
هذا هو كوني ره ش شاعر و وطن, وطن و شاعر.. التقيا معاً عبر القلم و الكلمة و بدأت مسيرتهما من عشق الحرية, و تحول هذا العشق إلى وسام مقدس على جبينه... و هنا يناجي وطنه مصراً على الحرية و السلام و الأمان لكل شعوب الأرض:

يا وطن !
الإبداع بلا حرية
ليس إبداعاً,
الحرية بلا وطن
ليست بحرية,
ترى !
هل توجد أوطان
بلا شمس ؟ !
هل يوجد مستقبل
بلا موطن أو مكان ؟!
يا وطن !
أنت إبداعي و حريتي,
وجودي و عدمي...


هذا هو الشاعر و الكاتب كوني ره ش, جسد خرج من جسد الوطن, و وطن يتدفأ بأحاسيس شاعرٍ ما يزال يمشي الدرب نحو خيوط الشمس كي يصل إلى روابي الوطن الذي أراده هو, وطن بلا حروب أو منازعات أو أحقاد.. وطن يتحدث إلى العالم بلغته المعهودة, لغة العدل و الإنسانية.

هيفدارين مفاي زئ ببين . ريزو سلاف
 

روشهات زاخوي

شخصية عامة
سباس ما موستا

لك تسلم روشهات

موضوع رائع

دست خوش

سلافوريز


زور زور سباس بو ته ما مو ستائ هيزاو ده لاال بو به شداريا ته ي جوان لكل مندا
به شدار بو نا ته لكل مندا با به تئ من روني كر ريزو سلافيت بئ سنور .......
هه ربزي سه ركه فتن
 

روشهات زاخوي

شخصية عامة
سباس سباس

يسلموا ايديك روشهات على الموضوع القيم


زور زور سباس خوشكا ( اميرة الاحزان ) بو به شداريا ته لكل مندا به شداريا ته ره وشه كي جوانتر ئو بهاتر دا با به تئ من

زور زور سباس خوشكا هيزا هيفدارم تو هه را به رده وامبي ريزو سلاف هه ربزي
 
أعلى