المُباراة

اليوم ستُقام مباراة بين فريقنا المحلّي وفريق إحدى الدول المجاورة ،
وكما يقول المعلّقون الرياضيون( سيكونُ عرساً كروياً ) .
التقى عِماد بصديقه فؤاد وهما من المتابعين للفعاليات
الرياضية ، وخاصّةً كرة القدم
* عماد : إني متحمس جداً لهذه المباراة ، لقد حان الوقت
لنثأرَ من الخسارة السابقة .
* فؤاد : تقصدُ الخسارات السابقة .
أنا لا أراهنُ على فريقنا أبداً
* على كل حال سيذوبُ الثلج ويظهرُ المرج .
ألم تعلم بالتغيرات الجديدة للفريق، لقد جاؤوا بمدرّب جديد . *
* أتقصد المدرب الروسي
* نعم
* وما الجديد في ذلك ، جميع المدربين السابقين كانوا من روسيا
ولم يفعلوا شيئاً .
* الجديد أنَّ هذا المدرب يختلف عمّن سبقه ،
إنّهُ يعطيهم تدريبات قاسية ويركّز على الروح المعنوية للفريق
فهيَ كما تعلم تأثيرها كبير جداً على الأداء .
* أظن بعد كلّ الخسارات السابقة ستكون الروح المعنوية عالية
جداً .
* لا أدري لماذا أنتَ متشائم ، تفاءل بالخير يا أخي .
* إني أتفاءلُ دائماً ، ولا كنَّ المشكلة أنّ منتخبنا يخذلني دائماً
* هذه المرة سيكون لفريقنا حديثٌ آخر .
ألم تُشاهد المقابلة التلفزيونية التي أُجريَتْ مع اللاعبين
قبل يومين . ألم تشاهد حماس اللاعبين وثقتهم الكبيرة بأنفسهم .
كانوا يتكلّمون وكأنّ الفوزَ في متناولِ أيديهم .
* هذا جيد ، ولكن على أرض الملعب يختلفُ الكلام .
ذهب عماد وفؤاد إلى الملعب فشاهدا جمهوراً كبيراً
يشجِّعُ الفريق المحلّي فبدأا يشعران بالثقة نتيجة التشجيع الجميل
الذي كان يهزّ الملعب ويملؤهُ بالضجيج ،
ولكنْ سرعانَ ما خيّم الصمتُ بعد الهدف المبكِّر لفريق إيفان
فؤاد : لقد قلتُ لك أنَّ فريقنا لنْ يتغيّر ، هذا هو مستواه .
* تمهّل قليلاً مازالت المباراة في دقائقها الأولى ،
وهناكَ المتّسع من الوقت للتعويض .
* أي تعويض ( يا شيخ )
أتمنّى لو أنّي لم آت إلى الملعب ، كلّ مرة أقول هذه آخر مرّة
ولكنّكَ تضحكُ عليَّ وتأتي بي إلى هنا .
أَقلتَ لي تدريبات قاسية ، و روح معنوية عالية .
في الحقيقة لم أشاهد أعلى من ذلك .
* أرجوك تمهّل قليلاً ، مازالَ الوقتُ مُبكِّراً وأمامنا فرصة كافية
لتعديل النتجة .
وما أنْ قالَ عماد ( كافية) حتى تلقى مرمانا الهدف الثاني .
في هذه اللحظة احمرَّ وجهُ عماد واشتدَّ غضباً
* الحقُ معك هذا هوفريقنا لن يتغيَّرَ أبداً .
وبينما كانَ الشوط الأول يشرف على الإنتهاء
بدأت الأمطارُ بالهطول ، وبدى على الجماهير وكأنّها قد نزلَت
في حوض سباحة .
عماد : كانَ الصباحُ مشمساً ولم نتوقع أبداً هطول الأمطار
ليتنا أحضرنا المظلّات
* ( هذا كان ناقصنا) أشعرُ أنّي سأصابُ بالرشح .
لا أعرف ما الذي جاء بي .
في الشوط الثاني أحرز الفريق الضيف هدفينِ آخرين ،
لتنتهي المباراة بأربعة أهداف نظيفة .
عندَ خروج الجمهور من الملعب تشاجرَ مجموعة كبيرة
من مشجعي الفريقين ،
حيثُ وقعت بعض الإصابات ، ولم يسلم منها حتى رجال الأمن .
وعندما طاردت الشرطة أولئكَ المشاغبين ألقَوا القبضَ
على عماد وفؤاد بالخطأ عندما كانا يشاهدان الشجار عن قرب
عماد : ليس لنا علاقة ياسيّدي ، لم نفعل شيئاً
كنّا نشاهد فقط .
الضابط : اخرس يا حيوان .
سوف ( أريكم نجوم الظهر)
فؤاد :صدّقنا ، لم نفعل شيئاً
الضابط : اخرس يا كلب .
تمّ أخذ عماد وفؤاد إلى الفرع ومعهم عدد كبير من المتشاجرين
وكانَ حالهما مأساوياً ،
فكانا يرتجفانِ من الخوف ومن البرد الذي أُصيبا بهِ
بسبب الأمطار .
وبعد يومين خرجا من النظارة بعدما ثبُتَ عدمُ تورّطهم في تلكَ
الإشتباكات .
فؤاد : هذه آخر مرّة أذهب فيها إلى الملعب .
عماد : عليهم أن يغيّروا المدرب .
* أيّها المجنون أما زلتَ تفكّرُ با لمنتخب ، أنسيتَ ماجرى لكَ
بِسببهم ، إنّهم لا يستحقون التشجيع ولا حتى المشاهدة
* صحيح ، ولاكن إذا جاؤوا بمدرب إيطالي .....
بقلمي
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى