بما أن الثقافة والفن تشكل الغذاء الروحي والمعنوي للإنسان على مر التاريخ، فهي بنفس الوقت ذاكرة الانسانية المعمرة لآلاف من السنين والحاملة معها أفراح وأحزان الانسان لكل ما عاشه في يومه من علاقات بين أفراد مجتمعه. وبدون هذه الذاكرة لا يمكن للإنسان أن يعيش ولو ليوم واحد، لأن هذه الذاكرة تكون الأس لبناء الأمل لدى الإنسان. الروح، الأمل، الطموح والخيال علائق متلازمة للإنسان على مر التاريخ ولا يمكن البعد عنها أو العيش من دونها. ولربما عاش الانسان حالة من البُعد والهجران عن غذاءه الروحي والمعنوي أو أنه لشروط خارجة عن إرادته لم يستطع العيش بما يفكر به ويعيشه ويعيش الغربة عن ذاته قبل عربة الوطن كما هي حالة الكرد، لكن يبقى هناك بعض الشخوص ولو بأضعف الإيمان وبأمل نور شمعة صغير جداً في آخر النفق، إلا أن هذا النور يبقى مصدر أمل وعشق وارتباط بالحياة. وهذا ما فعله الاستاذ الكبير أرام تيكران. فكان حقاً ذاك النور في آخر النفق والذي ملأ قلوب ملايين من الكرد أينما كانوا بالأمل والفرحة في زمن كانت هذه الأمور من الممنوعات.
لعب أستاذنا الكبير أرام تيكران دور موحد للشعب الكردي الذي ما زال يشتته العدو كل لحظة. الملايين من الكرد التي لم يكن يلم شملهم أية قوة من دون حسابات أو رهانات مختلفة، فعلها أرام تيكران بلم شملهم حول المذياع كي يستلهموا بصيصاً أمل وبسمة بريئة ترتسم على الوجوه من دون تكلف.
عنى تيكران للكرد وكأنه يعلم علم اليقين بأن ليس ثمة قوة بمقدورها دق أسفين بين شعبين عاشوا متلاحمين على مر التاريخ، وكأنه يريد بذلك إيفاء الدين للكرد الذين حموهم من بطش الألوية الحميدية التي فتكت بالأرمن والكرد على حد سواء.
غنَّى تيكران للكرد وكأنما يقول لهم استيقظوا من سباتكم ونومكم، فهذا لا يليق بالكرد. هذا ما كان يفوح من كل كلمة يتفوه بها استاذنا الكبير. وكأنه يقول أنه ليس بمقدور أحد دك دعائم العثمانيين الطورانيين سوى الكرد. وفي كل كلمة من أغانيه يذكرنا أرام بالعشق الكردي والمقاومة والتضحية والأخوة. غنى للجبال والجداول والأنهر وللأنصار على قمم الجبال وللسيد أوجلان، غنى للطفل وللمرأة على أنها الحياة بذاتها وليس ثمة حياة من دون المرأة.
مثَّل الثقافة والفن في كل أغانيه وبات مدرسة بذاتها سينهل منها الكثير ممن يريدوا إغناء الثقافة والفن. الثقافة جعل منها السيد تيكران جسر للوحدة والاتحاد الأخوي بين الكردي الأرمني والأرمني الكردي. جعل من الثقافة أقوى سلاح يمكن اعتماده من أجل لمّ شمل الشعوب الشرق أوسطية وتلاحمها، بعيداً عن الحسابات المنفعوية الرخيصة. وعلمنا معلمنا تيكران أن بمقدور الثقافة عمل الكثير وهي أقوى سلاح إن تم استخدامه بالمنطق والأمل والإصرار. فعلت الثقافة فعلتها وتغلبت على السياسة والاقتصاد والحرب والسلاح والحدود السياسية والفكر القوموي المتعصب، عند الاستاذ أرام تيكران. سلاحه الوحيد كان "جمبشه" الذي غلب الكثير من الأسلحة الفتاكة التي بحوزة من يعملون على تأليب الشعوب على بعضها. بحق يمكن القول أن السيد أرام تيكران أشعل فتيل ثورة ضمن الثورة الكردية.
مثلما أذرف دموع الفرح لمئات الآلاف من الكرد حينما كان يغني الأمل والطموح والصمود، الآن وبعد أن أغلق جفنيه سوف تذرف ملايين العيون لفراقه عنا وغيابه الذي سيبقى فراغ منتظراً من سيملأه في دربه المجهول.
لكن لم ولن تمت استاذنا الكبير وملهمنا العظيم لأنك حفرت أسمك وضحكتك وبريق عينيك في قلوبنا رغماً عنا وعن إرادتنا، فأين لنا من قوتك وأن نعيش بعيداً عن ألحانك. كلماتك وأنغامك باتت للقلب غذاء وللروح بهجة وأمل..
منقــــول
لعب أستاذنا الكبير أرام تيكران دور موحد للشعب الكردي الذي ما زال يشتته العدو كل لحظة. الملايين من الكرد التي لم يكن يلم شملهم أية قوة من دون حسابات أو رهانات مختلفة، فعلها أرام تيكران بلم شملهم حول المذياع كي يستلهموا بصيصاً أمل وبسمة بريئة ترتسم على الوجوه من دون تكلف.
عنى تيكران للكرد وكأنه يعلم علم اليقين بأن ليس ثمة قوة بمقدورها دق أسفين بين شعبين عاشوا متلاحمين على مر التاريخ، وكأنه يريد بذلك إيفاء الدين للكرد الذين حموهم من بطش الألوية الحميدية التي فتكت بالأرمن والكرد على حد سواء.
غنَّى تيكران للكرد وكأنما يقول لهم استيقظوا من سباتكم ونومكم، فهذا لا يليق بالكرد. هذا ما كان يفوح من كل كلمة يتفوه بها استاذنا الكبير. وكأنه يقول أنه ليس بمقدور أحد دك دعائم العثمانيين الطورانيين سوى الكرد. وفي كل كلمة من أغانيه يذكرنا أرام بالعشق الكردي والمقاومة والتضحية والأخوة. غنى للجبال والجداول والأنهر وللأنصار على قمم الجبال وللسيد أوجلان، غنى للطفل وللمرأة على أنها الحياة بذاتها وليس ثمة حياة من دون المرأة.
مثَّل الثقافة والفن في كل أغانيه وبات مدرسة بذاتها سينهل منها الكثير ممن يريدوا إغناء الثقافة والفن. الثقافة جعل منها السيد تيكران جسر للوحدة والاتحاد الأخوي بين الكردي الأرمني والأرمني الكردي. جعل من الثقافة أقوى سلاح يمكن اعتماده من أجل لمّ شمل الشعوب الشرق أوسطية وتلاحمها، بعيداً عن الحسابات المنفعوية الرخيصة. وعلمنا معلمنا تيكران أن بمقدور الثقافة عمل الكثير وهي أقوى سلاح إن تم استخدامه بالمنطق والأمل والإصرار. فعلت الثقافة فعلتها وتغلبت على السياسة والاقتصاد والحرب والسلاح والحدود السياسية والفكر القوموي المتعصب، عند الاستاذ أرام تيكران. سلاحه الوحيد كان "جمبشه" الذي غلب الكثير من الأسلحة الفتاكة التي بحوزة من يعملون على تأليب الشعوب على بعضها. بحق يمكن القول أن السيد أرام تيكران أشعل فتيل ثورة ضمن الثورة الكردية.
مثلما أذرف دموع الفرح لمئات الآلاف من الكرد حينما كان يغني الأمل والطموح والصمود، الآن وبعد أن أغلق جفنيه سوف تذرف ملايين العيون لفراقه عنا وغيابه الذي سيبقى فراغ منتظراً من سيملأه في دربه المجهول.
لكن لم ولن تمت استاذنا الكبير وملهمنا العظيم لأنك حفرت أسمك وضحكتك وبريق عينيك في قلوبنا رغماً عنا وعن إرادتنا، فأين لنا من قوتك وأن نعيش بعيداً عن ألحانك. كلماتك وأنغامك باتت للقلب غذاء وللروح بهجة وأمل..
منقــــول