كوباني :قصة كوباني وقصص عن ابنائها

قصة كوباني وقصص عن ابنائها



( اولا )

كوباني المدينة الكوردية وحسناء المدن يسميها اهلها برائعة الزمان ويلقبها قاصدوها بمدينة الربيع .
في الخارطة الطبيعية والبشرية تقع كوباني غرب كوردستان في الجزء الجنوبي من سهل سروج الواسع ويشكل سهل البراز (وتعني البراز الاسم الموحد لعشائر كوباني ) وتشكل كوباني العمود الذي يتوسط ميزان العشق الكوردي بين كفتي الجزيرة الكوردية المروية بدم شهدائها وجبل الكورد (عفرين) المخضر باشجار الزيتون المروي بعرق ابنائه .
أما في الخارطة التي خلفها الاستعمار المقسم للمنطقة وكوردستان والمفروضة عليهم فرضا تقع على الحدود الشمالية لسورية على الضفة اليسرى لنهر الفرات عند دخوله الاراضي السورية .
وكوباني ابنة لابوين جميلين ( قرية كاني مرشدان ) و ( قرية كاني عربان ) وهي من مواليد كوردستان / 1892م ، ويوما بعد يوم كبرت الابنة الجميلة وصارت اليوم في عمر يتجاوز 40 الف نسمة وهي أم لـ 440 قرية وناحيتين هما (صرين والشيوخ) .
سماها اهلها بـ كوباني نسبة الى ضيفة عزيزة حلت عليهم وهي (الشركة الالمانية للسكك الحديدية والتي كانت تعرف بـ كومباني وكانت الشركة قد اتخذت من كوباني مقرا لها وجعلت منها محطة للقطار القادم من برلين) .
و بعد ان هرب المستعمر من المنطقة جاء اخوان للكورد (العرب والترك والفرس) واستولوا على كودستان بتنازلات قدموها للقوى العظمى والتي رفض الكورد التنازل عنها حفاظا على حقهم وحق جيرانهم واخوتهم المذكورين وحفاظا على اخوتهم في الاسلام الذي هو بريء منهم .
وكانت كوباني ضحية من ضحايا مؤمرات المستعمر الجديد لكودستان حيث قسموها الى قسمين (تركي وسوري) وارسلوا اليها عائلات عربية وسكنوهم في الاطراف الجنوبية للمنطقة على ضفاف نهر الفرات ليشدوا عليها الخناق بحزام عربي (وهو الحزام الذي اهداه اخوة الكورد _ العرب _ بمناسبة اخوتهم في الجيرة والاسلام) وهدف الحزام هو ألا ينطق الكوباني باصله الكوردي ويلتقي بإخوته الكورد بالجزيرة وعفرين .
وبعد ان اغتصبوا (كوباني) تلك الفتاة العذراء وسكنوها رغم اهلها عمدوا لتغير اسمها لـ (عين العرب) في محاولة اخرى من محاولات تجريد كوباني من هويتها الكوردية وقاموا باغلاق الباب الحدودي الذي يربطها باهلها في الشمال (الشمال الكوردي المغتصب من قبل تركيا) وقطعوا عنها ماءها (نهر الفرات) وبدؤوا يحولون ماء النهر جنوبا وغربا ناسين او متناسين أن أهل الماء هم اولى من غيرهم وهم بأمس الحاجة اليه خصوصا بعد ان جفت العيون التي كانت تروي قرى كوباني وكذلك العين التي كانت تنبع من غرب المدينة وتمر بوسطها وتجعل من كوباني باريس الشرق لا تدمُرها ولاباديتَها ، صحيح هي الان بدون عينٍ ولاماء لكنها ترفد عشقها لقلوب ابنائها وزئراها ..

( ثانيا )

وكم يتحسر ابناؤها الفخورون بها على الايام التي يرووها لهم اهلهم عن كوباني وهم جالسون على ضفاف الجداول والسواقي وعلى الخضار الدائم التي كانت كوباني فيه وكيف كان الماء يجري من تحت الجسر الحجري الذي يتوسط المدينة قبالة الجامع الكبير وكيف كان المصلون يتوضون من ماء العين الجارية على زاوية من المسجد وكم كان جميلا بستان حج رشاد حينما كانت الماء تأخذ طريقها من بين اشجاره وما اروع البستان حينما تلاقي كل عائلة قد فرشت بساطا لها تحت ظل شجرة وقد بدؤا يحضرون صفرة الطعام واثناءها تجد هذا يغني عيشانه علي والاخر يغني مم الان والاجمل من كل ذلك هي المحاورات الغنائية التي يتبادلها الرجل مع المرأة كعادة الغناء الكوردي وكم كان رومانسيا كل شاب عاذب حينما كان جالسا تحت ظل شجرة وقد ابتعد عن الاهل قليلا وكانت عيناه ككميرة مراقبة تدور بخجل وحذر يمينا وشمالا باحثا عن فتاة تنال اعجابه وفجأة تجده وقف بشدة بعدما اصبحت الابتسامة العريضة على وجهه ويركض لامه ليخبرها بتلك الفتاة التي ملكت قلبه كي تطلبها للزواج له وأما الفتاة فكما كانت جميلة في ذلك اليوم وكان المرء من بعيد يظنها وردة من طبيعة كوباني وحينما يقترب منها ليراها أي نوع من الورد تكون فيجدها ملاك في جنة من جنان الله على الارض ( كوباني ) وقد لبست الزي الكوباني المشهور بأناقته وروعته والذي استوحى من طبيعة كوباني وكوردستان وجمالهما ..
ولم انسى هنا كَوله ( البحيرة التي كانت تقع غرب كوباني ) وكيف انساها وهي مزروعة في قلب كل كوباني وخصوصا شبابها الذي يمضي معظم لياليه وسهراته عليها وياعجبي منهم وفرحتي بهم حيث تجدهم مختلفين في كل بفاع الارض الا على تلك البقعة تجدهم مندمجين مع بعضهم وتلاقي الغريب يمر بك ويسلم عليك بصوت هادئ وعذب وهو ماض في طريقه باحثا عن مكان يسعه ورفاقه ليمضوا فيها سهرتهم حيث لااحد يسألهم ماذا تشربون ولااحد يسألهم من تصاحب وابن من يكون ومن أي عشيرة هو .. كل ما يعلم انه يشرب ماء خلقه الله لعباده وحرمه عليه وانه يصاحب شخصا هو اقرب الى ذاته من اخيه وابن عمه ، صديقه في وقت الضيق ، انسان لايحفر له قبرا ( من خلال تشجيعه على الاخذ بثأر كعادة العشائر وحاملي فكرها ) نعم انهم يشربون ( يشربون ليسكروا وينسوا ما بهم من هم وخجل ليقوم واحد من بينهم ليبدأ كالحكواتي حينما يروي قصة عنترة بسرد قصته مع الفتاة التي يحبها والغزوات التي قام بها ضد شباب اعترضوا طريق حبيبته وينتقل بالحديث الى همه الاول _ كوردستان _ ويطرح أفكاره وينقد هذا ويمدح بذاك وقبل أن ينهي حديثه تجده ينظر إلى نقطة الحدود السورية التركية التي لا تبعد عنه 100 متر ويلعنها ويوعدها بيوم قريب قادم يوم الحلم الكوردي ( كوردستان الكبرى ). وهنا يبدأ أحدهم بالحيث عن مدينته العزيزة كوباني وكيف وصلت إليه اليوم من علم وإنفتاح على العالم بعدما هلكها الجهل والانغلاق الذي فرضه عليها الواقع العشائري ويمضي بالحديث عن العشائرية وسلبياتها وايجابياتها وينتهوا بالنكات العشائرية وما أجملهم حينما يقولون لبعضهم وبقلب مؤمن وصاف ( العشائرية والتخلف انقرضا بانقراض الزي العربي والعقالة في كوباني ) ويقومون بنفض ثيابهم والعودة الى بيوتهم وفي الطريق يبدؤون بتقليد اهلهم وردت فعل كل واحد منهم ( الاب - الام - الاخ الكبير ) والسيناريو المكرر يوميا حينما يطأ كل واحد عتبة باب منزله .
حيث يبدأ الاهل بطرح الاسئلة الشفوية عليه ( اسئلة السرعة ) :
السؤال الاول)_ اين كنت: كوله ( البحيرة )
السؤال الثانـي)- لماذا تأخرت: أخذنا الحديث
السؤال الثالـث)- مع من كنت : مع رفاقي
السؤال الرابع)- ابناء من هم رفاقك : ابناء فكرهم
السؤال الخامس)- ما هذه الرائحة هل انت سكران : لا
والنتائج طبعا واضحة شكليا المسكين ناجح ومتفوق أيضا ولكن ضمنيا فهو راسب مع أخذ علامة الصفر ..
هذه هي كوباني التي عشتها احبائي وأتحسر على أيامها بالفعل كانت أيام جميلة بالنسبة لي وكل من عشت معه ورافقته على دروب كوله .. ولو تسألوا شابا كوباني عن أجمل أيامه بكوباني تراها دامع العين ويروي لك كوله وجماله وسحرها والليالي التي قضاها مع رفاقه هناك .. مع العلم أن كوله هي بحيرة رائعة لولا تلك المشكلة الصغيرة التي توقف في وجه جمالها وروعتها ( هي بحيرة جف ماؤها )
كوباني أنا وكل مغترب عنك قادم الى صدرك الرحب ولازلنا عند مقولتنا ( إنت القلب ) ..
وليبارك الله ارضك وسماك وتعود الماء الى الجداول التي لا زلتِ تحتفظين بها وليحمي الله ابناءك الرائعين الطيبين ..
_ عاشقك مسعود
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
دست خوش برا مسعود على الموضوع و المعلومات الرائعة عن المدنية الرائعة

والتي هي ~ كوباني ~

تغير اسم اي مدنية كوردستانية صعبة جداعلى كل كردي او كردية

بعد ما قد تعودنا عليها

رغم ان كل شي عند ال.... غصب ليثبتو انفسهم و وجودهم و قدرتهم علينا

لكن من وجهة نظري تغير اسم اي مدنية حتى لو كان غصب ليس مهمآ

المهم ان المدنية كوباني او اي مدنية كوردية اخره موجودة و الحمد الله

و الناس الذين عاشو فيها ماذلو موجودين ايضا

و سيبقى اسم كوباني موجود في قلوبنا و مرفوع

على جابينا و هذا المهم و سنبقى نقول عنها كوباني و ليست عين عرب

تقبل مروري تحية معطرة من كوردستان لك
 

G.M.K Team

G.M.K Team
قصة كوباني وقصص عن ابنائها

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
 

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
قصة جميلة عن اجمل مدينة كوباني


تسلم ايدك اخي

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

تقبل مروري
 
كل الشكر لتقبل الموضوع وفكرته والذي شجعني اكثر بكتابة مواضيع اخرى عن كوباني العزيزة وتاريخها وقراها والتعريف بها اكثر طبعا طرحي موضوع عن كوباني هو مجرد جزء من عشق لكوردستان ومناطقها ..
تحياتي
 
أعلى