تعرف على كردستان

G.M.K Team

G.M.K Team
تاريخ كردستان

يعتبر تاريخ كردستان تاريخا متنوعا من حيث المساهمين فيه ومتكررا من حيث احداثه. ان الطبيعة الجغرافية لها الاثير الكبير في تاريخ كردستان فمن الناحية العسكرية كانت الوقائع والحروب محكومة بجغرافية وطوبوغرافية البلد فمثلا كانت الحروب تتميز بانها حروب التجاء الى القلاع والجبال وكانت المعارك المفتوحة قليلة مما ادى الى ضعف التنظيم العسكرى الخاصض بالجيوش النظامية وهو احد معالم الدولة. كما ان وعورة المنطقة القت بظلها على الفعاليات التجارية فعلى الرغم من حقيقة ان كردستان هي احد المعابر القليلة الواصلة بين الهند والصين وايران واسيا الوسطى من جهة الشرق والعراق والشام وافريقيا لاوالغرب من جهة الغرب فان كردستان لم تتحول الى طريق تجاري ذي شأن بل كانت بالاحرى معبرا للجيوش وهجرات الشعوب مما اضفى عليها حالة عدم الاستقرار، تلك الحالة التي كانت موجودة اصلا بسبب تجزئة البلد الى عدد من الامارات والتي بدورها كانت احدى نتائج الطبيعة الجغرافية هذا في الادوار التي شهدت وجود تلك الامارات. من هنا فان تاريخ كردستان ملئ بالاحداث المتكررة فالتاريخ يكرر نفسه في كردستان باستمرار.
ادوار كردستان التاريخية وما قبل التاريخية
1- العصور الحجرية
2- العصور التاريخية ونقسمها الى تلك الادوار:
اولا- دور الشعوب القفقاسية : وهذه تسمية توضيحية ليس الا ونقصد بها ان شعوب كردستان في ذلك الدور كانت تتكلم لغات لاتنتمي الى اية من المجمعات اللغوية المعروفة اي مجموعة اللغات السامية التي تنتمي اليها اللغات العربية ةالعبرية والاكدية والامورية..الخ ومجموعة اللغات الهندواوربية التي يتكلم بها الكرد الحاليون والفرس والهنود واغلب شعوب اوربا ومجموعة لغات الاورال تاي التي يتكلم بها الترك والمنغوليون والصينيون. وقد اصطلح على تسميم تلك المجموعة المجهولة اسم اللغات القفقاسية او الاسيانية Asiatic . وتعود التسمية الاولى الى حقيقة ان بعض شعوب القفقاس تتكلم بلغات تعود بدورها الى مجموعة مجهولة كما ان من المحتمل ان تكون هجرات شعوب كردستان الاولى الى كردستان قد جاءت من القفقاس. ومما لاشك فيه ان لغات كردستان القديمة قد تركت اثارها على لغة الكرد. ان الحيز التاريخى الذي شغلته تلك الاقوام يمتد من حوالي 2500 قبل الميلاد او احدث من ذلك بقرنين او ثلاث ولغاية منتصف الالف الاولى قبل الميلاد او مايقرب من 500 او 400 قبل الميلاد مع تفاوت بين كل شعب واخر حيث اندثرت بعضها قبل الاخرى وهذه الارقام هي الحد الاقل المحتمل. وتنتمي الى تلك المجموعة العرقية شعوب اللوللو Lullu او اللوللوبيين Lullubi التي كانت تسكن المنطقة المحصورة بين نهري الزاب الاسفل و سيروان (ديالة) او ما يطابق الى حد كبير محافظة السليمانية الحالية. وان اقدم اشارة تاريخية لهذا الشعب تعود الى حوالي منتصف الالف الثالثة قبل الميلاد ويرجح انه اندثر قبل الميلاد بثلاث او اربعة قرون. والشعب الاخر الاكثر شهرة هم الكوتيون Guti الذين استطاعوا بين القرنينالثالث والعشرين والثاني والعشرين قبل الميلاد من احتلال العراق وحموه لنا يقرب من 91 عاما وموطنهم الاصلي غير محدد بدقة فقد يحتمل انه كان جنوب اللوللو او شمالهم وهو الارجح وقد يكونوا في الجنوب اولا ثم انتقلوا الى الشمال او كانوا موجودين في اماكن متعددة ثم ازيحوا من قبل الاقوام المجاورة. ان سبب هذا الشك يعود الى حقيقة ان اسمهم بالاضافة الى دلالةه المحددة على شعب معين كان مصطلحا عاما يوصف به الكثير من الشعوب الجبلية الاخرى كما كان بلد الكوتيين Gutium وهي صيغة اكدية كان في كثير من الاحيان يطلق على المنطقة الجبلية شمال شرق وادي الرافدين او الجزء الاعظم من كردستان العراق. وعمر هذا الشعب يقؤب من عمر اللوللو. والشعب الاكثر انتشارا هم الخوريون Khurri المعروفون في المصادر العربية باسم الحوريين. وهذا الشعب كان يسكن ارمينياو جميع ارجاء كردستان الشمالية واقسام كبيرة من باقي كردستان اي انه كان يسكن النصف الشمالي من كردستان الكبرى. ويكاد هذا الشعب هو الوحيد الذي نعلم لغته بسبب من وجود مدونات بلغته.
ثانيا - دور الشعوب الهندو اوربية: وتبدأ مع هجرات الاقوام الهندواروربية التي شهدتها اسيا واوربا والتي يحتمل انها جاءت من اسيا الوسطى.

الميديون
الميديون شعب كان يتكلم بلغة هندو- أوربية وقد أسلفنا أن الشعوب الهندو- أوربية هاجرت بداية الالف الثانية قبل الميلاد إلى المناطق الممتدة من كردستان الى الهند وان كان نزوحهم للهند مؤرخاً بنحو 1600 قبل الميلاد. الا ان اول ذكر للميديين يرد في السجلات الآشورية كان ايام الملك الاشوري شلنمنصر الثالث (تحديدا 835 قبل الميلاد) حيث كان هذا اول احتكاك بين الميديين و الآشوريين الذين كانوا يوسعون إمبراطوريتهم في جميع الجهات.

لقد كان الملوك الآشوريين يصفون الميديين بالأقوياء وقد نجحوا في اقصاء البعض منهم وعقدوا المحالفات مع بعض الاخر فيما بقت اقسام منهم غير خاضعة للآشوريين.

وقد لعبت السياسة الدولية آنذاك كما هو الحال اليوم دورا كبيرا في توجيه الأحداث. فالآشوريين كانوا في حالة حرب مستمرة مع الدول المجاورة ومنها دولة اورارتو Urartu التي كانت مدينة (توشبا)Tushpa الواقعة على الضفة الشرقية لبحيرة (وان) عاصمتها فكان كل طرف يسعى للحصول على حلفاء بين شعوب المنطقة و يسعى لاقتطاع جزء من ارا ض غريمه فمثلا عقد ملك اورارتو روسا الثاني حلفا مع بعض الحكام الميديين منهم دايائوككو Daiaukku الذي يقارنه البعض مع اول ملوك الميديين والذي يسميه ألاغريق بديوكس Deioces غير ان الراجح هو انهما شخصا مختلفان وكذلك مع حاكم آخر باسم باكداتي Bagdatti (الذي يعني اسمه هبة الله) وغيرهما، وكان من نتيجة الحلف ان تم اقتطاع اجزاء من اراضي ماننا جنوب بحيرة اورمية و التي كان حاكمها تابعاً للآشوريين و ما كان من الملك الآشوري سرجون الثاني حينذاك إلا ان هاجم الحلفاء في حملة طويلة ( 714 قبل الميلاد) اعاد فيها الأمور الى نصابها.

استمرت الحملات الآشورية على بلاد الميديين الا اننا نرى تراخى قبضتهم عليها بالتدريج حيث نرى الملك الاشوري اسرحدون (681-669 قبل الميلاد) يعقد اتفاقا مع احد حكامهم المدعو راماتايا يتعهد بموجبه بمساعدة ابن الملك الاشوري عندما يعتلى العرش ضد أى تهديد.

هذا وقد تحول الميديين الى الهجوم ايام ملكهم فرائورت حيث اغار على البلاد الخاضعة لاشور عام 634 قبل الميلاد من غير ان يتمكن في تحقيق أمله، أما سلفه هوفارخشاثرا الذي يدعوه لأغريق بكياكسارس فقد تمكن بالتعاون مع البابليين من تحطيم اشور نهائيا.

ايام الملك المذكور كانت ميديا واقعه تحت سيطرة السكيثيين وهم احد الشعوب المحاربة التي غزت كردستان و القفقاس من جنوب روسيا، وحسب المصادر اليونانية فان الملك المذكور دعى السكيثيين الى وليمة اغدق عليها فيها بالأكل و الشراب حتى اثملهم ثم اعطى ألاوامر الى رجاله بالانقضاض عليهم و استعادت ميديا حريتها . هذا وقام الملك الميدى ببناء جيش قوي غزا به البلاد التي كانت تحكمها اشور حتى اذا كانت سنة 612 قبل الميلاد قام بالاستيلاء على مدينة اشور ، العاصمة لقديمة و المركز الديني.

قبل ذلك كان البابليون بقيادة نابوبلاصر قد طردوا الاشوريين من بلاد بابل غير انه لم يكن في مقدورهم دحر الدولة الاشورية الا عندما ألقت ميديا بثقلها في الحرب ضد اشور، هنا تشجع البابليون وزحفوا شمالا وعند أسوار اشور التي كان الميديون قد استولوا عليها عقد الحلف بين الدولتين وزحفوا معاً ضد نينوى، العاصمة الاشورية، وبعد حصار المدينة سقطت العاصمة الاشورية و سقطت معها الدولة التي دوخت المنطقة و اهلكت الحرث والنسل وتحققت نبوة ناحوم ا، احد أنبياء بني إسرائيل حيث قال أيام مجد الدولة الآشورية بان تلك الدولة التي تتوجه نحوها الشعوب و الدول بالخضوع ستزول وان عورتها ستنكشف وان كل من يسمع خبرها سيصفق فرحاً ((فمن ذا الذي لم يلحقه شرك المستطير على الدوام؟)).

توجه الجيش الاشوري بعد ذلك نحو حران ووصلت معونة من المصريين لكن بعد فوات الاوان حيث احتلت حران و زالت الدولة الاشورية نهائيات من الوجود. قام هوفارخشاثرا بعد ذلك بغزو ليديا وهي المملكة الذي كانت تحكم النصف الغربي من اسيا الصغرى وحسب الروايات فان كسوفا للشمس وقع اثناء القتال فتشائم الطرفان وتوقف القتال و عقد الصلح بينهما على ان يكون النهر الذي يسمى اليوم بـ (قزل ارماق) هو الحد الفاصل بين الدولتين كما امتدت حدود الدولة الميدية الى باختريانه (باكتريا) في افغانستان الحالية شرقاً و الخليح العربي جنوباً.

زالت الدولة الميدية حوالى 550 قبل الميلاد على يد الفرس وهم الشعب الذي كانوا يسكنون في أقصى جنوب إيران الحالية وذلك زمن الملك الميدى الذي يسميه الاغريق (استياغس) ويسميه الملك البابلي وبـ (اشتوميكو) وكان سقوطه على يد كورش و انشأت على يدي الاخير الإمبراطورية ألاخمينية والتي استولت ايامه على بلاد بابل واحتلت ايام اسلافه مصر و دخلت في نزاع مع الدويلات ألاغريقية غرب اسيا الصغرى وكانت بداية الصراع اليونانى -الفارسي.

رحلة العشرة الاف اغريقي

من بين ألاحداث التي شهدتها بكردستان ايام السلالة الاخمينية ما اصطلح على تسميتها برحلة العشرة آلاف حيث كان جيش من المرتزقة الاغريق قد قدموا اخي الملك الفارسي في تمرده وبعد فشل التمرد اضطر المرتزقة الاغريق للرجوع واتخذوا من زينوفون (اكسينوفون) وهو تلميذ لسقراط قائداً لهم . هذا وقد دون المذكور تفاصيل عودتهم عبر وادي الرافدين و كردستان ووصولاً االى اسيا الصغرى في كتاب له سماه (اناباسيس) اى الصعود.

وكان مما ذكره اصطدامه بقبائل الكاردوخوى في منطقة يرجح انها منطقة زاخو في كردستان اقصى شمال العراق وذلك بسبب من اضطراره لاختيار اراضيهم. ويذكر زينوفون كيف كانوا يكمنون لجيشه وكيف كانوا يدحرجون الحجارة من اعالي الجبال على الجيش الذي كان يسير في الوديان وغير ذلك من الحوادث.

الغزو المقدوني

بعد انتصار الاسكندر المقدوني وجيشه المؤلف من المقدونيين و الاغريق على الملك الاخميني وقعت كردستان تحت السيطرة المقدونية الاغريقة و بعد وفاة الاسكندر سنة 323 قبل الميلاد كانت كردستان و العراق وسوريا وايران من حصة احد قادته المدعو سلوقس.

وعندما طهر الفرث بعد ذلك في منطقة خراسان و دخلوا في صراع مع السلوقيين كان من الطبيعى ان تنتقل كردستان الى السيطرة الفريثة كما شهدت كردستان قبل ذلك غزو المملكة الأرمنية.

وقد انتقل الان الصراع القديم الاخمينى - اليونانى الى صراع فرثي - روماني كانت كردستان اثناءه مسرحاً لصراع القوتين العالميتين و كابدت من ويلاته كثيراً وبعد اكثر من اربعة قرون من الحكم الفرثي سقط أولئك امام السلالة الساسانية (224 ميلادية) التي استمرت حتى الفتوحات الاسلامية، وكالسابق كانت كردستان مسرحاً للحروب بين، الساسانيين و الرومان ثم بين الساسانين و بيزنطة مما يطول سرده.

زفي سنة 627 ميلادية تعرضت كردستان خصوصا شهرزور إلى دمار كبير على يد الإمبراطور البيزنطي هرقل وبقيت شهرزور في ايدى الروم لغاية سنة 18 هجرية (639 ميلادية) فجاءت الفتوحات الاسلامية التى صارت بعد ذلك سبباً في انهاء تقسيم كردستان بين دولتين هذا التقسيم الذي حولها الى مسرح للحروب جلب عليها الدمار و الويلات.

الفتوحات الاسلامية

حسب بعض المؤرخين المسلمين فان سنة 18هـ شهدت اول اتصال بين الفاتحين المسلمين و الكرد اى بعد فتح حلوان وتكريت وان كان هناك اتصال اسبق بين الكرد و الاسلام حيث ان احد الصحابة كان اسمه جابان الكردي وابنه كان يدعى ميمون وقد روى عن ابيه بعض الاحاديث.

استولى الجيش الاسلامي على حلوان حيث يعتقد انه كان اول اتصال بينه وبين الكرد وكان الملك الفارس يزدجرد معسكرا بها، وبعد فتح تكريت ارسل سعد بن ابى وقاص بامر من عمر بن خطاب سنة 18 هـ ثلاثة جيوشاً لفتح الجزيرة .

و وجه امير المؤمنين عمر سنة 21هـ (642م) جيشاً نحو شهرزور لم ينجح في مسعاه فوجه اليها جيشاً آخر تمكن من فتحها بعد قتال شديد.وبين 18هـ و 23هـ اشترك الكرد مع الفرس في الدفاع عن ألاحواز وغيرها .

هذا وقد حصلت ثورات ايام الخلافة الراشدة و الخلافتين الاموية والعباسية يطول ذكرها كما نشاءت في الادوار المتاخرة للعصر العباسى امارت مستقلة أو شبه مستقلة في كردستان.

وهذا وقد اصاب كردستان ما اصاب باقي العالم الاسلامي من الويلات على يد المغول ومن قبلهم قبائل الغزّ التي عاثت في الارض فساداً (429هـ – 1037م) واستمرت في فسادها سنين عديدة و الخوارزميون (614هـ -1217م) الذين اهلكوا الحرث والنسل من قبل قائدهم جلال الدين خوارزم شاه سنة (628هـ -1231م) الذي انزل البلاء على كردستان ثم كان الغزو المغولي الذي دمر شهرزور سنة (645هـ -1247م) كما غزوا منطقة ديار بكر، وبعد ذلك و ايام هولاكو كابدت كردستان من ويلات المغول واصيبت بنكبات شديدة وبعد قرن ونصف من الزمان اجتاحت كردستان و بقية بلاد تلك ألأرجاء موجة جديدة من المغول بقادة تيمورلنك ارتكبت فيها فضائح كثيرة ومن ذلك مما حصل عام 804هـ - 1401 م. وقد عاصر تيمور لنك الامير الكردي شرف الدين البدليسى صاحب الكتاب الشهير (شرفنامة) الذي يعتبر اول كتاب في تأريخ الأكراد.

كانت هناك دولاً أخرى منها دولتان تركمانيتان هما الآق قوينلو (الخروف الأبيض) والقرة قوينلو (الخروف ألأسود) قامت الثانية بالقضاء على الامارات الكردية وكان الخلاف المذهبي بين الكرد السنة ودولة القرة قوينلو الشيعية من ألأسباب الرئيسية.

الدولتين العثمانية و الصفوية

استطاع الشاه اسماعيل الصفوي الانتصار على دولة ألاق قوينلو وسلبهم ممتلكاتهم وبسبب من الخلاف المذهبي بين الشاه و الكرد اصاب الكرد ظلم شديد على ايديه ومن الجدير بالذكر ان الشاه المذكور هو الذي قام بتحويل ايران الى دولة شيعية بعد ان كانت قلعة من قلاع السنة وفى الطرف الآخر كانت دولة فتية اخرى هي الدولة العثمانية في غرب الاناضول هي المنافس المستقبلي للدولة الصفوية.

تحولت كردستان مرة اخرى الى مسرح للقتال بين قوتين وكانت المعركة الشهيرة تشالديران Chalderan (سنة 920 هـ – 1514 م) بين الدولتين بداية تقسيم كردستان بينهما.

كانت سياسة الصفويين وعلى ما يقول المؤرخ الكردي (امين زكى) تتركز في القضاء على الإمارات الكردية واحلال حكام من القزلباش الشيعة مكان حكامها المحليين اما الدولة العثمانية فاتبعت سياسة اخرى كان للأمير البدليسي دوراً كبيراً فيها الا وهى ابقاء الأمراء في مناصبهم و وضع انظمة ادراية تتفق مع رغبة الاهالى.

ان تقسيم كردستان ووضع الحدود بين الدولتين لم يوقف الحروب بل استمرت الحروب سجالاً بينهما كانت كردستان الخاسر ألأكبر فيها ولحقها الدمار الذي يلحق بكل البلاد التي تكون مسرحا للصراع بين قوتين متنازعتين.

بعد قرن من الومان غيرت الدولة العثمانية من سياستها بعد امنت شر الصفويين فبدأت حركة لتطبيق سياسة مركزية و القضاء على الامارات الكردية.

وفي الادوار ألأخيرة من حياة الدولة العثمانية وبسبب من انتشار الفساد الإداري فيها كانت الولايات التابعة للعثمانيين تعاني من الابتزاز والرشوة و بيع المناصب مما كان يشعل نار الثورة بين شعوب المنطقة ولذلك كانت الثورات متكررة كما كانت محاولات انشاء الامارات و الاستقلال بها عن العثمانيين مستمرة و من ذلك ثورة الشيخ عبيد الله النهري وهو من شيوخ الطريقة النقشبندية، بدأت سنة 1297 هـ –1880م و انتهت سنة 1300هـ – 1883م وحركة عز الدين شير البوتانى التي انتهت سنة 1281هـ - 1864 م، ومن الامارات الكردية امارة بوتان (الجزيرة) التى اعلن استقلالها أمير محنك هو بدرخان باشا و انهارت سنة 1848 حيث بسبب من عصيان النساطرة و اضطراره لاعادتهم لطاعته تكالبت عليه اوربا وتدخلت لدى العثمانيين ضده.

كما شهدت منطقة رواندوز امارة سوران القوية التي اشتهرت ايام اميرها محمد الملقب بالأعور وكان اميراً حازما وطبق الشريعة الاسلامية ايام حكمه، تأسست تلك الامارة عام 1225هـ –1810م وسقطت بأيدى العثمانيين بعد اربعة عقود من الزمان ومن الامارات المشهورة الامارة االبابانية التي تأسست به القرن السادس عشر الميلادى و استمرت في التوسع حتى اصبحت تحكم ما يقابل اليوم محافظة السليمانية وعمرت حتى نهايات القرت التاسع عشر الميلادى فكانت اخر الامارات سقوطاً.

كردستان في القرن العشرين الميلادي
وفي القرن العشرين الميلادى وبعد إلغاء الخلافة الاسلامية عام 1924 قامت ثورة الشيخ سعيد بيران Peeran ضد السلطات الكمالية و كانت هدفها إعادة الخلافة الاسلامية وان كان الهدف القومي المتمثل في الخلاص من الظلم و القهر موجوداً أيضا الا ان الثورة اخفقت وتم اعدام الشيخ وعدد من اتباعه هذا وقد اتبع كمال مصطفى سياسة اذابة الاكراد و عدم الاعتراف بوجودهم القومي وتم تسميتهم باكراد الجبال واستمر الحال على هذا المنوال حتى حرب الخليج الثانية 1991 حيث ان استمرار المقاومة السلحة التي بدأت نهاية سبعينيات القرن العشرين الظروف الدولية الجديدة اجبرت السلطات التركية على الاعتراف بوجود الاكراد ورفع الحضر عن استخدام اللغة الكردية في التخاطب في الأماكن العامة…الخ لكن قرارات العلمانية الكمالية هذه محاطة بالألوف من القيود والمحظورات.

وفي كردستان العرق اعلن الشيخ محمود بعد الحرب العالمية الأولى حكومته المستقلة فوقع القتال بينه وبين الإنكليز مرتين وزالت حكومته من الوجود.

وقد اشارت معاهدة سيفر الدولية سنة 1920م الى اعطاء الحكم الذاتي في قسم من كردستان يمكن اان يتطور بعد العديد من القيود والتشديدات الى استقلال فيما نصت المعاهدة على انشاء دولة ارمنية مستقلة كبيرة ضمت اليها اجزاء كبيرة من كردستان الا ان تركيا افشلت المعاهدة وحلت معاهدة لوزان بدلها و التى قضت على اية بارقة امل لدى الكرد.

استمرت الثورات في كردستان العراق ، بدأت اولا مع ثورات البارزانيين في الأربعينيات من القرن واستمرت لغاية حرب الخليج الثانية حيث خضع القسم الأكبر من كردستان العراق الى إدارة محلية سنة 1991 تحولت الى حكومة فيدرالية الا ان القتال نشب بين الحزبين المتنافسين سنة 1994و ماتزال ذيول القتال مستمرة.

اما كردستان ايران فقد شهدت سنة 1922 حركة اسماعيل آغا (سمكو) من قبيلة (شكاك) فشلت كسابقاتها رغم براعة قائدها، هذا وقد قامت سنة 1946 جمهورية في اقسام من كردستان ايران عرفت بجمهورية كردستان وجمهورية مهاباد بقيادة القاضي محمد لم تعمر سوى سنة واحدة. وبعد الاطاحة بنظام الشاه سنة 1978 حصلت مصادمات بين ألأحزاب الكردية و السلطات الايرانية اسفرت عن بسط السيطرة الكاملة للأخيرة على كردستان وهكذا فان تأريخ كردستان ملئ بالحروب، حروب الدول المتصارعة حيث كردستان هى الضحية الرئيسية فيها وصراع الاكراد ضد الحكومات وصراع الاكراد ضد الاكراد.

 

G.M.K Team

G.M.K Team
منورة كولا كردستان اشكر مروك متالقة كولا كردستان وين اختفيتي ما بعرف بس ليكون جوزوكي

مشكلة هيك هههه
 
موضوع رائع و تقرير شامل كل الشكر بافي كدار ... از سباس ته دكم دست ته ساغبي برا عزيزي
 
أعلى