كلمات عن اللغة الكردية

G.M.K Team

G.M.K Team
[frame="7 80"]كلمات عن اللغة الكردية

(3)

مازلنا نتحدث عن خصائص اللغة الكردية ومميزاتها وقابليتها للتطور والحياة والتكيف مع التقدم المتسارع في شتى مناحية الحياة. وقد استعرضنا في الحلقة السابقة أهم ما ذكره الأستاذ دحام عبدالفتاح. أما في هذه الحلقة فنلخص ما ذكره الأستاذ علي سيدو الكوراني اللغوي والباحث والمؤرخ وصاحب المؤلفات القيمة عن الأكراد وكردستان واللغة الكردية.

يقول الأستاذ الكوراني:

اللغة الكردية لغة آرية (هندو ـ أوربي) من الفرقة الإيرانية وأقربها إلى الفرقة الجرمانية. وتعد من الناحية الفيلولوجية من اللغات المنصرفة المرتقية التي تنقسم إلى شعبتين:

1ـ الهندية الجرمانية 2ـ السامية

وهي كذلك من اللغات التركيبية المهمة التي تطورت جذورها. وهذه الجذور والسوابق (prefix) واللواحق (suffix) والمواد الأساسية حسب مفهومها العام في اللغات التركيبية الموجودة في بنيتها. كل ذلك يمهد لها إحداث مفردات لغوية تناسب ما يبتكر ويظهر من الأشياء الجديدة كل يوم. وقد أطلق الأكراد على الطيارة لأول مرة شاهدوها (بالافر ـ الطائر في العلو)، وعلى التلفون (بهيستوك ـ السماعة) وعلى الدراجة (هسبي هسن ـ الحصان الحديدي).

ثم يعدد الأستاذ الكوراني مميزات اللغة الكردية، فيذكر منها:

1ـ اضطراد المد والقصر في الأحرف الصوتية. فالأحرف الممدودة تظل على امتدادها دون إضافة حركة، والمقصورة تحافظ كذلك على قصرها إلا إذا جاءتها حركة فتمتد. وأحرف المد اثنان (a,o)، وأحرف القصر ثلاث (e , i , u)، ولا تمتد إلا إذا وضعت هذه الحركة (^) فوقها.وفيما يأتي أمثلة لذلك: سقف (بان ـ ban)، أنف (بوز ـ poz)، رباط (بَن ـ ben)، عرائس (بوكين ukin^b).

2ـ اجتماع الساكنين في أول الكلمة، مثل: الأخذ (ستاندين ـ standin)، نجم (ستير ـ r َste)، عقيم (ستِيوْر ـ stewr).

3ـ انتظام التذكير والتأنيث والتفريق بينهما في الأمور الآتية:

أـ في النداء: تستعمل (لُو ـ Lo) للمذكر العاقل. و(لي ـ َLe) بالإمالة للمؤنث العاقل، في أول الكلمة التي يجب أن تنتهي في التذكير بـ(o) وفي التأنيث بـ(eَ).

مثال ذلك: أيها الرجل (لو مرو ـ ro^Lo me). وأيتها الفتاة (لي كَجي ـ( َkec,e َLe).

ب ـ في الإضافة تستعمل ( َe) للمذكر، و(a) للمؤنث. كأن تقول:

(حصاني: هسبي من ـ min َhespe). و(فَرَسي: ميهينامِن ـ mihina min).

ج ـ في الضمائر: تستعمل ( َe) للمذكر، و(a) للمؤنث. كأن تقول:

أخوه (برايي وِي ـ wi َbraye)، وأخوها (باريي وى ـَwe َbraye) بالإمالة.

د ـ في المفاعيل: تستعمل (i) للمذكر، و( َe) للمؤنث. مثال ذلك:

أرى الحصان (هَسْبي ديبينم ـ hespidibinim)، وأرى الفرس (ميهينِه ديبينيم ـ dibinim َmihine).

هـ ـ في الجنس: فالأسماء الآتية مذكرة دوماً: الرجل وذكور الحيوانات، واسم الجمع، والألوان وكلمة لون ـ رَنْكَ (Rang)، والأرقام، والمعادن التي لم يتبدل شكلها الطبيعي، والجهات الأربع الأصلية، والمياه الجارية وكلمة نهر، والروح والنفس.

والأسماء الآتية مؤنثة دائماً: المرأة وإناث الحيوانات، وأسماء المعاني، وأسماء الأفعال والمصادر، وأحرف الهجاء، والأسماء الجغرافية عدا الأنهار، واسم المكان، ووسائط النقل، والفصول، والمأكولات المطبوخة والمجهزة، والأجرام السماوية وكل ما ينزل من السماء، والأمراض والأورام والقروح، والورق وكل مادة كتابية، والماء والمواد السائلة عدا البحار.

4ـ انتظام التعريف والتنكير: تقول: جاء الرجل (مِيرهاتْ ـ mirhat)، وجاء رجل (ميروفَك هات ـ mirovekhat).

5ـ اتساع تشكيلات حروف الجر، ودقة استعمالها:

فأحرف الجر الكردية قسمان: قسم يأتي في أول الكلمة ، وقسم في آخرها. وهذا التقسيم يعطي معنى دقيقاً للجملة. مثال ذلك: السراج على الطاولة (إذا كان ملتصقاً بها): (جِرا دي سرميس دَيَه ـ deye َse َc,ira diserme).

والسراج فوق الطاولة (إذا كان موازياً بسطحها منفصلاً عنها): (جِرا دي سَرميس رَيَه ـ reye َ c,ra disermeze).

ومثال آخر: اذهبوا من هنا: (زي فِر هَرِن ـ ji vir herin)، إذا كان المقصود مغادرة مكان الاجتماع. أما إذا كان المقصود الذهاب من مكان معين تتشعب فيه الشوارع أو الطرقات فيقال لهم: (دِفِر هَرِن ـ di vir herin).

6ـ كثرة المترادفات. مثال: لإطفاء السراج يقال: فميراندِن ـ vemirandin)، ولإطفاء الحريق يقال: (فَكُوشْتِن ـ vekus,tin).

ولتشقق الصخر وتخدش الوجه بالأظفر يقال (شيكوتاندِن ـ s,ikutandin)، ولتشقق التربة يقال: (قلاشْتِن ـ qelas,tin). ولتشقق سطح الفخار أو الزجاج، ولتشقق سطح الجسم مع سلامة الطبقة السفلى كتشقق اليدين والشفتين يقال: (دَرِزاندِن ـ derizandin).

المرجع:

ـ علي سيدو الكوراني: (من عمّان إلى العمادية أوجلة في كردستان الجنوبية، مطبعة السعادة، القاهرة، 1939)، ص261ـ263. وللمؤلف نفسه القاموس الكردي الحديث، المصدر السابق، ص12ـ13.
[/frame]
 

G.M.K Team

G.M.K Team
[frame="7 80"]كلمات عن اللغة الكردية

(2)

الأبجدية الكردية:

إن اللغة الكردية تعاني من التمزق بسبب اختلاف المكان واختلاف الدول التي تحكم الكرد، مما جعل اللغة الكردية تضم ثلاث مجموعات من الأبجديات المختلفة؛ فهناك الأبجدية العربية، وحروفها سبعة وعشرون حرفاً وهي:

أ، ب، ب(ثلاثية النقط)(P)، ت، ج، ج(ثلاثية النقط)(ch)، ح، خ، د، ر، ز، ز(ثلاثية النقط)(J)، س، ش، ع، غ، ف، ف(ثلاثية النقط) (V)، ق، ك، كَ (G)، ل، م، ن، هـ، و، ي .

وهناك الأبجدية السيريلية (نسبة إلى القديس سيريل قديس العنصر السلافي)، وقد ظهرت في القرن التاسع الميلادي، ولا تزال تستخدم في روسيا وبلغاريا وغيرها من البلاد السلافية. وقد استخدم هذه الأبجدية بعد بعض التعديل كرد الاتحاد السوفياتي السابق وأرمينيا.

وأخيراً هناك الأبجدية اللاتينية، ويستخدمها الكرد في تركية وسورية، وقد أوجد هذه الأبجدية الزعيمان الكرديان الأخويان كامران وجلادت بدرخان، وطبعا بها صحيفة (هاوار) أي الصرخة. كما أصدر د. كامران بدرخان بين عامي 1968 و1971 عدداً من الكتب والمؤلفات باللهجة الكرمانية الشمالية وبالأبجدية اللاتينية.

إن الدعوة إلى الكتابة بالحروف اللاتينية أو السيريلية محاولة لقطع صلة الأجيال الناشئة والمقبلة من أبناء الكرد بالتراث العظيم الذي خلفه عمالقة في الأدب الكردي بالحروف العربية على مدى قرون، أمثال أحمد خاني، وفقيه طيران، وعلي الحريري، وملاي باطي، وملاي جزيري، وشريف خان، وعلي الترموكي، وملا يونس الهلكاتيني وغيرهم. وقطع لأواصر العلاقة بالأدب والثقافة والعلم التي ينتجها الأدباء الكرد في وقتنا الحاضر في كردستان العراق وإيران، وهذا ليس في صالح القضية الكردية التي نراها واحدة، ولا لصالح توحيد اللهجات الكردية وصهرها في بوقتة واحدة وقالب واحد.

نعود للحديث عن اللغة الكردية وخصائصها. ولعل خير من وصف اللغة الكردية الأستاذ دحام عبد الفتاح. ونظراً لطول مقاله ولتشابه كثير مما يذكره مع ما جاء في الحلقة الأولى من هذه الدراسة، فإننا سنذكر مقتطفات من مقاله.

يقول الأستاذ دحام: (لو تناولنا اللغة الكردية في دائرة المدلول البنيوي الخاص، كوحدة دراسية مستقلة عن كل العلائق التلازمية، وتغلغلنا في النسج الأساسية التي تقوم بها وعليها هياكل التعبير اللغوي، ثم تلمسنا مقومات الحياة في بنيتها من منظور علم اللسانيات فقط لوجدنا أن اللغة الكردية تختزن في بنيتها عناصر حية تؤهلها لتكون في مصاف اللغات الحية، كما أهلتها للصمود قروناً في وجه الاندثار والإبادة عندما انبترت، إلا قليلاً، كل العلائق التلازمية بينها وبين موجبات الحياة). ثم يسأل الكاتب عن أهم خصائص اللغة الكردية، وعناصر بنائها التي حصنتها في مواجهة الضياع والتضييع معاً؟

يجيب عن سؤاله بالقول: (تتميز اللغة الكردية بأنها لغة تركيبية ـ لصقية، بمعنى أنها غير اشتقاقية كاللغة العربية. والمفردة البسيطة في اللغة الكردية ـ اللهجة الكرمانجية ـ مبنية من مقطع صوتي واحد. فإذا صادفتنا كلمة ذات مقطعين صوتيين أو أكثر فهي مركبة، ولا بد من البحث عن جذور المفردات البسيطة، الداخلة في نسيج التركيب. فإن لم نعثر على ما نريد فهذا لا يعني أبداً أن الكلمة بسيطة، بل يعني أننا عجزنا عن إيجاد ما نريد. وتكاد اللغة الكردية تنفرد بهذه الميزة من بين اللغات التركيبية.

ويتابع الأستاذ دحام قائلاً: (تتوالد المفردات الجديدة في الكردية بالتركيب من العناصر اللغوية الآتية:

1ـ أداة سابقة + مفردة = مفردة جديدة

2ـ مفردة + أداة لاحقة = مفردة جديدة

3ـ اسم + اسم = مفردة جديدة

4ـ اسم + صفة = مفردة جديدة

5ـ صفة + صفة = مفردة جديدة

6ـ صفة + اسم = مفردة جديدة

والمفردات الجديدة تشمل الأسماء والصفات والأفعال والمصادر. وهذه الميزة تضفي على اللغة الكردية مرونة شديدة، تسهل على اللغوي تركيب أية مفردة غير واردة في معجم اللغة الكردية من قبل.

وفي الاتجاه نفسه ـ مع مراعاة قواعد الصوتيات ـ يستطيع اللغوي الكردي أن يسمي كافة المصطلحات والمسميات الحضارية المعاصرة. إذ يتعرف على المسمى الثقافي أو العلمي الحديث، ويتمعن في أبرز صفاته (الصوتية، الحركية، الأدائية) ثم يأخذ المفردة الكردية التي تقابل تلك الصفة البارزة فيه فيلحقها، أو يلحق بها ما يستوجب من أدوات أو أسماء أو صفات، مراعياً قواعد التركيب الدقيقة في مثل هذه الحالات.

فمثلاً، عندما نريد استحداث الكلمات الآتية في الكردية (الغواصة، البحر العروضي، القافية). وقد استحدثت على الشكل الآتي:

1ـ الغواصة: الغوص (نوق noq) + الماء (آف av) = نوقاف (noqav).

2ـ البحر العروضي: الموجة (بيل pel) + اللحن (آواز awaz)= بيلاواز (pelawaz).

3ـ القافية: السطر أو البيت (ريز Rez) + القيد (بَند bend) = ريزبَنْد (Rezbend).

ومن ميزات المفردة الكردية أنها معرفة في حالتها الطبيعية المجردة، حتى إذا لحقتها علامات التنكير صارت نكرة:

السنة أو العام = سال (Sal)

سنة أو عام = سالَك (Salek)

سنوات أو أعوام = سالينه (Saline)

إلا أن أهم ما يميز المفردات الكردية هو خضوعها الشديد لقواعد الإمالة، حتى ليكاد أن يصح القول فيها: إنها لغة الإمالة.

والإمالة تلحق الأسماء والمصادر والضمائر وأسماء الإشارة والاستفهام. والجملة في الكردية تأتي بشكلها السياقي الطبيعي على الترتيب الآتي:

1ـ الفاعل: kirar

2ـ المفعول به: biteser

3ـ الفعل: Leker

وإذا احتوت الجملة على الظرف أو الجار والمجرور، فإن ترتيبهما بعد الفاعل مباشرة. غير أن هذه الصيغة الترتيبية غير واجبة الثبات، فالتقديم والتأخير يتمان حسب المقتضيات البلاغية والضرورات الشعرية.

واللغة الكردية خاضعة لنظام نحوي دقيق وشامل، يحتل فيه القياس مكانة بارزة، والاستثناءات الشاذة عن القياس القواعدي نادرة جداً، إن لم تكن شبه معدومة. وأهم أبواب القواعد في الكردية: بال الإمالة والتصريف (vergoheztin). فالإمالة ـ كما ذكرنا ـ باب واسع وحالاتها دقيقة ومتشابكة. والتصريف بأزمنته المتعددة المتقاربة كثيراً ما يخلق إشكالات والتباسات لدى التعامل معه.

ومثلما تتحكم القواعد النحوية بالتراكيب والعلاقات التعبيرية، كذلك تتحكم القواعد الصوتية (Fonetik) في صبغ المفردات في حالات الإمالة والإبدال والنحت اللغوي. وهذه القواعد الصوتية تتناسق بشكل طبيعي منظم في أنسجة لغة قائمة على 31 حرفاً (حسب الأبجدية اللاتينية)، منها ثمانية حروف صوتية، وثلاثة وعشرون حرفاً غير صوتي. وخمسة من الصوتيات تعطي مقاطع صوتية عالية النبر، وثلاثة منها تعطي مقاطع صوتية منخفضة النبر. إذاً لا بد ـ والحالة هذه ـ من قوانين صوتية تنظم العلاقة بين هذه المجموعة من الصوتيات، وهي تتداخل مع غير الصوتيات في أنسجة التعبير اللغوي بشكل سليم.

إن هذا النظام الدقيق الذي تنتظم بموجبه اللغة الكردية لهو حصنها الحصين الذي حماها منذ قرون طويلة، تعرضت خلالها لعوامل الضياع والتضييع، ولولا حالها هذا، لاندثرت في قرون الحصار، حيث أزاميل الهدم والاستلاب كانت تطال كل ما من شأنه أن يبقي منها على أثر.

وينهي الأستاذ دحام مقاله بالقول: إن اللغة الكردية إن لم تعد من اللغات الحية، فلا شك في أنها تحتفظ في مخزونها البنيوي بأصفى عناصر الحياة. فإذا الشمس ابتسمت لها ذات يوم، فسوف تكون هناك وجهة نظر أخرى، ربما تقول: إن الكردية من اللغات الحية.



المصادر:

ـ مازن بلال: المسألة الكردية ـ الوهم والحقيقة (بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، بيروت، ط1، 1993)، ص147ـ153 بتصرف.

ـ أحمد تاج الدين: الأكراد ـ تاريخ شعب وقضية وطن، مصدر سابق، ص67ـ68.

ـ علي سيد كوراني: القاموس الكردي الحديث، مصدر سابق، ص17ـ19.
[/frame]
 

G.M.K Team

G.M.K Team
[frame="7 80"]كلمات عن اللغة الكردية

(1)

قبل الحديث عن اللغة الكردية وما تمتاز به وأبرز الأدباء والشعراء الكرد يجدر بنا أن نذكر ملاحظتين:

الملاحظة الأولى: إن اللغة والأدب الكرديين يعانيان من حصار مزدوج، فهناك الحظر المفروض على استعمال اللغة الكردية والنشر بها في معظم أنحاء كردستان، وكذلك الرقابة الصارمة على تداول الكتب الكردية، من جانب الحكومات التي تحكم الكرد.

والملاحظة الثانية: هي انتشار الأمية باللغة الكردية أولاً، وبالمفهوم العام ثانياً، على نطاق واسع بين الكرد، لظروف سياسية واجتماعية كثيرة، أو بسبب كثرة حركات التمرد والثورة على الحكومات التي تحكم الكرد، ومعلوم أن التعليم يحتاج إلى استقرار، وهو مفقود في كردستان.

بعد هاتين الملاحظتين نعود إلى الحديث عن اللغة الكردية وما قيل فيها.

أصل اللغة الكردية:

اللغة الكردية آرية عريقة في القدم، تنتمي إلى الفرع الغربي أو الزندي من مجموعات اللغات الإيرانية التي تشمل مجموعة كبيرة من اللغات الآرية، كاللغة الافستائية التي كتب بها زرادشت كتابه المقدس (أفستا)، والبهلوية أو البهلوانية، وهي لغة الأبطال المحاربين، والفارسية الحديثة والكردية والأستينية (لغة شعب الأستين في أواسط القوقاز الشمالي) (1).

واللغة الكردية كانت تكتب قبل الإسلام ـ من الشمال إلى اليمين بأبجدية مستقلة مشابهة للأبجدية الآشورية والأرمينية. فلما جاء الأسلام أهملت هذه الأبجدية، اكتفاء بالأبجدية العربية، لأنها لغة القرآن. (2)

وقد وصفت اللغة الكردية بأنها لغة رشيقة متناسقة النبرات، بسيطة صريحة غنية متنوعة يسهل تعلمها، وتمتلك النفوس برقتها، والأمثال فيها بديعة وكثيرة التداول جداً، فهي أساس جميع المحادثات ومحورها. واللغة الكردية لا تقل بلاغتها عن فلسفلتها، وفي لغة شعرية، والشعر فيها يشمل جميع الفروع ويتناول الطبيعة كلها. (3)

لهجات اللغة الكردية:

تنقسم اللغة الكردية على ثلاث لهجات رئيسة منتشرة في ثلاثة أقاليم من كردستان، هي:

1ـ اللهجة الكرمانجية الشمالية: ويتكلم بها جميع الكرد في تركيا، والقوقاز الجنوبي في جمهوريات أرمينيا وجورجيا وأذربيجان، وكذلك كرد سورية ولبنان، ومناطق سنجار وأقضية زاخو وعقرا وزيبار والعمادية وشيخان في محافظة دهوك ويطلقون عليها هناك اللهجة البادينانية أو البهدينانية، كما يتكلم بها أكراد أذربيجان الشمالي والغربي، وأكراد لواءي قوجان وبجنورد في ولاية خراسان الإيرانية.

2ـ اللهجة الكرمانجية الجنوبية (ويطلق عليها أحياناً السورانية): ويتكلم بها كرد العراق في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك، وفي كردستان إيران في المناطق التي تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة أورميا (رضائية) حتى تصل إلى حدود ولايتي لورستان وبختياري في الجنوب.

علماً أن اللهجة الكرمانجية الجنوبية لها ثلاث شعب رئيسية، وهي:

أـ البابانية والسورانية، وتنتشران في المحافظات التي ذكرناها سابقاً في العراق (أربيل، السليمانية، وكركوك). والمكرية والأردلانية في كردستان الإيرانية، فالمكرية تنتشر في المنطقة التي تضم مدن شنو، لاجان أو (لهيجان)، سابلاخ، سردشت، حتى تصل إلى ميان دواف. والأردلانية تنتشر في المنطقة التي تضم مدن: بيجار، كروس، جوانرو، وبانه، والضفة الشرقية لنهر سيروان (نهر ديالى).

ب ـ الهورامانية والكورانية: فالهورامانية تنتشر في مناطق هورامان الجبلية الواقعة بين مريوان وسيروان قرب الحدود العراقية ـ الإيرانية. أما الكورانية فيتكلم بها أبناء الكوران الذين يطلقون على أنفسهم (أهل الحق أو العلي إلهية)*، وهي فرقة باطنية. والكوران تقع مناطقهم قرب طريق خانقين ـ كرمنشاه في كردستان الإيرانية.

ج ـ لهجات اللور والبختياري واللك، ويتكلم بها أبناء لورستان الكبرى والصغرى، ويسمون الكرد الفيليين، ومذهبهم الشيعة الإمامية.

3ـ اللهجة الشمالية الغربية، ويتكلم بها أبناء قبائل دولي أو الزازا (الظاظا) وتنتشر الزازائية في مناطق درسيم، بالو، كنج، جبقجور، معدن، بيران، أكيل، سيويرك، بيجار، وجيرموك. مع ملاحظة أن معظم الذين يتكلمون بهذه اللهجة تكون ديانتهم النصيرية (العلوية)، كما أن متكلمي اللهجة الكورانية أصحاب فرقة باطنية، علماً أن الشبه أيضاً كبير بين الظاظائية والكورانية (4). فما الجامع بين الفرقتين الباطنيتين ولهجتيهما، بالرغم من أن الزازائية تنتشر في أقصى الشمال الغربي من كردستان تركيا، والكورانية في أقصى الجنوب الشرقي من كردستان العراق؟ ربما كانتا فرقة واحدة ثم انتقل قسم منها إلى هذا المكان البعيد عن سكنى القسم الآخر واحتفظ بلغته ودينه!!

المراجع:

1ـ علي سيدو الكوراني: القاموس الكردي الحديث، كردي ـ عربي (شركة الشرق الأوسط للطباعة، عمان الأردن، 1985)، ص11.

2ـ أحمد تاج الدين: الأكراد: تاريخ شعب وقضية وطن، (الدار الثقافية للنشر، القاهرة، ط1، 2001)، ص59

د.بله.ح. شيركوه: القضية الكردية ـ ماضي الكرد وحاضرهم، (دار الكاتب، بيروت، ط1، 1986) الحلقة (10) ضمن سلسلة المكتبة التقدمية الكردية، ص27.

3ـ أحمد تاج الدين: المصدر السابق، ص57، نقلاً عن الأجرومية الكردية، للأب بول بندر، طبعة باريس، 1926.

4ـ الكوراني: المصدر السابق، ص11ـ12. وأحمد عبد الباقي أحمد: الدور السياسي للقوميات في تركيا ـ الأكراد ـ دراسة حالة، (رسالة ماجستير مقدمة إلى معهد الدراسات القومية والاشتراكية في الجامعة المستنصرية، بغداد،1989)، ص17. وموجز دائرة المعارف الإسلامية، (مركز الشارقة للإبداع الفكري، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997) ج26، ص8025 ـ 8026.



--------------------------------------------------------------------------------

* ـ فرقة (أهل الحق) أو (علي إلهي) أو (العلالاوية)، تؤمن بألوهية علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وبالتقمص وتناسخ الأرواح والحلول. ولهم حلقات ذكر وأوراد وأدعية، وينتشون وتأخذهم حالات من الهوس والصرع، ولهم أعياد خاصة بهم وشهر صوم.

ينظر: أحمد تاج الدين: الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن (الدار الثقافية للنشر، القاهرة، ط1، 2001) ص71.

[/frame]
 
تسلم ايديك على المبادرة الجميلة على الابجدية الكردية

فائق احترامي لك
 
أعلى