نسرين فخري شاعرة كردية

نسرين فخري/ شاعرة كردية


غنت للعرب وللأكراد وللإنسانية


ولدت الشاعرة في مدينة السليمانية عام 1937م، تعمل حاليا في كلية التربية/ جامعة بغداد/ بدرجة أستاذة في قسم اللغة الكردية، طبعت لها كتب عدة في مجال اللغة والشعر وهي عضوة مؤازرة في المجمع العلمي الهيئة الكردية منذ تأسيسه، شاركت في مؤتمرات عديدة داخل وخارج القطر منها الاتحاد السوفييتي/ ألمانيا/ فرنسا / فنلندة ومؤسسة لإتحاد الأدباء الكرد وجمعية الثقافة الكردية أشرفت على الكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير وبلغات مختلفة، صدر لها ديوان شعري بعنوان اللحن الأخير عام 2002م بلغ عدد صفحاته باللغتين العربية والكردية 256 صفحة من القطع المتوسط، ونسرين فخري شاعرة مرهفة الحس ذات صوت رومانسي خفيف يمتزج بالواقعية وأسلوبها يتفجر رقة وعاطفة بمعانٍ مشرقة وبألفاظ مموسقة، بعيدة عن التعتيم والغموض والتكرار، في شعرها تراها تكتب أحيانا بعد كل عنوان قصيدة عبارة موجزة تفصح عن مغاليق القصيدة، ففي ( قصيدة حنين ) تأتي أولا عبارة: إلى أول أغنية، دغدغت شفتي إلى أمي/ ص:72 وفي قصيدة بين الرؤيا والحقيقة تقرأ عبارة: وأنت تقرأ، أما رأيت نفسك يوما مثل هذا الذي استجار بالرؤيا من الحقيقة/ ص: 119 .

ونسرين فخري مرآة صافية للطيبة خالطتها تلميذا وأستاذا فوجدتها المرأة التي يكمن في داخلها حب الله في الوطن / الضمير/ الأم/ العراق تقول في قصيدة: حفرت حرف اسمك/ ص: 98 .



وفـي نشـيـج الـبـلبـــــــــــل


وفـي نشـيـد الـجـــــــــــدول


في النية، في المتـاهـــــات


وفـي تـرتيـل الـصـــــــــلاة


وفـي لـهـيـب كـــــــــــل آه


فــي ( لا الــه إلا الله )


يا وجه شعـبي.. يـا نبـي


بـك الـلـقـاء بـربـــــــــــــي


يـا مــوطـنـــــــــــــــــــي: ـ


ذاتي..ضميـري.. مذهبـي



هذا التوحد الصوفي بين الشاعرة والله والوطن والضمير والمذهب يذكرنا بالشعر الصوفي عند كبار شعراء الصوفية وبشعراء الزهد كأبي العتاهية، لقد عكست نسرين ذات الإنسان وذات الخالق لتعكس ذات الوطن المبادئ والمثل والأخلاق والوحدة بين مواطنيه ما دام هناك خالق ونبي وما دامت الكلمة ( لا اله إلا الله ) تجمع كل الأديان والطوائف والقوميات فالإنسان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلقة تقول في:


قصيدة هدير/ ص: 60.




أنا أيــهــا الـحــضـــــــــــــــــــــــــور


ارفـض إن يفـرق الـبعـض بعضـــي


فـأكـون مع نفـسـي على نفـســـــــي


ما أغراني..ملك أو جاه..لا الوعود


مــا دمـت أهـفـو لـلــوجـــــــــــــود


ما جفـلت من الـعـيـون الـراصـدة


ولا الــوجــوه الـحـاقــــــــــــــــدة


( سمندرا ) دون اللهـيب أذوب


ودون الـنــار أحـتـــــــــــــــــــرق


الـعـق الـجــرح فـالـجـــــــــــــرح


الفجـر منه ينبثـق.. ويـنـغـلــق

ونسرين حين تؤمن بجمالية الوجود وبخالقه وبالوطنلا يعرف شعرها التشاؤم فهي شاعرة متفائلة يتسرب الحزن بعيدا عنها مؤمنة بمستقبلالإنسان في تحقيق أهدافه في الحياة في المزج بين الروح والمادة.ونسرينفخري كأي إنسان أو شاعر يتأثر ويؤثر بما يحيط به من الوجود الظاهري كالشعر فقدتأثرت نسرين بالشاعر إيليا أبي ماضي ولكن تأثرها لم يكن تقليديا بل جاء على شكلمعارضةشعرية قالت في قصيدة:

من أنت؟ ومن أنا؟.



( أنـت أنــا وأنــا أنـت )


سألـت نفـسـي من أنـت؟


ضمير الأمـس من أنـت؟


والأحـاسـيــس كـلـهـــــا


وكـل مـا فـيـه شــــــذاك


كـل الـذي مـس لمــــاك


حــتى الــذي ذبـــــــــت


أو ذاب فــي هــــــــواك


سألـت الطيـر من أنـت؟


فقـال الطيـر إذا شـدوي


سألـت البحـر من أنـت؟


فقـال المـوج ذا حنـوي


إذا مـا غـاض فالـويـل

ص: 87 وهي قصيدة طويلة جاءت معارضة لقصيدة إيليا أبي ماضي الطلاسم وتعتمد الشاعرة نسرين فخري على التموسق اللفظي لكن ذلك لا يعني الإخلال بالمعنى كقولها في قصيدة:

لن أفتح باباً للأحزان/ ص110.



لـن أفـتـح باباً لـلأحـزان


سأغلق يا حزني البيبـان


ســأغــلـق باب أحـزانـي


بوجه القـاصي والدانـي

أما الذين كتبوا عن نسرين نقداً وبحثا فهم كثار منهم الأديب الشاعر محمد البدري والأستاذ الدكتور التربوي الأديببدرخان السندي ووحيد بهاء الدين والأديب والصحفي حسين الجافوغيرهم.


يقول أ.د بدرخان السندي عن شعر نسرين:

وإذا حاولت أن تجمع كل هذا التطلق على شعر نسرين اسماً أو صلة أو مصطلحا أعيتك الوسيلة فنسرين تأتيك من خلال شعرها هامسة بكل هدوء لتؤجج فيك ثورة عالمية ولتشد وثاقك.. ولا يمكنك إذن وأنت تتذكر كل المشاعر التي تنتابك معها/ ص 9 ـ 10/ الديوان .


ويقول الأديب الصحفي حسين الجاف:

ـ الشاعرة الدكتورة نسرين فخري من مشاهير الشواعر الكرديات، وأديبة ومترجمة من الطراز الأول وأستاذة في القسم الكردي بكلية التربية بجامعة بغداد وما زلت أتذكر ترجماتها المبدعة للعديد من الشعر الكردي الحديث للشعراء الراحلين الكبار أمثال عبد الله كوران وفائق بي كه س التي كانت تضمها بين دفاتها كتب المطالعة العربية في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات التي كانت تدرس في المدارس الثانوية العراقية ومن بينها قصيدة ترجمتها الدكتورة نسرين فخري لرائد التجديد من الشعر الكردي عبد الله كوران/ ص 26/ الديوان .


ويقول دارا عن نسرين فخري:

عفوية هادئة وهي تتحدث كأنها تحاول إقناعك بشيء ما متى حين تكونصامتة تبحث عن جملة (ما ادري) ربما يفوح من سلوكها هذا همٌ فني جميل ونظرات بعيدةغاية في الامتداد إلى آفاق أجمل وأكثر صفاء وإبداعا ولكي نتعرف على البروفيسورةالدكتورة التي عرفت بشاعرة الاباء والأصالة ص 28/ الديوان وأضيف أنها شاعرة الحبغنت للعرب والأكراد وللإنسانية جمعاء.


الشاعرة في سطور

1 ـ ولدت في مدينة السليمانية في 1937/12/27.

2 ـ نالت شهادة البكالوريوس وبدرجة شرف في الأدب واللغة العربية كلية الآداب/ جامعة بغداد عام 1959 .

3 ـ أستاذة في جامعة بغداد منذ 1966/10/26


نتاجاتها

4 ـ طبعت لها مجموعة كتب منها الكتب المنهجية والكتب الكردية المترجمة من العربية وكتب أخرى عن اللغة والقواعد والإملاء والتراث والشعر.

5 ـ عضوة مؤازرة في المجمع العلمي / الهيئة الكردية منذ تأسيسه.

6 ـ عضوة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

7 ـ عضوة في نقابة الصحفيين العراقيين.

8 ـ شاركت في عدة مؤتمرات داخل وخارج العراق منها الاتحاد السوفييتي، ألمانيا، فنلندة، فرنسا، أميركا.

9 ـ تم تكريمها عدة مرات وحازت على الألقاب العلمية.

10 ـ مؤسسة اتحاد الأدباء الكرد وجمعية الثقافة الكردية وجمعية الباراسايكولوجي العراقية.

11 ـ كتب عنها في عدة مجلات عربية وكردية من قبل الأدباء العرب والأكراد وترجم قسم من قصائدها الكردية إلى العربية وبالعكس في العراق والخارج.

12 ـ عضوة في الهيئة الاستشارية لمجلة روشنبيرى نوى وترفد المجلات الثلاث التي تصدرها دار الثقافة والنشر الكردية ره نكين ـ به يان روشنبيرى نوى ببحوث علمية ومقالات نقدية وقصائد شعرية.

13 ـ شاركت وتشارك في الإشراف على عشرات الرسائل العلمية الماجستير والدكتوراه مع المناقشات وبلغات مختلفة
 
مشكور اخي عاشق القيصر على الزياره والمرور الاكثر من رائع

تحياتي وتقديري لك
 
أعلى