يا قارئ يا قارئ أضغط هنا

هه هه أضغط هنا !

مهلاً.. مهلاً، أيها القارئ، انتظر قليلاً، قبل أن تبدأ بالقراءة، ثمة سؤال أود طرحه عليك..ما الذي دفعك لقراءة هذا المقال تحديداً دون غيره ؟.. هل هو العنوان؟..أعتقد أنه العنوان، فأنت لا تعرفني معرفة مباشرة حتى تقرأ لي!، أليس كذلك؟ ألستُ ذكياً ؟!... إذا كان العنوان هو ما دفعك إلى ذلك، فاني أقول لك: إن هذا العنوان ليس كاملاً، له تكملة، تكملة طويلة فعلاً،لكن كما تعلم، لا ينبغي أن يكون العنوان أطول من نصه.. وأنا لا أخفيك، لقد اقترحتُ على محرري ذات مرة اقتراحاً خارجاً عمّا هو مألوف، قلتُ له: لما لا تسمحون لي بكتابة مقال يكون عنوانه صفحة كاملة ونصه جملة واحدة فقط ؟ ألم يقل( باولو كويلو) في روايته ( الخيميائي) إن ( سانتياغو) كان يقوده قطيعه بدلاً من أن يقود هو قطيعه، فتمكّنَ من اكتشاف أمور عظيمة ؟.. طلبتُ منه ذلك، لكنه لم يوافق، بل ضحك بملء حنجرته، وقال لي : إذا كنتَ تفكّر في ذلك بجدية، فما عليك إلا أن تقتني لنفسك بضعة رؤوس من الغنم، ولتكن علاقة القيادة بينكم علاقة متبادلة، لعلك تستطيع بعد ذلك أن تكتبَ عنواناً-أقصدُ- مقالاً يكون عنوانه أطول من نصه.. ثم حمل حقيبته ورحل.... تصوّر يارجل..انه يستهزئ بي، يا الهي!كم كان قاسياً هذا المحرر، حتى هذه اللحظة لم أجد ما يفسّر سبب رفضه.. أسألك بالله أيها القارئ الفريد، أيمكن لمثل هذا الاقتراح أن يُرفض؟.. بالله عليك أجب، أيمكن ذلك؟... أعلمُ أنكَ تقول الآن في سرك: لما يخاطبني هذا المجنون بهذه الطريقة، وما الذي يطلبه مني بالضبط؟.. صدقني، أنا شخصياً، لا أعرف ماذا أريد، ولا أعرف لما أخاطبك بهذه الغرابة، لكن كل ما هنالك، أنه اعترتني رغبة في الحديث، ولم أجد من اكلّمه سواك، خاصة وأنه منذ فترة زمنية طويلة جداً وأنا أبحث عن قارئ " لأدردش" معه قليلاً في أمور الدنيا والآخرة! .. مشكلتك يا عزيزي القارئ أنك لا تعرف قيمتك، أنتم في حالة انقراض!، هل تعلم مدى سعادتي الآن وأنت تقرأ هذا المقال؟..أكادُ أصرخ وأقول: أيها العالم..أيها الكتّاب، ها هي مقالتي تُقرأ ! لمَ كنتم تقولون دائماً أن بلدنا بلد كتّاب وليس بلد قُراء؟ إن الحقيقة التي كنتم تخشون النطق بها في الظلمات ها هي تظهر أمامي علانية وفي النور، ها هي مقالتي تُقرأ ، وهذا دليل على أنني مبدع، فلو لم أكن مبدعاً، لما استطعتُ جذب عقل هذا القارئ الوحيد المنقرض النوع بالفخ الذي نصبته له في العنوان، والذي يحاول الآن بشتى الوسائل التملص من بين قبضتي لكن دون جدوى ، فهو من اختار بنفسه هذا الطريق الوعر، هذا العنوان، ومن واجبه إكماله، فأنا خيّرته ولم أسيّره، كان ينبغي عليه أن يكون حذراً، (فلا أحد هنا يحب أحد)...أنا كنتُ مثله تماماً، لذا وقعتُ في فخاخ كثيرة، اسألوا مكتبتي، تلك المحفوفة بالكتب التي لا كتب فيها، الكل خدعني بالعنوان، كانوا يقولون لي فيه أنهم يحبونني، وفي النهاية أكتشف أنهم لا يحبونني ولا يقدمون ما أحبه، بل كانوا يحبون جيوبهم فحسب..... بصراحة يا قارئي العزيز، المسألة طويلة وليست وليدة سنة أو سنتين، هي أعقد مما نتوقع.....أووه! قبل أن أنسى، قلتُ لك: إن العنوان ليس كاملاً، وأنا أعلم أنك متلهف لمعرفة تتمته، لذا، فها أنا أتممه لك: أيها القارئ.. أيها الكائن الافتراضي النادر التحفة!..أنا أحبك جداً جداً جداً جداً جداً ، بل فوق ما تتصور، بل ربما إلى الدرجة التي قد تفوق مستوى فهمنا للحب، أحبك كما لم يحب رجل امرأة، أحبك كما لم تحب امرأة رجل، أحبك أكثر من حبي لهذا المقال، أحبك أكثر من الحب نفسه، أحبك إلى الحد الذي قد تسألني فيه لما كل هذه الإطالة وهذا الاستطراد؟..أنا من سيجيبك..لنكن صريحين..كيف لا أحبك ؟ وأنا أرى أمامي قارئاً لا يزال ينبض بالحياة...كيف لا أحبك؟ وقد وقعتَ في الفخ الذي نصبته أمامك...كيف لا أحبك؟ وأنت تركتَ عملك لتتورط في قراءة هذا المجنون! ... كيف لا أحبك؟ وأنت وسيلتي الوحيدة للشهرة!.. كيف لا أحبك؟ وأنت فضلتَ القراءة على تقليم أظافر قدميك!....ياأخي! ما عاد أحد يقرأ لأحد، هناك أزمة قرائية ، وما عاد أحد يسمع أحد، هناك أزمة سمعية، وما عاد احد يشجع أحد، هناك أزمة تشجيعية، وحق الأحد، ما من أحد ، هل في الأصل من أحد؟.... البعض يقول: هناك أزمة ثقافية، والبعض يرد: هل هناك ثقافة؟ .. البعض يقول: هناك أزمة قُراء، والبعض يرد: هل هناك كتّاب؟..البعض يقول: هم لا يقرؤون، والبعض يرد: هم يطعمون أطفالهم.. البعض يقول: هي قوالب العولمة، والبعض يرد: أين هي قوالبكم...البعض يقول: هي أزمة تكنولوجية، والبعض يرد: هل أحسنتم استخدامها... البعض يقول والبعض الآخر لا يسمع، وإذا قال البعض الآخر، فالبعض الأول لا يسمع...هناك أزمة سمعية!..الولد في البيت لا يسمع أباه، والطالب في المدرسة لا يسمع أستاذه، والزوجة لا تسمع الزوج أو الزوج لايسمع الزوجة، هل هم أزواج؟... يا أخي ! هناك أزمة سمعية.... كل واحد منّا حقيقة بذاته، كل واحد عظيم بذاته، عالَم كامل بذاته، فلماذا نسمع أو نقرأ ؟....... بالله عليك يا قارئي النادر! يا آخر رجل من سلالة القُراء!- قبل أن تبدأ بالقراءة - لي سؤال آخر أودُ طرحه عليك، فقد لا أصادفك مرة أخرى: لمَ لا تترك القراءة وتصبح كاتباً أنت أيضاً، أليس أفضل؟ الكلُ، هنا كاتب، فلما تكون انت قارئاً؟ فكّر بالأمر جيداً، فأنا أحبك جداً جداً..والآن، يمكنكَ أن تبدأ بقراءة النص.

agmal.ahsas


























































































































وشكرأًــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
شكراً جزيلاً لموضوعك يا agmal.ahsas2...
ولحروفك التي زخرفت بااجمل العبارات واجمل المواضيع اذا كان لتميز عنوان فهو انت

يسعدني ان اكون اول من يرد على موضوعك واشكرك على جهدك وتالقك نرجو لك النجاح والتوفيق ... بانتظار المزيد من مواضيعك

تحياتي لك كوباني عضو تلقائي
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى