الإشـكالية في اللهجة الكورمانجية لدى الـطلبة

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
الإشـكالية في اللهجة الكورمانجية لدى الـطلبة
تعتبر اللغة وسيلة التفاهم والتخاطب لدى الشعوب, سواء ً أكانت محصورة بين أبناء الشعب الواحد , أو كانت لغة عالمية كالانكليزية التي تحتل المرتبة الأولى , والفرنسية التي تحتل الثانية عالميا ً. و في أي لغة غنية- ذات امتداد تاريخي – لهجات متعددة داخل اللغة نفسها , لتعطي اللغة قيمتها وغناها, حيث اللغة الانكليزية- مثلا ً – في بريطانيا لها لهجات متعددة, وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللغة الكوردية, حيث اللهجات الأربع, و بدون الخوض بجذور اللهجات الكوردية الأربع وتفاصيلها , نرى في اللهجة الكورمانجية -مثلاً- هذه الإشكالية لدى أبناء المناطق الكوردية ( كوباني - عفرين – جزيرة) , نتوقف عند اللهجة " الكورمانجية " ,ماذا تعني؟ تتألف هذه الكلمة / المقطع من كلمتين مركبتين:الأولى " كور " والتي هي اختصار للكلمة " كورد " , أما الثانية " مانج " فهي تعني " ماد " أي " الميدي ّ" وبهذا تكون الكلمة" الكورمانجي" تعني " لغة الكورد الميديين ". غالبية الكورد يستخدمون الألف باء اللاتينية التي أوجدها الأمير جلادت بدرخان (1893-1951) والتي تعتبر الألف باء الأكثر دقة من غيرها من الألف باء الكوردية.
ننتقل إلى الحياة الجامعية , حيث الطلبة الكورد من مختلف المناطق الكوردية ( الجزيرة – عفرين – كوبانيه ), فالطالب الكوردي الذي يدرس في الجامعة أو المعهد, - خصوصا ً المستجد منهم- يتعرّض إلى هذه الاشكالية اللهجية المناطقية , حيث الإختلاف بين لهجات العفرينيين والجزراويين والكوبانيين, بالرغم من أن جميع الكورد في سوريا يتكلمون اللهجة الواحدة (الكورمانجية ), وهذه الإشكالية اللهجية المناطقية هي نتيجة عدم وجود تواصل وتفاعل بين الطلبة من أبناء المناطق مع المناطق الأخرى, حيث الطالب الذي من الجزيرة – مثلا ً- لا يصل لمرحلة التواصل والتفاعل ,إلاّ إذا دخل الحياة الجامعية وتَعرّفَ على الطلبة من جميع المناطق الأخرى, أي أنه لا يدخل مرحلة التواصل مع خارج إطار منطقته إلاّ عندما يبلغ 18 من عمرهِ ! نظرا ً لوجود إمتداد جغرافي واسع على الحدود الشمالية لسوريا يربط هذه المناطق ( الجزيرة- عفرين – كوبانيه ) بعضها مع بعض, في الداخل السوري, ظهرت هذه الإشكاليلات اللهجية المناطقية. طبعا ً لا نقول ان التفاعل والتواصل بين أبناء هذه المناطق صعب ومستحيل , إلاّ أنه في بداية الأمر له بعض الصعوبة لحين التعوّد والفهم على لهجات المناطق الأخرى, حيث في بعض الأحيان – و مع الأسف – يلجأ البعص لإستخدام المصطلحات/ الكلمات العربية لإزالة إشكالية وتعدد اللهجات المناطقية هذه .
لا يتطلب إزالة تلك الإشكاليات جهدا ً يبعدنا عنها, فلو تعلّم الطلبة الكورد – جميعهم- اللغة الكوردية " الفصحى " قراءة وكتابة لما بقيت الإشكالية, و لو استخدمنا الكوردية الفصحى خلال أحاديثنا- كما في أغانينا – فإن هذه الإشكالية ستزول.
بوجود التكنولوجيا الحديثة- الموبايل و أجهزة الكمبيوتر- أصبح التواصل والتفاعل أمرا ً سهلا ً, حيث غرف الدردشة الصوتية التي تساعد على التواصل, مهما كانت المسافة بعيدة ً ,و خصوصا ً أنه – تقريبا ً – بكل بيت تتوافر أجهزة الكمبيوتر, أي أن التواصل لا يمكن حصره في الحياة الجامعية فقط, لكن من سيتخلّى عن مشاهدة المسلسلات التركية المدبلجة ليدخل إحدى غرف الدردشة بهدف التواصل,أو ليطالع كتابا ً عن اللغة الكوردية لتحسين مهاراته اللغوية !


تنزيل العدد
clear.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
شكراً جزيلاً لموضوعك يا jWan KuRD...
ولحروفك التي زخرفت بااجمل العبارات واجمل المواضيع اذا كان لتميز عنوان فهو انت

يسعدني ان اكون اول من يرد على موضوعك واشكرك على جهدك وتالقك نرجو لك النجاح والتوفيق ... بانتظار المزيد من مواضيعك

تحياتي لك كوباني عضو تلقائي
 

كول نار

G.M.K Team
رد: الإشـكالية في اللهجة الكورمانجية لدى الـطلبة

شكرا لالك جوان
دمت بخير
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى