جوان
مراقب و شيخ المراقبين
120 شهيدا في مجزرة أمس واليوم ، ومئات الآلاف يهتفون بإسقاط النظام، واستقالة نائبين في مجلس الشعب ومفتي درعا ، وإعلان دمشق يصف المواقف الدولية بالخجولة، وشباب ثورة مصر يحيون ثورة سورية
دمشق ـ وكالات / لندن ـ سوريون نت
قتل 13 شهيدا على الاقل بالرصاص في سوريا السبت اثناء تشييع جنازات قتلى امس الجمعة الذي شهد تظاهرات حاشدة ضد النظام اسفرت عن سقوط اكثر من ثمانين قتيلا، حسب شهود وناشط حقوقي.
وقتل خمسة اشخاص في درعا (100 كلم جنوب دمشق) وخمسة في دوما (15 كلم شمال دمشق) وواحد في دمشق اثناء مشاركة عشرات الالاف في تشييع متظاهرين قتلوا الجمعة.
وفي دوما قتل خمسة اشخاص على الاقل السبت برصاص “قناصة” متمركزين على سطوح المباني لدى مرور موكب مشيعين كان متوجها الى مسجد المدفن، بحسب ما افاد شاهد وناشط حقوقي في المكان اتصلت بهما فرانس برس.
وفي درعا من حيث انطلقت التحركات الاحتجاجية افاد ناشط اخر عن سقوط خمسة قتلى برصاص “قوات الامن التي اطلقت النار بالرصاص الحي على الاشخاص الذين كانوا يتوجهون الى عزرا للمشاركة في التشييع وكذلك امام مستشفى درعا”.
وقال ناشطون ان شخصا على الاقل قتل برصاص قوات الامن في حي برزة في دمشق.
في غضون ذلك نددت الأمانة العامة لإعلان دمشق في المهجر برئاسة السيد أنس العبدة بمذبحة يوم الجمعة العظيمة ورأت أن النظام السوري أصبح العنوان الرئيسي للمشكلة، ووصفت المواقف العربية والدولية بالخجولة ..
وقد اعلن نائبان سوريان هما خليل الرفاعي وناصر الحريري السبت استقالتهما مباشرة عبر قناة الجزيرة احتجاجا على القمع الدموي للتظاهرات في سوريا.
وقال خليل الرفاعي عضو مجلس الشعب السوري عن درعا، احد معاقل الاحتجاجات ضد السلطات في جنوب سوريا، “اعلن استقالتي من مجلس الشعب لانني لم استطع حماية شعبي”.
وكان الحريري، النائب عن درعا ايضا، اعلن في وقت سابق استقالته عبر قناة الجزيرة موردا الدافع ذاته ودعا الرئيس السوري بشار الاسد الى التدخل.
وقتل ما لا يقل عن ثمانية اشخاص السبت غداة سقوط ما لا يقل عن ثمانين قتيلا في قمع التظاهرات المعارضة للسلطات السورية، بينهم عدد كبير في منطقة درعا بحسب شهود وناشطين حقوقيين.
في ردود الفعل أيضاً.. دان الامين العام للأمم المتحدة/ بان غي مون/ استعمال العنف ضد متظاهرين مسالمين في سوريا، ودعا إلى وقفه فورا، وإجراء تحقيق مستقل وشفاف في أسباب قتل المتظاهرين.
وطالب /بان غى مون/ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد باحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي، وكذلك حرية الصحافة.
أمّا فرنسا فقد دعت السلطات السورية إلى التخلي عن استعمال العنف ضد مواطنيها، وإجراء حوار سياسي شامل، والشروع في إجراء إصلاحات تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.
كما أكدت الخارجية الفرنسية على أن رفع حالة الطوارئ يجب أن يترجم إلى أفعال، وشددت على احترام الحقوق الأساسية للمواطنين.
ايطاليا دانت -هي الأخرى- قمع النظام السوري للمظاهرات، مشددة على ضرورة احترام حق التظاهر سلميا، ودعت كل الأطراف إلى الهدوء
وأكدت الخارجية الإيطالية على أهمية تطبيق الإصلاحات واحترام الحريات الأساسية ليعود الاستقرار إلى البلاد.
في غضون ذلك، أعرب مصدر سوري عن أسفه لصدور بيان للرئيس الأمريكي/ باراك اوباما/ بشأن الأوضاع في سوريا، كونه لا يستند إلى رؤية موضوعية لحقيقة ما يجري، وفق تعبير المصدر.
وكان أوباما قد دعا، في بيان منه، الحكومة السورية إلى الكف عما قال إنه استعمال مفرط للعنف ضد المتظاهرين. واتهم الرئيس الأميركي الرئيس السوري بشار الأسد بالاستعانة بإيران من اجل احتواء التظاهرات في سوريا.
وشدد أوباما، في بيانه، على ضرورة وقف العنف ضد المتظاهرين الآن، حسب تعبيره.
وأضاف أوباما أنه بدلاً من أن يستمع الرئيس الأسد إلى شعبه، راح يلقي باللائمة على أناس في الخارج، ويطلب مساعدة من إيران لقمع السوريين، بذات الوسائل القاسية التي استخدمها حلفاؤه الإيرانيون.
أوباما: الأسد يستعين بإيران لقمع التظاهرات الرئيس الأمريكي: العنف المفرط ضد المتظاهرين السوريين يجب أن يتوقف الآن أوباما: الأسد يطلب مساعدة إيران لقمع المتظاهرين بذات الوسائل القاسية التي استخدمتها طهران.
وقد اصدرت حركة 6 ابريل، احد القوى الاساسية التي مهدت ل”ثورة 25 يناير” في مصر، بيانا السبت بعنوان “السفاح بشار الاسد يجب ان يرحل” وجهت فيه تحية ل”شهداء” حركة الاحتجاج في سوريا.
واكدت الحركة في بيانها “تضامنها وجموع شباب الثورة والشعب المصري عامة مع ثورة اشقائنا الاحرار في سوريا ودعمنا لانتفاضتهم السلمية في سبيل تحقيق كافة مطالبهم المشروعة”.
وراى البيان ان “سقوط 120 شهيدا في يوم الجمعة العظيمة التي هي حقا عظيمة باهلها وشهدائها وعظيمة بتضحياتها وشبابها الذين خرجوا من كل مدينة في سوريا ينشدون التغيير واسقاط نظام بشار الأسد الدموي مع أول تطبيق لالغاء حالة الطوارئ في سوريا يعني ان بشار الاسد لا يعرف غير لغة الدماء في حواره مع الشعب السوري”.
وطالب البيان النظام السوري بان “يفهم جيدا ان نهايته اصبحت امرا محتوما ومنتهيا فالشعوب عندما تريد الحياة لن توقفها زخات رصاص الانظمة وعلي بشار الاسد أن يستوعب ذلك جيدا ويخرج من السلطة فورا حقنا للدماء ليترك المجال امام الشعب السوري ليبني سوريا الجديدة”.
وضمن السياق نفسه اكد البيان “تضامن الحركة ودعمها الكامل لثورات الشعوب العربية في ليبيا واليمن ورسالتنا دائما للانظمة المستبدة التي تتحكم في مقدرات بلادنا وتقمع ثورات شعوبها بتلك الافعال الدموية الاجرامية انتهي امركم فارحلوا عنا”.
وكانت الأمانة العامة لإعلان دمشق في المهجر قد وصفت المواقف العربية والدولية بالخجول ووصفت النظام السوري بأنه العنوان الرئيسي للمشكلة، والحل الوحيد بتمكين الشعب السوري من أن يختار مصيره بنفسه وسوريون نت تنشر نص البيان الكامل للأمانة : ” … إن ما حدث في يوم الجمعة العظيمة من مجازر بحق المدنيين السوريين الذين كانو يتظاهرون بسلمية؛ يجعلنا نشعر بقلق بالغ على مصير شعبنا الذي بات تحت رحمة ما توصف بقوى الأمن التابعة للنظام والمنفلتة من عقال القانون والوطنية والأخلاق. إننا لم نجد جديدا في تعاطي وتعامل قوى أجهزة الأمن السورية مع المحتجين السلميين واستمراراً لاستبداد النظام وشراسته في التعامل مع شعبه ومعارضيه طوال عقود من حكمه.
إننا في إعلان دمشق إذ نعزي كل أسرة شهيد ونحني لقامات شعبنا العظيم الذي أثبت أنه أكبر من كل المؤامرات ومن كل الحيل التي ظن رئيس النظام السوري بشار الأسد أنه سيخدعه بها، لنتمنى الشفاء العاجل لكل جريح، ونحيي كل المدن والقرى السورية التي خرجت مطالبة بالحرية وبإسقاط الاستبداد والاستعباد، وندعو بالمقابل كل من آثر الصمت أن يهب لنجدة شعبه، فضريبة العز أرخص وأقل ثمنا من ضريبة الذل.
إن الموقف العربي والدولي الخجول إزاء التعاطي مع النظام السوري له تبعات سلبية وذلك في الوقت الذي يدرك فيها الجميع أن سورية لا تتحمل أن تعيش في حالة من اللااستقرار بسبب حساسية المصالح العربية والدولية والنقاط الساخنة التي تحيط بها. كما أننا نؤكد بالمقابل على أن هذا النظام أصبح العنوان الأساسي للمشكلة في سورية والحل الوحيد هو في أن يقوم الشعب السوري باختيار طريقه وتحديد مستقبله، وكل تأخير وتلكؤ عن دعم ذلك يعني خلط أوراق اقليمية ودولية قد تكون أكلافها خطيرة على السلم الإقليمي والدولي.
