ورشة الموساد في قبرص تقودها "افروديت" !

ورشة الموساد في قبرص تقودها "افروديت" !

قبرص - خاص "المحرر": كل التقارير التي ترد إلى بيروت، وكل التحقيقات التي تجري فيها تؤكد ان قبرص لم تعد مجرد مركز إقليمي (للاستخبارات الاسرائيلية)، بل أنها تحولت إلى "ورشة" لتلك الاستخبارات التي تتولى تركيب الشبكات المعدة للعمل في لبنان، دون إغفال غيره من الدول العربية الأخرى، التي تحتاج إلى شبكات مختلفة تخصصاً.

هل تعلمون ان المقر المركزي (للاستخبارات الاسرائيلية) في الجزيرة هو برئاسة امرأة برتبة جنرال وأن اسمها "الحركي" هو "افروديت"، آلهة الجمال في الميتولوجيا الإغريقية والتي تتحدر من زيوس؟!.. لا بد أن تكون المسؤولة امرأة، فالأنثى هي المصيدة في قبرص، وحسب أحد التقارير الواردة إلى بيروت، فقد جند "الموساد" نحو مائة وعشرين امرأة من طراز "افروديت"، إذ أن الهدف هو اختراق الضحية العربية واستيعابها كلياً.

قد تجد المصيدة الشقراء، بشكل خاص، أو السمراء في الفندق أو في المطعم أو في الملهى الليلي أو حتى عند الحلاق وتقوم بتقليم أظافر الثري العربي، وهي تقصد فعلاً تقليم أظلافه..

تمسك الشقراء رجل الأعمال العربي من أظافره وتقوده إلى غرفتها، وهي المدربة على أعلى تقنيات الإثارة، في اليوم التالي يكون ثمة لقاء على مائدة الغداء مع رجل أعمال صهيوني ينقله بشكل أو بآخر إلى (اسرائيل)، وإلا فالصور التي تحكي كل التفاصيل ستصل إلى كل مكان بمن فيهم زوجة الثري العربي وأولاده والحاكم في دولته..

الشريط الحدودي في لبنان لم يعد المكان الملائم لتهريب الجواسيس أو العملاء إلى الداخل اللبناني، إذ يفترض أن تكون الأجهزة الأمنية اللبنانية قد زرعت عيونها هناك، هذا فضلاً عن أن حواجز الجيش التي تبعد قليلاً عن بوابات العبور تدقق في هوية كل شخص خصوصاً بعدما اقفل الجنود اللبنانيون كل الممرات السرية التي كانت تستعمل في السابق.

حين التقى (اسحق رابين) عام 1976 بالشيخ بشير الجميل، وبحضور الرئيس كميل شمعون الذي كان عراب تلك اللقاءات، حصل ذلك في طراد بحري.. أما اللقاءات الأخرى تمت بالسرية إياها وكانت تعقد على متن باخرة تدعى.. (قبرص).

آخر الضحايا كان رجلاً من الضاحية الجنوبية يدعى سعيد سليم، وهو تاجر أدوات بناء من عائلة محافظة وكبيرة وثرية نسبياً، تزوج من أجنبية ما لبثت أن هربت مع أولادها و(أولاده) إلى قبرص، حتى إذا ما لحق بها وقع فريسة الاستخبارات (الاسرائيلية)، وكانت الصفقة تتعلق بالزوجة، وسعيد لم يعد بعد ذلك سعيداً.. عاد إلى الضاحية وراح يراقب، يبعث بالتقارير بانتظار إنجاز المهمة التي ستناط به.. ولكن ما أن حدث انفجار الضاحية الجنوبية في منطقة صفير في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 1996، وتم اعتقال حياة ياسين، زوجة احمد بديع حلاق الذي فرّ إلى منطقة الشريط الحدودي، وتشعبت التحقيقات حتى ثبت تورط أشخاص لا يخطر في بال أنهم يمكن أن يعملوا لحساب "الموساد" التي يتساءل أكثر من جهاز عربي ما إذا كانت قد احتلت جزيرة قبرص؟!..

من قبرص مرّ الإغريق والصليبيون والأتراك والإنكليز، وكانت عبارة عن غابة تعيش فيها الفيلة وفرس النهر.. كل لبناني يتورط يعامل مثل فرس النهر الذي يبقى رأسه فوق الماء ليسهل اصطياده..

أنت بين يدي "افروديت" التي أعطت للجزيرة اسمها قبل أن تأخذ اسماً آخر يعني غابة النحاس.. العربي في قبرص هو الآن في غابة النحاس، حكومة صديقة وناس دخلوا في لعبة العصر، فالخدمات مفتوحة على مصراعيها.. وبدلاً من أن يسمع في نيقوسيا صياح الديك في اللاذقية، يسمع الآن صياح الديك في (أورشليم)!!.

إذا كنت عاشقاً أو شبقاً أو عاطلاً عن العمل أو محطماً أيديولوجياً أو سياسياً، فهناك في الجزيرة من يراقبك بدقة ويعرف كل شيء عنك، امرأة "الموساد" موجودة في فندق الخمسة نجوم، وهي موجودة أيضاً في فنادق الدرجة الأخيرة.. وعليها أن تعرف أين توجد نقطة الضعف في شخص فريستها لتزرع مستوطنة صهيونية هناك..

لبنان وجارته سورية وغيرهم من الدول العربية هم الهدف الآن.. ونشاطات "الموساد" لا تهدأ.. فالتركيز كان في البداية، على أولئك الذين عملوا طائفياً في لبنان من اجل تفتيته وتقسيمه إلى "حصون طائفية "لتحمي اسرائيل"، ولكن "الموساد" اكتشفت بعد ذلك أن هؤلاء لا يقدمون سوى خدمات قليلة، قبل أن يتم تجنيد العديدين منهم في قبرص كـ "أدوات اتصال" مع اللبنانيين الآخرين.

وها أنهم يخترقون المنطقة الأخرى، وتحديداً الضاحية، حتى أن التحقيقات التي جرت حتى الآن تؤكد أن الخطة لم تكن تلحظ تنفيذ اغتيالات فردية تطال رجالاً مثل المرشد الروحي لـ "حزب الله" السيد محمد حسين فضل الله، أو الأمين العام للحزب الشيخ حسن نصر الله، وحسب، بل كان هناك اتجاه لتنفيذ اغتيالات جماعية، وإن كان مؤكداً أن الرئيس اللبناني السابق الياس الهراوي، وربما الرئيس الحالي أيضاً وكذلك البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، كانوا على اللائحة السوداء ومعهما زعامات أخرى، فالهدف هو زعزعة الوضع، وربما تفكيكه، سواء لإنهاك سورية التي تعيش في الدوامة اللبنانية، أو لإلغاء الدولة اللبنانية التي تتخوف وزارة المالية (الاسرائيلية) من أن تعود بيروت مركزا للمقاومة الاقتصادية، إذا وقعت على اتفاقية التسوية، بعدما كانت مركز المقاومة العسكرية.

من هنا يمكن أن نفسر التفجيرات التي حدثت في تلفزيون لبنان واعتقال العشرات ومحاكمتهم بتهم التعامل مع العدو وبجرائم الخيانة العظمى، لأن أكثر من ثمانين في المئة من الذين تم توقيفهم، أو بالأحرى الذين تم توجيه الاتهام اليهم بعد ورود أسمائهم في التحقيقات تربطهم علاقة بمركز "افروديت" في قبرص، ودون أن يكون بإمكان الأجهزة العربية أن تخوض مجابهة متكافئة هناك بعدما نجحت "الموساد" في تجنيد عاملة التنظيفات، وسائق التاكسي، والمغنية الشقراء، التي ينبعث صوتها من كل أرجاء جسدها.

اليوم وبعد أن تم فتح العدد الأكبر من البلاد العربية أمام الصهاينة بحجة ما يسمونه الانفتاح الديمقراطي والدعوة إلى السلام وما إلى هنالك من ترهات أنظمة الذل والهوان العربية في عصر الصهيو-أمريكية رمت "افروديت" عنها ورقة التوت التي كانت تستر بها عورتها وباتت في كل ملهى راق كما يقال في بلاد العرب من نجد إلى تطوان، وما القادمات من روسيا ويوكرانيا وبولندا وما إلى ذلك من بلاد الاتحاد السوفياتي السابق أو بلاد البلقان بالجملة والمفرق مع العلم أنه ليس بالضرورة أن يكن كلهن "افروديت"، وما تطعيمهن بالعربيات من "الدول الشقيقة" على سبيل الانفتاح والبحبوحة وتسهيل "الرزق" سوى دليل على أن أعداء الإنسانية يريدون نشر الرذيلة والفساد في المجتمعات وتفكيك الأسرة وإلهاء الشباب بالمخدرات وهو ما يشير إلى أن أزمة الأخلاق قد فلتت من عقالها وباتت الأنظمة بلا أخلاق وبلا قيم، لذلك نقول للجميع بأن الخنجر الصهيوني الذي في ظهر الجزيرة "الشقيقة".. قد انغرز في ظهرنا بطبيعة الحال.. ولا حول ولا قوة لنا في كل الأحوال.. فافتحوا عيونكم.. وآذانكم فكل آت قريب..

من أرشيف (المحرر) 17 كانون الثاني/يناير 1996.




 
طبعا انا وانت قريبين من هاد الشيء جدا طالب العلم وانا سمعت بهيك شيء و كثير وقعو ضحية افروديت كما قلت و مهمتنا توعية الناس هنا لادراك الخطر الحقيقي ...
شكرا لك اخي طالب العلم
 
أعلى