عامودا" تاريخ ناصع في النضال

كول نار

G.M.K Team

كانت مدينة "عامودا" بزعامة المجاهد " سعيد آغا الدقوري" مركزاً لثورة وطنية عارمة ضد الاحتلال الفرنسي لبلادنا». هذا ما قاله الباحث والشاعر "صالح هواش المسلط" حين التقاه eHasakeh بمناسبة احتفالات المواطنين في المحافظة بعيد جلاء الاحتلال الفرنسي، وأضاف "المسلط":



«فقد وضع المجاهدون بقيادة " سعيد آغا الدقوري" مقاومة الاستعمار هدفاً أمام أعينهم من أول يوم لدخول الفرنسيين أرض سورية فبدأ النشاط والنضال الوطني بالتنسيق والتعاون مع القوى الوطنية الأخرى في محافظة "الحسكة" وبالدرجة الأولى مع أبناء "القامشلي" وريفها من الوطنيين على سبيل المثال لا الحصر "محمود وحسين أسعد" و"آل نظام الدين" و"زكي جلبي" وغيرهم مثل الشيخ "دهام الهادي" و"حسين سايمان" ومحمد غنام" و"آل السلومي" و"جميل المسلط" و"سعيد إسحق" والشيخ "أحمد الخزنوي" وغيرهم.
فكان هؤلاء المجاهدون على صلة وتنسيق مع الثائر "إبراهيم هنانو" فخاض هؤلاء المجاهدون بزعامة "الدقوري" معارك مشرفة ضد الاحتلال ونظموا أعمالاً جماهيرية ضد الفرنسيين مؤكدين من خلال ذلك ضرورة استمرار نضالهم حتى جلاء آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن».
وتطرق "المسلط" على الجانب السياسي في نضال المجاهدين لوقف محاولات حكومة الاحتلال في ذلك الوقت لفصل منطقة "الجزيرة" عن الوطن الأم سورية، حيث أفادنا: «حتى يسهل على حكومة الاحتلال في السيطرة على كامل الأراضي السورية فقد بادرت إلى سياسة تقسيم الأراضي السورية إلى ولايات، لذلك شكل "سعيد آغا الدقوري" وفداً سافر إلى مدينة "دمشق" يحمل عريضة دونت عليها تواقيع عدد كبير من الوطنيين يعلنون فيها إصرارهم على الاستقلال التام وإدانة أية محاولة لفصل منطقة "الجزيرة" عن الوطن الأم سورية وكان الوفد في ذلك الوقت مشكلا من "سعيد أغا الدقوري" و"عيسى عبد الكريم" و"شيخموس هسو" و"يونس عبدي" والشيخ "جميل المسلط" والشيخ "محمد




الطائي" والشيخ "دهام الهادي" فقابلوا القادة الوطنيين في دمشق وسلموا العريضة للجهات المعنية».
وتحدث "المسلط" عن رد فعل حكومة الاحتلال الفرنسي من نشاط هؤلاء المجاهدين قائلاً: «وصلت المعلومات إلى الحكومة الفرنسية عن نشاط مدينة
"عامودا" فبدأ الفرنسيون بوضع خطة للانتقام وذلك بتحريك عملائهم لاستفزاز الأهالي في مدينة "عامودا" تمهيداً لضرب الحركة الوطنية فيها، وفي تموز عام 1937م قامت الطائرات الفرنسية بقصفها وألقت القنابل بالمئات عليها، فدمرت أحياء وحرقت أحياء أخرى، ثم بدأت قوة من المشاة الفرنسية وعملائهم بنهب ممتلكات المواطنين، واستشهد العديد منهم ووقع العديد من الجرحى بينهم "حسين حمدون" و"ملا فخري اللجي" و"سلطانة سفر" و"صالح حسو" و"شريفة بكي" كما قامت الطائرات بقصف قرى الوطنيين مثل قرية "تل حبش"، ودمرت العديد من بيوتها واستشهد أربعة من سكان القرية وقضوا على قطعان المواشي من الجمال بالكامل في القرية، وقصفوا أيضاً قرية "قره قوب" واستشهد مختار القرية السيد "هدو" وقصفوا قرية "تل خنزير" واستشهد أحد المواطنين على إثر ذلك القصف، كما قام الفرنسيون بتدمير منزل السيد "طاهر محمود" في قرية "هيمو" التي تقع على الطريق الواصل بين مدينة "القامشلي" و"عامودا" وأمام وحشية جيش الاحتلال اضطر "سعيد آغا الدقوري" والمجاهدون على الخروج من مدينة "عامودا" فلاحقتهم الطائرات الفرنسية باتجاه الحدود التركية فرفض الأتراك إدخاله إلى أرياضيهم فاضطروا للعودة والاتجاه نحو "العراق" فلاحقتهم القوات الفرنسية حتى دخلوا الأراضي العراقية، وأصدرت الحكومة الفرنسية أحكاماً غيابية بحق هؤلاء المجاهدين وصلت حتى الإعدام».


__________________


 
أعلى