الشعراء الكرد يتربعون على كرسي الشعر في العالم العربي

G.M.K Team

G.M.K Team
الشعراء الكرد





يتربعون على كرسي الشعر في العالم العربي



الدكتور محمد علي الصويركي

اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين /عمان - الأردن

حفل التاريخ المعاصر بقامات من الشعراء الكرد الذين تربعوا على كرسي الشعر العربي كأمير الشعراء احمد شوقي وعائشة التيمورية في مصر، وجميل الزهاوي ومعروف الرصافي وبلند الحيدري في العراق، وخير الدين الزركلي وسليم بركات في سوريا، وكان لقصائدهم وإبداعاتهم الشعرية الدور الأكبر في ازدهار الحركة الأدبية والثقافية العربية، وتركوا بصمات مؤثرة تدعو إلى الزهو والإعجاب، وساهموا من خلال قصائدهم في تنمية الروح الوطنية وأحياء التراث العربي، وقد شهد لهم بهذا الفضل عشرات النقاد والدارسين العرب الذين وضعوا عنهم عشرات المقالات والدراسات والمؤلفات، كما أن شعارهم وقصائدهم تدرس اليوم في جميع المدارس والمعاهد والجامعات العربية، ولكن مما يؤسف له أن الكثيرين من المؤلفين ومعدي المناهج التربوية عندما يترجمون لهؤلاء الشعراء يتجاهلون أصولهم الكردية بقصد أو بدون قصد، والجدير بهم أن يشيروا إلى ذلك ليعرف القارئ العربي دور المبدعين الكرد في خدمة الثقافة والأدب العربي، وفيما يلي تعريف بهؤلاء الشعراء الأفذاذ:

أمير الشعراء احمد شوقي

هو أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي ،شاعر الأمراء ، وأمير شعراء العرب في القرن العشرين . ولد بالقاهرة سنة 1868من أب كردي، قدم جده إلى مصر من الجزيرة- بوطان- والتحق بخدمة محمد علي باشا الكبير والي مصر، وأرتقي في مناصب الحكومة . وقد تمازجت في عروق احمد شوقي دماء عديدة من شركسية ويونانية وتركية أعطته هذا النبوغ ، وفي الجزء الأول من ديوان ( الشوقيات ) الذي أصدره الشاعر بنفسه بمقدمة قيمة تكلم فيها عن ترجمة حياته وأخبار أسرته من جهة والدة أمه فقال: ( سمعت أبي رحمه الله يوصلنا إلى الأكراد فالعرب ). ويقول أيضاً: ( أن والده قدم هذه الديار يافعا يحمل وصية احمد باشا الجزار إلى والي مصر محمد علي باشا وكان جده هو حامل اسمه ولقبه يحسن الكتابة باللغتين العربية والتركية خطا وإنشاء فادخله محمد علي باشا في معيته..) .

كان والد شوقي مبذراً بدد ما عنده من أموال، فكفلته جدته اليونانية ( نمزار ) وهو في المهد ، وكانت من وصائف قصر الخديوي إسماعيل . فنشأ في القصر حياة أرستقراطية .

التحق بالكتّاب، وبعدها بمدرسة المبتديان فالتجهيزية ، ولما بلغ الخامسة عشر طلب الحقوق مدة سنتين ، ثم أنشئ في مكتب الحقوق قسم للترجمة ، فانسلك فيه سنتين آخرين ونال الإجازة . ثم بعثه الخديوي توفيق على نفقته إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب الفرنسية ، فسافر سنة 1887 ، ودرس في جامعة مونبلية وأحرز منها إجازة الحقوق . فعاد إلى مصر سنة 1891 ، وكان يتقن ثلاث لغات : العربية والفرنسية والتركية .

تعهده الخديوي عباس ، وحضر مؤتمر المستشرقين قي جنيف سنة 1896 مندوبا عن مصر . وبعد عودته جعله عباس شاعره الخاص ، ورئيساً للقسم الإفرنجي في حاشيته .

كان له من النفوذ ما لفت إليه ذوي الحاجات ، ولاسيما طلاب الرتب و الأوسمة ، وكان لا يرد طالبا ، ولا يخيب في سؤال ، فأفاد بذلك ثروة حسنة . وكان شعره تقليدياً يمدح فيه الأسرة الحاكمة آنذاك.

تزوج وهو فتى في متصف العقد الثالث ، فحملت إليه زوجته ثروة ضخمة عن أبيها فأصبح من كبار الموسرين ، ورزق بثلاثة أولاد ، بنت وولدين أكبرهم ( علي ) .

ولما نشبت الحرب العالمية الأولى ، خلعت بريطانيا عباسا لاتصاله بالأتراك ، وأبعدت شاعره ( شوقي ) عن مصر ، فأختار الأندلس ، واتخذ برشلونة له مسكنا. وهناك اطلع على مجد المسلمين الغابر، وبكاه في سينيته المشهورة . واتجه في شعره اتجاها وطنيا ، عبر فيه عن آلام الأمة وآمالها.

عاد شوقي إلى مصر في أواخر سنة 1919 ، واستقبل استقبالا رائعا وكان على رأس مستقبله شاعر النيل حافظ إبراهيم . وانصرف إلى العمل المجدي ، فنظم وألف ، وكان في كل صيف يقصد الآستانة ، أو بعض مصايف أوروبا حتى سنة 1925 فقصر اصطيافه على لبنان .

في سنة 1927 عقد مهرجان لتكريمه ، فجاءت وفود الأدب من جمع الأقطار العربية ، وبايعته بإمارة الشعر ، فبعد أن كان " شاعر الأمير " ، صار " أمير الشعراء " .

عاش سنواته الأخيرة عيشة هادئة خصبة ، يتمتع بجاه عريض ، ومال وفير ،وشهرة طائرة . حتى توفاه الله في اليوم الثالث عشرة من تشرين الأول سنة 1932 . فانطوت إمارة الشعر من بعده.

طرق مختلف أنواع الشعر وأغراضه. وكان إمام شعر المعارضات في العصر الحديث، فعارض البوصيري، وأبا تمام، وابن يزيدون ، والبحتري . وامتاز شعره بعذوبة الموسيقى ، وسعة الخيال ، وجزالة اللفظ ، و بالحكم ، وصدق العاطفة .

من آثاره : ديوانه " الشوقيات " ، و ديوان " دول العرب وعظماء الإسلام ". وله مسرحيات شعرية مثل : " عنترة " ، " مجنون ليلى " ، " مصرع كيلوباترا " ، " علي بك الكبير " ، " قيس وليلى " ، " قمبيز ". وله في النثر: " أمير الأندلس " 1932 ، وقصة تمثيلية ، و " أسواق الذهب " 1932 ، ومقالات اجتماعية . وقد تغنى بشعره كبار المغنيين العرب وعلى رأسهم كوكب الشرق " أم كلثوم " .

قال عنه زكي فهمي : " كان كبير النفس، عالي الهمة، ظريف الحديث، سخي اليد، محترم الجانب كثيرا، محبوبا لدى عظماء الأمة وكبرائها، لغزارة فضله ، وسمو أدبه".

الشاعرة عائشة التيمورية

عائشة عصمة بنت إسماعيل باشا ابن محمد كاشف تيمور: شاعرة، أديبة، من نوابغ مصر ، ورائدة النهضة الأدبية النسوية في العصر الحديث. وشقيقة العلامة احمد تيمور باشا، ومن أسرة كردية معروفة، كانت تنظم الشعر بالعربية والتركية والفارسية .مولدها في القاهرة سنة 1840. وفي الخامسة عشرة من عمرها تزوجت بمحمد توفيق " بك" الاسلامبولي سنة 1854 ورزقت منه بولدين هما محمود وتوحيدة التي توفيت في ربيع العمر فبقيت عائشة تبكيها سبع سنوات متواصلة . ثم انتقلت مع زوجها إلى الآستانة سنة 1271هـ، ثم عادت إلي مصر سنة 1885، فعكفت على الأدب ، ونشرت مقالاتها في الصحف ، وعلت شهرتها.

قرضت الشعر ولها من العمر ثلاث عشرة سنة، وكتبت باللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية. وأول من قرأ شعرها والدها الذي سهر عليها وشجعها لتتفتح براعمها الشعرية. وأنتجت أربعة دواوين شعرية وهي: " حلية الطرازـ ط" وهو ديوان شعرها العربي الذي يحمل توقيع " عائشة"، وتحمل مجموعتها التركية والفارسية توقيع" عصمت" 1886. و" نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال ـ ط" في الأدب 1888، و" شكوفة = وردة ـ ط" ديوان شعرها التركي 1894.يشتمل على بعض الأبيات الفارسية . قالتها الشاعرة مع مراثيها التركية في ابنتها (توحيدة) ، فمن هنا ذهب بعض الناس إلى أن هذا الديوان هو (ديوان فارسي تركي) والحقيقة خلاف ذلك إذ أن الشاعرة صرحت في مقدمة ديوانها التركي بان أشعارها الفارسية والتي قالتها في أوان صباها وقد كانت محفوظة لدى ابنتها توحيدة أحرقت مع ما أحرقت من مخلفاتها الخصوصية . فيتبين من ذلك أن ليس لها ديوان فارسي مستقل لا مخطوط ولا مطبوع. غير أن علو كعبها في الفارسية وأدبها يظهر من نماذج شعرها الفارسي الموجود في الديوان التركي، وفي شواهد قبور الأسرة في الإمام الشافعي، ومن الترجمة المسهبة التي كتبتها بقلمها لنفسها في مقدمة الديوان التركي المطبوع بالقاهرة بمطبعة المحروسة لعزيز الياس سنة(1315 ـ 1818 م ). وورد في كتاب " الدر المنشور في طبقات ربات الخدور" للسيدة زينب فواز أن الديوان التركي المسمى بـ ( شكوفة) تحت الطبع الآن (1212 ـ 1894 م ) بالآستانة، فلعله طبع مرتين ، مرة في القاهرة ومرة في الآستانة، ويجوز انه لم يتم طبعه في الآستانة. توفيت هذه الشاعرة الكبيرة في القاهرة في 25 أيار 1902. عائشة التيمورية كانت سيدة اجتماعية تعاشر نساء البلاط، وكانت سيدة البلاط تدعوها إلى القصر في الحفلات والمناسبات وتعتمد عليها في الترجمة للزائرات الأجنبيات، وقد ظلت عائشة غريبة بفكرها وروحها وتطلعاتها عن تلك البيئة إذ تفوقت على نساء عصرها، بالرغم من بقائها محجبة شأن سائر النساء....

وشعرها متنوع بين المجاملة والغزل والمواعظ والأخلاقية والدينية والابتهالات، وأصدق شعرها مراثيها خصوصا مرثاة ابنتها توحيدة التي ارتقت فيها إلى مرتبة عالية.

قالت ناديا نويهض: "هذه هي التيمورية الشاعرة الرائدة التي امتزج في حياتها الفرح بالحزن، والشهرة بالضنك، والنشوة بالمرارة، وأجمل الشعر يزهو بالمجد، في حقول العذاب والأحزان".

وقال عنها نبيل الحاج : " لم يعرف الأدب العربي خلال القرن التاسع عشر أدبية شجاعة ، تحملت مسؤولية الدفاع عن المرأة العربية كعائشة التيمورية . وكانت رائدة في الأدب النسائي الحديث . ودعوتها إلى تحرير المرأة العربية من عادات فرضت عليها لتكون للزينة فقط بحجه صون عفافها".

الشاعر جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي ابن مفتي بغداد محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان ، الزهاوي : شاعر ينحو منحى الفلاسفة ، ومن طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث. مولده ببغداد سنة 1863، من بيت علم ووجاهة في العراق ، أجداه كرد من البابان أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى مدينة " زهاو" التي سكنها جده ، وقد كانت إمارة مستقلة، وهي اليوم من أعمال إيران .

درس في بغداد. وتقلب في مناصب مختلفة، فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد ، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف 1908، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية والأدب العربي في( المدرسة الملكية ) و(دار الفنون) بالآستانة ، ثم أرسل إلى اليمن مع البعثة الإصلاحية ورجع منها بعد سنة، ونال وسام ورتبة ( البلاد الخمس) من السلطان العثماني، ثم رجع إلى العراق. فعمل أستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق في ببغداد ، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني 1908، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد ، ثم عين عضوا في مجلس الأعيان العراقي 1925 وبعد إكماله المدة القانونية وهي ثمان سنوات اعتزل في داره، وتوغل في المطالعة والتأليف حتى وافته المنية سنة 1936، وشيع جثمانه باحتفال عظيم، ودفن في مقبرة الإمام الأعظم.

كتب عن نفسه يقول : " كنت في صباي أسمى " المجنون" لحركتي غير المألوف ، وفي شباب" الطائش" لنزعتي إلى الطرب ، وفي كهولتي " الجريء" لمقاومتي الاستبداد ، وفي شيخوختي " الزنديق" لمجاهرتي بآرائي الفلسفية" .

كان الزهاوي يتقن لغته الكردية مع مقدرته في اللغتين الفارسية والتركية، وله مشاجرة أدبية مع اقدر شعراء عصره وهو الشيخ رضا الطالباني باللغة الكردية. وأما مقدرته في اللغة الفارسية فمعترف بها من قبل أدباء إيران الذين حضروا ألفية( الفردوسي) في طهران وسمعوا منه قصيدته الذائعة الصيت التي ألقاها في ذلك الحفل. ويظهر مقدرته في اللغة التركية من خطاباته القيمة التي ألقاها في البرلمان التركي.

كما له مقالات في كبريات المجلات العربية، ومن كتبه " الكائنات ـ ط" في الفلسفة 1897، و" عليا الفلسفة" 1894، و" الفجر الصادق في الرد على منكري التوسل والكرامات والخوارق" 1905 ، و" الجاذبية وتعليلها ـ ط" 1910، و" المجمل مما أرى ـ ط" 1924، و" إشراك الداما ـ خ" ، و" الدفاع العام والظواهر الطبيعية والفلكية ـ ط" ، نشر تباعا في مجلة المقتطف ، و" رباعيات الخيام ـ ط" ترجمها شعرا ونثرا عن الفارسية ، 1928، " ليلى وسمير" تمثيلية، 1927، " الخط الجديد".

وشعره كثير يناهز العشرة آلاف بيت ، غلب عليه الاتجاه الفلسفي ، واهتم بالفكرة أكثر من اهتمامه بالصياغة ، ونظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته ، منها ديوان الزهاوي ـ ط" 1924، و" الكلم المنظوم ـ ط" 1908، 1955، و" الشذرات ـ ط" ، و" نزعات الشيطان ـ ط" في كتاب " الزهاوي وديوانه المفقود " لهلال ناجي، وفيه شطحاته الشعر ، و" رباعيات الزهاوي " 1924، و" اللباب " 1928، و" الأوشال ـ ط". ونشر محاضراته في الفلسفة بالتركية بعنوان" حكمت إسلامية درسلري" بالآستانة 1906. ومن جميل أشعاره:



يا أمة الشرق انشطي وأفيقي من طول نوم في الغدات عميق

يا شرق إن الناس ليس يضرهم شيء كمثل سياسة التفريـــــــق

يا شرق أنت على العقول مضيق والغرب مبقيها بلا تضـــــــيق

لا يخدعنك تزلف يدلي بـــــــه يا شرق أن الغرب غير صديق

الشاعر معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي : مؤرخ من الأدباء الشعراء، وشاعر العراق في عصره .

ولد في بغداد من أب كردي أصله من عشيرة الجبارة الكردية الساكنة جنوبي كركوك سنة 1875. ومن أمه بدوية تدعى فاطمة بنت جاسم من عشيرة القراغول التركية. تعلم القراءة والكتابة في كتاتيب بغداد، وتتلمذ على يد شيخه محمود شكري الآلوسي زهاء اثنتي عشر سنة، ولقبه بالرصافي . اشتغل معظم حياته في التدريس ، فدرس في مدارس بغداد ، وعين مدرساً للغة العربية في المدرسة الملكية الشاهانية بالآستانة، ومعلما للخطابة في مدرسة الوعظ التابعة لوزارة الأوقاف، وعمل على تحرير"جريدة العرب" التي أصدرها عبيد الله أفندي نائب أزمير، ومجلة سبيل الرشاد. واختاره طلعت باشا وزير الداخلية العثماني ليكون معلمه الخاص في اللغة العربية، وقربه زيادة على ذلك، فدبر تعينه نائباً في مجلس المبعوثان ( النواب) عن لواء (المنتفق) وهو هناك 1912، وبعد افتتاح المجلس وانقضاء مدة اجتماعاته من السنة الأولى رجع إلى بغداد. وبينما هو في بغداد أعلنت الحكومة العثمانية النفير العام فرجع إلى الآستانة. ثم ألغيت مدرسة الملكية الشاهانية فعين في مدرسة الواعظين التابعة لوزارة الأوقاف لتدريس الخطابة فيها. ونشرت الدروس التي ألقاها بشكل رسالة عنوانها" الخطابة والخطيب" في الآستانة، وبقي فيها إلى ما بعد الهدنة 1918، وهناك تزوج بتركية ولم ينجب.

عمل ضد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وهجاه بعدد من القصائد، و بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عرج على دمشق وأقام بها نحو سبعة أشهر على أمل أن يعهد إليه بمنصب مناسب، لكن أمله لم يتحقق حلمه، فتوجه إلى القدس ليتولى تدريس آداب اللغة العربية بدار المعلمين لمدة عامين1919-1921، وكان ينشر شعره في مجلة " النفائس" الفلسطينية .

عاد إلى العراق 1921 وعمل بوزارة المعارف مفتشا للغة العربية مدة ست سنوات 1924، وأصدر جريدة سياسية باسم (الأمل) لم تعش كثيراً . ثم نقل إلى تدريس العربية بدار المعلمين ، وفي سنة 1928 استقال وانتخب نائبا في المجلس النيابي العراقي ، وبقي في هذا المنصب لمدة ثمانية أعوام.

اشترك في ثورة رشيد عالي الكيلاني 1941، فنظم أناشيدها ، وكان من خطبائها، وبعد فشل الثورة عاش في انزواء حتى وفاته ببغداد يوم 16 آذار 1945، عن عمر ناهز 72 عاما، ودفن بجوار الشاعر جميل صدقي الزهاوي .

رمى في شعره وفكره إلى إصلاح شأن الأمة وجمع كلمتها، وكانت بينه وبين الزهاوي منافسة ومهاجاة.

من آثاره : " ديوان الرصافي" في خمسة أجزاء، " دفع الهجنة في ارتضاخ اللكنة" رسالة فيها جميع الكلمات العربية المستعملة في الكتابة التركية، طبع بالآستانة 1331هـ، و" تاريخ آداب اللغة العربية “ وهي محاضرات في دار المعلمين ببغداد، 1960 . و”الأدب الرفيع في ميزان الشعر وقوافيه “ 1956، 1969. و “ آراء في أبي العلاء المعري - ط“ 1955، و “ على باب سجن أبي العلاء : دراسة ونقد" نشر بعد وفاته سنة 1946. و” رسائل التعليقات “ في نقد كتابي “ النثر الفني “ و “ التصرف الإسلامي “ لزكي مبارك، 1944، 1957 . و “ دفع المراق في لغة العامة من أهل العراق “ نشر متسلسلاً في مجلة لغة العرب . و " نفح الطيب في الخطابة و الخطيب – ط “ جزآن استانبول 1915. و “ ديوان الأناشيد المدرسية – ط” . و “ تمائم التربية والتعليم – ط” شعر، 2949، 1956، 1957 . و “الآلة والأداة – خ” في اللغة، و" الطفل الهرم"، و" درر القوافي من شعر الرصافي" 1969، و" رواية الرؤيا" لنامق كمال، ترجمة ، 1909، و" شعر ودخان" 1945، و" عالم الذباب" 1947، و" المجموعة من أدب أبناء العروبة" 1961، و" نظرة إجمالية في حياة المتنبي"1959.

الشاعر بلند الحيدري

الشاعر بلند بن أكرم الحيدري احد رواد حركة التجديد الشعري الحديث في العراق. ولد في السليمانية لعائلة كردية سنة1926، وفي بغداد نشأ وترعرع وتعلم. عمل في بداية حياته بمؤسسة زراعية وشارك في إصدار " مجلة الزراعة"، ولكن اسمه لمع منذ شبابه بوصفه فنانا تشكيليا وشاعرا، فانضم إلى مجموعة سميت( الوقت الضائع) أسست تيارا فنيا أثر فيمن جاء بعدها، اعتقل مع التقلبات السياسية في بلاده، فلما أطلق سراحه رحل إلى بيروت في السبعينات من القرن الماضي، فعمل أستاذا للعربية، ورئيسا لتحرير مجلة" العلوم اللبنانية"، ورجع إلى بغداد إثر الحرب الأهلية اللبنانية فعمل في وزارة الأعلام العراقية، وكان مسئولا عن مجلة" آفاق عربية"، ثم غادرها إلى منفاه في لندن فأصدر مجلة " فنون عربية" حتى عام 1982.

يعد من رواد شعر التفعيلة ، ومن كبار النقاد التشكيليين في الوطن العربي. منح جائزة اتحاد الكتاب اللبنانية، وفي أخريات حياته قل شعره، وزاد اهتمامه بالسياسة، فشارك في تأسيس اتحاد الديمقراطيين العراقيين في المنفى، وكان نائب رئيسه. توفي بلندن يوم 6/8/1996بعد معاناة من مرض السكري، ودفن في مقبرة (هاي غيت) شو الرومانسية.

لم يكتب بالكردية شعرا ولا نثرا، بل نظم شعره بالعربية، وامتاز بالواقعية والرومانسية . له الدواوين الآتية: "خفقة الطين" 1946، و " حديث المدينة الميتة"1951، و" أغاني المدينة الميتة وقصائد أخرى" 1957، و "جئتم مع الفجر" 1960، " خطوات في الغربة" 1965، و" أغاني الحارس المتعب"، و" إلى بيروت مع تحياتي"، و" أبواب البيت الضيق"، و" دروب في المنفى"، و " رحلة الحروف الصفر" 1968، و" حوار عبر الأبعاد الثلاثة"1972، و" الأعمال الكاملة" .

وله في الدراسات:" مداخل إلى الشعر العراقي الحديث" ، و"إشارات على الطريق ونقاط ضوء"، " وزمن لكل الأزمنة: نظرات وآراء في الفن". وترجم له ديوانان إلى الإنجليزية، وكان بلند الحيدري : عربي- كردي، عراقي- إنساني، مهذب، لطيف، لسانه أقصر من عقله، وقلبه أطول من ناظريه، لقد كان صوت المنفى البعيد.

العلامة خير الدين الزركلي

خير الدين محمد بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي: مؤرخ، شاعر ، دبلوماسي ، صحفي. ينتسب إلى قبيلة الزركلية الكردية في دمشق، والتي كان منها آل اليوسف المشهورين.

ولد في بيروت سنة1893 ، ونشا بدمشق ، وتعلم في إحدى مدارسها الأهلية. رجع في أوائل الحرب العالمية الأولى إلى دمشق، سخر من الفرنسيين بشعره، فحكموا عليه بالإعدام وحجزت أملاكه على اثر دخولهم دمشق بعد معركة ميسلون 1920 ، فغادرها إلى فلسطين، فمصر، فالحجاز. وفي عام 1921 تجنس بالجنسية العربية في الحجاز، وانتدبه الملك الحسين بن علي لمساعدة ابنه الأمير عبد الله وهو في طريقه إلى شرق الأردن. فوصل عمان ومهد السبيل لدخول الأمير عبد الله إليها لإنشاء الحكومة الأولى، فعين مفتشا عاما للمعارف، فرئيسا لديوان رئاسة الحكومة، ثم قصد مصر، وانشأ المطبعة العربية في القاهرة ، ثم زار الحجاز بعد أن تسلم آل سعود مقاليد الحكم ، ثم ذهب إلى القدس ، ثم عين مستشارا للوكالة السعودية وصار اسمها بعد المفوضية العربية السعودية . ومثل الحكومة السعودية في عدة مؤتمرات دولية. وانتدب لإدارة وزارة الخارجية السعودية مع يوسف ياسين وزير الخارجية بالنيابة. ومندوبا دائما لدى جامعة الدول العربية في مصر. ثم عين سفيرا ومندوب ممتازا في المملكة المغربية، ثم اختار الإقامة في بيروت بعد اعتزاله العمل الحكومي . وكان عضوا مراسلا لمجامع اللغة بدمشق، والقاهرة ،و بغداد . توفي القاهرة سنة1976.

له " ديوان الزركلي " الأعمال الشعرية الكاملة ، 1400هـ. و" ماجدولين والشاعر " قصة شعرية، ومعجم الأعلام، ومؤلفات تاريخية عديدة.

محمد سليم الزر كلي

الشاعر والأديب محمد بن سليم الزر كلي، ابن عم العالم الشاعر خير الدين الزركلي. ولد في بعلبك قبل أن تلحق بلبنان 1905، من عائلة دمشقية كردية الأصل( الزركلية) ، نزح جده الأعلى إليها من أرضروم في كردستان الشمالية. ثم انتقل إلى دمشق وتابع دراسته فيها ، وتخرج من دار المعلمين ، وعمل في سلك التعليم حتى عام 1936 م . ثم عمل سكرتيرا ً لمجلس الوزراء من 1942/1943م. و مديرا ً للسجل العام للموظفين 1962م.

اعتقل عام 1922 لمشاركته في المظاهرات احتجاجا على زيارة اللورد بلفور. ثم ارتحل عام 1927م إلى شرقي الأردن بسبب علاقته بالثورة السورية، وعاد بعدما صدر العفو العام، وانتدب مديراً للإذاعة السورية عند تأسيسها 1947م لمدة ستة أشهر، وأقيل من عمله لقصيدة ألقاها في ذكرى ميسلون هاجم بها سلطات الانتداب الفرنسي، ثم أعيد إلى عمله وتقلبت به الوظائف في الدولة.

يقول في حديث معه أجراه ملحق جريدة الثورة الأدبي بتاريخ 9/12 /1976م ( أنا من أنصار القافية والوزن) ويبين رأيه في الشعر الحديث قائلا ً: ( هذا ليس شعرا ً لأنه خروج عن منطق الشعر العربي، والداعون إلى هذا الشعر إنما هم يعملون ضمن مخطط يستهدف إفساد الأدب والذوق واللغة والعقلية العربية..). وجميع شعره من النمط العمودي. وقد تغنى طويلا ً بدمشق، ومن قوله فيها في ديوانه المطبوع ( دنيا على الشام ):



يا روعة الشام ادواحا ً مشعشعة خضر الماَزر خلابا ً تناغـــيها





عشقتها وخيار الناس في بلــــــد زين الحواضر تفديه مذاكيــها



دنيا مشى المجد مزهوا بحاضرها وقد تطاول تبــاها ً بماضيـــها



توفي عام 1989 و ترك لنا عدة دواوين شعرية منها المخطوط بعنوان" البزم" ، وديوان مطبوع " نفحات شامية"، ومقالات " نفثات القلم"، وكتاب " رحلات"، وأحاديث إذاعية.

الروائي والشاعر سليم بركات

سليم بركات، روائي و شاعر معاصر. من مواليد مدينة القامشلي 1951، وفيها تلقى تعليمه و عاش طفولة منكوبة، مليئة بالمحرم، والاضطهاد العرقي. ثم رحل في أوائل السبعينات إلى بيروت بحثا عن الحرية وأحلام النجاح، وهناك أصدر مجموعته الشعرية الأولى 1972، ونشر نصوصه في مجلة" مواقف ". ونشر مقالات صحفية على مدار سبعة عشر سنة حول القضية العربية، وعمل سكرتيرا لمجلة ( الكرمل) الفلسطينية لسنوات طوال، وخرج مع المقاومة الفلسطينية من بيروت أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث حط الرحال في جزيرة قبرص، وفي عام 1999 حل بالسويد طالبا اللجوء السياسي، لكن طلبه رفض عام 2001.

تنوع إنتاجه الأدبي ما بين الرواية والشعر، فله عشرة دواوين شعرية، وثماني روايات، وقد نالت رواياته وأشعاره اهتمام النقاد العرب والأجانب، ومنح عام 1999 جائزة (توخولسكي) للشعر من قبل نادي القلم في السويد. وهو صاحب عالم روائي معقد يستمد أبطاله من الوسط الكردي الذي عاش فيه، ويستخدم اللغة العربية عوضا عن اللغة الكردية في كتاباته الروائية والشعرية، مع بروز قضية الهوية الكردية في أدبه.
 

G.M.K Team

G.M.K Team
منورة خوزي

دائما سبقة بردك الجميل وحركاتكي النشطة تسلمي يارب

تحياتي لكي

دمتي مبدعة
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
بسم الله الرحمن الرحيم الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون صدق الله العظيم
 
أعلى