احلام على نهر الوند..
نهر الوند هذا النهر الخالد الذي يجري داخل مدينة خانقين كجريان الدم في شرايين الجسم ويمدها بمقومات الحياة منذ زمن بعيد، لقد انقطع عنها الماء خلا ل فصل الصيف في الوقت التي كانت بعض مناطق العراق تعاني من قلة الماء والجفاف وقد تحول هذا النهر الى ارض جرداء خالية من معالم الحياة وقد غادرته الطيور وحتى الأسماك والحيوانات الأخرى التي تعيش فيه قد نفقت جميعها وطفت فوق سطح الماء الراكد مما تحول الى موضع ألم وجرح لجميع اهالي المدينة، وفي تلك الفترة من السنة اي فصل الصيف عانى اهل خانقين من شحة المياه وكان ينقطع عنهم لأيام...
وكان سكان المدينة في الماضي يعتمدون بشكل رئيسي على هذا النهر والذي يعتبرونه المصدر الرئيس لقضاء حاجاتهم من الغسل والتنظيف بالأضافة الى الزراعة، ومع انقطاع الماء بدأ الناس بالقلق والخوف من هذه الشحة وتوقف المصدر الذي كان يمدهم الماء بالجفاف مما جعلهم يبحثون عن مصادر جديدة كحفر الابار الأعتيادية او الأرتوازية.
ان الوند بالنسبة لاهالي خانقين رمزا مهما ومعلما من معالم المدينة، اذ طالما ما كان الخانقينيون يقضون اوقاتا ممتعة على ضفافه خصوصا في لياليه الجميلة.
وبعد سقوط النظام البائد قامت حكومة اقليم كوردستان مشكورة بأنشاء كورنيش على النهر في منطقة كانت سابقآ مكانا لرمي الأوساخ، وقد تحول هذا المكان الى متنزه جميل وأنشات فيها الحدائق والمطاعم والكازينوهات والتي يرتادها اهالي المدينة في المناسبات والأعياد وحتى في الأيام الأعتيادية وخاصة في فصل الصيف. لقد تكللت بالنجاح المحاولات مع الجانب الأيراني لأعادة الحياة الى نهر الوند وعادت معها الطيور والأسماك وتدفقت المياه الى نهر الوند لتروي بساتين النخيل والفواكة التي تشتهر بها هذه المدينة الخيرة والعريقة وعادت البهجة والفرح لقلوب أهالي المدينة الذين يعتبرون نهر الوند رمزا شاخصا لديمومة الحياة لهذه المدينة.
ومع عودة المياه الى الوند بفترة قصيرة في بداية فصل الخريف بدأت الأمطار بالهطول بكميات كبيرة ولفترات متقاربة مما ادى الى احداث بعض الأضرار بالكورنيش، ان مدينة خانقين التي عانت كثيرا في ظل النظام البائد دون ان يقدم لها اية خدمات، لها الحق في ان تطالب ان يقدم لها ولو جزءا بسيطا من الخدمات مثلما تقدم الى باقي المدن العراقية الأخرى، واهمها انشاء سد على هذا النهر للوقاية من اخطار الجفاف والفيضانات، بالأضافة الى خزن المياه للأستفادة منها للزراعة والأرواء، ويمكن ايضا الأستفادة منها كمناطق للسياحة والأصطياف.
