أكراد المدينة المنورة

G.M.K Team

G.M.K Team

ما جعلني أقدم على إعداد هذه الأسطر, انه في يومٍ صادفت شيخاً في

80.jpg


أكراد المدينة المنورة …. مصطفى سعيد

ما جعلني أقدم على إعداد هذه الأسطر, انه في يومٍ صادفت شيخاً في المدينة المنورة, يبيع الكتب بمكتبة قديمة, تكاد تكون أثرية, وعندما تبادلنا أطراف الحديث, قال أنه من عائلة الكردي, وأنهم من سكان المدينة أباً عن جد, وعندما بادرته بقولي : يعني أنكم أكراد.. تغيرت معالم وجهه, وكأنه لم يستسيغ الأمر برمته, كيف أنه من سكان المدينة أباً عن جد ويكون كردي ؟.. ولأنني لم أزر المدينة المنورة منذ سنين, حتماً, سأزوره مرةً أخرى- أخشى أن لا يكون مكان المكتبة تلاشى من نسيج الذاكرة – عندها سأضع هذه الأوراق بين يديه – لكن, قبلها أضعها بين يديكم.. ----

مصطفى سعيد




10- 12-2007


أكراد المدينة المنورة بيت البرزنجي ( بيت البرزنجي ) نسبة إلى برزنجة بلدة مشهورة في بلاد الأكراد . أصلهم العلامة المحقق والفهامة المدقق السيد محمد بن عبد الرسول . وقد ترجمه كثير من المتأخرين أجلهم والدنا المرحوم في تذكرته . وأيضا الشيخ مصطفى " بن " فتح الله الحموي في كتابه " نتائج السفر في أهل القرن الحادي عشر " وغيرهما, وكان مولده في سنة 1044 . واشتغل بالعلوم من منطوق ومفهوم . وألف التآليف العديدة . وصنف التصانيف المفيدة قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1068 . وأخذ عن الشيخ الملا إبراهيم الكردي . وتزوج بنت الخواجة محمد المغربي . ثم سافر إلى الدولة العلية وحصل له قبول وإقبال وبلوغ كل أمنية . ثم سافر إليها مرة ثانية ورجع إلى المدينة . ويوم وصوله إليها أدركته المنية وذلك في سنة 1103 . وقد حصل له بعض امتحان من الزمان الخوان وأعقب من الأولاد : السيد أحمد والسيد عبد الكريم . وأمهما بنت الخواجه محمد المغربي . وقد انقرض أولاده الذكور . وانحصر وقفه في أولاد بناته. فأما السيد أحمد " ف " أعقب من الأولاد : السيد عمر . وأعقب السيد عمر من الأولاد : السيد أحمد الموجود اليوم والشريفة خديجة والدة الشريفة حفصة بنت السيد جعفر . وأعقب السيد أحمد أربع بنات وولدا . هم موجودون اليوم, وأما السيد عبد الكريم فكان خطيبا سنة 1111 . وتوفي شهيدا مقتولا صبرا ببندر جده المعمورة . قتله باكير باشا بموجب فرمان ورد من الدولة العلية بسبب فتنة العهد الواقعة بالمدينة النبوية . وقد أرخه بعض الأدباء بقوله " ... عبد الكريم مات شهيدا 1138 " وأعقب من الأولاد : العلامة الفاضل السيد حسنا والسيد محمدا والشريفة أم الحسين.

بيت الجامي

( بيت الجامي ) الكردي تشبيها له بملا جامي شارح الحاجبية في النحو في الاسم واللقب تبركا به, قدم المدينة المنورة العلامة الفهامة الشيخ عبد الرحمان ملا جامي وصحبته أخوه ملا محمود . وصار نائب الأئمة الشافعية ومدرسهم في الحضرة النبوية . وكان رجلا صالحا وملازما للحرم الشريف إلى أن توفي سنة 1162 . وأعقب من الأولاد : يحي وأحمد وأم كلثوم زوجة الشيخ محمد سعيد طاهر الكردي والدة أولاده, فأما يحي فصنعته الخياطة ومهر فيها . وسافر إلى الديار الرومية مرتين . واليوم هو بالمدينة موجود . وقد زوج بنته على أحمد آغا وكيل المرادية سنة 1190, وأما أحمد فهو في غاية الكمالات في الذات والصفات . وأتى ببراءة سلطانية بإمامة شافعية . وباشرها بالروضة النبوية . وله نظم حسن وطلب علم ونثر مستحسن . وسافر إلى الروم وبلغ منها ما يروم . ورجع إلى المدينة وهو بها الآن . وله عدة أولاد أمجاد, وأما محمود فهو رجل صالح طالب علم له فضيلة تامة . وقد سافر إلى الديار الرومية ورجع إلى المدينة النبوية . وتوفي بها في سنة 1188 . وكان له ولد نجيب يسمى عبد الرحيم سافر إلى الديار الهندية وتوفي سنة 1185 بيت الجامجي )بيت الجامجي ) نسبة إلى الجام ومعناه بالعربية الزجاج, أول من قدم منهم المدينة السيد عبد الرحمان الجامجي الرومي في سنة 1112 . وكان رجلا صالحا مباركا من أحسن المجاورين سيرة وسريرة ملازما للمسجد النبوي إلى أن توفي سنة 1130 . وأعقب من الأولاد : محمدا وأبا بكر, فأما السيد محمد فكان رجلا مباركا على طريقة والده إلى أن توفي سنة 1152, وأما السيد أبو بكر فكان رجلا متحركا وصار من عسكر أهل القلعة السلطانية . وسافر إلى الديار الرومية مرارا عديدة وهي غير مفيدة . وعلى الحظ لا عليه الملام . وأعقب من الأولاد : عبد الله وعليا وكلاهما في وجاق القلعة . وعبد الله صار جوربجيا . وأمهما فاطمة بنت المرعشي موجودة الآن.بيت السمان ( بيت السمان ) أصلهم أحمد بن عبد الله الحجازي الثقفي الشهير بالسمان . قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050 . وكان رجلا كاملا عاقلا يتعاطى صنعة السمانة بالديانة والأمانة إلى أن توفي . وأعقب من الأولاد : محمدا وحسنا, فأما محمد فكان رجلا صالحا على طريقة والده فوسع الله عليه في الدنيا واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل . وتعاطى مع السمانة صنعة الفلاحة في حديقته المعروفة بأم هانئ بجزع السيح وغيرها . وكان محبا للسادة والعلماء والمشايخ . وأوقف جملة كتب معتبرة على الطلبة بالمدينة المنورة . ولم يزل مواظبا على الطاعات وحضور الجماعات إلى أن أدركته الوفاة . وأعقب من الأولاد : سالما وأحمد وعائشة زوجة ابن عمها عبد الكريم بن حسن المزبور والدة أولاده, فأما سالم فكان رجلا صالحا على طريقة أبيه وجده إلى أن توفي . وأعقب من الأولاد : محمدا وحسنا وآمنة, فأما محمد فكان رجلا كاملا وسافر إلى الديار الهندية . وتوفي بها عن غير ولد, وأما حسن فكان رجلا متحركا . سافر مرارا عديدة إلى الديار الرومية . وكان صاحب ثروة . وصار خطيبا وإماما . توفي بمكة المكرمة خفية . ويقال : إن الشريف مساعدا أمر بقتله - والله أعلم - سنة 1172 . وأعقب من الأولاد سالما فكان شابا صالحا نشأ على طلب العلم وحفظ القرآن وصلى به المحراب النبوي التراوييح في شهر رمضان وتزوج وتوفي شابا عن غير ولد سنة 1188, وأما أحمد بن محمد المزبور فكان رجلا صالحا مباركا يصب الشمع ويبيعه . وكان ملازما للصلوات مع الجماعات إلى أن مات . وأعقب من الأولاد : محمد . وصار في وجاق الإنقشارية . وهو رجل لا بأس به . وتوفي عن بنت تزوجها مصطفى بن سليمان يلمز . وهي معه الآن, وأما حسن بن أحمد المزبور فكان رجلا كاملا عاقلا على طريقة والده وزيادة مواظبا على الطاعات والجمع والجماعات إلى أن مات . وأعقب من الأولاد : محمد سعيد وعبد الكريم وأحمد وعبد الرحمان وفاطمة زوجة يحي القرشي والدة أولاده, فأما محمد سعيد فمولده في سنة 1100 . وكان رجلا كاملا صالحا مباركا . خاله الشهاب أحمد المجذوب المشهور بالولاية . وكان محمد سعيد المزبور يبيع السمن في دكانه في السوق . وكان ملازما للمسجد الشريف إلى أن توفي سنة 1190 وأعقب من الأولاد : إبراهيم, فأما إبراهيم . فكان رجلا كاملا مباركا شجاعا . وصار جربجيا في القلعة السلطانية . وتوفي شهيدا يوم الجمعة من جملة المدعوسين بالأرجل بباب الرحمة في 17 ربيع الثاني سنة 1189 . ولم يعقب . ومات في حياة أبيه المزبور, وأما عبد الكريم فكان رجلا كاملا عاقلا انسلخ من السمانة وتزيا بزي أهل الديانة فصار في عظمة . ولقبه الناس بسارق الحشمة إلى أن استحوذ على الشيخ محمود شيخ الزاوية القادرية بباب النساء عن أبيه وجده فصار يسلفه الدراهم والحب والتمر والسمن إلى أن بلغ عنده من الدين " 500غ " فشدد عليه الطلب حتى أساء الأدب فلم ينفك عنه حتى فرغ له بوظيفة مشيخة الزاوية المزبورة فراغا معادا . وسافر الشيخ محمود إلى جهة بغداد فلم يتحصل على المراد . وتوفي بها سنة 1136 . وتمت الزاوية لعبد الكريم المزبور فلبس الخرقة وتصدى للمشيخة وعمر الزاوية وأوقفها واتخذها سكنا وغير معالمها ومراسمها حتى أنه تجرأ وهدم قبر واقفها لأنه دفن فيها . ولم يتحاشى منه . وجعل موضعه مجلسا له . فلم يتفق أنه جلس فيه أبدا لأن الله " تعالى " أغير . وتوفي في سنة 1153 . وأعقب من الأولاد : محمدا وفاطمة زوجة الشيخ محمد سعيد طاهر الكردي والدة ولده عبد القادر . وطلقها فتزوجها محمد كتخدا قمقمجي والدة ولده جعفر . وهي موجودة اليوم. بيت العمادي ( بيت العمادي ) . نسبة إلى العمادية مدينة مشهورة في بلاد الأكراد وأول من قدم منهم المدينة المنورة الحاج ياسين بن محمد العمادي الكردي . وكان رجلا كاملا عاقلا صاحب ثروة عظيمة . وتوفي سنة 1138 " عن غير ولد " . وأعقب عدة من العتقاء : أعظمهم الحاج عثمان العمادي . وكان رجلا كاملا عاقلا يتعاطى البيع والشراء في دكانه وصار صاحب ثروة عظيمة . وعمر الدارين الملاصقتين للحمام الداخل . وصار في وجاق الإسباهية . وتوفي سنة 1162 . وأعقب من الأولاد : عمر وصفية زوجة صاحبنا عبيد أفندي كدك والدة أولاد بيت الكردي ( بيت الكردي ) . نسبة إلى " الكرد " الشهير . وهو جبل كبير . وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة . ولنذكر المشهورين منهم من أهل العلم والدين وأشهرهم الشيخ يوسف الكردي نائب الأئمة الشافعية في الحضرة النبوية . قدم المدينة المنورة سنة 1120 . وكان رجلا فاضلا عالما عاملا وكان يدرس في المسجد النبوي . وغالب تدريسه في فقه الشافعية . وأعقب من الأولاد : محمدا وعبيدا وإسماعيل وسليمانفأما محمد فنشأ نشأة صالحة وسافر إلى الروم . واستأذن من الدولة العلية أن يبني في دكة قريبة من مسجد المصلى الشريف النبوي الشرقية ؛ فشرع في البناء وعارضه شيخ الحرم فوقفه . ثم صار مترددا بين الروم والمدينة مرارا في شأن ذلك . ثم رجع وبناها وسكن بها الآن وله أولاد. بيت مقيم ( بيت مقيم ) . أصلهم الشيخ محمد مقيم السندي . قدم المدينة المنورة سنة 1115 . وكان رجلا صالحا مباركا مشتغلا بطلب العلم ومطالعة الكتب العلمية وملازما للمسجد الشريف غالب الأوقات خصوصا في الجماعات وصار فقيها في القلعة السلطانية . وتوفي سنة 1168 . وأعقب من الأولاد : إبراهيم ومحمدا وإلياسا, فأما إبراهيم فمولده سنة 1130 . ونشأ نشأة صالحة . وطلب العلم الشريف . وكان جميل الهية لطيف الذات ظريف الصفات وبيننا بينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة من الصغر إلى الكبر ولم يشبها شيء من الكدر . وتوفي سنة 1195 . وأعقب من الأولاد : عبد الغفور فترك وظيفة أبيه " وطريقته " وتعاطى العسكرة في القلعة السلطانية . وصار جاوشا وجوربجيا وبيت مال في القلعة . ثم هزل من الجميع . وهو موجود بها الآن . وله ولد سماه إبراهيم اسم أبيه . ولإبراهيم المزبور بنت تدعى فاطمة زوجها من الشيخ عبد الرؤوف الكردي والدة أولاده, وأما محمد فمولده سنة 1136 . وهو رجل مبارك ملازم للمسجد النبوي غالب الأوقات . وصار خادما للخطباء والأئمة ويعزم الناس في الولائم . ورزقه الله تعالى عدة أولاد وبنات . موجودون اليوم. بيت ملا إبراهيم الكردي )بيت ملا إبراهيم الكردي ) . وهو بيت كبير بالفضل شهير, أصلهم العلامة الفهامة الملا إبراهيم بن حسن شهاب الدين الكردي الشهرزوري الكوراني وترجمته مشهورة . قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1063 . ولازم الشيخ أحمد القشاشي وتربى به وزوجه بنته وأقامه خليفة بعده . ولم يزل مشتغلا بالعلم والعمل . والتأليف والتصنيف إلى أن توفي سنة 1103 . وكان مولده في سنة 1025 . وأعقب من الأولاد : أبا الحسن وأبا طاهر, فأما أبو الحسن " ف " أعقب من الأولاد : أبو الطيب . وكان رجلا شجاعا وامتحن في قضية فتنة العهد المشهورة . ونفي بالفرمان من المدينة إلى دمشق الشام . ومكث فيها نحو اثنين وعشرين عاما . ثم رجع إلى المدينة المنورة بالفرمان أيضا سنة 1160 . وأقام بها إلى أن توفي سنة 1168 . وأعقب من الأولاد : أبا الحسن وأبا البركات, فأما أبو الحسن فوالدته أمة الكافي, وحصل له الغنى منها . وقد ضاع منه شذر وذر . ويقال : إن والده كان يدعو عليه فأصابت الدعوة فسافر إلى الديار الرومية . ورجع إلى مصر . وتوفي بها على حالة رثة سنة 1173, وأما أبو البركات فكان رجلا شهما . وكان حسن الخط . ونسخ كثيرا من الكتب العلمية للناس بالأجرة . وتوفي سنة 1168 . وأعقب من الأولاد : أبا السعود . وسافر إلى الروم وتوفي شابا سنة 1178 . ولم يعقب, وأما محمد سعيد فوالدته وهبة بنت الشيخ أحمد القشاشي . وكان رجلا شجاعا . واستشهد في جبل سلع في 22 شوال سنة 1134 . ودفن عند باب سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق داخل السور السلطاني . وقبره ظاهر يزار . وأعقب من الأولاد : أحمد أبا الفرج وحسنا, فأما أحمد فكان رجلا صالحا فاضلا . وكان بيننا وبينه وبين أخيه حسن عداوة شديدة إلى الممات . وقد تعب كثير من الناس في الصلح بيننا فلم يمكن أبدا . وسافر إلى الديار الهندية وحصل له قبول وإقبال وتحصل على جملة من الأموال وصحبته ولداه حسين وأبو الحسن . ثم رجعوا إلى المدينة المنورة . وتوفي سنة 1167 . وأعقب من الأولاد المزبورين أعلاه, فأما حسين فكان رجلا فاضلا صالحا مباركا, وأما أبو الحسن فهو رجل كامل صالح من أصحاب المروءات . وله من الأولاد : أبو الفرج وأم الحسن زوجة الخطيب عبد الله الخليفتي المفتي, وأما أبو الفتوح فنشأ نشأة صالحة, وحفظ القرآن وصلى به جماعة التراويح في شهر رمضان وتوفي في حياة والده1190. بيت الهجري ) بيت الهجري ) . نسبة إلى دار الهجرة . وأول من انتسب بهذه النسبة صاحبنا الفاضل علي الكردي البغدادي الهجري . قدم إلى المدينة المنورة سنة 1170 . وكان يدرس في الحرم الشريف النبوي . وسافر إلى الديار الرومية . ثم رجع قاصدا المدينة النبوية فتوفي في معان بطريق الشام سنة 1194 . وتزوج . وله أولاد من بنت السيد مرنقية كان أحدب الظهر . ويلقبه أهل المدينة أبو قنبور ولكنه كان لطيف الذات ظريف الصفات وكان صاحب مجون في بعض الأحيان ومضحكات. محمد أبو الطاهر فمولده في سنة 1085 . وكان رجلا كاملا فاضلا . وهو من أعظم مشايخنا الذين أخذنا عنهم العلم . وأجازنا بجميع مروياته من والده وغيره . ولم يزل مشتغلا بالعلم والتدريس إلى أن توفي سنة 1145 . وعمر عدة أماكن وبيوت منها : الحديقة وبيتها وديوانها المعروفة بسكناه الكائنة بجزع العريضية . ومنها البيت الكبير الملاصق للمقبرة البرانية . وأعقب من الأولاد : إبراهيم وفاطمة زوجة السيد عبد الله عباس البخاري والدة أولاده . وأعقب أيضا آمنة زوجة أبي البركات والدة أبي السعود المتوفى بالرومفأما إبراهيم فمولده سنة 1114 . ونشأ نشأة صالحة وكان مشتغلا بالعلوم ومطالعة الكتب . وكانت له حافظة عظيمة في حفظ الشواهد وإيرادها في مواردها مع كمال الفضيلة . ودرس بالمسجد الشريف النبوي ومسجد قبا وفي بيته على طريقة والده وجده . وكان صاحب كرامة وشهامة لا يكاد يمنع أحدا من عارية كتاب أو نحاس أو فراش أو غير ذلك مما ينتفع به الناس . وكان مستعدا لذلك غاية الاستعداد لأجل نفع العباد . ولم يزل على ذلك إلى أن توفي سنة 1188 . وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة . وأعقب من الأولاد : محمد سعيد وجمال الدين, فأما محمد سعيد فمولده سنة 1134 . وهو أشبه الناس بأبيه في أقواله وأفعاله " ومن يشابه أباه فما ظلم " . وبيننا وبينه محبة عظيمة ومودة قديمة . وتوفي سنة 1196 . ورزقه الله عدة أولاد نجباء : أكبرهم عبد القادر والدته فاطمة بنت عبد الكريم السمان . ومحمد أسعد وزين العابدين والدتهم أم كلثوم بنت ملا جامي الكردي المدرس. الشيخ سليمان الكردي معلم الصبيان القرآن في رباط السبيل . قدم المدينة المنورة في سنة 1115 . وكان رجلا مباركا صالحا . وتوفي وأعقب من الأولاد : محمدا وأحمد وإبراهيم, فأما محمد المزبور فمولده سنة 1126 . ونشأ نشأة صالحة . وحفظ القرآن العظيم واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم فبرع في الفقه حتى صار لا نظير له في فقه الشافعية . وكان رجلا من أكمل الكمل وعالما فاضلا . وشاع ذكره في الأقطار جميعا فبلغ خبره إلى شيخ الإسلام بالروم . فولاه إفتاء الشافعية بالمدينة المنورة . وكتب له رؤوسا فوصلت إليه في سنة 1189 . ولم يسبق لأحد من الشافعية قبله أن يتولى هذا المنصب إلا من صاحب مكة المكرمة . ولم يغير حاله ولا لباسه . وتوفي سنة 1194 . وله أولاد منهم : عبد الله وحمزة وعبد الرحمان . وكلهم موجودون, وأما أحمد المزبور فنشأ على غير نشأة أبيه وأخيه . وكان يلقب بالجني لكثرة حركته وقلة بركته . وكان شجاعا مشهورا . وصار في النوبجتية . وتوفي سنة 1175, وأما إبراهيم المزبور " فنشأ نشأة صالحة . ورزقه الله ولدا يقوم بأمر معاشه . ويدعى سليمان . وأما والده " فتوفي سنة 1192 . واشتغل ولده سليمان المزبور بالبيع والشراء والأخذ والعطاء . وهو رجل من أحسن الرجال أهل الكمال وله أولاد, ومنهم الشيخ فيض الله الكردي المدوس . قدم المدينة المنورة سنة 1170 . وكان رجلا فاضلا عالما عاملا . وبيننا وبينه صحبة ومحبة . وأخبرني أنه شرح كتاب " جمع الجوامع " في علم الأصول للإمام السبكي . واشترى دارا خربة بخط زقاق بني حسين وعمرها بأحسن عمارة وسكنها وأصرف على عمارتها " نحو " 10,000 . غرش . هكذا أخبرني . وأقعد في الأرض . وانقطع عن الجمعة والجماعة . وهو موجود اليوم . وله ولدان موجودان, ومنهم صاحبنا الشيخ إلياس الكردي نائب الأئمة الشافعية في الروضة النبوية . قدم المدينة المنورة سنة 1172 . وكان رجلا كاملا عاقلا عالما عاملا مشتغلا بطلب العلوم الشريفة ودرس بالروضة المنيفة . وسافر إلى الديار الرومية . ورجع إلى المدينة النبوية . وتزوج بنت ملا محمد الداغستاني . وله منها أولاد . وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وقد أدركنا بالمدينة المنورة ممن ينتسب إلى الشيخ هتار المذكور الولي المشهور الشيخة المباركة المعمرة فاطمة بنت الشيخ حسين الهتاري صاحب التصانيف المشهورة في علم الحساب والفرائض . وكان خاتمة الحساب والفرضيين بالمدينة المنورة . وهي والدة صاحبنا الشيخ أحمد أبي الفتوح والشيخ حسن أبي الفضل ابني الشيخ محمد سعيد ابن الملا إبراهيم الكردي الشهرزوري السابق. عن كتاب تحفة المدنيين – الجزء الأول – صفحة 21- 35- 66- 85- 95- 96- 106- 109- 116 الصورة المرفقة – المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة - تصوير مصطفى سعيد في 2006 قريباً – الأكراد والنيروز في القرآن وكتب التفسير
 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى