همدان ...





همدان ... مهد الحضارة الميدية


التاريخ يقول وبالادلة القاطعة ان الميديين الذين كانت لهم امبراطورية مترامية الاطراف ، قبل اكثر 2500 سنة واتخذوا من (همدان) الايرانية عاصمة لهم ،هم اجداد الكورد . وعلى الرغم من قلة الاثار المتبقية من الحضارة الميدية ، مقارنة بالحضارات الاخرى ، الا ان مدينة همدان التي تبعد 375 كلمترا عن العاصمة الايرانية طهران ، لا زالت عامرة حتى الان بالعديد من اثار الميديين ، منها تلة " هكمتانة " التي تضم تحتها المدينة التأريخيةالمفقودة فضلا عن " الاسد الصخري " الرابض في احدى الساحات العامة بالمدينة .
ماذا حل بالحضارة الميدية؟
ويعزي الدكتور كمال مظهر اندثار الحضارة الميدية الى عدم وجود كتابة خاصة بهم ويقول : ان الميديين ما كانت لهم كتابة ولهذا فإن اثارهم قليلة ولكن من الثابت انها كانت دولة لها حضارتها وعاصمتها" هكمتانة " أي " همدان " الحالية .
وفي لقاء مع المرحوم الدكتور عبد القادر مارونسي ٍعام 2000 نشر في مجلة" كولان العربي" و"الصوت الآخر" قال لي في ذات الموضوع : بعد انتزاع الاخمينيين الحكم من الميديين ، لم يبق أي اثر للحضارة الميدية باستثناء بضع كلمات قليلة علما ان المتخصصين في هذا المجال يعترفون بوجود حضارة وثقافة وتراث ميدي .
ويضيف المارونسي :
الاخمينيون ـ تقمصوا ـ هذا التراث وهذه الحضارة، وهذا ليس رأيي بل رأي اساتذة متخصصين في هذا المجال منهم الدكتور "احمد تفضلي " الاستاذ بجامعة طهران .
ويسترسل المارونسي:
ان تقمص الاخمينيين للحضارة والثقافة الميدية شبيه بانتقال الارث الى الورثة ، فمن حيث اللغة ورث الاخمينيون ديوان الادارة باللغة والكتابة الميدية ، كما ورثوا اساليب الحكم من الميديين ورثوا الاعياد والمناسبات الرسمية والشعبية من الميديين دون اية اشارة او اعتراف بذلك .
ومن هذا يخلص المارونسي الى ان الاخمينيين هم الذين " طمسوا " معالم الحضارة والتأريخ الميدي وان الامبراطوريات التالية ساهمت في تعميق هذا الطمس ولا سيما الامبراطورية الساسانية .
وعن بقايا الميديين في همدان او " هكمتانة " يقول المارونسي :
ان كثيرا من الاثار الظاهرة للعيان في همدان ، هي اثار ميدية سجلت باسم الاخمينيين ويشمل ذلك العديد من المباني والكتابات والجداريات ، واعتقد ان اكثر التلول وكل ما ظهر حتى الان في همدان ،يعود الى الحضارة الميدية وقد قلت هذا الكلام في ايران مرارا وتكرارا ، وعندما تنقب في قصور الملوك فستحصل على بقايا الحضارة الميدية .
وجاء في موسوعة الـ "ويكبيديا " ان اول اشارة مدونة باسم الميديين والامبراطورية الميدية جاءت في كتابات " شارل مانزر الثالث " (863 قبل الميلاد ) وسركون الثاني ( 715 قبل الميلاد ) وجاء ذكرها على شكل " ماداى " او " آماداي".
ويقول المؤرخون اليونانيون ان مدينة هكمتانة، في عهد الميديين ( من اواخر القرن الثامن حتى منتصف القرن السادس قبل الميلاد ) كانت مركزا للامبراطورية الميدية ، ثم اصبحت عاصمة صيفية ـ وربما خزانة ـ للاخمينيين ، بعد سقوط الامبراطورية الميدية .
واهم المصادر التأريخية عن الميديين ، هي كتابات المؤرخ اليوناني هيردوت الذي ينسب بناء المدينة الى اول ملوك الميديين المعروف بـ " دياكو "(728- 675)ق.م .
وبعد ان قرر دياكو ان يتخذ من هكمتانة عاصمة له ، قرر ان يبني قصرا عظيما يقال ان عدد غرفه كانت في حدود الالف غرفة حيث كان يضاهي في فخامته برج بابل ، وكان القصرمنيعا وعلى شكل سبع قلاع يقع قصر الملك وخزانته في الطابق السابع ، وقرر طلاء تلك القصور والقلاع بالوان مختلفة ، على غرار القصور البابلية ويقال ان المحيط الخارجي لتلك القصور كان في حدود مساحة اثينا .
وقصر الملك الذي كان يقع في اعلى القصور السبعة ، كان يحوي مائة غرفة .
و دعا دياكو مواطنيه الى بناء بيوتهم خارج القلعة وعلى اطرافها واختيار دياكو لهذه المنطقة ليبني عليها قصوره لم يأت اعتباطيا بل كان اختيارا مبرمجا نظرا لطبيعة المنطقة الساحرة والجميلة من حيث وجود سلسلة جبال الوند المكسوة بالثلوج الى جانب الانهار والشلالات الوفيرة والمصايف الجميلة .
تلة هكمتانة
وعلى الرغم من التخريب والاهمال المتعمد لهذه التلة العملاقة ، كونها اثار حضارة خاصة تعود الى اسلاف الشعب الكوردي والكشف عنها سيكشف عن حضارة الشعب الكوردي الموغلة في القدم ، الا ان اثار المدينة ما زالت باقية ،وهذه المدينة التي ظهر قسمها الشرقي من تحت الارض ، تكشف عن نظام معماري متقدم ، نظام صممه معماريون متخصصون قبل تنفيذه على الارض ، ولا شك ان بناء هكذا مدينة محكمة وحصينة وجعلها مقرا للحكومة وخزينتها وعاصمة للامبراطورية لا يتم الا من قبل ملك مقتدر ،ثم ان مدينة بكل هذه القلاع وابراج الحماية دليل على اتخاذ الحيطة والحذرمن للاعداء المتمثلين بالجوار .
وتكمن اهمية تلة هكمتانة كونها تضم تحتها اطلال عاصمة الميديين الذين احضعوا مناطق كبيرة لامبراطوريتهم المقتدرة في حدود الالف الثامن قبل الميلاد حتى سقوط الامبراطورية على يد الاخمينيين في حدود 530 ق .م .
وتلة هكمتانة تلة بيضوية الشكل ، مساحتها في حدود الثلاثين هكتاراً، اذا ما استثنينا اكثر من عشرة هكتارات اخرى من اطراف التلة انشئت عليها بيوت سكنية ويقسم شارع اكباتان التلة الى قسمين ،شرقي وغربي .
وكلمة هكمتانة تعني مكان التجمع اذ كانت المدينة مكانا لتجمع علية القوم من الميديين
يقول البروفسور سايزأن ماد كانت عبارة عن مجموعة من القبائل والعشائر الكوردية سكنت ببلاد آشورو امتد حكمها الى بحر قزوين
وجاء ذكر هكمتانة في اليونانية على شكل " اكباتان " و" اكماتانو " في الالواح العيلامية والاشوريون سموها "بيت ديلكو ".
وما عدا همدان وتلة هكمتانة فإن هناك العديد من الاماكن الاثرية الاخرىالتي تؤرخ للامبراطورية الميدية كتلال منطفة كودين بالقرب من كنكاور في كرماشان ونوشيجان في ملايروهي بمجملها تعكس حضارة انسانية راقية و متقدمة .
وبعد اضمحلال الامبراطورية الميدية لم تفقد مدينة هكمتانة اهميتها في عهد الاخمينيين وعلى الرغم من انها لم تكن في المركز الاول الا انها اتخذت كعاصمة صيفية للاخمينيين بعد ربطها بطريق مباشرة مع تخت جمشيد او برسبوليس ، عاصمة داريوش وكانت هكمتانة خرابا حينما التحم داريوش مع الاسكندر في معركة كوكميلا سنة 331 ق.م .
وعندما اخضع الاسكندرمدن الامبراطورية الاخمينية ، احتل هكمتانة ايضا ويقال انه حينما وصل الاسكندر الى هكمتانة توفي احد قادته المعروفين وهو "هفايستيون " حيث امر الاسكندر ببناء ضريح يليق بالقائد العسكري، وعلى الرغم من عدم العثور على ضريح هفايستيون بين اثار مدينة همدان .
الاسد الصخري
من الاثار الميدية المتبقية في همدان ـ رغم عوادي الزمن ورغم محاولات الطمس والاهمال المتعمد ـ تمثال الاسد الصخري العملاق والذي ينسب الى الملك الميدي دياكو ويبدو انه مثلما حاول بناء قصوره على غرار القصور والجنائن البابلية ، فإن اسد هكمتانة ، هو الاخر ، شبيه باسد بابل .
ينتصب الاسد الصخري في احدى الساحات العامة في مركز مدينة همدان وهو بطول 5,2 امتار وبعرض 1،15 متر ،اما ارتفاع التمثال فهو في حدود الـ 2,1 متر ، وكان يطلق على المنطقة التي يوجد فيها الاسد ، باب الاسد . والملاحظ في الصورة هو كسر اقدام الاسد في مرحلة معينة من مراحل التأريخ وتقول بعض المصادر ان لبوة صغيرة كانت موجودة الى جوار الاسد الصخري ولكن لم تعد موجودة الان.
 
الشكر الك اخي جان على التقرير الرائع عن هذه المدينة الرائعة التي تعود الى الحضارة الميدية واسمح لي ان اقول بان حتى بذاك الزمان يريدون طمس الهوية الكردية ولكن بالفعل شي يثير ضحكي لسبب واحد وهو بان مهما فعلوا لا يستيطع احد بان يطمس حضارة عريقة وشعب عريق وله تاريخ و قوي الارادة والتصمميم وبنهاية مقالتك اثار حزني هذا الاهمال الذي الحق بهذه المدينة العريقة
الف شكر الك اخي جان
 
و مهما حاولو ستبوء محاولتهم بالفشل فعراقة حضارتنا اكبر من تمتد ايدي الغاشمين لطمسها ...
تو بخير هاتي زارا
 
از كلك خوش بوم جبو هاتن وي سلاف و ريز و هربجي كردستان ...
 
أعلى