مسرحيّة مترجمة من الأدب الكرديّ (Reşê) رشِى

G.M.K Team

G.M.K Team
تأليف: بشير ملاّ ترجمة وتقديم: هيثم حسين
[FONT=times new roman,times][/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times]
clear.gif
[/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times]هل نَجْدُر بأسمائنا...؟![/FONT]​
[FONT=times new roman,times] [/FONT]
[FONT=times new roman,times]ما علاقة المسمَّى باسمه، وإلى أيّ حدٍّ يحقّق المسمَّى الغاية التي من أجلها سمِّي باسمه، وماذا يضيف اسمه إليه، وماذا يضيف هو إلى اسمه.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]قد تكون التسمية لتعويض ضررٍ أُلحِق بأحدهم، فيحاول الإصلاح قدر إمكانه، وذلك بإحياء الاسم، كرغبة ضمنيّة، في إحياء مجسِّده السابق.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]بين أمٍّ تفقد ابنَها؛ عزيزَها، فتسعى للاستعاضة عنه، بتسمية مولودها التالي باسم الفقيد نفسه، أملاً في حفظ الاسم في البيت، وعدم اندثار ذكر صاحبه، وذلك بتكرار اسمه، بشكلٍ دائم على الأسماع، فيكون إحياءً رمزيّاً، وتحدّياً للموت بالطرق الشرعيّة المسموح بها.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]ولقد كثُر هذا الأمر-عاموديّاً- بعد كارثة حريق سينما عامودا، التي راح ضحيّتها المئات، فحاول الأهل تخليدَ ذكرى شهدائهم بحفظ أسمائهم، بإطلاق تلك الأسماء على من أتى بعدهم، ولكن، للمفارقة، ما كلّ مسمَّىً، بالضرورة، أن يصل إلى مستوى عظمة سميِّه، بل أكاد أقول، إنّ بعض المسمَّين بأسماء الشهداء، إخوةً أو أقاربَ، أساؤوا، بطريقة أو بأخرى، إلى ذكراهم الطيّبة، وثراهم الطاهر.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]ويتعمّم القول، عندما تحاول أمّة استذكار رموزها ممّن لن يعوَّض عنهم، من الأبطال الذين لهم بصمات مشرقة في التاريخ، فيُسمَّى كثير من المواليد بأسماء العظماء، ليكون التذكير بهم متواتراً على مرّ الأيّام، وهنا أيضاً، قد لا يصل المسمَّى إلى أيّ هدفٍ ممّا أُمِّل منه، فيسيء إلى سميّه، دون أن يعتذر منه، بل تستمرّ الإساءة فاعلة، طالما استمرّ هو فيما هو فيه، فيصبح كلٌّ منهما وَبَالاً على الآخر، لأنّه لن يستطيع الارتقاء والتسامي إلى مستوى المشبَّه به، والاسم، بدوره، لن يتنازل عن مكانته وثقله التاريخيّين، إرضاءً لمسمَّاه، في لعبة الاستعارات والتشابيه، تقريباً وتبعيداً، وكي لا يرتضي الحديثُ بأقلّ ممّا حقّقه السابق، وإلاّ سيكون في بقائه جامداً هامداً، جثّة مُهَيْكَلة، مجوَّفة من الروح، ومزيَّنة فقط بهيبة الاسم، دون أن يتحلّى بروحه، فيبدأ التناسبُ العكسيُّ، ويرصد الطلاق بينهما في مَرْصَده، بانتظار الإشارة التي تعلن نهاية القتل الحاصل..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]وهنا، العجوز رشِى، الدالّ اسمها على السواد والعتمة، والمدلّ فعلها على التنوير النابع من السلوك الممارَس، صدقاً ووجداناً، فهي المتنوّرة بالفطرة، مثال المرأة الكرديّة الأبيّة، التي يؤذيها تقهقر ابنها السلوكيّ والفكريّ، ليلوذ، سلبيّاً، بالحاضنة الدينيّة التي يظنّها مأمناً، يؤمّن له الطمأنينة والسلامة، ليؤدّي فروضه في انتظار الموت المحتَّم، مُوْقِفاً جميع الأعمال، وقاتلاً جميع الآمال، في انتظاره الجحيميّ هذا.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]..آختي، المُستخرَج اسمُه من عمق التاريخ، والمُستَجرّ إلى الآن، أملاً في إدامة فعله، بإحياء صاحبه، والسير على خطاه في تحقيق البطولات التي حقّقها، وبالتالي جعله، النموذج المبتغَى الوصول إليه، والاقتداء به.. ولكنّ الآمال الكبيرة، يقزّمها أشخاص يسيئون إلى الأسماء، وإلى الأمّ، وإلى الأمّة، جميعاً، يُقتِّل المسمَّى سميَّه، ليتحرّر من سطوته، عندما ينتحر باليأس، ويلتحف بالإذلال المبرَّر من قبله، المجرَّم على إثره في الحياة، يستلّ سيف اليأس المسموم ليداوي انكساراته وانتكاساته.. وعبثاً، فقد رهن لها كلَّه..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]تفشل كلّ محاولات رشِى، لإخراج ابنها من تموُّته الاختياريّ، وإعادة زرع بذرة الأمل في تربة روحه، لكن، أنّى ذاك، وقد جعل منها محرقة للأمل، ومَدْفناً للحلم.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]وليس أسوأ من أن يعيش المرء معدوم الأمل، لأنّه هكذا لن يعيش، وإنّ ظنَّ بأنّه أكثر ارتياحاً، حيث الآمال تحتاج العمل الدؤوب لتحقيقها، وهو لا يستطيع، لتعرف خطيئةُ اليأس طريقها إليه، وتركن في روحه، ويحاول أن تُعدي، خطيئةُ الخطايا المميتة، المحيطين به، لتڤيْرِس مَن تلامسهم، وبخاصّة، جوان؛ الأمل غير الراضخ لكلّ محاولات الاختراق، التي تحاول اقتناصه، قبل أن يعي طاقتَه؛ طاقةَ التغيير، الاندفاع، الثورة، والشباب، يتحدّى أباه ــ آختي، الممسوس مسّاً لا شفاء منه، أن يُشيِّب فيه الروح، وهو في عزّ شبابه.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لكنّ استجابة جوان، لصدق ووفاء جدّته، تدفعه إلى عدم الارتكان إلى الأمر الواقع، بل، تحضّه أن يغيّر في المآل الذي لاذ به والده، وآذاه به، لطالما في عروقه دمٌ ينبض، ولا يركد في أرضه التي تُستنقَع، وهي تسوَّر بأسوارَ مُكَهْربةٍ، قاتلةٍ لمن يقترب منها، لكنّها مُلاينة ومطاوعة لمن يخترقها، لأنّها تقدّر فيه إرادة التحدّي والبقاء.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]إنّ رشِى، تنادينا لنشاركها، لنغنّي معها، لأجلِها، لأجلِنا، لأجلِ من سيأتون، مع الفنّان الخالد محمّد شيخو، رائعته:[/FONT]
[FONT=times new roman,times]Rabe ji xewê çavê raketî… [/FONT]​
[FONT=times new roman,times]عسانا نَجْدُر بأسمائنا، بأبطالنا،... وبالآتين من بعدنا..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]هـ. ح[/FONT]​
[FONT=times new roman,times]رشِى[/FONT]​
[FONT=times new roman,times]Reşê[/FONT]​
[FONT=times new roman,times]الشخصيّات:[/FONT]​
[FONT=times new roman,times]- رشِى: الأمّ والجدّة.[/FONT]
[FONT=times new roman,times]- آختي: ابن رشِى ووالد جوان، رجل أربعينيّ.[/FONT]
[FONT=times new roman,times]- جوان: فتى في مطلع العمر.[/FONT]
[FONT=times new roman,times]نصّ المسرحيّة:[/FONT]​
[FONT=times new roman,times]ترفع الستارة، يظهر في الجهة اليمنى شخص نائم، يُسمع صياح الديَكة، وبعد لحظات نباح الكلاب، ثمّ يتكرّر الصياح، ويتكرّر النباح، يتناوبان، تضاء الخشبة مع الصياح، وتعتَّم مع النباح.[/FONT]
[FONT=times new roman,times]وحده النؤوم يبقى في فراشه، يتحرّك داخله، دون أن يغادره..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تظهر بزيّها الكرديّ الفلكلوريّ، ترفع أردانها كأنّها تتهيّأ للقيام بعملٍ ما، وبصوت تعوّد على أن لا يصل إلى غايته، مؤنّبة ابنها": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لوْ لاوو .. آختي.. لقد تقيَّح ظهرك من هذا النوم.. ألا تشبع نوماً.. اخرج لترَ النور.. زر صديقاً، صاحباً، إنّ الناس يتمنّون مجالسة مجايليك ..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"ثمّ تردّد لنفسها، وبيأسٍ وأسفٍ": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]يا لحظّي السيّئ.. لا زلت أنفق على أولاده..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "متثاقلاً يخرج رأسه من تحت اللحاف ويده متدلّية إلى الأرض، مهمهماً، قائلاً بأسلوبٍ استخفافيّ بالأمّ، وعناديّ بالنسبة له": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]مرّة أخرى، جاء الصباح، وبدأتِ بتلاوة أخبارك القديمة..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"يقول لنفسه بلا مبالاة لأمّه الواقفة وهي تنظر إليه": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]فاتتني الصلاة.. البارحة لم أنم..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"مخاطباً أمّه، كأنّه يعطيها النتيجة النهائيّة لكلّ الأعمال التي قام بها أو سيقوم بها غيره": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]في النهاية، في الخارج أو في الداخل، الموت ملاقيك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تحاول أن توقظ فيه بعضاً من النخوة التي قد تساعدها في تخليصه ممّا يلازمه من يأسٍ وتشاؤمٍ وانكسار، تذكّره ببطولات أجداده":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]أليس معيباً أن يقول الناس إنّ ابن رشِى يموت في فراشه.. مَنْ مِن سلالتنا لم يمت في المرابض والجبال.. في النضال والسعي..؟!![/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "غير مبالٍ البتّة بما تكرّره له أمّه، بل ومستخفّاً بها وبما قد يحصل أو يقال":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]مضت أربعون سنة وأنت تجترّين لي حكايتك.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]ولكن قبل أن أكرّر أنا أيضاً: [/FONT]
[FONT=times new roman,times]حتّى الذين يموتون في السماء،لا يفلتون من كلام الناس.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"ثمّ يقول لنفسه، مبرّراً تصرّفه غير المقنع لأمّه التي دائماً ما توبّخه":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]الذي لا يعلم سيظنّ أنّني أصبحت طريح الفراش عن رضىً واختيارٍ..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "عارضة مساعدتها التي لا تبخل بها عليه أبداً، ومذكّرة إيّاه بوفرة الصحّة وسلامة البدن": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لا تستطيع أن تنهض..! سأُنهضك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]كالرجال ادفع ساقيك أمامك.. الشكر لله أنّك لست مُقعَداً أو محموماً..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "بتحدٍ وانكسارٍ": سأتوجّه إلى مَن.. هَهْ..؟!![/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: وهل أكثر من أقاربنا ومجالسنا..؟!![/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "يتأفّف، كأنّ جرحه القديم بدأ بالنزف ثانية": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد قصم المجتمع ظهري، وخصوصاً، أبناء جلدتي.. وأنت تنوين وضعي ثانية بين أنيابهم وفي أفواههم..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "بانزعاجٍ لاستثارته وإخراجه من حالته": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]أنت أيضاً.. مُت في فراشك.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"تلاحظ بأنّها ربّما تكون قد قست عليه.. تغيّر في نبرتها.. تلتفّ عليه وتأتيه من طريق آخر": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]فليسعد العدوّ لحالنا..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "لأنّه مدمن يأسه وسعيد به، وهو في بعده عن الجميع": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]فلأكن قتيل الفراش.. ولا أكون قتيل الأهل والجيران.[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تبكي بصوت خفيضٍ متحسّرةً، دون أن تتقصّد استدرار عطفه وشفقته".[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "واقفاً على السرير، وبمناجاة يشرح أسباب تضعضعه، وموجبات خرابه الداخليّ الذي يثنيه عن كلّ فعلٍ قد يقدم عليه":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لا أستطيع.. لا أستطيع..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لا أملك القدرة.. أنا ضائع.. من لي ليساندني.. ؟![/FONT]
[FONT=times new roman,times]إنّهم يكذبون.. أنا مهزوم جرّاء كذبهم..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]عندما كانت الدنيا مشاعة للجميع.. لم يجمع زوجك كدح والده..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد أورثني هذا الحمل الثقيل الكافر..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]إنّ أعداء آبائي وأجدادي هم في سرعة الطائرات، الأموال وأوراق الأشجار عندهم سواء..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]وأنا، مقارنة مع سرعتهم، كالسلحفاة.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]مناي أن أملك خمسة قروش..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "بنبرة واثقة، بعد أن استدرجته إلى الكلام والنقاش، تحاول أن تهدِّئ نفسه، وتؤمّله":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]كلّ واحدٍ يناضل ويكافح حسب طاقته..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "عارفاً بالنوايا يقول": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]ما تبتغينه منّي ليس العمل لتلبية متطلّبات البيت وحده.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "بحسّها العاطفيّ الصادق، غير المتكلَّف، تدعو على نفسها":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]مَن لي غيركما.. أنت وجوان..؟!![/FONT]
[FONT=times new roman,times]فلتُقلع عيني إن أنا لا أتمنّى لكما أيّاماً سعيدة..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "يستدرك خطأه في إيلام روح أمّه، مبرّراً تقاعسه": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لا تسيئي فهمي.. أنت تحمّلينني عبئاً ثقيلاً.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لا طاقة لي في مواجهة الآخرين بالوحشيّة والانتقام.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "متعجّبة من جوابه الذي لا يمتّ إلى كلامها بصلة، وتذكّره بتربيتها السليمة له": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]إن تسمع الجدران ستنشر قائلة: [/FONT]
[FONT=times new roman,times]إنّ رشِى ما تزال تلقّن ابنها دروس الانتقام والشرّ.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لا.. لستُ هكذا عديمة الوجدان والضمير.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]ما رأيته وسمعته من مآسي وآلام هذه الحياة، كافٍ ليصدع جبلاً..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "بنبرةٍ تحمل من الوجع الكثير، وبيأس لا يماثَل": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد تعبت.. لقد تألّمت كثيراً..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لا أستطيع الابتعاد عن الفراش خطوتين..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "يدخل مخاطباً جدّته": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]أمّاه.. هل جهّزت حقائبي..؟[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "بودّ": متى ستذهب يا روح أمّك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: اليوم مع جمشيد..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "دون أن تجيب على استفسار جوان، توجّه كلامها إلى آختي، وتريد له أن يشعر ببعض المسؤوليّة تجاه نفسه وابنه، وتريد أن تشهّد جوان على ما سيدور من حوار":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]إنّ جوان سيسافر.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]إن شاء الله سيكون ذلك اليوم قريباً كأنّه اليوم..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]مضت عشر سنوات وأنت راقد في الفراش..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لم تعلّم هذا الولد يوماً درساً..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لم تقل له هذه لغتك الأمّ..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"وبنبرة أعلى": ماذا تفعل بتلك الكتب..؟! ماذا تفعل ..؟! [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"مشيرة بذلك إلى الكتب التي خلف رأسه في مكتبة يغرقها الغبار".[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: بكسلٍ وتندّمٍ": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]أووه.. يا ليتني لم أتعلّم شيئاً من هذه الكتب..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]يا لسعادة الأمّيّين الذين لا يدركون منها شيئاً..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]إنّهم لا يكادون يتوسّدون المخدّة برؤوسهم، حتّى يغطسوا في النوم، دون هموم..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تحاول أن تحرِّض فيه الماضي الجميل": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]قصائد جكرخوين وصرخاته.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"ومذكّرة إيّاه بتلك الأيّام البريئة التي كانت إرادة الصمود، برغم الفقر، تزيّنها":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد وضعك عشرات المرّات في حضنه.. وكان يكرّر دائماً: العلمَ العلمَ.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "باستهزاء، ومحاولاً أن يضفي النتيجة الواقعيّة كلّها على كلامه":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد نشر المسكين جكرخوين عشرات الدواوين..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]كان ميتاً في حياته.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"متسائلاً مؤنّباً نفسه": ألم أتعلّم..؟! "وبحسرة":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]أعطيت ثماني عشرة سنة من شبابي.. "وببالغ التأسّف":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]واليوم علمي لا يساوي ليرة صدئة.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]وفوق ذلك، أيضاً، الآن أنا من دون هوية ومارق..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تخشى أن يسرّب أفكاره الكارثيّة إلى ابنه، فتبادر إلى تحذير جوان من غلط ما يقول والده":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوانـ:ي لا تبالِ بما يقوله أبوك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد مضت عشر سنوات وهو معتزل الناس والدنيا..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "هنا يندسّ في الفراش".[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "منتبهاً إلى والده، ومقتنعاً بكلام جدّته":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لماذا دسست نفسك في الفراش.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]أمّي لم تخطئ في شيء..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "ينظر إليه يعطيه درساً في عدم الإصغاء لكلّ كلامٍ يقال": جدّتك قد حفظت بعض أقوال جدّك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تحاول أن تردّ الطعون التي يوجّهها آختي إلى مصداقيّتها التي يشكّك فيها، وفي صحّة كلّ ما تتفوّه به تالياً": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]أيّها النؤوم.. أنا أمّ كلستان.. يا لضياع تلك الكتب خلف رأسك.. عندما كانت كلستان تعتزم الذهاب إلى جبل جودي.. كانت ستصنع نصراً.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]كنت في ذلك الوقت قد صنعت من شواربك مثل المِدَمّة، وصنعت من صدغيك، مثل قرون الحيوانات.. وكنت تردّد دائماً: رشِى.. ابنتك سوف تزعزع السلام العالميّ..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "محاولاً إدخال الفكاهة إلى الجوّ الذي بدأ بالاحتقان بينهما، يقول ضاحكاً":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]كيف يا جدّتي.. صدغاه كالقرون..؟![/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "بحركة انفعاليّة، وبسرعة تنزع صورته القديمة عن الحائط":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]يا بني: عمّتك كلستان قالت لي:[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد جعل شواربه كحرف M، يعني ماركس..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]ومن صدغيه كحرف L ، يعني لينين..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]انظر.. انظر.. "وتريه الصورة".[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "يتمعّن في الصورة التي رآها كثيراً، وينظر إليها هذه المرّة بشكلٍ مختلفٍ عمّا كان ينظر إليها في كلّ مرّة، وجد فيها جديداً، تضامن مع جدّته": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]كان أبي يشيّد بنيان الماركسيّة واللينينيّة بشواربه وصدغيه..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تعقيباً على كلام جوان، والصورة في يدها، تحرّكها مع كلامها يمنة ويسرة، وتشرح فحوى كلام ابنها اليائس الميئِّس":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]والآن أقول له: تشرّق .. تغرّب.. اعتنِ بتربية ابنك، وترتيب شؤون بيتك.. وهو لا يني يردّ عليّ باستهزاء: [/FONT]
[FONT=times new roman,times]سنموت.. سنموت.. ماذا سيصيب ابنك..؟ له ربّ يحميه..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"ثمّ تُغيّر مسار الحديث، وكأنّها قد تنبّهت توّاً للسؤال الذي وجِّه إليها عن تحضير الفطور":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]هل أحضّر الفطور..؟[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "يخرج رأسه ثانية من بين فراشه، ولينقص من قيمة ما تواجهه به أمّه، يتشاغل بالمخدّة ليعيد وضعها في مكانها": أنا لن أردّ..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "متحدّياً والده": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]انهض وقل.. والله إنّ نقاش جدّتي أكثر تماسكاً ووضوحاً من كلام سكرتير أحد الأحزاب، كان قد شارك أمسِ في حوار مُتَلْفَزٍ.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "محبطاً محاولاته التي لن تفيد معه":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جدّتك تقصّ عليك القصص، كانت هكذا تسردها لي أيضاً..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: " بتحبّب": جوانـ:ي لقد أوقع اليأس والتشاؤم والدك.. لا عتب عليه.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"تذهب إلى المطبخ لتحضّر الفطور".[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "بانزعاجٍ على مستقبل ابنه الذي يكاد يشابه مستقبله لو أنّ أمّه تمكّنت من زرع أفكارها في رأسه، يلاحقها بجمله":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]أنا متأكّد أنّك ستقصمين ظهر هذا الفتى..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"وباستسلامٍ يشرح عدم استطاعته": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]لم أكن أستطيع.. لم أكن أعلم.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]كيف آخذ حقّي.. وأنت تحمّلينني ثأر أبي وأبِ أبي.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"ثمّ يتوجّه إلى ابنه، بعد أن غابت أمّه عن ناظره، ينصحه نصيحة هي ملخَّص تجربته الحياتيّة، ومتأكّداً من جدواها":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]يا بني.. اعتنِ فقط بحملك.. فإنّك لا تستطيع رفع أحمال أربعة آباء..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"مستهزئاً كمن يتشفّى من نفسه، ومن ادّعاءات أمّه التي لا تكفّ عنها":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]قد يستطيع رستم زال والأسد عليّ أن يحملا أعباء جدّتك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "مشكّكاً فيما يقوله والده": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]تقصد أنّ قصص الأمّ رشِى أحلام وخيالات..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"يكلّم نفسه مؤكّداً":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد كبرت مع هذه القصص، لم أرَ أمّي.. الجدّة رشِى هي أمّي من ناحية، ومن ناحية أخرى هي أبي..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]إنّ أحلامي حتّى الآن هي مع هذه القصص.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]أحلّق معها.. أغدو بطلاً.. أساند المظلومين والمسحوقين..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]آختي: "بنبرة يستجدي العطف":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]لقد غُلبت يا بني.. أنا لست مخيَّراً، لو أنّني بقيت اليوم بطوله نائماً، فلا يمكنني أن أحلم حلماً واحداً..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"ومتمنّياً": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]كم كان سيكون جميلاً، لو أنّ الطفولة لازمت الإنسان، واستمرّت معه مدى الحياة..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"وبهدوءٍ مضيفاً": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]فقط، عندما تكبر يوماً ستكتشف كنه مشاعر والدك هذه..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: :تدخل ومعها مائدة عليها ثلاثة صحون وإبريق شاي وثلاث أقداح": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]فطورك جاهز.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "ينظر إلى الساعة": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]تأخّر الوقت.. لا أمّاه. لقد تأخّرت.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"يمضي مسرعاً، يحمل حقيبته. ينسى كتابه".[/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تناديه، بعد أن تضع المائدة على الأرض، وتسارع إلى كتابٍ نسيه جوان":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوانـ:ي لقد نسيت كتابك.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"ثمّ رافعة كتابه في يدها، بعد أن عاد جوان من أمام الباب الذي كان سيغلقه":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]سترى مستقبلك في هذا الكتاب..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]سترى فيه أخطاء أجدادك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]سترى فيه مسألة: "مَنْ نحن، وكيف يجب أن نعيش..". [/FONT]
[FONT=times new roman,times]وبإمكانك الدفاع بهذا الكتاب عن شعبك..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]جوان: "يوجّه يده صوب والده دون أن يتكلّم كأنّه يستخلص منه العِبَر". [/FONT]
[FONT=times new roman,times]رشِى: "تهزّ رأسها موافقة.. ومضيفة":[/FONT]
[FONT=times new roman,times]وستعثر فيه على أسباب تشاؤم أبيك.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"وبابتسامة": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]وسواد الجدّة رشِى.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]"وهي عندما تتكلّم بما تتكلّم به، يقترب منها جوان رويداً رويداً متفكّراً في كلّ ما تقوله، يصل إلى جانبها، تربت على كتفه بثقة وتفاؤل": [/FONT]
[FONT=times new roman,times]يا بني.. الدنيا كهذا المسرح الذي نمثّل فيه.. [/FONT]
[FONT=times new roman,times]كلّما كنت متفوّقاً في أدوارك التي تؤدّيها، سيصفّق لك الجمهور.. أمّا الكسول المتشتّت، فإنّ الجمهور لن يكتفي بعدم التصفيق له، بل (سيُجَرْجرونه) من كتفه، ومن ثمّ سيقذفون به من مسرح الحياة كلّها..[/FONT]
[FONT=times new roman,times]"يمسك جوان بطرف كتابه، ويترك طرفاً منه في يد جدّته، يقبّل جبهتها، ومن ثمّ يدها، ويدير ظهره إلى أبيه.. تضاء الصالة بأضواء قويّة، يعلو صياح الديَكة، يقوى بشكلٍ تصاعديٍّ.. وتسدل الستارة..".[/FONT]
[FONT=times new roman,times] [/FONT]​
[FONT=times new roman,times]- النهاية –[/FONT]​
 

almkurdistan

مراقبة عامة
تسلم آخي المبدع دوما عبدو .. مواضيعك جدا مميزة باحتوائها واختياراتها..آتمنى لك التوفيق من كل قلبي وزور سوباس مرة آخرى على المجهود الراقي الذي تبذله في هذا المنتدى..
تقبل مروري وتحياتي الكبيرة..آلم كردستان..
 

G.M.K Team

G.M.K Team
بخير لسرجافان الم كردستان

كلك زوق تسلم يارب على الرد الجميل المشجع الف شكر لكي

serkeftîbî her dem
 

komahestiyan

كاتب
المسرحية جميلة فيها الكثير من الصور الغريبة الشكر على حسن عرضها
 
مشكور على العطاء برايمن عبدو
ممتعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
 
أعلى