المسألة الكوردية عن لازاريف ج1

G.M.K Team

G.M.K Team
3535.jpg

kani welat

اعداد : عدنان رحمن
نظرا لتنوع عناوين المواضيع التي تطرق اليها السيد لازاريف ، وشموله كل المناطق التي تعد جزءا من كوردستان الكبرى باخباره. سوف اجعل لكل جزء من المقالات عنوانا ، واشير الى ان الكاتب جل مصادره من الوثائق الرسمية من ارشيف السياسية الخارجية لروسيا الاتحادية ، وساشير لها بعلامة * اما المصادر الاخرى ساذكرها باختصار ، والكتاب يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ الشعب الكوردي ، والكتاب هو :

المسألة الكوردية 1923- 1945********** النضال والاخفاق

م . س . لازاريف***************************** ترجمة : د- عبدي حاجي

أربيل- 2007 ، صادرة عن مؤسسة موكرياني للبحوث والنشر ، طبعت في مطبعة مؤسسة ئاراس- اربيل .

اقامة دولة مستقلة واحدة

الوحدة العرقية للشعب الكوردي

وهي عن مرحلة ما بين 1923 الى 1945 : ان الحدود الدولية التي جزأت الشعب الكوردي كانت العقبة أمام وحدته ، ومن العوامل المؤثرة على التطور القومي للكورد سياسة الدولة للحكومتين العربيتين في العراق وسوريا اللتين كانتا واقعتين تحت الانتداب الاستعماري ، كما تركت بريطانيا وفرنسا تأثيرا مباشرا على الكورد .

العقبة الاخرى داخلية ، تتجذر في التقليد الكوردي القديم (التخلف التقليدي) ، الفوارق اللغوية والعشائرية والدينية . واذا كان لمثل هذه الشكوك لها ما يبررها بالنسبة للكورد واللور ولاسيما البه ختيار ، فانه لااساس لها بالنسبة للكورد- الزازا الذين يتحدثون بلهجة خاصة هي اللهجة الدوميلي (زازاكي) ، يعيشون في ديرسم (تونجلي حاليا) وكثيرا ما يسمونهم علويين او قزلباش ، او بالنسبة للايزيديين الذين يعيشون في مناطق مختلفة الذين يؤمنون بمعتقد قديم أصيل وكوردي محض . {ر . امبسون 1928 : يصف الايزيدية من حيث العرق على الارجح كورد ويتحدثون في سنجار بالكورمانجية ، وتقلص عددهم} .

ولايجوز وصف الكورد في هذه المرحلة بشعب متجانس اثنيا بسبب الغزوات المتواصلة والحروب والقمع الخ ، التي ادت الى تفكك سياسي واصبحت عقبة امام اقامة دولة كوردية واحدة ، وما نتج عنه من تخلف سياسي- اجتماعي وثقافي تميز باشكال قديمة للتنظيم الاجتماعي والحياة الفكرية للمجتمع ، وظلت العلاقات العشائرية بما لها من سلوك انموذجي في الحياة اليومية ، وفي التجليات الاجتماعية وفي الوعي الذاتي اكثر الرواسب القديمة انتشارا بين الكورد .

مع ذلك لاينبغي المبالغة في العامل التقسيمي في وحدة الكورد الاثنية . فاذا ما اخذنا الفوارق العرقية (اللغة ، الدين ، الوقائع الحياتية) فانها لم تكن حواجز لايمكن تجاوزها امام التفاهم اللغوي والثقافي والحياة اليومية بين السكان الكورد ، كما لم تكن الحدود الدولية حواجز ايضا تعترض سبيل ذلك ، التي كانت حمايتها ضعيفة وسهلة النفاذ منها . وان لم يشكل الكورد كتلة متراصة من الناحية العرقية ، فقد كانوا كتلة متجانسة بصورة اساسية ، حيث كانت بقية اجزائها في علاقة مع بعضها البعض . وكان تركيبها المتماسك هو مجموعة اثنونفسية واحدة قائمة على وحدة الارض والاصل والحياة التاريخية والتي اصبحت قوة محركة لوحدة الامة الكوردية تحت تأثير افكار التحرر القومي التي نفذت الى اعماق المجتمع الكوردي ، فقد تراجعت الفوارق اللغوية والدينية والثقافية والسياسية والادارية والاجتماعية والاقتصادية والمعاشية* الخ ، امام هذه القوى التي وحدت الكورد جميعا بعيدا عن الصدارة . وقد تعرض الكورد في هذه المرحلة لتأثير استعماري بلغ فيه التشوه والركود درجة كبيرة .

كتب الباحث الانكليزي عن تميز المنطقة منذ القدم بالتنوع الديني والاثني قائلا : يوجد في هذا العالم قلة من الاماكن (باستثناء القفقاس) التي تجعل واضعي الخرائط الاثنوغرافية في حيرة من امرهم كما هي ولاية الموصل . فقد كان يعيش فيها عدا الكورد ، العرب والاشوريين والتركمان والارمن واليهود وممثلي جميع الطوائف والمذاهب والطرق الاسلامية والمسيحية المتعددة . {Mosul and Its Minorities 1952} .

لقد خلقت ذهنية خاصة في المجتمع الكوردي شمال العراق عندما اختفت التناقضات الطبقية امام الاتحاد القومي والديني العشائري . وكان النفوذ الكاريزمي لعدد من الاسر المعروفة منذ القدم مثل البرزنجي في السليمانية والبارزاني في شمال- شرق العرق وعدد اخر غيرها يشغل مقاما رفيعا .

كانت ظروف السكان الكورد المحليين وتطورهم تختلف في كل جزء من كوردستان الاساسية المتكونة بعد الحرب العالمية الاولى وبعد تقسيم الامبراطورية العثمانية المنهارة اختلافا جوهريا . وهل هذا يعني ان الا يجوز الحديث عن وجود مفهوم كمفهوم المجتمع الكوردي في المرحلة المدروسة ؟ .

يتعذر اعطاء جواب محدد على هذا السؤال ، ومما لاشك فيه ان المجتمع الكوردي هو مجتمع متجانس ويتألف من سكان متجانسين عرقيا في اطار دولة واحدة ، لم تكن قائمة آنذاك ، وليست موجودة حاليا ايضا . والعقبة الرئيسة هي التقسيم الحكومي للعنصر الكوردي ، الذي يجعل وحدته صعبة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاثنوثقافية والثقافية غير ان هذه العقبة لم تكن عقبة مطلقة ، بينما لم تمارس الحدود الدولية المقسمة لكوردستان ، ابدا دور جدار الصين او جدار برلين . فالحدود كانت سهلة العبور ، وكان التواصل التقليدي بين العشائر الكوردية يتم دائما ، لهذا فان وحدة الكورد وتراصهم لم تجر على مستوى بلاد من البلدان التي يعيشون فيها بمقدار ما كانت تجري على صعيد كوردي شامل ارفع شأنا . ولم تكن الفوارق سواء اكانت اثنوغرافية (في اللغات واللهجات والاديان) ام لها منشأ اقتصادي- اجتماعي (مستوى تحليل البنيات التقليدية وتكوين البنيات الحديثة والوضع الاقتصادي العام وحالة الخدمات الاجتماعية* الخ) كبيرة جدا . والاهم انها تركت المكان للفكرة السياسية الرئيسة التي توحد جميع الكورد (وليس الكورد القاطنين في كوردستان) وكذلك الطموح الذي يشتد رويدا رويدا مع مضي كل عقد من القرن العشرين الى التحرر القومي وحتى الى اقامة دولة مستقلة واحدة .

يكمن جوهر المسألة الكوردية والمضمون الاساس للتاريخ الكوردي بعد الحرب العالمية الاولى في تطور هذه الفكرة التي تحمل في مضمونها طابعا توحيديا بشأن الاجزاء الاربعة لكوردستان المجزأة ، وتأثيرها على سياسة الدول الشرق اوسطية الداخلية والخارجية ، والتي يعيش الكورد فيها ، وعلى تلك الدول الغربية الكبرى ، والاتحاد السوفيتي ايضا ، والتي كانت لها مصالح في آسيا الغربية ، واخيرا تأثيرها غير المباشر على الثقافة والمجال الاجتماعي- الاقتصادي .

اعداد : عدنان رحمن
 
أعلى