حوار مع زاهر عفدي مسؤول العلاقات الخارجية في الجمعية الكردية في كازاخستان

G.M.K Team

G.M.K Team
أكراد آسيا الوسطى
************************************
clear.gif
يحرر هذه الزاوية الدكتور محمد أحمد برازي المقيم في كازاخستان
تحت عنوان (اينما كنا لن ننسى عاداتنا وتقاليدنا )
ويتناول حياة وعادات وتقاليد الكرد في كازاخستان وآسيا الوسطى


لقاء زاهر عفدي مسؤول العلاقات الخارجية في الجمعية الكردية في كازاخستان
اجرى اللقاء الدكتور محمد احمد (المأتا)

*بداية من هو زاهر عفدي؟

ولدت عام 1950، ودرست في يريفان حتى مرحلة المتوسطة، واكملت الجامعة في قرقيزيا ـ قسم الهندسة الميكانيكية، وبعد التخرج عملت في يريفان لمدة 18 سنة، بمنصب نائب المدير العام،حتى سقوط الشيوعية.
*لماذا اخترت اسم عفدي وليس عبدي؟
ـ لان عفدي اسم كردي، أما لو كان عبدي فلا أحد سيعرف بأني كردي.

*متى شعرتم بانتمائكم القومي الكردي؟


ـ عندما كنا صغاراً، لم نكن نعرف من نحن، اتذكر في المرحلة الابتدائية، كانوا يقولون عنا أنتم اكراد؛ فسألت والدي، لماذا يقولون عنا كورداً، أجابني مبتسما لأننا أبطال، وفي عام 1958، عندما جاء القائد العظيم الملا مصطفى البارزاني، كنت يومها في الصف الأول الابتدائي، أتذكر جيداً كيف اجتمع كل الأكراد واستقبلوه استقبالاً رائعاً، وفي مقدمتهم الكاتب علي عفدالرحمن مامادوف، والسيد محمد سلو باباي، وهو لازال على قيد الحياة، ويعيش في الان باكو، والسيد نادر خوداداي محمودوف الذي كان وزيراً للمواصلات لمدة ثلاثين سنة، في أرمينيا، وأيضاً استقبله الكورد الإيزيديين مثل ميرو أمين، عفدال، حجي جندي، وغيرهم. وفي تلك الفترة أصدرت الحكومة السوفيتية جريدة كوردية في يريفان تكريماً للملا البارزاني.
ونحن الأكراد قد تعذبنا كثيراً خلال فترة الاتحاد السوفيتي السابق وكانوا يمنعوننا من الدراسة في بعض الأماكن الحساسة.


* بعدها هل تحسنت اوضاع الاكراد؟.



ـ نعم، وأتذكر عندما كنت في جامعة قرقيزية, أتى إلينا ماماد سليمان باباي، واجتمع بنا في غرفة صغيرة، شرح لنا القضية الكردية، وعن نضال القائد البارزاني, وكانت معه وثيقة تثبت بأنه كان للاكراد حكم ذاتي في عام 1923، واسمه كردستان الحمراء، الواقعة بين أرمينية وأذربيجان، واوضح لنا باباي ان هذه معلومات سرية جداً, وإذا عرفت بها الحكومة الشيوعية، فستقطع رؤوسنا؛ وهكذا أحببنا قضيتنا، والفضل للقائد البارزاني.


* لماذا الفضل للقائد البارزاني؟


- أعتقد كان السيد ماماد سليمان باباي أجتمع مع القائد البارزاني و أثر كثيرا بقوميته و حبه للكرد وكردستان, في ذلك الوقت بدأ أسم البارزاني كنجمة يلمع في السماء وخصوصا عند الاكراد.


* لماذا كان ماماد سليمان يخشى من الحكومة السوفيتية؟.


-هنا ساطول حديثي معكم. ماماد سليمان باباي(محمد سلو) كان وقتذاك أحد الشجعان الكرد السوفيت وكان غيوراً على قضيته و يتألم عندما يسمع بان الكرد يعملون في الرعي ولم يصلوا الى مناصب الرفيعة في دولة السوفيت.
وعندما أجتمع بالطلبة الكرد، طلب منا كتابة مذكرة الى السلطة السوفيتية نطالب فيها بكردستان الحمراء وقال لنا هذا حقنا يا أبنائي و يا أخوتي لا تخشوا المخابرات اذا هددوكم أوضربوكم.
وقال ايضاً اذا حولوكم الى التحقيق اعترفوا بانكم أكراد مجردين من أبسط الحقوق لعدم وجود كيان خاص بنا.
أنظر الى اكراد السوفيت فأنه من أصل أكثر من نصف مليون لا يوجد عشرة أشخاص من خريجي الجامعات والبقية جميعهم يشتغلون في الرعي والمناجم والفلاحة، نحن نريد ان ندرس و ندخل الجامعات لاننا لسنا أقل من غيرنا، وبعد ذهاب السيد باباي كتبنا رسالة مطولة وسلمناها الى الجهات المعنية، وبعد أيام قليلة اخذوا اكثر من خمسين شخصا الى التحقيق واغلبهم من ألاميين، وفي تحقيق هددونا بالقتل والترحيل من أسيا الوسطى، وطلب منا رئيس التحقيق كتابة مذكرة أخرى نطالب فيها العفو من المسؤولين ونعترف بأننا أخطئنا وما كتبناه كان بطلب من باباي سليمان، وأغلب المحتجزين اعترفوا ولكن عندما حققوا معي تذكرت ماماد سليمان وهو يقول لي أنا أعتمد عليك يا زاهر أرفع راسنا ولا تعترف بأن ماماد سليمان قال لي افعل هذا العمل.
فقلت لرئيس التحقيق اذا لم نمت اليوم فغدا سنموت و نحن لم نطلب شيئا أكثر من حقنا ونريد فقط الدراسة والتعلم مثل بقية القوميات الاخرى ونطالب باسترجاع كردستان الحمراء لكي يكون لنا كياننا الخاص مثل قرقيز و روس و أزابيك و كزاخ و غيرهم، وقلت له ايضا ان أخي الان يعيش في يريفان وأنا هنا في قرقيزستان و عمي في اوزبكستان و كلنا من كردستان الحمراء و هجرونا قسراً من ديارنا، وكفانا التهجير قسريا ونحن الان أكثر من 500 عائلة ولم نعرف أين بيوتنا في الربيع نرحل الى الرعاة و في شتاء نأتي ونسكن في خيم ولا يوجد عندنا أطباء , كل سنة يموت العشرات من أطفال الكرد والموت أفضل لنا من العيش في الفقر والرعب. فاجابني المحقق: طلب منك باباي ان تقول هذا, فأجبته: كلا هذه هي الحقيقة واذا لم تصدق أذهب الى المدارس الريفية وتحقق عن الطلبة الكرد فلن ترى أحداً منهم ذاهب مع أهاليهم الى رعاة. وهذا هو سبب الرئيسي بما نطلب, والان في مدينة كوك-يانكاك,يعيش أكثر من عشرة الاف كرد بينهم فقط معلم واحد و البقية جميعم أما يشتغلون في الرعاة او في المانجم(اي عمال مناجم)، وهل محرم علينا بان يكون لنا مثقفين ونتبوأ مناصب في الحكومة.
فقال المحقق: اذا لم يكن هذا صحيحا فستكون عقوبتك شديدة فوافقت ولكني من شدة الخوف لم أستطيع الوقوف. وبعد ايام طلبني وقال لي منذ هذا اليوم سيكون لكم الحق في اكمال الدراسة وأنتم أحرار مثل بقية القوميات, ومن تلك لحظة بدأنا بالدراسة والفضل يعود لباباي سليمان..


*هل أنت وحدك لم تعترف بأن باباي سليمان طلب منكم كتابة هذه المذكرة والمطالبة بكردستان الحمراء ؟


- كلا هناك شخص أخر أسمه عبدالهادي الان هو في كرسندار , أما البقية كانوا مساكين و يخشون من المخابرات.


*كيف كانت العلاقة بين الآكراد و بقية القوميات؟


ـ كان العلاقة جيدة من جهة الأكراد، الشعب الكردي يحب الخير، بسيط جداً, لكن القوميات الاخرى كانت تكره الأكراد، مثلاً في أرمينيا، كان السيد ماماد سليمان باباي، مسؤولاً في الحزب الشيوعي، وكانت له مكانته، وعندما رشح لمنصب حزبي رفيع، رفض من قبل القيادة الحزبية الشيوعية، بسبب كونه كردي، وعندما ذهب إلى المسؤول الحزبي في يريفان، قال له: حرام أن تكون كردياً، وأنت المثقف الواعي؛ لكنك كردي، ولاأستطيع أن أوافق على ترشيحك. و(هذا مكتوب في في مذكراته).
طرد الأكراد من الدول القفقاسية عام 1937، إلى آسيا الوسطى، ومات الكثير منهم برداً ومرضاً وجوعاً، وأمر طردهم صدر من القيادة العليا في موسكو، هكذا كانوا يتعاملون مع الأكراد في زمن الدولة الشيوعية؛ وفي أيام الحرب العالمية الثانية.

*تحدثت كثيرا عن نضال باباي سليمان، هل كان باباي لوحده يطالب بحقوق الكرد، علما ان هناك العديد من الكرد المثقفين و خصوصا من الكرد الايزيديين .هل كانت له طموحات شخصية؟


-أولا من العيب اذا لم ننحني أمام ماماد سليمان باباي هو شخص وطني وشجاع وكان دائما يشجع الكرد على الدراسة وقرأة تاريخ الكرد وعن الثورات الذي قامت في كردستان، ولم أعرف لماذا لوحده كان يشجع الاكراد وأظن لعدم خشيته من السلطة الشيوعية.


اما الكرد الايزيدية فأغلبهم سجلوا انفسهم مثل الارمن و قالوا نحن لسنا اكراد أنما أيزيديين وبعد زوال السوفييت قال بعضهم نحن أكراد والبعض الاخر حتى الان يقولون نحن أيزيديين. ولم تكن هناك اية طموحات لدى ماماد، فهو كان المسؤول عن الاكراد في ذلك الوقت .


*هل طلبتم حقوقكم كاكراد من الحكومة الشيوعية ؟


ـ نعم طالبنا في الكثير من المرات بحقوقنا، وكتبنا رسائل عديدة إلى قيادة الحزب, لكن لم نحصل على الجواب, وفي عهد غورباتشوف، قمنا بمظاهرات سلمية في موسكو، وطلبنا منه معالجة القضية الكردية، وزرنا ضريح لينين, فوافقت القيادة على اللقاء بنا, والتقينا السيد نائب غورباتشوف، وشكلوا لجنة لدراسة اوضاع الأكراد وهل يريدون حكماً ذاتياً، الا ان العديد من المثقفين الأكراد، رفضوا تلك المقترحات، ليبقوا في مناصبهم. وفي النهاية وافقت الحكومة الروسية على حكم ذاتي لنا، في عدد من مناطق، مثل كرسندار وسراتف، لكن زوال الاتحاد السوفيتي، ورفض الأكراد برحيلهم إلى أماكن جديدة رموا مطالبنا في سلة المهملات.


وفي أواخر عهد الشيوعية في موسكو عندما أجتمع بنا السيد يفغني مكسيموفيج بريمكوف ليحل مشكلتنا و عندما دخل الى القاعة صرخ باباي سليمان و قال ماذا تعمل بيننا و أنت عدو الكرد و صديق للصدام الفاشي اخرج من القاعة يا خائن, عندما قال هذا الحديث اعتقدنا بان مشكلة كبيرة ستحدث ولكن أعتذر منه بريمكوف و قال أنا لست عدوكم والان أحاول ان اجد حلا لقضيتكم.


* ماهو الحل الذي وعدكم به بريمكوف؟.


-يبتسم و يقول لا شئ بعد زوال ألاتحاد السوفيتي خابت أمالنا مرة أخرى.


* هل كانت لكم جمعيات او رابطات في عهد الشيوعية ؟


-كلا، في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم ظهرت رابطة ولكنها كانت ضعيفة.


* أعرف بانكم زرتم كردستان العراق في عام 2004 كيف كان شعوركم وأنت في كردستان ؟


-يدمع عيناه و يقول هذه كانت لحظة تاريخية في حياتي وعندما رايت العلم الكردي يرفرف في كردستان شعرت باننا أقوياء وعلينا أن نناضل حتى تحرير كردستان الكبرى و بصراحة عمري 56 سنة و دخلت الجنة حيا في الشهر الذي قضيته في كردستان.


* كيف جاءت هذه الزيارة؟


- دعانا السيد خوشافي بابكر مندوب الحزب الديمقراطي الكردستاني في موسكو و دول المستقلة,و نحن بكل فرح تقبلناه و ذهبنا الى وطننا الغالي وهناك أستقبلونا بكل حفاوة و زرنا الكثير من المناطق وألاماكن المقدسة وأجتمعنا مع شخصيات كبيرة .


*ذكرتم ألاماكن المقدسة ماهي هذه ألاماكن الذي زرتموها؟ و من هي الشخصيات الذي أجتمعتم بها؟


-ألاماكن المقدسة –زرنا قبر سيد شهداء واب القضية الكردية ملا مصطفى البارزاني ومدينة كركوك وأنا وبصراحة بالنسبة لنا تراب كردستان كلها مقدسة.
أما الشخصيات الذي أجتمعنا بها هم السيد الرئيس الوزراء كاك نيجيرفان البارزاني وفاضل ميراني وقادر جباري .


* كونكم عضو في الجمعية الكردية في كزخستان ومسؤول علاقات الخارجية ,كيف هي علاقتكم بكردستان العراق؟


- نعم أنا مسؤول العلاقات الخارجية وبدأت علاقاتنا بكردستان منذ فترة قصيرة أي بعد زيارتنا اليها. ونحاول تطوير هذه العلاقات ونتمنى من الحكومة الكردية أن تهتم بنا لاننا نحتاج اليهم كثيرا ثقافيا وأعلاميا وصحيا وكذلك ارسال الكتب المدرسية باللغة الكردية الينا وايفاد طلبتنا الى كردستان ليتعلم لغتهم وتسهيل رحلات المواطنين الكرد في هذه الدول الى كردستان لكي يعرفوا عن وطنهم.


* نشكركم على أتاح لنا الفرصة للمقابلتك؟


- أشكركم و أشكر موقع بيامنير وأشكر جميع العاملين في أعلام الكردي على هذا اللقاء .

 

كلبهار

مراقبة عامة
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
أعلى