75 ألف شكوى لإيقاف المسلسل التركي "حريم السلطان"!

كول نار

G.M.K Team
رغم الضجّة التي أثارها في الشارع التركي لتدخّله في رموز التاريخ، ورغم التظاهرات التي نفّذت في تركيا والتقدّم بـ 75 ألف شكوى بهدف إيقافه، استطاع المسلسل التركي "حريم السلطان" أن يحبس الأنفاس ويحقّق أكبر نسبة مشاهدة سواء في تركيا أو في عواصم الدول العربية

بعد دبلجته وعرضه على أكثر من قناة، حيث حقّق نسبة مشاهدة ضاهت مسلسلي "العشق الممنوع" و"الأوراق المتساقطة"... "سيدتي نت" وفي التقرير الآتي تسلّط الضوء على أبرز أحداثه.
استطاع "حريم السلطان" أن يتحوّل إلى حديث المدن العربية، ليحقّق نسب مشاهدة غير مسبوقة.
وقد أثار المسلسل غضب الكثيرين لاعتبارهم أنه شوّه صورة السلطان، وكشف عن نساء القصر اللواتي عاش معهنّ على اعتبار أنهنّ زوجات من دون عقد شرعي، ليكشف عن ثقافة "العيب" التي سادت في الزمن الجميل. استطاع العمل أن يبهر المشاهد كلّما عرض على قناة، ليعدّ أحد أكثر المسلسلات تميّزاً في صناعة الدراما التركية، وليصبح المسلسل التركي المدبلج بحلقاته الخمس والخمسين في جزئه الأول أحد أكثر الأعمال تميّزاً بما يحمله من إثارة اجتماعية وتباينات تاريخية موثّقة كان لها تأثير مباشر، في حبكة درامية تشدّ المشاهد وتجعله يعيش أيام السلطان سليمان بكل ما فيها من حكايات وراء الكواليس وفي خبايا القصور العثمانية في تلك الفترة، ممّا يجعله بحق المسلسل الأضخم في تاريخ الدراما التاريخية التركية، بعد أن نال نسب مشاهدة عالية وآراء متباينة لدى الجمهور..
قصة المسلسل
يروي مسلسل "حريم السلطان" قصة حياة سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية في فترتها الذهبية من سنة 1520 ميلادية وحتى وفاته سنة 1566. وهي قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي أوصل بحكمه الدولة العثمانية إلى ذروة مجدها. ويعتبر أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية. تدور أحداث مسلسل "حريم السلطان" خلال فترة القرن السادس عشر، ويستعرض الأحداث التي تجري في مقر حريم السلطان المعروف بالحرملك السلطاني، ويسلّط الضوء على علاقة الحب التي جمعت السلطان مع إحدى الجاريات التي تصبح لاحقاً زوجته وذات نفوذ وتأثير كبير على حياة السلطان والدولة العثمانية بأكملها. ويستهلّ المسلسل حلقاته الأولى بصعود السلطان سليمان صاحب الحق الشرعي إلى السلطة بعمر 26 عاماً، بعد أن وضع نصب عينيه هدف تأسيس امبراطورية أقوى من سلطة الإسكندر الكبير وأن يجعل من العثمانيين قوة لا تقهر، وليصبح خلال فترة حكمه التي دامت 46 عاماً، السلطان الشاب، والمحارب الحاكم الكبير، بعد تلقّيه نبأ تتويجه في حفلة صيد العام 1520، غير مدرك أنه سيحكم في ما بعد إقليماً يتجاوز أحلامه، تاركاً زوجته (ماهيدفران) وابنه الصغير مصطفى وقصره في (مانيسا)، لينطلق بصحبة صديقه المقرّب ورفيقه ابراهيم للوصول إلى قصر (توبكابي) في العاصمة الأستانة. وفي هذه الأثناء، أبحرت سفينة عثمانية إلى البحر الأسود لجلب النساء هدايا للقصر، من بينهن (آلكساندرا لا روسا)، ابنة كاهن أوكراني أرثوذكسي بيعت لقصر (كريميا)، والتي ستصبح في المستقبل (هوريم)، زوجة السلطان سليمان وستنجب منه أميرة تحكم معه هذه الإمبراطورية، عبر سلسلة من المكائد وسفك الدماء التي دفع ثمنها وزيره الكبير ابراهيم، إضافة إلى إعدامه لأحد أبنائه كي تستمر لعبة السلطة الدموية، حيث الغاية تبرّر الوسيلة وكل شيء يصبح مقبولاً من أجل أن تنتصر لعبة السياسة والسلطة.
رغم الاحتجاجات
أغضب "حريم السلطان" الكثير من الأتراك تحت ذريعة أن المسلسل يصوّر السلطان العثماني على أنه "عربيد" يحتسي الخمر ويغازل النساء. وقامت الكثير من التظاهرات في تركيا، حيث رشق بالبيض الفاسد مبنى استوديو القناة التركية التي عرضت المسلسل، ورغم كل ذلك، استطاع العمل أن يحقّق عند عرضه رغم الاحتجاجات، نسبة مشاهدة مرتفعة، حيث حصل على المرتبة الأولى من ناحية المشاهدة مقارنة بغيره من المسلسلات. وأيضاً نظّمت مجموعة ضمّت نحو مائة محتج، بمصاحبة فرقة موسيقية تعزف موسيقى عسكرية عثمانية، مسيرة إلى مكاتب قناة "شو تيفي" الترفيهية التي تعرض مسلسل "سلطان الحريم". ومزّق المحتجّون لافتات تعلن عن المسلسل بالقرب من مكاتب "شو تي في"، ورشقوا نوافذ القناة بالبيض الفاسد. وأكّد المحتجّون أن السلطان سليمان كان عادلاً، وعلى خلق طوال حياته وأن تصويره على أنه مولع بالخمر والنساء أزعجهم جداً. وقالت قناة "سي إن إن" التركية: "إن المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في تركيا وهو جهة مراقبة البثّ في البلاد، تلقّى 75 ألف شكوى منذ بدء بثّ المسلسل. وردّ المجلس الأعلى على المذكرات الاحتجاجية التي سبقت العرض بأنه ليس باستطاعته وقف المسلسل قبل عرضه. وأيضاً أثار تدخّل "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا الجدل، وتمّ تحذير القناة من عرض جوانب حسّاسة في الحياة الخاصة للشخصيات التاريخية. وقال بولنت أرينج نائب رئيس الوزراء التركي لدى سؤاله عن ردّ الفعل الشعبي إن الإجراءات المناسبة سوف تتّخذ في هذا الصدد. أما حسن تحسين فندوغلو، وهو عضو في المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون فقال: "إن المسلسل يقتحم الحياة الخاصة للسلطان سليمان القانوني الذي كان من أقوى حكّام الدولة العثمانية... ويصوّر على أنه شخص يخصّص كل اهتمامه لمحظية، ويكاد ينسى حكم الإمبراطورية. كما تعرض حياته الخاصة على نطاق واسع، وذلك أثار انزعاجي...
أبطال المسلسل
تمّ اختيار الممثلة فهرية أفجان الشهيرة بدور نجلا في مسلسل "الأوراق المتساقطة" لتجسيد دور هورام حبيبة السلطان، لكن تمّ استبدالها مؤخراً بالممثلة الألمانية من أصل تركي مريم أوزرلي بحسب تقرير نشرته صحيفة "خبر تورك". جاء اختيار مريم أوزرلي بسبب تجربتها الفنية في ألمانيا حيث مثّلت في عديد من المسلسلات والأفلام، كما عملت على خشبة المسرح الألماني، وتعتبر الأقرب من حيث الشكل للسلطانة، كما أنها تتقن لغات عديدة، ضرورية لتجسيد الدور، وتعدّ هذه تجربتها الأولى للتمثيل في تركيا.
كما تطلّ الممثلة التركية نور أيسان التي عرفت باسم بيسان في مسلسل "العشق الممنوع" من خلال المسلسل في دور جارية شركسية وزوجة من دون عقد للسلطان وأم أبنائه. نور إيسان تجسّد دور ماهيدفران إحدى جواري السلطان والأقرب إلى قلبه، وقد أنجبت له ابناً لتصبح بمثابة زوجته. بيد أن وصول روكسلان زوجة السلطان إلى القصر وجّه أنظار السلطان إليها وأضحت محط اهتمامه، ليركّز اهتمامه عليها على حساب ماهيدفران التي لم تتقبّل الوضع الجديد. وعن سبب قبولها للدور، قالت إيسان: "السلطان سليمان حكم ثلاث قارات، واستطاع بحكمته وقوته ورؤيته الثاقبة أن يجمعهم تحت سلطة دولته، بالرغم من اختلاف اللغات والثقافات والأديان، وهو أمر مؤثّر. فالعمل تضمّن الكثير من الأحداث المؤثرة الأخرى، خاصة بعد مقتل ابنه مصطفى، وساعده الأيمن ابراهيم باشا، بسبب زوجته روكسلان، التي أحبّها بجنون. وكل هذه الأحداث أضافت إلى العمل أبعاداً تشويقية دفعتني إلى المشاركة فيه". وأكّدت الفنانة التركية أنها سعيدة بالجدل الذي أثاره العمل بين المؤرّخين، وما أنتجه من نقاشات حول هذه الحقبة التاريخية، لافتة إلى أن الأمر دفع الكثير من الناس إلى إعادة قراءة التاريخ.
هذا ويجسّد Halitergenc خالد أرجينش دور السلطان سليمان القانوني.
وكان قد أطلّ خالد بدور البطولة في المسلسل التركي "عليا" وهو من مواليد 30 أبريل عام 1970 في اسطنبول. درس الهندسة المعمارية والبحرية وعلوم البحار، وذلك في عام 1989. وبعد انتهائه من الدراسة في العام نفسه دخل إدارة الأوبرا والمسرح الموسيقي، ثم حقّق مكاناً هاماً في حياته المهنية في الأوبرا والباليه وعشق السينما. قدّم عدداً من الأفلام منها "الملاك الأسود" ليدخل بعد ذلك عالم التلفزيون. كما تمّ اختيار نبهات تشهري المعروفة باسم فيروز خانم في "العشق الممنوع" لتجسّد دور السلطانة والدة السلطان. أما الممثلة التركية الألمانية (MeryemUzerli) مريـــم أوزرلي، فأطلّت بدور هورام حبيبة السلطان
 
أعلى