مَنَعَ الْمُحِبُّ ِوصَاْلَهُ

مَنَعَ الْمُحِبُّ ِوصَاْلَهُ


عبدالناصرطاووس



مَنَعَ الْمُحبُّ وِصَـالهُ وتصنَّعـاْ

وأبى بِحُكْـمِ عَدالةٍ أنْ يقنعـاْ


وجفـتْ عَلَيَّ وإنها واللهِ قَـدْ

تلفتْ بوجْد الُحبِّ والبُعْدِ مَعاْ


وَقَسَتْ عَلَيْ وأنا رهينُ إشَارَةٍ

مِنْهَاْ عَسَىْ بالهَجْرِ ألاَّ تَطْمَعَـاْ


وَمَضَتْ تجَوْرُ وأنا الغرامُ يَلُفُّني

والقَلبُ منْ فرطِ الفراقِِ تلوَّعاْ


وَبكَتْ عيوني مُذْ رَأَتْ إحْجَاْمها

وأنا عَلى الأبوابِِ أمكُثُ هَاجِعَاْ


والليلُ أضْناني بطـولِ سُهَاْدِهِ

وَأعادَ أفراحي جَوىً وتَلَكَّعَـاْ


والنفسُ قدْ سَئِمَتْ لِطُوْلِِ صُدُوْدِهِا

والعـقلُ حَـار ولمْ يَزلْ مُتَطلِّعـاْ


والحُـلمُ تاهَ إلى سَبِيْلِ لقـائِنَـا

وَجَـدَ الطريقَ مُوَّصَّداً فتراجعـاْ


لكنَّ رُوحـي لمْ تزَلْ لِوِصَـالِهِا

تَصبو عسى يوماً تَلِينُ فَتخْضَعـاْ


وظنَنْتُ أنَّ بِقَلْبِهِـا عَبَقَّ الهـوى

قَدْ ضَاعَ في فَلَكِ النَّوى أو ُضِّيعَاْ


وَعَجِبْتُ مِـنْ قَلْبي وَهَـلْ لِمُتَيَّمٍ

بالحُبِّ أنْ يَهْـنَاْ مَـدَىً يَتَمتَّعـاْ


وَمَضَـتْ قَصِيْدَةُ حبِّنا في عَـالَمٍ

وأبى شِراعُ القـلبُ أنْ يَتَسَّمَعَـاْ


عَبَثَتْ بهـا ريحُ الصَّـبافتباينتْ

أحـلامُهـا تِيْهَـاً ولم تَتَجَمَّعَـاْ


وَغَـدَاْ أذى الهجـرانِ يَفْعَلُ فِعْلَهُ

في مُهْجَـتِي وَالكَوْنُ أَصْبَحَ هَائِعَاْ


حَـاْرَ الفؤادُ وأنا المُكبَّلُ بالهـوى

مَهْمَاْ قَسَتْ كُنْتُ الُمحِبَّ الطَّائِعَاْ


مَـاْ حيلتي وأَنَاْ المُعَـذَّبُ بالنوى

ألا تجُــوْدَ ِبحُبِّهِـا أَوْ تَصْدَعَـاْ

أَنِفَـتْ تَنَامُ العُمْرَِ نفسي لحظـةً

والهجـرُ أضناها وكمْ قَدْ أوْجَعَاْ


مَاْ كُنتُ أطمعُ غَيْرَ لُقياْ ساعَـة

وَبِوَصْلَةٍٍ مَاْ كنْتُ أكثرَ طامِعَـاْ


كـلا ولابيناً عَلمتُ بحـاصل

سيحولُ دونَ الوصلِ حينَ تمنَّعَاْ


يا صَاحِِ خُـذْ لحَبيبِتي أُرْجُوْزَتِي

فعَسى كِتَاْبَاْتِي لَهَاْ أنْ تَشْفَعـاْ


إنَّ الحـياةَ بِغَيْرِهَـاْ لَاْ تَنْقَضِي

عَجَباً لَهَـاْ كيفَ الهيامُ تَصَدَّعاْ


بالله هَلْ نفسي لها منْ مُصْلِـحٍ

أَوْ شَافِعٍ يحَكِي لَهَاْ أنْ تَزمَعَـاْ


آهٍ مِـنَ الدُّنيـا رَمتني بالنوى

عَبثاً أؤمـلُ مِنْ حَبِيْبٍ مِخْدَعَاْ


</b></i>
 
أعلى