ماحدث لبوش في بغداد يعكس آراء العراقيين المتباينة تجاه سياسته

هيرالد تريبيون« - بقلم: ستيفن لي مايرز



أراد الرئيس جورج بوش ان تكون زيارته الاخيرة للعراق وداعية، لكن الكثيرين سيتذكرونها اكثر باعتبارها الزيارة التي شهدت حدثاً غير متوقع خلال وجود الرئيس الامريكي في هذا البلد الذي سيلعب بالتأكيد دوراً رئيسياً في كتابه إرث بوش السياسي.

فوسط دهشة وذهول الحضور، قذف صحافي عراقي حذاءه نحو رأس بوش وشتمه خلال بث تلفزيوني مباشر بوصفه بـ »الكلب« الذي جلب الموت والأسى للعراق من خلال حرب تدور رحاها منذ حوالي ست سنوات.

بدأت هذه الدراما بعد وقت قصير من ظهور بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للتحدث حول الاتفاقية الامنية التي تم اقرارها بين العراق والولايات المتحدة وتتضمن التزاماً بانسحاب كل القوات الامريكية من العراق بنهاية عام 2011.

وقف الصحافي العراقي منتذر الزيدي 28 سنه على بعد 12 قدماً تقريباً من بوش وهتف بالعربية: خذ هذه هدية من العراقيين وهي قبلة الوادع أيها »الكلب« ثم ألقى بحذائه على بوش الذي تمكن من تفادي الضربة بصعوبة.

ووقف رجال الامن والحراس والمسؤولون والصحافيون في حالة ذهول عندما قذف الزيدي بفردة حذائه الأخرى صارخاً: وهذه من الارامل والايتام الذين قُتلوا في العراق. وتمكن بوش مرة اخرى من تجنب الحذاء الذي كاد ان يصيبه فعلاً بينما مد المالكي يده أمام وجه بوش ليحميه.

وهنا انقضت عناصر الامن العراقي على الرجل وطرحوه أرضاً ثم اخرجوه من الغرفة بينما كانوا يركلونه ويوسعوه ضرباً الى ان بات يصرخ كامراة كما يقول محمد طاهر، مراسل محطة تلفزيون »آفاق« التي يمتلكها حزب الدعوة الذي يقوده المالكي، ثم جرى احتجاز الزيدي بعد توجيه اتهامات غير محددة اليه.

بالطبع حاول الصحافيون العراقيون الموجودون في الصف الاول الاعتذار للرئيس بوش الذي لم يُصب بأذى، وحاول هو بدوره عدم الاهتمام بما حدث وقال مداعباً: كل ما استطيع قوله ان قياسه 10 (يقصد الحذاء) ثم واصل الرد على الاسئلة، ووصف الحادث بانه مؤشر عن الديموقراطية قائلاً: هذا ما يفعله الناس في المجتمع الحر للفت الانتباه لانفسهم.

لكن من الواضح ان تلك اللحظة اثارت اعصاب مساعدي المالكي وبعض الامريكيين في حاشية بوش لانها جاءت وسط تغطية تلفزيونية، وكشفت وجود ثغرة امنية فيما يُدعى »المنطقة الخضراء التي هي أكثر جزء محصّن أمنياً في بغداد«.

ولاشك ان لقذف الحذاء خلال زيارة بوش، التي هي الرابعة للعراق، وقع رمزي عميق فهى تعكس آراء العراقيين المتضاربة في هذا الرجل الذي اسقط نظام صدام حسين، وأمر باحتلال البلد، ووفر له حريات لم تكن واردة في عهد صدام لكن بثمن فادح.

كما ان ضرب شخص ما بالحذاء يُعتبر شتيمة واهانة كبرى في العراق فهى تعني ان المضروب أدنى قيمة من الحذاء الذي يطأ دوماً الارض والاوساخ. وهنا لابد ان نتذكر كيف وجه بعض المشاركين في الحشود العراقية أحذيتهم الى تمثال صدام حسين العملاق المنتصب في ساحة الفردوس قبل ان يسقطه مشاة البحرية الامريكية في التاسع من ابريل 2003 يوم سقوط العاصمة.

بل كانت هذه الساحة قد شهدت عملية قذف اخرى بالاحذية على مجسّم لبوش قام بها حشد جماهيري كبير احتجاجاً على المعاهدة الامنية.

جدير بالذكر ان الزيدي كان صحافياً مخلصاً ملتزماً عمله واصبح بعد ان تدرب في لبنان رئيساً للمراسلين قبل نحو شهر ويقول زميله حيدر ناصر، الذي عمل معه في محطة تلفزيون البغدادية، ان الزيدي كان يحتفظ بمشاعر معينة ازاء قوات التحالف التي يقودها الامريكيون في العراق فقد كان ينهي تقاريره دوما بالقول انه يتحدث من بغداد المحتلة.

لكن مثل الكثيرين من الصحافيين العراقيين الآخرين الذين حضروا المؤتمر الصحافي، يلاحظ ناصر ان ما اقدم عليه الزيدي لم يكن وسيلة ملائمة للتعبير عن وجهات نظره وان ما حدث كان شيئا سخيفا وسلوكا فرديا دمر به مستقبله.

الا ان قناة تلفزيون البغدادية بثت التماسا طلبت فيه اطلاق سراح الزيدي باسم الديموقراطية وحرية التعبير بالقول: ان أي اجراء يتم اتخاذه ضده سوف يذكرنا بالانظمة الديكتاتورية واعمالها العنيفة واعتقالاتها العشوائية وقبورها الجماعية.

على أي حال، رأى المراقبون في وصول بوش الى العراق خلال النهار مؤشرا على التقدم الذي تحقق، فقد حدثت زيارته الاولى التي قام بها يوم عيد الشكر عام 2003 ليلا. لكن كما في كل الزيارات السابقة تم التحضير للزيارة الاخيرة بسرية تامة. ووصف بوش الاتفاقية الامنية خلال مؤتمره الصحافي مع المالكي بأنها معلما بارزا يشير الى حقبة جديدة في الحرب التي كان بدأها في ربيع عام 2003.

غير ان شراكة المالكي مع بوش ودعمه للاتفاق الامني لن تساعداه على الارجح بعد مغادرة بوش البيت الابيض. فعلى الرغم من موافقة اغلبية اعضاء البرلمان العراقي على الاتفاق، يمتلك العراقيون في الشارع آراء مختلطة. اذ لا يثق الكثيرون منهم في أي اتفاق يتم ابرامه مع قوة احتلال. وبينما يمتدح العراقيون بوش لاطاحته صدام الا انهم يعتبرونه مسؤولا عن العنف الذي اجتاح البلاد في السنوات التي اعقبت الحرب وقتل عشرات الآلاف من المدنيين ودفع اكثر من مليون عراقي الى الهرب.

والآن مع اقتراب موعد انتهاء ولاية بوش، انغمس عدد من الساسة العراقيين، الذين ينتمون لاحزاب اخرى غير حزب المالكي، في مناقشات حادة حوله هل يتعين ابعاد المالكي عن منصبه كرئيس للحكومة من خلال تصويت بعدم الثقة به في البرلمان؟

بالطبع، هذه ليست المرة الاولى التي تتم فيها مناقشة هذه المسألة، لكن مع تراجع القوة الامريكية في العراق، يبدو هذا التهديد خطيرا اكثر الآن.

الا ان ما يبرز صعوبة حدوثه هو الافتقار لاتفاق حول من سيخلف المالكي، وكيف يمكن تقسيم المناصب الوزارية. فهذه المناصب مقسمة بين الكتل السياسية التي تسيطر على البرلمان، ولن تتخلى هذه الكتل بالطبع عن اية مكاسب ما لم تتأكد انها ستحصل على مكاسب افضل على الاقل.




 
ده ست خوش كاك احمد كيان زور جوانه اللهم اضرب الظالمين بالظالميييين وهذا دعاء كل مسلم لا تنساء والحمد لله على كل حال
 
يبقى النظام الأمريكي أفضل من النظام الصدامي الخسيس السابق.........
سبًقه الله إلى جهنًم مع أعوانه ,وبئس المصير .
شكراً لنقلك المقالة
 
يبقى النظام الأمريكي بمخططاته, أفضل من النظام الصدامي الخسيس السابق بنواياه...
سبًق الله صداماً وأعوانه إلى جهنم وبئس المصير.
شكراً لك أخي أحمد على نقلك المقالة.
 
يبقى النظام الأمريكي بمخططاته, أفضل من النظام الصدامي الخسيس السابق بنواياه...
سبًق الله صداماً وأعوانه إلى جهنًم وبئس المصير
شكراً لك أخي أحمد على نقلك المقالة
وما قال:::::
 
أعلى