:: مصادر تاريخ الكرد قبل الإسلام(4) ::

G.M.K Team

G.M.K Team
:: مصادر تاريخ الكرد قبل الإسلام(4) ::

خامسا: المصادر الارمنية:
يرتبط تأريخ ارمينيا في الفترة التي سبقت ظهور الاسلام ارتباطا وثيقا بتأريخ الكرد، لذا فلا عجب ان وردت بعض النتف والنصوص القصيرة والاشارات العابرة في بعض المصادر الارمنية، اسهمت الى حد ما في كشف جوانب غامضة من تاريخ الكرد في النواحي الجغرافية والتاريخية واللغوي. فالمؤرخ الارمني موسى الخوريني(109) اشار الى وجود المار (وهي الصيغة الارمنية لاسم ماد) حوالي نهر آراكس(110) منذ زمن الملك الارمني تيكران الكبير (140- 55 ق. م). وقد حاول هذا المؤرخ الارمني كما يذكر احد الباحثين الكرد- بدافع التعصب- ان يربط في تأريخه بين الاساطير الارمنية والايرانية التي تجعل من الملك الارمني تيكران حليفا للملك الفارسي الاخميني كورش (558-530 ق. م) في انتصاره على ملك المار (استياجز) عام 550 ق. م رغم الفارق الزمني الكبير بينهما بحوالي اربعة قرون تقريبا(111). ويضيف ان الملك تيكران أرجع الى منزله شقيقته (تيكرانوهى) التي كانت زوج الملك الميدي مع زوجته الثانية (آنوش) ومعهم عشرة آلاف من اسرى المار (الميديين)، حيث تم اسكانهم على جانبي نهر آراكس خلف السلسلة الشرقية للجبل العظيم آرارات(112). وقد استند مينورسكي الى هذه المقولة في بناء نطريته القائلة بأن الميديين هم اسلاف الشعب الكردي والتي طرحها المؤخر العشرين للاستشراق الذي عقد في بروكسل عام 1938، واعاده في كتابه دراسات حول تأريخ قفقاسيا الصادر في لندن باللغة الانكليزية عام 1939 عام يوضح نظريته: "ومن الجدير بالذكر الاشارة الى ان في أيام موسى الخوريني كانت قد مضت فترة طويلة على زوال الميديين القدماء، ولكن مما يجلب الانتباه هو ان المؤرخ الارمني يطلق مع ذلك اسمهم على معاصريه من الكرد في تلك الانحاء، ومن هنا فانه يحتفظ بالتقليد القديم حول اعتبار الكرد احفادا للميديين"(113). ولتعزيز نظريته ودعمها بمزيد من الوضوح يمضي قائلا: "في زمن موسى الخوريني لم يكن هناك ميديون في الوجود وانما كان الكرد يحتلون سفوح جبل آرارات، كذلك تضمنت مخطوطة ارمنية غريبة نموذجا من الفباء ولغة دونت في وقت يسبق عام 1446م، وهي دعاء برموز كردية تمثل لغة الميديين (مار) مع استعمال لفظ لايزال يشاهد في القواميس"(114). اما المؤرخ اليزيه وردبت Elisee Vardapat فقد كتب تأريخ وارتان (وردن) عن حروب الارمن، متناولا حوادث السنوات من 439 الى 451م، حيث تطرق الى معركة افارير التي جرت بين الفرس بقيادة ملكهم يزدجرد الثاني (438-457م) والارمن بقيادة زعيمهم وارتان ماميكونيان، وانتهت بخسارة الارمن للمعركة ومقتل قائدهم(115)، ومن خلال وصفه للمعارك وطوبوغرافية ارض ارمينيا اشار الى جبل كودك Gudke الارمني وموقعه بالقرب من جبل الجودي(116)- زوزن(117).

سادسا: المصادر الفارسية:

تعتبر المصادر الفارسية من الاهمية بمكان في كشف جوانب خفية من تاريخ الكرد قبل الاسلام، فالعلاقات التاريخية والجغرافية والدينية بين الشعبين ساهمت الى حد بعيد في صياغة تاريخ مشترك قبل مجيء الاسلام، وليس ادل على ذلك من التباس الامر على كثير من المؤرخين حول اعتبارهم شعبا واحدا. ويحتل كتاب "خداي نامه"(118) المركز الاول في تطرقه لتسمية الكرد بشكلها الحالي، ويليه كتاب " كارنامه اردشير بابكان"(119). ويعتقد كثير من الباحثين ان كتاب خداي نامه كان المصدر الاصيل لأقدم المصنفات العربية والفارسية الذي تناول تاريخ ايران قبل الاسلام(120)، حيث ان هذا الكتاب لسوء الحظ لم يصلنا، ولكن نجد اقتباسات كثيرة منه في مؤلفات الدينوري، الطبري، المقدسي، المسعودي، الثعالبي، وغيرهم(121). فمثلا يذكر الطبري الرسالة التي تلقاها اردشير بابكان (224-241م) من آخر ملوك الفرث اردوان الخامس (208-226م) واصفا اياه بالكردي، حيث يقول: "فبينما هو كذلك اذ ورد عليه رسول الاردوان بكتاب منه فجمع اردشير الناس وقرأ الكتاب بحضرتهم فاذا فيه: انك قد عدوت طورك واجتلبت حتفك ايها الكردي المربي في خيام الكرد، من اذن لك في التاريخ الذي لبسته والبلاد التي احتويت عليها وغلبت ملوكها.. الخ"(122). ويفسر احد الباحثين الكرد هذه التسمية (الكرد) بانها تعني القبائل الرحالة الايرانية (كوجران)(123) التي كانت دون مستوى اهل المدن الاشراف ثقافة ونسبا، ولاتعني التسمية القومية بالمفهوم الحديث(124). وفي تفسيره للآية القرآنية "قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين"(125) يذكر الطبري: (قال مجاهد تلوت هذه الآية على عبدالله بن عمر فقال: اتدري يا مجاهد من الذي اشار بتحريق ابراهيم عليه السلام بالنار، قال قلت لا قال رجل من اعراب فارس قال قلت يا ابا عبدالرحمن وهل للفرس اعراب قال نعم الكرد هم اعراب فارس فرجل منهم هو الذي اشار بتحريق ابراهيم بالنار، وان اسم الذي حرقوه هيزن"(126). وفي تعليق الباحث المذكور على تفسير هذه الآية يؤكد ماسبق ان قاله انهم يعنون الاعراب آنذاك البدو الرحل وليست مجموعة تمتلك خصائص قومية محددة(127)، ويستند في دعواه الى اقوال حمزة الاصفهاني (350ه، 961م) الذي يذكر بان الفرس اطلقوا للديالمة (اكراد طبرستان) وللعرب (اكراد سورستان)(128). يتفق الباحث مع ما ذكره جمال رشيد في التفسير الذي اطلقه بشأن رواية الطبري الاولى، ولكنه يرى بأن الرواية الثانية تصطدم بحقائق تاريخية، الا وهي التفاوت الزمني الكبير- مايقارب الالف عام بين العصر الذي ظهر فيه ابراهيم الخليل، عليه السلام- في مطلع الالف الثاني قبل الميلاد(129)، وبين ظهور القبائل التي تكلمت بلغات هندو- ايرانية في الشرق الادنى في بداية الالف الاول قبل الميلاد كما ذكرتها مدونات الملوك الآشوريين(130). وعلى الصعيد نفسه عبر العلماء والمؤرخين عن شكركم ازاء مثل هذه الروايات والاساطير القديمة للأولين(131). ومن جهة اخرى نفي الصلة بين الكرد وبين كارداكا السومرية التي ظهرت في الكتابات المسمارية التي خلفها لنا الملك (شوسين) (2036-2028 ق. م) رابع ملوك سلالة اور الثالثة (2111-2004 ق.م)(132). ولقد تطرقت الشاهنامه (رائعة الفرس الكبرى) للفردوسي(133) في احدى روايتها الى اصل الكرد وذكرت انه كان في قديم الزمان ملك ظالم اسمه الضحاك (Azhidahak) كان قد ظهر في منكبيه رأسا حيتين عجز الاطباء عن استئصالهما، فاضطروا الى تغذيتهما بمخ انسانين كل يوم بناء على نصيحة شيطانية(124). واستمر في هذا العمل لفترة من الزمن، حيث عانى الناس الأمرين، وقد احتاروا في كيفية التخلص من هذا الظلم، فكان ان عثر الصديقان الذكيان ارماييل وكرماييل على حيلة من شأنها التخفيف من آلام الناس(135)، فقد تواطأ مع طباخ الملك، فكان يكتفى بمخ انسان واحد بدل اثنين، فيخلطه مع مخ خروف ثم يقدمه الى الحيتين الشرهتين، وكان الشخص الذي تنقذه الخدعة من بين الاثنين يرسل الى الجبال والوهاد حتى لايراه احد بعد ذلك، وكلما بلغ عددهم المئتين بعث لهم الطاهي عددا من الغنم والمعز الى الجبال. وقد تزايد عدد هؤلاء بمرور الزمن واصبحوا اصول جميع الكرد في نواحي البلاد(136). وتورد الشاهنامه اخبارا اخرى عن الكرد فتذكر ان الملك الساساني اردشير الاول عندما اوقع الهزيمة باردوان وابنه، اشتبك مع الكرد حيث لاقى الهزيمة على ايديهم، مما حدا به الى ارسال رقباء (جواسيس) لمراقبة تحركات الكرد عن كثب، وعندما عاد هؤلاء اخبروه بأن الكرد قد اخلدوا الى الراحة، عندئذ هاجمهم في عقر دارهم وثأر لنفسه(137). وقبل هذا التأريخ كان كتاب كارنامك اردشير باكان قد ذكر: "بعد موت الاسكندر الرومي، بلغ عدد الحكام او ملوك الطوائف 240 شخصا. وكان سباهان وبارس وماجاء بهما في يد قائدهم وزعيمهم اردوان. واختار اردوان لحكم فارس شخصا يدعى بابك كان يقيم في استخر دون ولد من صلبه. وكان ساسان يعمل راعيا لبابك ويعيش مع الخراف، وهو من نسل دارا بن دارا وكان قد لجأ الى الفرار ابان حكم الاسكندر المشؤوم واختفى وعاش مع الرعاة الكرد. ولم يمكن بابك يعرف ان ساسان من نسل دارا بن دارا"(138). ويبدو للباحث ان المصادر الفارسية كغيرها من المصادر الكلاسيكية يغلب عليها الطابع الاسطوري والخرافي مع عدم الدقة في التواريخ المحلية والعالمية، وان هناك تناقضا بينما تذكره مدونات الملوك الآشوريين بشأن طهور الفرس كأمة وتأسيسها لاول دولة فارسية بعد قضاء كورش الاخميني على الدولة الميدية وبين ما تذكره على سبيل المثال لا الحصر الشاهنامه من ان هناك اربع دول فارسية حكمت المنطقة لمدة 3784 سنة قبل الفتح الاسلامي، وبعملية رياضية يخرج الباحث بنتيجة وهي ان عمر اول دولة فارسية حكمت ايران حتى الفتح الاسلامي لايربو على 1100 عام(139). ولعل احسن من نقد المصادر الفارسية هو المؤرخ اليعقوبي عندما يقول: "فارس تدعي لملوكها امورا كثيرة مما لايقبل مثلها، من الزيادة في الخلقة، حتى للواحد عدة افواه وعيون، تكون للآخر وجه من نحاس، ويكون على كتفي آخر حيتان تطعمان ادمغة الرجال، وطول المدة في العمر، ودفع الموت عن الناس، واشباه ذلمك مما تدفعه العقول ويجرى فيه مجرى اللعبات الهزل، ومما لا حقيقة له.. الخ"(140). لمحة موجزة عن تأريخ الكرد قبل الاسلام لقد تباينت آراء الباحثين والمؤرخين حول الانتماء الحقيقي للكرد وجنس اسلافهم التأريخيين، وهذا ماانعكس بدوره على العصر التأريخي الذي يستطيع الباحث ان يعتمده كبداية للتأريخ الكردي قبل الاسلام. ولكن استنادا الى مصادر تاريخ الكرد قبل الاسلام، والرأي الراجح بانتماء اللغات الميدية والكردية والفارسية الى ارومة اللغات الهندو ايرانية(141) يبدو للباحث ان ظهور الدولة الميدية على مسرح الاحداث في تأريخ الشرق الادنى القديم يعتبر كبداية للتأريخ الكردي.

اولا: لمحة موجزة عن تأريخ الكرد في العصر الميدي والاخميني:


لقد جاء ذكر القبائل الايرانية التي كانت في حالة حركة مستمرة في انحاء الهضبة الايرانية في بداية الالف الاول قبل الاميلاد. وان اول اشارة تأريخية الى القبائل الفارسية الميدية ماذكره الملك الآشوري شيلمنصر الثالث (858-824 ق.م) في غزواته على مناطق الهضبة الايرانية وجبال زاكروس (844 ق.م)، وجاء ذكر الميديين في حملة عام 836 ق.م، ولكن سبق ذكر القبائل الفارسية في الغزوات الآشورية لايعني بالضروة ان هذه القبائل سبقت في هجراتها الميديين(142). وقام في هذه الفترة من بين الميديين زعيم حربي هو "ديوكو Daika" الذي يعتقد بانه نفس الملك الذي ورد في تأريخ هيرودوت باسم "ديوكس Dioces" الذي يعتبر مؤسس الدولة الميدية. وقد تحالف هذا الملك مع الدولة الاورارتية ولكن الملك الآشوري سرجون الثاني (722-705 ق.م) تمكن من القضاء على التحالف الميدي -الاوراتي واسر ديوكو، حيث نفي مع اسرته الى مدينة حماه بسورية. وقد اعقبه على عرش المملكة الميدية ابنه (فراورتيس Pharaortes 633-655 ق.م) وقد بلغ هذا الملك مبلغا من القوة استطاع ان يوحد تحت سيطرته معظم القبائل الميدية والقبائل الايرانية الاخرى مثل الفرس والكميريين. وقد بلغت الجرأة بهذا الملك بحيث انه قرر الهجوم على العاصمة الآشورية نينوى، ولكن الاسكيثيين الذين كانوا قد تحالفوا مع الآشوريين هاجموه من الخلف مما أدى الى اندحار الميديين ومقتله عام 653 ق. م(143). واعقب الملك الميدي (فراورتيس) ابنه (كي اخسار Kaikhosar 584-633 ق.م) الذي عمل على تنظيم جيشه وجعل عاصمته (اكبتانا) التي يعني اسمها في اللغة الميدية (ملتقى الطرق). بعد قضائه على الدولة الآشورية عام 612 ق.م بالتعاون مع البابليين واحتلال عاصمتها نينوى. ولكن انغماس خليفته (استياجز Austuges) في حياة اللهو والبذخ ساعد ابن بنته كورش الاول في القضاء على الدولة الميدية وتأسيس مملكة جديدة عرفت باسم الدولة الاخمينية(144). وهكذا خضعت المناطق الكردية للسيطرة الاخمينيه حيث وزعت استنادا الى التنظيم الذي اوجده الملك الاخميني (دارا الاول) (522-486 ق.م) بتقسيم الدولة الى عشرين ولاية ضمن ولايات ارمينيا وآشور وميديا(145). ولكن الحدث الاهم الذي جرى في العصر الاخميني هو الحملة التي قادها كورش الصغير حاكم المقاطعة الاخمينية في آسيا الصغرى (ليدية) ضد اخيه الملك اردشير (402-359 ق.م) بقصد الاستيلاء على السلطة، ولكنه هزم في المعركة وقتل، وانسحب حلفاؤه الاغريق باتجاه المنطقة الكردية، حيث خسر من الرجال اكثر مما خسره خلال فترة حملته الطويلة(146).

ثانيا: تاريخ الكرد في العصر الاغريقي والفرثي :

بعد ن احتل الاسكندر المقدوني (336-323 ق.م) سوريا ومصر رجع منها قاصدا بلاد مابين النهرين، حيث عبر نهر دجلة قرب قرية شيخابور ولكنه لم يستمر باتجاه الجبال الكردية وانما سار بمحاذاة النهر، ثم انحرف الى الجنوب الشرقي باتجاه مدينة اربيل، حيث التقى مع الجيش الفارسي الاخميني بقيادة دارا الثالث (335-331 ق.م) في موقع تل يسمى (كوكميلا Gaujdmela اي- سنام الجمل، حيث دارت في هذا الموقع احدى المعارك الفاصلة في التأريخ الانساني كانت من نتيجتها هزيمة الجيش الفارسي وهروب الملك (دارا) دخل بعدها الاسكندر مدينة اربيل في الاول من تشرين الاول عام 331 ق.م(147). بعد احتلاله لمدينة بابل تزجه الى بد ميديا، حيث سقطت عاصمتها اكبتانا في قبضته وبذلك خضعت المناطق الكردية الجنوبية لسيطرته(148). وبعد وفاة الاسكندر عام 323 ق.م اصبحت اغلب المناطق الكردية من حصة قائده سلوقس الاول نيقاطور (311-281 ق.م)، وطغت فيها معالم الحضارة الاغريقية واصبح ليونانيون الطبقة لسائدة بين المجتمع انذاك، لذا فليس من العجب ان اغلب المسكونات المكتشفة في كردستان تعود الى هؤلاء، سواء التي تحمل منها صورة الاسكندر نفسه او خلفائه الملوك السوقيين(149). ولكن ظهور قبائل الساكا بالبدوية في منطقة بارثيا جنوب شرق بحر قزوين وانتهازها ضعف الدولة السوقية وانشغالها في القسم الغربي منها، حيث تمكن احد ملوكهم ويدعى مشريداتس لاول (171-138 ق.م) من ان يستولى على بلاد فارس وبابل والمناطق الكردية، وقد اتخذ مثريداتس الاول الذي يعد المؤسس الحقيقي للمملكة الفرثية لقب الملك العظيم بصفته وريثا للامبراطورية الاخمينية(150). كان النظام الاداري للدولة الفرثية قائما على شكل مقاطعات يحكمها ملوكها المحلين، لذا اشتهرو في المصادر الاسلامية بملوك الطوائف، اما المناطق الكردية مثل ولايتي كوردوئين (دياربكر) وآديابين (اربيل) فكان يحكمها ملوك ينحدرون من سكان البلاد نفسها على غرار بعض الاقاليم الاخرى(151). في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الاول قبل الميلاد، ومع توسع النفوذ الفرثي واصطدامه بالنفوذ الروماني المتوثب للانطلاق نحو الشرق، تميزت هذه الفترة بكثرة الحروب التي جرت بين الدولتين التي كانت المنطقة الكردية مسرحا لها(152). وقد ساعدت هذه الظروف على ظهور قوة سياسية جديدة في المنطقة الا وهي مملكة الارمن بقيادة زعيمها تيكران الكبير (94-55 ق. م) الذي تمكن من استفلال الظروف واستولى على مقاطعة كبدوكية وكردوئيين وقتل ملكها الكردي زاربيونس بتهمة التعاون مع الرومان. وقد قررت روما على اثر الوضع الناشيء في آسيا التحرك سريعا حيث اوعرت الى الاسطول الروماني بقيادة لوكلوس بالانقضاض على القوات البحرية التي نظمها مثيرادات السادس ملك البنطس وصهر تكران وحليفه، وكان النجاح حليف الرومان في هذه المعركة البحرية مما أدى الى فسح المجال امام تغلغل القوات البرية الرومانية بقيادة سولا وتم عقد معاهدة صلح بين ملك البنطس والرومان عام 85 ق. م(153). ولكن حدوث تطورات جديدة منها ظهور السفن الكيلكية ومهاجمتها للرومان في البحر المتوسط بدون هوادة اضافة الى التوسع الارمني من جهة اخرى، حدا بالرومان ارسال حملة عسكرية بقيادة لو كلوس الذي تمكن من دخول العاصمة الارمنية تكرانوكرتا (ميافارقين في العهد الاسلامي) في 6 تشرين الاول عام 69 ق. م(154). وكان الملك باسيليوس قد اعقب الملك المقتول زاربيونس في حكم منطقة كوردوئيين، ومن جهة اخرى فقد تصدى القنصل الروماني بومبي اثر تعيينه من قبل مجلس الشيوخ الروماني قائدا عاما للقوات الرومانية خلفا للوكلوس الذي خسر معركة نهر الاررزاني (مرادصو) امام القوات الارمنية بقيادة تكران الكبير عام 67 ق.م(155). وقد امر بومبي بطرد الملك افرانوس الذي بعث لتسلم الحكم في منطقة كوردوئيين، وتم تسليمه الى آريوبا رزان الاول الكبدركي(156). اعقبت تلك الحروب والنزاعات مابين الفرثيين والرومان ان عقدت معاهدة صداقة بينهما قبل الميلاد بسنة واحدة، تنازلت بموجبه الدولة الفرثية عن مناطق ارمينيا وكوردوئيين للدولة الرومانية، ولكن القتال تجدد بين الطرفين في عهد الملك الفرثي ارتبان الثالث(157). ومن جانب آخر كانت هناك امارة كردية اخرى توالى المملكة الفرثية (247-224 ق.م) وتقع الى الجنوب الشرقي من منطقة كوردوئيين تدعى امارة أديابين (حذيب) وقد شملت هذه الامارة مناطق شمال مابين النهرين وكانت عاصمتها اربيل، وقد اعتنقت عائلتها المالكة اليهودية في القرن الاول الميلادي، وكان اصلهم يرجع الى قبائل الاسكيث (الساكا)، وقد اشتهر من ملوكها مونوبازوس الاول والثاني وايزاتيس الثاني (عزة) وقد انتقلت السلطة على منطقة كوردوئين الى ملك أديابين عزت الثاني طيلة زمن حكمه بين (35-59م)، وكان الملك الفرثي (آرتبان الثاني) قد اعترف بسلطته ومنحه مقاطعه (نصيبين) وماحولها بعد انتزاعها من الارمن لقاء مساعدته لهذا الملك في رجوعه الى عرشه بعد ان اقام مدة ضيفا في منطقة أديابين(158). وقد تعرضت المناطق الكردية والارمنية لغزوات القبائل الالانية (الآلآن) في هذه الفترة ولم تستطع الدولة الفرثية أن تصد هؤلاء المهاجمين لذا كانت الخسائر كبيرة من جراء السلب والنهب والتدمير الذي احدثه هؤلاء الغزاة(159).
ثالثا لمحة موجزة عن تأريخ الكرد في العصر الساساني:


كان الكرد قبل الفتح الاسلامي لبلادهم تابعين للدولة الساسانية التي تنسب الى ساسان الذي كان سادنا لبيت النار الخاص بالالهه (اناهيتا) وهو جد اردشير الاول (224-241) مؤسس الدولة الساسانية الذي تمكن من قتل آخر ملك فرثي اردوان الخامس في 28 ابريل 224م(160). بعدها دخل طيسفون (المدائن) وتلقب ابتداء من هذا التأريخ بلقب (شاهنشاه) ملك الملوك(161). وقد استغل سكان المقاطعات الكردية الفوضى التي سادت الدولة الفرثية في اخريات ايامها فقاموا بحركات تمرد، لعل آخرها انتفاضة سنة 220م التي قادها ملك الكرد (مادك)(162). وبعد ان استتب الامر لأردشير قام باخماد حركات الميديين الجبليين (الكرد) وهزمهم في معركة حامية(163)، وقضى على تمرد الملك مادك واخضع المناطق الكردية للحكم الساساني مرة اخرى(164). وفي عهد الملك شابور الاول (241-272م) ثار الكرد مرة اخرى في مناطق كوردوئيين واستطاعوا ان ينالوا استقلالهم بمساعدة سكان مناطق الجزيرة القريبة من ديارهم، إلا ان شابور اجتاح مناطقهم واستولى على نصيبين وحران(165)، واضطر بعد ذلك الى عقد اتفاقية سلام مع الامبراطور الروماني فيليب العربي (244-249م) الذي تصدى له كان من شروطها ترك مقاطعات ارمينيا وكوردوئيين للساسانيين(166). وفي عام 297 هاجم الجيش الروماني بقيادة كالريوس مناطق ارمينيا وكوردوئيين حيث تصدى له الملك الفارسي نرسى (293-302م)، وكانت نتيجة المعركة انتصار الجيش الروماني وجرح الملك نرسى وأسر افراد عائلته، حيث اضطر بسبب ذلك الى عقد الصلح تاركا خمسا من ولاياته الغربية الواقعة على الساحل الايمن من نهر دجلة وهي مناطق كردية للرومان(167) مع شروط قاسية اخرى مثل انشاء الرومان لدولة في ارمينيا تضم الاقسام الشمالية من مناطق كوردئيين تحت حكم الملك مثيريدات الثالث (298-330م)، وبذلك اصبحت المناطق الكردية تخضع لثلاث قوى اساسية تحيط بهم من كل الجوانب(168). وفي عام 338م هاجم الملك الساساني شابور الثاني (309-379م) بلاد ارمينيا وكوردوئيين وسيطر عليها دون مقاومة تذكر(169). بحجة ان هذه البلاد قد اخذها الرومان من جده الملك نرسى غصبا(170). وفي سنة 348م اشتبك الجيش الساساني بقيادة شابور الثاني مع الجيش الروماني بقيادة قسطنطينوس الثاني (337-361) على ابواب مدينة سنجار، مما أدى الى هزيمة الجيش الساساني واسر ولي عهدهم(171)، ولكن بتوالي الامدادات التي حركها الملك شابور انهزم الرومان وطلبوا اجراء المفاوضات، ولكن فشل محاولات الصلح استؤنف القتال بهجوم شنه الملك شابور على منطقة كوردوئين وحاصر قلعة آميد (دياربكر)(172)، وكان الامبراطور قسطنطينوس قد حصن هذه القلعة تحصينا عظيما وانشأ فيها دارا للصناعات الحربية، وقد دام الحصار الساساني لها 73 يوما(173)، لاقى المدافعون الكثير من الاهوال والمشقات حتى ان احد افراد الحامية الرومانية (اميانوس مركلينوس)(174) وصف الدفاع المجيد الذي ابداه المدافعون والهجمات العنيفة التي شنها المقاتلون الفرس للسيطرة عليها وبالفعل سقطت عام 360م، ثم استولى شابور بعد ذلك على منطقة بازبدة (الكردية) التي عرفت في العصر الاسلامي بجزيرة ابن عمر(185). وفي عهد الملك بهرام الخامس (420-438) اصبحت المنطقة الكردية مسرحا للاضطرابات وحركات العصيان التي لم يستطع الساسانيون من اخمادها الا ان الملك قباد الاول (488-498م) (499-531م) اغار عليها عام 502 م في طريقه لمحاربة الروم البزنطيين وتمكن من احتلال مدينة آمد التي قاومت الغزو لمدة ثلاثة اشهر، حيث ابيحت للقتل والاسر لمدة ثلاثة ايام ذهب ضحيتها الآلاف من سكانها الكرد والجنود والرومان المرابطين فيها(176). وقد ارسل الامبراطور الروماني اناستاسيوس الاول (491-518م) جيشا كبيرا لاستردادها، حيث حاصرها حصارا شديدا كان نتيجتها سقوط المدينة نتيجة مساعدة امير كردي وقد استمرت المناوشات بين الدولتين لغاية سنة 506 كان من اثرها ان نقل الساسانيون عام 502 سكان مدينة (تيكرانوكرتا) ميافارقين الكردية واسكنوهم في اقليم خورستان(177). وفي سنة 605م زحف الملك الفارسي كسرى ابرويز (590-628م) على المناطق الكردية واستولى على مدينة امد ثم واصل مسيرته في بلاد الروم البيزنطيين، حيث سيطر على مدن الرها وانطاكية ودمشق وبيت المقدس وبعث الساسانيون بالصليب المقدس الى المدائن العاصمة(178). ولكن الامبراطور البيزنطي هرقل (610-641م) استطاع آخر الامر ان يوقف الهجوم الساساني ويستعيد المبادرة بالسيطرة الكاملة على آسيا الصغرى، ثم التقدم نحو الشرق، حيث دخل المناطق الكردية وارمينيا واذربيجان وتمكن من هزيمة الجيش الساساني واستولى سنة 623م على معبد بيت نار آذر كشناسب وحرقه انتقاما لانتزاع الصليب المدقس من بيت المقدس(179)، ثم واصل سيره عن طريق (اشنه- رواندوز) الى نينوى، حيث اشتبك مع الجيش الساساني في معركة كبيرة كان من نتيجتها مقتل القائد الفارسي، مما ادى الى فرار كسرى وسيطرة هرقل على قصره سنة 628م واستعد لحصار المدائن العاصمة(180). وكانت منطقة شهرزور الكردية قد تعرضت جراء هذه المعارك الى تخريب ونهب واسعين واستمرت تحت السيطرة البيزنطية لغاية سنة 639م لأن الامبراطور هرقل كان يتعقب الملك كسرى في هذه المنطقة وقد قضى شهر شباط سنة 628م فيها ولم يترك مدينة او قرية في هذا الاقليم الا ودمرها، ثم توجه نحو منطقة اردلان في كردستان ايران(181). وقد اضطربت الامور بعد كسرى حتى كانت نهاية الساسانيين على يد المسلمين الفاتحين في عهد ملكهم يزدجرد. الهوامش: -موسى الخوريني: مؤرخ ارمني شهير ولد في القرن السادس الميلادي في قرية خورين ضمن اعمال ولاية موش، وضع تأريخا لارمينيا يتناول فيه الحوادث التي شهدتها ارمينيا قبل عام 44م، وقد اعتبره البعض هيرودوت الارمن ينظر: مروان المدور: الارمن عبر التاريخ ن ص 307-308، جمال رشيد: لقاء الاسلاف، ص 203، وقد جانب المؤرخ الدنماركي كريستنسن الصواب عندما ذكر ان موسى الخوريني الف تأريخ ارمينيا في القرن التاسع الميلادي، كريستنسن: ايران في عهد الساسانيين، ص 66. 110-نهر اراكس: نهر عذب يخرج من نواحي ارمينيا الداخلية ينتهي بعضه الى باب ورثان، والبعض الآخر الى بحيرة طبرستان (الخزر- قزوين) ينظر: ابن حوقل: صورة كتاب الارض، بيروت مكتبة الحياة، ص 296، المقدس البشاري: احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم القاهرة مكتبة مدبولي الطبعة الثالثة 1991، ص 23. 111-جمال رشيد: لقاء الاسلاف، ص 203-204، وقد وقع احد الباحثين المصريين في الخطأ عندما استند الى رواية موسى الخوريني في اشارته الى انتصار كورش على استياجز عام 550 ق.م وربطه الاحداث مع الملك الارمني تيكران. فايز نجيب اسكندر: الفتوحات الاسلامية لارمينية، 1982، ص 96-97 هامش 147، وانزلق الى الخطأ مرة ثانية في كتابه الآخر: المسلمون والبيزنطيون والارمن في ضوء كتابات المؤرخ الارمني سيبيوس دار الحكمة اليمانية 1412-1993، ص 97 هامش 204. 112-م. ن، ص 204. 113-مينورسكي: الكرد احفاد الميديين، مجلة المجمع العلمي الكردي المجلد الاول العدد الاول، بغداد 1973، ص 561، ترجمة كمال مظهر احمد. 114-مينورسكي: تأريخ قفقاسيا نقلا عن جمال رشيد: لقاء الاسلاف، ص 206. 115-كريستنسن: ايران، ص 65، مروان المدور: الارمن، ص 187-188. 116-الجودي/ جبل شامخ يقع في اقليم بهتان (بوتان) في كردستان تركيا على بعد 25 ميل شمال شرقي جزيرة ابن عمر، ارتفاعه يبلغ 13500 ق.م، وترجع شهرته الى الروايات السريانية والارمنية القديمة التي تذهب الى ان سفينة نوح عليه السلام استقرت عليه بعد الطوفان. دائرة المعارف الاسلامية، كتاب الشعب مج 13 ص 34، فالمصادر النصرانية تذكر ان جبل الجودي او جبال كوردوئيين Gordyen (بالسريانية قردو وبالارمنية كردوخ) هو المكان الذي استقرت عليه سفينة نوح عليه السلام، وهو التحديد الذي ذكر في الترجوم (الترجمة الكلدانية للعهد القديم) وهذه المصادر تستند الى الرواية البابلية التي دونها الكاهن البابلي (بيروسوس) في النصف الاول من القرن الثالث ق.م وعلى ايام الملك السلوقي انتيوخس الاول (280-261 ق.م). محمد بيومي مهران: دراسات تأريخية من القرآن الكرديم (4) في العراق، الاسكندرية دار المعرفة الجامعية 1995، ص 47، اما الروايات الارمنية المتاخرة التي ظهرت في القرنين الحادي عشر والثاني عشر فتشير الى ان السفينة استقرت على جبل ارارات (وبالارمنية ايراراط) بتأثير الكتاب المقدس الذي يقول بان الفلك استوت على جبل ارارات. ومن جهة اخرى تعزى تأثيرات الكتاب الاوربيين على الروايات الارمنية التي تستند ايضا على ماورد في الكتاب المقدس لسفر خاطيء، هو سفر التكوين الاصحاح الثامن، الآية 24. دائرة المعارف الاسلامية مج 13، ص 34-35، ولحل هذا الاشكال يلوح للباحث ان ذكر اسم ارارات في العهد القديم لاينفي الحقيقة السابقة لو عرفنا ان المقصود بالاسم المذكور هو بلاد اورارتو التي تشمل بين مرتفعاتها جبل (كودك)، هذه البلاد التي لابد وان توسعت وشملت اثناء الامبراطورية في مرحلة ما بلاد (قردو) لزمن غير قصير. لذلك فان اسم ارارات في ايام تدوين العهد القديم كان يعني بلاد اورارتو بجميع جبالها ووديانها وسهولها ومدنها التي ظلت هذه التسمية الشامخة بعد ذلك صفة محددة في اسم جبل ارارات فقط الان. جمال رشيد: دراسات كردية، ص 96-97، ومهما يكن من امر فان قصة الطوفان كما جاءت في التوراة ليست قصة عبرية اصيلة، وانما اخذها اليهود من ميزوبوتاميا (بلاد مابين النهرين)، ولكن القصة لم تنقل بصورة عمياء وانما تصرفوا فيها بطريقة تتفق واهداف كتابهم المقدس؟ ول ديورانت: قصة الحضارة، القاهرة 1961، ج 2 ص 368، ترجمة محمد بدران، جيمس فريزر الفلكلور في العهد القديم، ج 1 ص 113 ترجمة ابراهيم مراجعسة حسن ظاظا. 117-زوزن او زوزان: كلمة كردية تعني المراعي العالية. 118-خداي نامه: كتاب سير ملوك العجم، كتاب بهلوي ساساني في تأريخ وسير ملوك ايران من عهد كيمرت حتى اخر ملك ساساني، كتب في زمن يزدجرد الثالث (633-651م) وقد ترجمه الى اللغة العربية ابن المقفع المتوفي حوالي سنة 143 ه / 760م ولكنه فقد. كريستنسن: ايران، ص 46/ طه ندا: دراسات في الشاهنامه الاسكندرية الدار المصرية للطباعة 1954، ص 27. 119-كارنامه اردشير بابكان: كتاب اعمال اردشير، كتاب باللغة البهلوية الف في اواخر العهد الساساني حوالي سنة 600 ويتحدث عن اعمال الملك اردشير: ويتعرض احيانا لاعمال ابنه شابور وحفيده هرمز الاول، طبع في بومباي في الهند عام 1896م. ادوارد براون: تأريخ الادب في ايران، ج1 ص185، طه ندا: دراسات في الشاهنامه ص 30. 120-م. ن. ص 46. 121-حماسه سرائي در ايران: ذبيح الله صفا نقلا عن طه ندا: المرجع السابق ص 28. 122-الطبري: تأريخ الرسل والملوك، مصر دار المعارف، ج2 ص817 تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، ابن الاثير: الكامل في التأريخ ج1 ص133. 123-كوجران: كلمة كردية تعني القبائل الرحل ومازالت مستعملة في الوقت الحاضر (الباحث). 124-جمال رشيد: دراسات ص 134 هامش 19. 125-سورة الانبياء، الآية 68. 126-الطبري: ج1 ص 24، ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، مج1 ج1 ص 137-138. 127-جمال رشيد: دراسات كردية، ص 84. 128-حمزة الاصفهاني: تأريخ ملوك الارض والانبياء، برلين 1340 ه، ص 151. 129-عباس محمود العقاد: ابراهيم ابو الانبياء، القاهرة (د.ت)، ص 69، جمال عبدالهادي محمد مسعود: تأريخ الامة المسلمة الواحدة، المنصورة درا الوفاء للطباعة والنشر1411 هـ - 1991، ص 175، بطرس عبدالملك: قاموس الكتاب المقدس: ص 13، احمد سوسة: ملامح من التأريخ القديم ليهود العراق، ص 275، محمد بيومي مهران: اسرائيل، ص 1-5، الكتاب المقدس: ص 13، احمد سوسة: ملامح من التأريخ القديم ليهود العراق، ص 275، محمد بيومي مهران: اسرائيل، ص 1-5، رشيد الناضوري: المدخل في التطور التأريخي للفكر الديني، ص 174. 130-حسن بيرنيا: تأريخ ايران القديم، ص 27، طه باقر: تأريخ ايران القديم، ص 26، احمد فخري: دراسات في تأريخ الشرق القديم، ص 210، جمال رشيد: تأريخ الكرد القديم، ص 111. 131-ابو الريحان البيروني: الآثار الباقية عن القرون الماضية، ص 3-4. 132-جمال رشيد: دراسات كردية، ص 82، ومن الجدير ذكره ان المفكر الاسلامي ابا الاعلى المودودي يؤكد ان ابراهيم الخليل -عليه السلام- ولد في مدينة اور وانه كان معاصرا لاورنمو احد ملوك سلالة اور الثالثة لذي امر بحرقه اثناء تحديه له في المناظرة التي اوردها القرآن الكريم في سورة البقرة الآيات 527-528. ينظر بهذا الصدد: Syed Abu lA'Lamaududi, The Meaning of The Quran, published Board of Islamic publicants, Delha First edition September 1973. p 95. ابو الاعلى المودودي: المصطلحات الاربعة في القرآن الكريم، الكويت دارالقلم ص20. 133-الفردوسي: ابوالقاسم منصور ابن مولانا فخرالدين احمد ولد في قرية من ناحية طيران وهي احد اقسام مدينة طوس الحالية حوالي 329 ه وتوقي عام 411 هـ، ويقال انه نظم الشاهنامه في خمسة وثلاثين عاما، ويبلغ عدد ابياتها مابين خمسين الى ستين الف بيت شعري، وقد قسمت الشاهنامه تأريخ الفرس منذ اقدم العصور حتى الفتح الاسلامي الى اربع دول حكمت لمدة 3874 عام. ينظر بهذا الصدد: ابوالقاسم الفردوسي: الشاهنامه. ترجمها من الفارسية الفتح بن علي البنداوي، تعليق عبدالوهاب عزام، ج1 ص 49-52، طه ندا: دراسات في الشاهنامه، ص9. 134-ابو منصور الثعالبي: غرر اخبار ملوك الفرس وسيرهم، طهران مكتبة الاسدي 1963 ص 20-21، وقارن ابو حنيفة الدينوري: كتاب الاخبار الطوال، ليدن 1888، ص 26-27، حيث يشير الى ان الحيتين كانتا تتغذيان بامخاخ اربعة من البشر. 135-ن. ن، ص 24-25 حيث يخالف نص الشاهنامه على اعتبار ان الصديقين ارماييل وكرماييل كانا طباخين للملك. 136-الفردوسي: الشاهنامه، ص 22، الثعالبي: غرر السير، ص 26، الدينوري: الاخبار الطوال، ص 26-27. 137-ادوارد براون: تأريخ الادب، ايران، ص 220 نقلا عن كارنامك اردشير، ترجمة صادق هدايت، ابو القاسم الفردوسي: الشاهنامه، ص 42-43. 138-ادوارد براون: تأريخ الادب، ايران، ص 222. 139-على اساس ان الدولة الاخمينية حكمت من 583 ق. م وان الفتح الاسلامي لبلاد فارس بدأ في سنة 636م. 140-احمد بن ابي يعقوب واضح اليعقوبي: تأريخ اليعقوبي، بيروت دار صادر 1960. مج1 ص 158. 141-Encyclopedia Americanm International editition, vol, 16. p. 602. ا. ج. اربرى: تراث فارس، ص 254-255. 142-طه باقر: تأريخ ايران القديم، ص 37-38. 143-م.ن، ص 39-40. 144-حسن بيرنيا: تأريخ ايران القديم، ص 76، طه باقر: تأريخ الحضارات، ص 573، احمد فخري: دراسات في تأريخ الشرق، ص 215. 145-م. ن، ص 98، احمد فخري: المرجع نفسه، ص 226. 146-ينظر بهذا الصدد: طه باقر: تأريخ ايران القديم، ص 40، حسن بيرنيا: تأريخ ايران القديم، ص 62، احمد فخري: دراسات في تأريخ الشرق الديم، ص 214، احمد امين سليم: دراسات في تأريخ الشرق الادنى، ص 206، وقد جانب الصواب المؤرخ الكردي محمد امين زكي عندما اعتبر الملك الميدي كي اخسار اخا للملك فراورتيس، محمد امين زكي: خلاصة تأريخ الكرد. ص 106-107. 147--طه باقر: المرجع نفسه ص 589. حسن بيرنيا: المرجع نفسه ص 138. 148-محمد أمين زكي: المرجع نفسه ص 109، جمال رشيد: تأريخ الكرد، ص 119. 149-طه باقر: مقدمة في تاريخ الحضارات، ص 590، جمال رشيد: المرجع نفسه ص 119. 150-طه باقر: تأريخ ايران، ص 95، جمال رشيد: المرجع نفسه ص 120. 151-مروان المدور: المرجع نفسه ص 156-157. 152-جمال رشيد: لقاء الاسلاف، ص 193. 153-م. ن، ص 193. 154-جمال رشيد: تأريخ الكرد ص 127. 155-محمد امين زكي: المرجع نفسه، ص 111. 156-كريستنسن: ايران، ص 76. 157-م. ن. ص 77، طه باقر، تأريخ ايران، ص 113. 158-جمال رشيد، تاريخ الكرد، ص 131، في حين ان معلق الشاهنامه يذكره باسم ملك الميديين، ينظر لفردوسي: الشاهنامه، ص 34، تعليق عبدالوهاب عزام. 159-كريستنسن: المرجع نفسه، ص 209. 160-جمال رشيد: تأريخ الكرد، ص 131. 161-حسن بيرنيا: تأريخ ايران، ص 225. 162-فتحي عثمان: الحدود الاسلامية البيزنطية بين الاحتكاك الحربي والاتصال الحضاري، الدار القومية للطباعة والنشر (د. ت)، ص 116. 163-وهي ارزون (ارزنم)، موك (موش)، زابده (جزيرة ابن عمر)، ورمين، كاردو (امد- دياربكر). جمال رشيد: تأريخ الكرد، ص 132. 164-محمد امين زكي: م. ن. ص 114، مروان المدور: م. ن. ص 176، وفي هذه الفترة اعتنقت ارمينيا النصرانية. 165-طه باقر: م. ن. ص 130. 166-كريستنسن، م. ن. ص 226. 167-The cambriadge medeval History, The Christion Roman Empire, Cambriage university press, 1975 V. 1, 61-71. 168-كريستنسن: م. ن. ص 229، بيرنيا: م. ن ص 37، طه باقر: م. ن. ص 130، فتحي عثمان: م. ن. ص 116. 169-محمد امين زكي: م. ن. ص 115 هامش 1، ولاتزال اثار هذه القلعة العظيمة وسورها العريض المحيط بالمدينة ماثلين للعيان (الباحث). 170-اميانوس مر كلينوس: ضابط روماني من اصل يوناني. كان جريئا وراوية من الطرز الاول. كريستنسن: م. ن. ص 229. 171-بيرنيا: م. ن. ص 237، محمد امين زكي: م. ن. ص 115، جمال رشيد: م. ن. ص 133. 172-كريستنسن: م. ن. ص 338. Cambriadge Medieval History, V, 1, p 70 173-محمد امين زكي: م. ن. ص 118. 174-بيرنيا: م. ن. ص 272-274، فتحي عثمان: م. ن. ص 118. 175-اربري: تراث فارس، ص 500، فتحي عثمان: م. ن، ص 118. 176-بيرنيا: م. ن، ص 275، فتحي عثمان: م. ن، ص 118. 177-محمد امين زكي: م. ن، ص 120 نقلا عن دائرة المعارف الاسلامية، ج 2 ص 1034


مدير مركز الدراسات الكوردية في جامعة دهوك الدكتور فرست مرعي إسماعيل


دمتم بود أخوتي الأعزاء
 
سباس برا عبدو كورديش موضوع مهم الاطلاع عليه تسلم ايدك برا واتمنى لك الموفقية والنجاح و الى الامام دائما برا ئازيز
 
موضوع حلوة بس ياريت نقصر المواضيع شوي تحياتي الك
 
أعلى