((تعصب القوميات بين الفعل ورد الفعل))

كان في مرحلة التعليم الاساسي , حينما سمع ذلك القانون لاول مرة . سمعها من اساتذة وطلاب , اصدقاء وزملاء , حتى تسنى له ان حفظه عن ظهر قلب.
اما القانون فكان "لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه" هنا يبدأ الطالب بالحديث فيقول :
شكرا للقوميين العرب , شكرا لاولئك المتشددين قوميا وفكريا , فهم يُعرّفون عن تاريخهم الحديث كغزاة فيما فعلوه وامثالهم بحق الإنسان الكوردي , بعد أن كان الأخير قد نسي كل رد -بالمثل- قد زرعه لهم ,ولامثالهم من اصحاب قوميات فاشية, بفعل ارادي وفخر عبر التاريخ . فما , اكثر القوميين الفرس و الترك , الا نسخة من تعصب يفوق نفاق قوميّ الشرق باضعاف,
شكرا لانهم يذّكرون الكوردي , بأن الدنيا ليست كلها في عداد الطيبين. كان من الممكن ان يعيش اناس متعددي الثقافة والانتماءات والمذاهب والاديان في بيئة جغرافية واحدة, لولا وجود بائعي القومية من نفس البيئة المعاشة. وكان من الممكن ان تعم الدنيا السلام لولا تفوق كلمة الترهيب على الترغيب. وكيف لا وهم واجهة الدين الاسلامي في بلاد المشرق بالنسبة للعالم, أوليست سوريا والعراق دول مسلمة ؟ أوليست ايران دولة مسلمة ؟! أم تركيا ,الدولة العلمانية في الدستور والمسلمة بغالبية شعبها !! وهم ناكري حقوق الانسان وكيف لا وهم النخبة الاولى والمنبع الذي خرج منه الدين.
يكفرون ويحللون حسب ما تقضي اهواءهم, يتساءل بسرعة جنونية مامعنى قول الله تعالى "الأعراب اشد كفرا ونفاقا"؟
ينسى البعض من حاملي راية السلام ان الكورد بالغالبية العظمى هم الاسلام.
ينسى البعض من اصحاب قوميات عادلة, ان الكورد ومنذ الالاف السنين هم جيران للعرب وللفرس والترك. إنما هم المسلمون بالدرجة الاولى . يريدون للكوردي والبلوشي والامازيغي ان يعيشوا تحت سقف حكم القومجيين , ظنا منهم أنهم اصحاب عقيدة وفكر سوي . وان الارض مصككة فقط تحت اسمهم , وعلى الآخر ان يرضى أو يموت . الموت حياة ! ردة فعل خجولة . المتعصبون يرفضون اي فكرة أو مشروع أو حتى حلم يضر بمستقبل بقومياتهم , بغض النظر فيما إذا كان ذاك الحلم هو حق مشروع أو مطلب شعبي . ما من شعب لا يحن إلى مشروع وطن يجمع كل ابنائه في اطار مفهوم اسمه "الوطن", ينتمي إليه كل من تركه هربا من بطش حكام وحكومات الشرق الادنى , وطن يُرفع فوق سمائه علم يمثل وجوده , الكورد , البلوش , الامازيغ شعوب تعيش على ارضها ككل الشعوب. لهم لغة وتاريخ . لهم حكايات مع الجبال ومع والسهول.
,إن الارض هي لكل البشر, وليس عليها اشخاص متميزون عن غيرهم , سوى بالتقوى لله تعالى . لا حكام اصللين أو اصحاب فخامة , إنما هذه الارض هي للإنسان , خليفة الله على الارض , يعيش فوقها كل الشعوب وجميع الامم
كائنا من كان ,لا يهم هوية يحكم إن كان هذا الحاكم لا يهدد ولا يلغي وجود غيره, قالها بصوت خافت .
ضمان استقرار وازدهار بلد ما , مرتبط بشكل اساسي بإحترام الدستور لحرية الفرد وحمايتها ,يكمن ذلك في احترام كل فرد لخصوصيات غيره طالما أنه لا يأذيه ضمن البيئة الواحدة.
مثل الافراد في بلد ما, كمثل الورود في الحديقة ,لا تكون للحديقة جمال الا اذا تنوعت الورود بالوانها وعطرها , وكذا الشعوب تكون قوية إذا استطاعت استغلال التنوع الثقافي والديني والإجتماعي لخيرهم وليس لخلق الصراع وبث الكره فقط من اجل الإختلاف .
اي فرد يحاول زرع التفرقة والتمييز بين فيسفساء الوطن الواحد هو عاقة المجتمع , بل هو المجرم الأكبر والمتعصبون هم العاقة وهم الاجرام. ,
19-6-2013
حسين محمد عباس
www.facebook.com/yahawar
 
أعلى