يقول المؤرخ الكوردي المعروف "محمد أمين زكي بك"

G.M.K Team

G.M.K Team
يقول المؤرخ الكوردي المعروف "محمد أمين زكي بك" في كتابه: "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن"-الجزء الأول. حيث يقول فيه، ص(248):
((حقا إن التاريخ مرآة العبر والعظات فيجب على المرء أن يدرسه دراسة تدبير وإمعان كي يستفيد من دروسه ويعتبر بعظاته البليغة، فلا يقع في الأغلاط والأخطاء التي وقع فيها غيره من الذين حفظ التاريخ أخطاءهم. وقد سبق القول إن العامل الأكبر والسبب الأوحد في إخفاق الثورات والحركات الكردية هو الجهل المتفشي بين أفراد الشعب ورجال العشائر وعدم إدراك الزعماء والأمراء القائمين بالأمر فيهم، حقيقة الظروف والأحوال المحيطة بهم. هكذا كان الأمس الدابر ولا يزال كذلك حتى الآن...)).
وفي ظني لو أن المؤرخ كتب مقولته هذه في الوقت الحاضر لأضاف إلى الذين عدّدهم، أغلب قادة الأحزاب الكوردية والمؤثرين فيها، في سوريا خاصة–أيضا.
أردنا التذكير –هنا-بالتاريخ وضرورة الاطلاع عليه لأنه الخزّان الذي يحوي كل الوقائع والأحداث في الماضي، ومنه نستمد العبرة والعظة. وإن القراءة الخاطئة له تؤدي بنا إلى فهم خاطئ للأحداث والعبَر منها، ومن ثم الى سلوك خاطئ في الفعل والبناء... وربما الوقوع في كوارث.
فالحالة هنا شبيهة بما تقوله مقولة منطقية: "المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة".
فإذا التقطنا خلاصات ونتائج وعبر وعظات حوادث التاريخ صحيحة، فإنها ستصبح بمثابة مادة تمثل المقدمات الصحيحة والتي حتما ستؤدي إلى نتائج صحيحة.
ان التاريخ هو الملاذ الوحيد لمعرفة التغييرات والتطورات، التي مر بها الإنسان في محاولاته لفهم الحياة، وتنظيم معطياتها، للتمكن من توفير ظروف عيش أسهل لها، ويتوفر فيها مستوى من الرفاهية، فضلا عن بذل الجهود لفهم طبيعة الكون وما فيه من أسرار، ودور الإنسان فيه.
فمنذ أن تحرر الإنسان من مرحلة الأسطورة في أسلوب تفسير الظواهر الطبيعية، وفهم فعالية النفس البشرية، ونمو التفكير المنطقي لديه...على يد فلاسفة، ومنهم الثلاثي الشهير "سقراط-أفلاطون-أرسطو" من فلاسفة اليونان ـ وغيرهم من الفلاسفة والمفكرين والعلماء. وكان "أرسطو" له الريادة في اكتشاف ما أسماه " قوانين العقل" أو "مبادئ العقل" فكان المؤسس لما عرف بـ "علم المنطق" أو "المنطق الصوري". إذ أن كلمة، "الصوري" مشتقة من الصورة-الشكل-فهذا المنطق يهتم بالشكل(الصورة) لا المضمون (المحتوى).
منذ ذلك الوقت –وقبله أيضا-فإن العقل البشري يتطور، ويتلمس السبل التي تضبط فعاليته للفصل بين الحقائق والأوهام.

محمد قاسم
 
أعلى