خليل سنجاري : وقفة مع اتفاقية ١١ اذار ١٩٧٠

G.M.K Team

G.M.K Team
12.jpg


خليل سنجاري : وقفة مع اتفاقية ١١ اذار ١٩٧٠
كتبتها قبل اكثر من عقد من الزمن واعيد نشرها العام الماضي وها اعيدها اليوم ثانية
استولى حزب البعث العربي الشوفيني مقاليد السلطة في العراق في ١٧ تموز ١٩٦٨ ومن اجل ان لا تتكرر تجربة سقوطهم في عام ١٩٦٣ وان لا يقعوا في نفس الخطأ الذي ارتكبه حرسهم القومي الذين ارتكبوا انذاك ابشع الجرائم واقذرها قساوة
لذلك وضع الانقلابيون الجدد خطط وسياسات خاصة تتكون من عدة مراحل لحل القضية الكردية تكتيكيا او الاقضاء عليها نهائيا وذلك لان حزب البعث كان قد قيم سياسته القديمة وشخص العوامل الاساسية التي لعبت دورا بارزا في سقوط نظامه انذاك وهو دور الحركة التحررية الكردية بقيادة القائد الخالد مصطفى البارزاني في اسقاط نظامه عام ١٩٦٣ فكان لابد من اتخاذ تدابير جدية للحد من تأثير الثورة الكردية على نظامهم الجديد حتى يتمكنوا من تصفية معارضيهم وابعاد مناوئيهم وترتيب بيتهم الداخلي وتثبيت اركان حكمهم اقتصاديا وسياسيا واداريا .
فباشروا بتنفيذ اولى مراحل تلك الخطة التي تمثلت في حسم القضية الكردية عسكريا وذلك من خلال شن حملة عسكرية واسعة و كبيرة على كردستان ومعاقل ثورة ايلول وذلك بمساعدة فرسان الكرد وجحوش ٦٦ ولكن سرعان ما تحطمت تلك الخطة على يد قوات الثورة الكردية والبيشمرگة الابطال خاصة في معركة هندرين الشهيرة بقيادة المناضل الراحل ادريس البارزاني
عندها توصل قادة حزب البعث الشوفيني الى قناعة تامة بانه ليس بامكانهم القضاء على الثورة الكردية وحركتها التحررية عسكريا وانما يجب الالتفاف عليها سياسيا وتكتيكيا وتمحور عن ذلك الدخول في مفاوضات سياسية بنية خبيثة وغير صادقة مع قيادة الثورة الكردية وبعد مفاوضات طويلة انبثق عن ذلك اتفاقية ١١ اذار ١٩٧٠ التاريخية الذي ارغم النظام الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي والمتمثلة بالحكم الذاتي لكردستان العراق وكان ذلك بمثابة انتصار تاريخي كبير لثورة ايلول ولشعبنا الكردي كما اتفق على تنفيذ كافة بنود تلك الاتفاقية خلال فترة اقصاها اربعة سنوات رغم شكوك قيادة الثورة الكردية بنوايا النظام في تنفيذها، وسرعان ماتبين ذلك الى العلن من خلال ممارسات النظام العنصرية والدكتاتورية والتخريبية وكشف عن وجهه الحقيقي وسياساته الشوفينية عبرالخطط التالية :
١- اعتقد النظام بان اعلان بيان اذار١٩٧٠ سيؤدي الى نشوب الاقتال الداخلي بين الاكراد انفسهم اي بين البيشمركة وبين الفرسان وجحوش ٦٦ وذلك سوف يضعف الثورة الكردية ويسهل القضاء عليها الا ان البارزاني الخالد تنبه لذلك مبكرا واصدر العفو العام على كل من تعاون مع النظام الفاشي وبذلك سد الطريق امام الاقتتال الداخلي الذي كان يتمناه اقطاب النظام
٢- حاول النظام خلق فجوة بين الحركة التحررية الكورية وحلفائها والمتمثلة بالاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي والاحزاب الاشتراكية والشيوعية العالمية بما فيها الحزب الشيوعي العراقي وذلك من خلال ابرام الاتفاقيات العسكرية والعقود الاقتصادية و المكاسب السياسية و نجح النظام من عزل الحركة التحررية الكردية من حلفائها وكسب ثقة الحزب الشيوعي العراقي واعطائهم بعض الامتيازات وضربهم لاحقا بعد انتهاء دورهم
٣-قام النظام بتأميم نفط العراق وطرد الشركات الاجنبية وهذا وفر للنظام امكانيات اقتصادية هائلة استخدمها لاحقا في ملئ ترسانته العسكرية وشراء الذمم والضمائر داخليا وخارجيا
٤- قام النظام وحزب البعث بطرد المتعاونيين معهم في الانقلاب المشؤوم من القوميين العرب من انصار نظام عارف الثاني كعبدالرزاق نايف وغيره وزج معارضيه في السجون والمعتقلات و بتصفية مجموعة من رفاقهم الحزبيين وترتيب بيتهم الداخلي لصالح الدكتاتور صدام حسين ومجموعته
٥- نفذ النظام العديد من المؤامرات والدسائس ضد قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلى رأسها الماولات الفاشلة لاغتيال القائد الخالد مصطفى البارزاني لاعتقادهم بان البارزاني راس الحربة و القضاء عليه سيضع نهاية ابدية للقضية والثورة الكردية
لذا ارسلوا في محاولة الاغتيال الاولى مجموعة من الملالي ورجال الامن المفخخين بسيارتين الى حاج عمران وفجروا انفسهم بعد لقائهم بالبارزاني الخالد ولكن الله كان في عون البارزاني فنجا منه باعجوبة وفي المحاولة الثانية ارسل مخابرات النظام حقيبة سمسونايت دبلوماسية كهدية من رأس النظام الى البارزاني اوفشلت هذه المؤامرة ايضا لان البارزاني الخالد كان مطلعا على الخطة قبل بدئها وخرج سالما ومنتصرا في المحاولتين وبعدها نفذ النظام ومخابراته العديد من محاولات الاغتيال ضد قادة الثورة الكردية كما كان الحال في محاولة اغتيال نجل البارزاني ادريس في بغداد والتي بأت بالفشل ايضا وبعد كل عملية اغتيال كان النظام يتهم الصهيونية وعملائها بانها تقف وراء تخريب العلاقات الكردية العربية والعراقية في الوقت الذي كانت الاحداث والتحقيقات تثبت ضلوع ازلام النظام في جميع تلك الجرائم
٦- بعدها بدأ النظام وحزب البعث الحاكم بحملة من الارهاب والتخويف و الترحيل والتبعيد والتعريب والسجن والملاحقات ضد ابناء شعبنا الكردي عامة واعضاء ومناصري حزبنا الديمقراطي الكردستاني ثانية كما قاموا بتصفية اجزهة الجيش والشرطة والدوائر الحكومية من الاكراد
وبعد انتهاء فترة السنوات الاربعة لم يلتزم النظام تنفيذ بنود الاتفاقية وخاصة فيما يتعلق بوضع كركوك و اعتقد النظام بانه هيأ كافة مستلزمات الانتصار للقضاء على الثورة الكردية عسكريا وسياسيا فشن الحرب مجددا في ١١اذار١٩٧٤ على الثورة الكردية رغم كافة المؤامرات والدسائس التي قام بها النظام العفلقي حاول البارزاني اقناعهم بالتراجع عن قرار شن الحرب ضد الثورة الكردية وارسل قبل بدأ الحرب بعدة ايام نجله الكبير ادريس البارزاني الى بغداد لهذا الغرض الا ان النظام الفاشي والشوفيني كان مغرورا بقوته وباسلحته وامواله وحلفائه ولم يتراجع عن قراره ولكن البشمركة الابطال بقيادة البارزاني الخالد الحقوا بقوات النظام خسائر فادحة بالارواح والمعدات العسكرية هذه الخسائر البشرية والمالية والعسكرية الكبيرة هزت اركان النظام و جبروته وارغمته للتنازل لنظام الشاه المقبور لعقد اتفاقية ٦ اذار الخيانية عام ١٩٧٥ مع ايران وذلك في اجتماع دول اوبك المنعقد انذاك في الجزائر وبوساطة مباشرة من الرئيس الجزائري المقبور هواري بومدين وبدعم واسناد وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر، تنازل النظام العفلقي في هذه الاتفاقية عن اراض عراقية برية ومائية وجزر عربية في الخليج العربي كجزيرة طنب الصغرى وطنب الكبرى وجزيرة ابو موسى واعطى بذلك مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة لايران معتقدا بان وقف الدعم الايراني سينقذ نظامه من السقوط والانهيار وسيقضي على الثورة الكردية وحركته التحررية والى الابد دون ان يعرف بان ذلك سيصبح الخطوة الاولى باتجاه سقوط النظامين العفلقي والشاهنشاهي معا وان حبل المشنقة سوف ينتظر رقبة بطل الاتفاقية صدام حسين وان ينتهي هم وحزبهم ونظامهم والى الابد وان يخرج الشعب الكردي وحركته التحررية بقيادة البارزاني الخالد منتصرا محققا الفيدرالية والكثير من المكتسبات السياسية والاجتماعية والادارية والاعلامية والاعتراف الدولي ويوصل فيه شعبنا الى ما نحن فيه الان من ازدهار وان يتحول معسكرات اربيل ودهوك الصدامية الى منتزهات سياحية وان تتمركز في اربيل العشرات من الممثليات والقنصليات الدولية بما فيها قنصليات دول الدائمة العضوية في مجلس الامن كامريكا وروسيا والصين وفرنسا وانكلترا واليوم يتخذ العشرات من الشركات والمؤسسات الدولية من كردستان مواقعا للمساهمة في اعمار وتطوير البلاد والاستثمار فيها ،وتحولت اربيل الى مركز استقطاب وزيارات قادة دول العالم وعادت كركوك قلب كردستان الى ابنائه.
واليوم يحاول تنظيم داعش الارهابي ان يكرر سياسات حزب البعث المقبور والنظام الفاشي تحت مسميات اسلامية للنيل من شعبنا وامتنا ووطننا كردستان الا ان مصير التظيم الارهابي الداعشي سوف لا يكون احسن من مصير الدكتاتورية العفلقية التي سبقتهم في الارهاب وها هم يتلقون يوميا الضربات القاضية والمميتة على يد البشمركة الابطال وانشاء الله النصر قريب
 
أعلى