ديلاور زنكي :انتفاضة " آكري":

G.M.K Team

G.M.K Team
في عام 1925م قضي على انتفاضة الشيخ سعيد، فقتلت الحكومة التركية مئات الأكراد وزجت المئات في السجون، وأبعدت آلاف الأسر الكردية إلى مناطق الأتراك وأحرقت المدن والقرى في مناطق الانتفاضة، ولكن الحكومة التركية عجزت عن منع الأكراد من الانتفاضة وحركاتهم المطالبة بالحرية.
إن رؤساء العشائر الذين ساهموا في انتفاضة الشيخ سعيد ولم تستطع الحكومة التركية أن تنالهم بسوء حملوا السلاح وصعدوا إلى جبال كردستان.
في عام 1926م اعلن "بروتلي هسكي" في جبل آكري "آرارات" الحرب على الدولة التركية، وفي الخامس من شهر تشرين الاول عام 1917م أسس بعض الشخصيات الكردية الوجيهة والمتنورة جمعية "خويبون" في خارج البلاد ــ بيروت ــ بحمدون، أنشأت "خويبون" علاقات بــ "بروتلي هسكي" ثم نصب إحسان نوري باشا قائداً للقوات المسلحة وأرسلته في جيش كبير إلى جبل "آكري" لمساعدة "برو تلي هسكي" وبرئاسة " بروتلي هسكي" شٌكلت حكومة " آكري ".
وكانت خطة حكومة آكري هي "استقلال كردستان الشمالية " وحدها، وقد تعاملت مع الدول المحتلة باللطف وروح سياسية مرنة وأصدرت حكومة "آكري" مجلة " آكري" ومجلة "كازيا ولات".
وفي مدة وجيزة بلغ عدد المسلحين الأكراد أكثر من عشرة آلاف نفر... هاجمت الدولة التركية بالطائرات والمدافع و /100/ مائة ألف جندي جبل "آكري". .. وكانت القوات التركية تتكبد ــ في كل مرة ــ خسائر جسيمة. .. وكانت أحوال الجيش التركي تزداد بؤساً ورثاثة، فلما يئست الحكومة ولم تبق في يدها حيلة أرسلت "عصمت اينونو" في أيلول عام 1928م هيئة "لجنة" إلى حكومة "آكري" وفي خلال الاجتماعات جرت محادثات بين الوفد التركي والأكراد تم الاتفاق فيها على إعادة أولئك المهجّرين إلى كردستان من المناطق التركية، ولكن الأتراك لم يحالفهم الحظ في المراوغة والخداع فبدأوا يقتلون الأهالي العزل من السلاح إذ قتلوا في "كليي زيلان" ما يقارب /15000 / خمسة عشر ألف كردي.
لم تستطع الحكومة أن تقف مع المسلحين على قدم المساواة فعادت مرة أخرى إلى مؤامراتها الخبيثة ودسائسها، وحاورت الحكومة الإيرانية وخرجت الحكومتان من الحوار باتفاق على تسوية الحدود بينهما حيث تنازلت تركيا للفرس عن قطعة من الأرض في شرق مدينة "بيازيد" مقابل جبل "آكري الصغير" وهكذا وقع القسمان من جبل آكري تحت السيطرة التركية، فقطعت طرق الذهاب والإياب والإمدادات عن "آكري" لأن الحكومة التركية كانت قد حاصرت حكومة "آكري" من جميع جهاتها، وقطعت علاقاتها من جميع الأطراف، وقفت حكومة "آكري" رغم كل الصعوبات على قدميها شامخة عزيزة حتى عام 1931م وفي عام 1931م انقطعت الأغذية والأقوات والذخيرة عن الأكراد فاقتحموا جبهات النار حتى وصلوا إلى "إيران" ثم انهارت حكومة " آكري ".
ديلاور زنكي
 
أعلى