قيام الدولة الكوردية المستقلة وعاصمتها هولير اربيل

G.M.K Team

G.M.K Team
كشف مصدر كوردي رفيع أن رئيس "المجلس الأعلى الإسلامي" عمار الحكيم ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, طلبا من رئيس كوردستان مسعود بارزاني "التريث" وتأجيل إعلان الدولة الكوردية المستقلة, شمال العراق, كأحد الخيارات المطروحة للرد على سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي.وقال المصدر المقرب من القيادة الكوردية, إن بارزاني يحترم وجهة نظر الحكيم والصدر غير انه أبلغهما ان التصعيد الذي ينتهجه المالكي ضد الكورد سيؤدي الى الاسراع في اعلان الانفصال وقيام الدولة المستقلة, وبالتالي يتحمل "التحالف الوطني" الذي يقود الحكومة العراقية, مسؤولية أي قرار كوردي بالانفصال, لأنه لم يتخذ الخطوات الحاسمة وفي التوقيت المناسب ضد المالكي, نافياً ان يكون التوجه الى إعلان الدولة الكوردية المستقلة له علاقة بالوضع السوري, أو أن بارزاني ينتظر سقوط نظام بشار الاسد لكي يتخذ القرار النهائي.
وأشار المصدر الكوردي الى أن القيادة الكوردية في اربيل أجرت محادثات عميقة مع اطراف سنية وشيعية بشأن القرار الذي يمكن أن يقدم عليه بارزاني, لأن الخلافات تزداد صعوبة مع المالكي الذي بدأ يتعامل بمزيد من عدم الاكتراث والتحدي وبالتالي هناك حرص لدى رئيس كوردستان على شرح الكثير من التفاصيل لبقية الاطراف العراقية, وسط تسريبات بأن قيادات سنية بارزة في مقدمها رئيس البرلمان اسامة النجيفي ووزير المالية المستقيل رافع العيساوي, تؤيد الخطوة الكوردية باتجاه الانفصال وقيام الدولة الكوردية المستقلة وعاصمتها هولير اربيل.
ووفق المصدر الكوردي, فإن حزب "الدعوة" برئاسة المالكي عرض على "الاتحاد الوطني الكوردستاني" برئاسة الرئيس جلال الطالباني, اقامة تحالف سياسي يضم الى جانب الحزبين, حركة "تغيير" الكزردية برئاسة نور شيروان مصطفى امين, ويكون هدف هذا التحالف الثلاثي هو إجهاض اقامة دولة كوردية برئاسة بارزاني.
وقال المصدر ان حزب طالباني رفض العرض, كما رفض عرضاً ايرانياً بخروج محافظة السليمانية من اطار الدولة الكوردية الموعودة وبقاءها ضمن العراق الفيدرالي برئاسة المالكي, بحيث تقتصر دولة بارزاني على محافظتي دهوك و أربيل, مضيفاً أن القسم الأكبر من قيادات حزب طالباني رفض عرضي طهران والمالكي وأصر على البقاء ضمن أي دولة كوردية مستقلة في حال قيامها "لأن وحدة الصف الكوردي تمثل اكثر من خط أحمر بالنسبة لطالباني ومعاونيه في الحزب".
وحسب المصدر الكوردي, فقد حصل طالباني على ضمانات من الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الاوروبي, بدعم أمن واستقرار السليمانية امام اي تهديد ايراني محتمل لضمان بقائها ضمن اي دولة كوردية مستقلة, كما ان واشنطن ابلغت القادة الكورد ان وحدة الصف الكوردي امر حيوي بالنسبة للسياسة الاميركية في المنطقة.
وفي خطوة لافتة, ابلغت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب اردوغان, بارزاني انها ستؤيد قيام دولة كوردية مستقلة شمال العراق اذا كان الخيار الوحيد امام الكورد في مواجهة سياسات المالكي استناداً الى افادة المصدر الكوردي.
ورأى المصدر ان وراء تأييد حكومة حزب "العدالة والتنمية" في انقرة لدولة كوردية مستقلة برئاسة بارزاني, سببان جوهريان: الاول يتعلق بالستراتيجية التركية الاقليمية, فقيام دولة كوردية سيسهم في اضعاف النفوذ الايراني داخل العراق و كوردستان بشكل خاص.
اما السبب الثاني, فيعود الى تطورات الوضع السوري وبالتالي تعتقد حكومة اردوغان ان قيام دولة كوردية برئاسة بارزاني قد يمثل امراً حيوياً لاحتواء المشكلة الكوردية الاقليمية التي ستتصاعد بعد انهيار نظام الاسد, كما ان كوردستان المحاذي لمنطقة غرب كوردستان في مناطق القامشلي والحسكة السورية, سيفرضان نفسيهما كموقع جيوسياسي وجيو ستراتيجي مهم في سياق الأمن القومي التركي, وبالتالي يمكن لأنقرة ان تجد في الدولة الكوردية المستقلة شمال العراق منطقة استقطاب لمشكلة الكورد داخل تركيا, ما يترتب عليه انهاء العمل المسلح لحزب "العمال الكوردستاني" برئاسة عبد الله اوجلان والذي كلف الدولة التركية الكثير من الاعباء الاقتصادية والعسكرية والامنية.
وكشف المصدر الكوردي أن حكومة اردوغان مستعدة لأمرين ستراتيجيين لمساندة الدولة الكوردية, أحدهما إقناع السنة بدعم هذه الدولة برئاسة بارزاني والأمر الآخر يتمثل بقيام نوع من الاتحاد الكونفدرالي بين دولة بارزاني وبين تركيا.
 
أعلى