المشهد القادم -عماد نويران

G.M.K Team

G.M.K Team
المشهد القادم -عماد نويران
emad.jpg

لايخفى على أحد أن المشهد السوري على اعتاب تحولات استراتيجية، فحاليا هو على وشك تصفية أحد لاعبيه الاربعة والذين كانوا بدون ترتيب :
(( السلطة وجيشها - داعش - الفصائل الارهابية الاسلامية بقيادة القاعدة - قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الكرد
داعش والذي تحشد الجميع حوله الأن بعد أن كان يتمتع بغطاء تركي ، اصبح من نافل القول ان مسألة بقاءه في سوريا أصبحت متعلقة بجدول زمني محدد ولم يعد بارادة هذا الطرف أو ذاك .

وبناء على هذا التحول الاستراتيجي الجديد فان المناطق السوداء في سوريا والتي هي تشمل مايزيد عن 40% من مساحة الجغرافيا السورية سوف تسلم لعهدة الاطراف الثلاثة المتبقية .
فمناطق داعش في محافظتي حمص وحماة بالتأكيد ستصبح السلطة هي من سيستلمها .
ومناطق داعش في الرقة وماتبقى من الحسكة لايبدو أنها ستكون الا من نصيب قوات سوريا الديمقراطية
أما مناطق داعش في دير الزور فيبدو البت فيها أمرا صعبا لأنها ملتصقة بحدود العراق ومتعلقة بانهاء ملف داعش في العراق ، ولكونها مناطق غنية بالنقط ، إلا أن المرشحين الوحيدين لها لن يكون الا السلطة وقوات سوريا الديمقراطية ايضا التي ستصبح على حدود الدير لاحقا بعد سقوط مركدة المتوقع .

أما مناطق داعش في ريف حلب الشرقي ، فعصابات القاعدة المدعومة تركيا يبدو أنها تتجهز لتحتل الشريط الممتد بين جرابلس الى اعزاز وجنوبا وصولا الى مارع ، في حين يبقى ريف حلب الجنوبي بين القوات الديمقراطية والسلطة ، وتبقى منطقة الباب وهي أحد اهم حصون داعش مرشحة للسقوط في يد أي من الاطراف الثلاثة ، وهي مدينة هامة جدا لانها تشكل بوابة الريف الشرقي نحو حلب المدينة ، وأعتقد ان السلطة والروس لن يكونوا في وارد تركها تسقط بيد قوات معادية لهم ( ولكن سنرى) .

جغرافيا وبعد اتمام هذه التحولات التي اعتقد انها لن تتم قبل عام من الأن ، ستصبح الجغرافيا السورية وبغالبها مقسومة بين سوريا الديمقراطية والسلطة ، وسينحصر وجود الاسلاميين في ادلب وريف حلب الشمالي والغربي وبعض الجزر المعزولة في ريف حمص وريف دمشق وبالتأكيد المنطقة الجنوبية في درعا والقنيطرة التي ستتبع مناطق داعش فيها للقاعدة .

بقر الاسلاميين وفي خضم ابتهاجهم بالاحتلال التركي ، ينسون مايحدث في دمشق وغوطتها ، والتي تسير بخطى تابتة نحو تصفية وجودهم في داريا ولاحقا الغوطة الغربية ، بالاضافة الى الغوطة الشرقية ولاحقا القلمون ، لينحصر المشروع الاسلامي في شمال سوريا حصرا ، وبعض مناطق الجنوب التي لاارها شخصيا تشكل اي خطر على السلطة لانها تدور في فلك تعريصات ملك الاردن المتصهين الذي يريد الاستمرار بخلط الاوراق واتباع سياسة متوازنة بين اسرائيل وايران وحزب الله ، الى حين اتضاح المشهد في سوريا لتقديم اوراق الاعتماد للاطراف المنتصرة .

في عموم المشهد السوري تسير الأمور بالتأكيد لصالح طرفي السلطة وقوات سوريا الديمقراطية ، ولكن هذا لايعني ان الاسلاميين سوف ينكسرون بسهولة مع حليفهم التركي ، بل بالعكس فهم سيحاربون للحفاظ على ماتبقى لهم من جغرافيا يحتلونها في حلب وادلب حصرا ، وسيسسعون بشكل حثيت خصوصا في مدينة حلب للحصول على انتصار ولو تكتيكي .

لو سألني احدهم عن رؤيتك للصراع السوري لأجبت بأنه أحد اعهر الصراعات في العصر الحديث تسبب بقتل مايقارب من مليون شخص وتشريد أكثر من نصف الشعب وتدمير الدولة والجيش ، لنصل في النهاية لطاولة سياسية بين 3 فرقاء مبدئيا ، أحدهم عميل ارهابي يمثل مصالح دولة أجنبية فقط ، والثاني لص مجرم لم يتورع عن تدمير الحجر والبشر في سبيل الحفاظ على رئيس أقل مايقال عنه أنه شخصية من أحقر ماخرجه التاريخ البشري ، والثالث ورغم حسن ادارته للصراع إلا أن المأخذ عليه كثيرة وخصوصا فيما يتعلق بالبعد الوطني لمشروعه وبعض الجزئيات المتعلقة بالأحلاف التي انشأها ، إلا أنه يبقى الطرف الوحيد الذي يمكن ان يحمل لواء مشروع جديد لهذا الوطن ، وهنا تكمن أهمية العنصر الكردي في سوريا والتي لايجب أن ينساها أحد وخاصة العرب السنة الشرفاء قبل الكل بمقتصر المفيد المشروع الوحيد الذي يضمن مصلحتهم هو المشروع الديمقراطي الذي طرحه الكورد لجميع مكونات المنطقة وان غدآ لناضره قريب
 
أعلى